مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
( جزمة) البشير و(جناية) الجنائية الدولية
( جزمة) البشير و(جناية) الجنائية الدولية
20/03/2009
لطفي فؤاد أحمد نعمان، نيوزيمن:

أوجبت مذكرة توقيف الرئيس عمر البشير التعامل معها. رفضاً لها بتلويح الرئيس البشير بـ’’جزمته وعصاه’’. (أو الاحتجاج القانوني الأليق). وقبولاً من معارضيه. وذهولاً من سبق (القرار الجنائي الجاني) على استقرار السودان وفرص إحلال السلام فيه.

ليست المرة الأولى التي يضع فيها –لفظياً- الرئيس السوداني (أعداء السودان) ’’تحت جزمته’’ فقد عرف عن الرئيس البشير سرعة انفعاله حال تعرض كرامته لأدنى مس، ما يدفعه إلى الاستعانة بأقرب وسيلة دفاعية تنفيسية تستخدم في هذه الحالات، غير أن (جناية الجنائية الدولية) على السودان هذه المرة فضحت اتساع قاعة جزمته لها و’’من يتشدد لها’’! كما ظل شبح الجنائية الدولية يذكره دائماً بجزمته، ذكَّره طرده لعدد من منظمات الإغاثة بأهمية تولي حكومته مسئولية إغاثة إقليم دارفور!.

دارفور والجنوب السوداني الطافيان على بحر من الثروات أجج أطماع الخارج، وفضح عجز الداخل الأَوْلَى باستثمار هذه الثروات الاستثمار الأمثل ليحدث السودان تحولاً في الخارطة العربية بدلاً عن إهدار طاقة بشره و(بشيره) في الحروب ومحاولات الانقلاب (آخرها مايو – أيار 2008م) وتعميق المأساة أكثر وتوسعة نطاقها!.

الثروات السودانية يستوجب استخراجها مناخاً سلمياً شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما على أهمية تحقيقه في السودان، غير أن هذا التشديد لا يلتقي والتحريض بـ(المذكرة الأوكامبوية) على (الاستبعاد الانقلابي) كإجراء محتمل ضمن سيناريوهات مفتوحة -منها أيضاً دعوة البشير لأي زيارة خارجية- لتنفيذ قرار توقيف أهم الأطراف السودانية وأقدرها مرحلياً على الإسهام في تحقيق السلام المنشود خاصة وقد بدئ الاتجاه العملي نحو ذلك باتفاقيات سلام آخرها الدوحة في فبراير – شباط 2009م بعد إدراك متأخر لحجم المأساة الإنسانية والتاريخية التي يعانيها سودانيو دارفور؛ ولن تُبرئ آلامهم منها -سريعاً- حتى معجزات المسيح ولن تلقف أفاعي الصراع عصا موسى لا ’’عصا عمر البشير’’ و’’سبق الجنائية’’ تجاه زعيم أرض السودان. السودان الغني بثرواته، أعراقه، ثقافاته و.. أزماته وأيضاً.. مطلوبيه!

المطلوبون في السودان، إضافة إلى الرئيس البشير، تجري بشأنهم مساومات تلغي الدوافع الإنسانية التي بعثت الجنائية على إصدار مذكرة توقيفهم ما يوحي بحالتي (عدالة انتقائية) و(تبعية سياسية) تهدف أساساً إلى الضغط على البشير للرضوخ رضوخاً مطيعاً لمن أفرزت المذكرة ارتياحه لا امتعاضه أو قلقه واستنكاره خوفاً على مصالحه في السودان. هذه المصالح الضاغطة هي ما تحكم الفاعلين في ’’ميدان الخصم والحكم!’’ مجلس الأمن [قبلة الجنائية لتنفيذ التوقيف، ومقصد العرب والبشير لتوقيف التوقيف!] سواء مؤيدي المذكرة أو رافضيها فتدفعهم إلى الدخول في المساومات للتأثير في مواقف الرئيس البشير.

والمساومات -كما مذكرة التوقيف- تتطلب الأخذ بنصيحة قديمة قدمتها الجامعة العربية للحكومة السودانية عند إصدار قرار أممي بشأن دارفور هي ’’التعامل المرن’’. ويبدو التشدد في الرفض مقدمة المرونة المطلوبة لتخفيف عناء السودان والحد من تجدد مآسيه وأزماته!
[email protected]
*نيوزيمن
أضافة تعليق