- هيمنت أخبار ترامب وفاغنر وبريكس على أحداث العالم السياسية الأسبوع المنصرم. فبعد أن سلم الرئيس الأمريكي السابق نفسه للسلطات القضائية في ولاية جورجيا في سابقة تاريخية أمريكية خرج للعالم بصورة مليئة بكل المعاني ولعل أهم ما ترمز إليه هو روح التحدي والإصرار على إثبات براءته. سيبقى ترامب حاضرا بقوة في المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة وحتى آخر يوم مع إعلان الرئيس الجديد. اللافت في الأمر (وهذه أيضا سابقة في تاريخ الحزب) أن الحزب الجمهوري قد تجسد في شخص واحد وقد أصبح واضحا - وباعتراف نقاد أمريكيين أنفسهم - أن حزب إبراهام لنكولن وروزفلت وريغان قد تحول إلى ما يشبه الطائفة (the cult) همه الوحيد التمسك برئيسه، أما القضايا المصيرية التي يكرس لها الحزب أولوياته فلا وجود لها في قائمة الحزب هذا العام. هذا عصر نادر يعيشه الحزب الجمهوري. إنه يقامر بتاريخه وبالبلاد في سابقة نحو المجهول. وسيتعين على الحزب إعادة ترتيب أولوياته من جديد إذا ما أراد أن يستمر كقوة سياسية هامة في البلاد خصوصا وأن المعطيات الديموغرافية تعمل ضده.
- وفي نفس الوقت أيضا شهد العالم على شاشات التلفزة طائرة زعيم فاغنر يفغيني بريجوجين وهي تهوي من كبد السماء محترقة ليلقى جميع ركابها مصرعهم على الفور. كان ذلك بعد مضي شهرين على التمرد الذي قاده نحو الكرملين قبل أن يتوقف في مسيرته تلك بعد تدخل من الرئيس البيلاروسي. وكما قال أحد المحللين الغربيين لقد وقع بريغوجين بقراره ذاك صك إعدامه. إن ظهور الرجل وشعبيته ونفوذه يطرح تساؤلات عن دوره كشخص وعن مؤسسته وعن الدولة الحاضنة له. ومن الواضح أن الرجل كان يرى أمورا في جهاز البيروقراطية الروسية لم تكن لتساعده على تنفيذ مهامه القتالية كما أعلن عن ذلك أكثر من مرة. وعلى أية حال فقد كان المرتزقة (القتل مقابل المال) عناصر أساسية في كل الفتوحات والحروب التاريخية. وكثيرا ما هددوا عرش البلاط الذي يعملون لصالحه. إن صعود بريغوجين من سجين سابق إلى طباخ للرئيس إلى قائد للمجموعة ثم مقتله يعكس أجزاء هامة من الحرب المتعثرة التي تشنها روسيا على أوكرانيا. ومن المؤكد أن الحياة السياسية والعسكرية للكرملين وللمؤسسة العسكرية الروسية لن تكون كسابقتها أثناء وجود بريغوجين.
- وفي الأسبوع ذاته استضافت جنوب أفريقيا قمة مجموعة دول البريكس (BRICS) في الإنجليزية تعني الطوب تجاوزا وفي مسمى هذا التجمع إشارة معنوية لأهدافه أنه يهدف للبناء. يأتي تجمع البريكس كنتيجة طبيعية لهيمنة التيار الذي تتزعمه الولايات المتحدة وأوروبا الغربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. والبريكس كما ينادي مؤسسوه ليس موجها ضد أحد وهو تجمع مفتوح لكل الدول للانضمام إليه. ويأتي قبول ملف انضمام المملكة والإمارات ومصر لهذا التجمع إضافة نوعية له. إن انضمام المملكة باعتبارها الخزان الإستراتيجي للطاقة لهذا التجمع سوف يقوي من دور التجمع وسوف يكسب المملكة مكانة مرتفعه في المجموعة. صحيح أن هناك عقبات تعترض عمل هذا التجمع وصحيح أن هناك تضاربا في المصالح بين دوله وصحيح أن الدولار الأمريكي ما زال العملة السائدة اليوم لكنه من الصحيح أيضا أن العالم يتغير وهو ما يزيد من أهمية هذا التجمع ومشروعيته سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
- ويأبى هذا الأسبوع أن يغادر بسلام. ونحن على وشك إرسال هذا المقال لمحرري الصحيفة تفاجئنا الأخبار بانقلاب عسكري في الجابون في الوقت الذي ما زال العالم فيه مشغولا بانقلاب النيجر. قبل أسابيع قليلة كان العالم فوق صفيح ساخن وما أن خفت درجات الحرارة حتى اشتعلت سياسيا في القارة المستقبل.
**نقلاً عن صحيفة اليوم
- وفي نفس الوقت أيضا شهد العالم على شاشات التلفزة طائرة زعيم فاغنر يفغيني بريجوجين وهي تهوي من كبد السماء محترقة ليلقى جميع ركابها مصرعهم على الفور. كان ذلك بعد مضي شهرين على التمرد الذي قاده نحو الكرملين قبل أن يتوقف في مسيرته تلك بعد تدخل من الرئيس البيلاروسي. وكما قال أحد المحللين الغربيين لقد وقع بريغوجين بقراره ذاك صك إعدامه. إن ظهور الرجل وشعبيته ونفوذه يطرح تساؤلات عن دوره كشخص وعن مؤسسته وعن الدولة الحاضنة له. ومن الواضح أن الرجل كان يرى أمورا في جهاز البيروقراطية الروسية لم تكن لتساعده على تنفيذ مهامه القتالية كما أعلن عن ذلك أكثر من مرة. وعلى أية حال فقد كان المرتزقة (القتل مقابل المال) عناصر أساسية في كل الفتوحات والحروب التاريخية. وكثيرا ما هددوا عرش البلاط الذي يعملون لصالحه. إن صعود بريغوجين من سجين سابق إلى طباخ للرئيس إلى قائد للمجموعة ثم مقتله يعكس أجزاء هامة من الحرب المتعثرة التي تشنها روسيا على أوكرانيا. ومن المؤكد أن الحياة السياسية والعسكرية للكرملين وللمؤسسة العسكرية الروسية لن تكون كسابقتها أثناء وجود بريغوجين.
- وفي الأسبوع ذاته استضافت جنوب أفريقيا قمة مجموعة دول البريكس (BRICS) في الإنجليزية تعني الطوب تجاوزا وفي مسمى هذا التجمع إشارة معنوية لأهدافه أنه يهدف للبناء. يأتي تجمع البريكس كنتيجة طبيعية لهيمنة التيار الذي تتزعمه الولايات المتحدة وأوروبا الغربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. والبريكس كما ينادي مؤسسوه ليس موجها ضد أحد وهو تجمع مفتوح لكل الدول للانضمام إليه. ويأتي قبول ملف انضمام المملكة والإمارات ومصر لهذا التجمع إضافة نوعية له. إن انضمام المملكة باعتبارها الخزان الإستراتيجي للطاقة لهذا التجمع سوف يقوي من دور التجمع وسوف يكسب المملكة مكانة مرتفعه في المجموعة. صحيح أن هناك عقبات تعترض عمل هذا التجمع وصحيح أن هناك تضاربا في المصالح بين دوله وصحيح أن الدولار الأمريكي ما زال العملة السائدة اليوم لكنه من الصحيح أيضا أن العالم يتغير وهو ما يزيد من أهمية هذا التجمع ومشروعيته سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
- ويأبى هذا الأسبوع أن يغادر بسلام. ونحن على وشك إرسال هذا المقال لمحرري الصحيفة تفاجئنا الأخبار بانقلاب عسكري في الجابون في الوقت الذي ما زال العالم فيه مشغولا بانقلاب النيجر. قبل أسابيع قليلة كان العالم فوق صفيح ساخن وما أن خفت درجات الحرارة حتى اشتعلت سياسيا في القارة المستقبل.
**نقلاً عن صحيفة اليوم