الحمدالله راب العالمين والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
الإخوة قادة الاحزاب والتنظيمات السياسية
اصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي من أشقاء واصدقاء
الإخوة والأخوات الصحفيون والإعلاميون وممثلوا منظمات المجتمع المدني الإخوة والأخوا أعضاء المؤتمر العام
الحضور الكريم :
السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته ،،،
اسمحوا لي أن أتقدم إليكم باسمى آيات الشكر والتقدير ، على حضوركم ومشاركتكم لنا هذا الحفل الافتتاحي للدورة الاعتيادية الثانية للمؤتمر العام الرابع ، والتي شاء الله ـ عز وجل ـ أن يغيب عنها الأخ / الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر - رئيس الهيئة العليا - تغمده الله بواسع الرحمة والرضوان والذي إن غاب عنا نرى ذكراه حاضرة فينا محفورة في وجداننا : وعزاؤنا فيه أننا على العهد ماضون ، وفي طريق العزة لشعبنا سائرون ، وأننا نرى في أبناءه ـ وفي مقدمتهم الأخ الشيخ صادق ـ قوة دفع لتحقيق ما نصبوا إليه من رفعة وعلو مجد لوطننا وشعبنا وأمتنا .
واسمحوا لي في هذا المقام أن أدعوكم إلى التوجه إلى الله العلي القدير بالدعاء لفقيدنا وفقيد الوطن والأمة الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر والاستاذ محفوظ شماخ والاستاذ محمد فرحان عبد السلام والاستاذ محمد أحمد مشعوف الأسلمي ، مرددين قوله ـ عزوجل ـ (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإ يمان ، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، بنا أن رؤوف رحييم )).
الحضور الكرام :
إنه لمن حسن الطالع وبشائ التوفيق إنشاء الله ـ أن يأتي انعقاد هذا المؤتمر في أجواء ذكرى مولد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أرسله الله رحمة للعاليمن فحمل راية الحق ورفع لواء التوحيد وحرر البشرية من عبوديتها للعبيد وسما بها في مدارج العبودية لله رب العالمين .
وبهذه المناسبة العظيمة اعبر عن اعمق وارق التهاني لشعبنا اليمني الكريم ، ولأمتنا الإسلامية المنبثقة في مشارق الأرض ومغاربها ، سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يحفظ شعبنا وامتنا من عاديات الزمن وأن يأخذ بأيدينا غلى ما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب .
الأخوة والأخوات .... الحاضرون جميعاً
إنه وبقدر ما يمثله انعقاد مؤتمرنا هذا وكل المؤتمرات العامة للإصلاح في مواقيتها المحددة في النظام الأساسي واللائحة العامة من تجسيد عملي للممارسة الشوروية والديمقراطية ومدى تجذرها في أوضاعنا الداخلية ومستوى المؤسساتية في بنياننا القيادي والتنظيمي ، فإننا ومن منطلق أمانة المسئولية التي حملناها على عاتقنا تجاه أنفسنا وشعبنا وأمتنا ، وعاهدنا الله على القيام بها والوفاء لها وما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ندرك وبكل تواضع وصدق مع النفس أن الطريق ما زال طويلاً لكننا وبحمد الله سائرون ، وأن الكثير من الأعمال الطيبة والإنجازات البناءة التي تمكن الإصلاح بفضل الله وعونه ومن تحقيقها في مسيرته خلال ما يقرب من عقدين من الزمان لازلنا نراها ومن منظور ما يجب علينا وينتظر منا قليلة ، وإني لأدعو أعضاء الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر العام أن يجعلوا من هذا المؤتمر محطة ومنطلقاً لوثبة أكبر في العمل والنضال السلمي نحو تحقيق ما يتطلع إليه شعبنا وأمتنا ، وأنا على يقين أن تفاعلهم الإيجابي مع القضايا المطروحة في جدول أعمال المؤتمر سيكون مردوده كبيراً وأثره عظيماً بما سيشكله من إثراء للرؤى والتصورات وإنارة المعالم وتوجهات مسيرة الإصلاح في الفترة القادمة .
إنه العمل في حقل استنهاض الأمة ، وإعادة ترميم بنيانها وإصلاح أوضاعها ومعالجة ما أحدثه دخن الموروث من جمود وتخلف ، وما أحدثه فساد الوافد من تصدع وجروح لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال جهد واع وعمل سنني مبصر ، واستعداد للتضحية والبذل وتقدير دقيق لمتطلبات النهوض ، وحجم العوائق والتحديات الذاتية والخارجية على مستوى الفكر والمعرفة وعلى مستوى الممارسة والسلوك بما يقتضية ذلك من إطلاق وتحفيز الطاقات والمبادرات الفردية والجماعية والسلح بالعلم والمعرفة الشرعية والإنسانية والتشرب بالأخلاق الإسلامية التي تحمل صاحبها على خفض الجناح وعدم الإستعلاء بالرأي إعجاباً برأية ، كما تروضه على قول الحسنى وحسن الاستماع للمخالف فلعله أن يكون معه بعض الحق أو ربما كله .
الإخوة والأخوات ....... الحاضرون جميعاً :
لقد انتجب السياسات غير الرشيدة التي انتهجتها السلطة خلال الفترة الماضية جملةً من الاختلالات الخطيرة طالبت مختلف جوانب الحياة ، حيث مورس التضييق على الحريات والحقوق وأهدرت الثروات والمال العام ، وتدهورت الأوضاع الصحية والتعليمية وكلُ الخدمات الأساسية والضرورية التي تقدمها الدولة للمواطنيين ، كواجب دستوري ، وارتفعت معدلات البطالة ، واستشرى الفقر في المجتمع بأرقام قياسية ، وتزايدت معدلات الوفيات وبرزت حالات الموت والانتحار الفردي والجماعي ، الناجم عن الجوع أو سوء التغذية ولا سيما بين الأطفال وانتشرت الجريمة واتسع نطاقها وظهرت أنوا من الجرائم لم يعرفها المجتمع اليمني من قبل وساد الاستبداد وتسيد الفساد وصار كلُّ منهما يغذي الآخر .
لقد فوتت السلطة على اليمنيين فرص البناء المؤسسي للدولة الوطنية القادرة على انجاز عملية التنمية الشاملة والعادلة وإدامتها ، والتي طالما حلم اليمنيون بها ، وناضل الثوارُ والأحرار في سبيل تحقيقها حيث جرى تكريس الممارسةالفردية على حساب دور المؤسسات الدستورية ، وحلت الولاءات والمصالح الضيقة ، ومحل الشراكة الوطنية المتساوية ، وجرى التضييق على التعدد السياسي الوطني وتهميشه ، ومحاصرته لصالح آخر جهوي وغير جهوي تتغذى فيه ومنه المشروعات اللاوطنية ، ففسدت السياسة وتسممت أجواؤها بصورة بات يصعب معها رؤية الثنائية التعددية سلطة ومعارضة أو حتى حاكمين ومحكومين ، وإنما اضحت هناك دائرتان أو حلقتان متقابلتان تتسع أحداهما بقدر ما تضيق الأخرى فبقد ما يزداد ضيق حلقة ولاءات المصالح غير المشروعة تتسع دائرة الإقصاء والتهميش ورفض الشراكة الوطنية بل ويكاد يختفي مفهوم المواطنة كرابطة قانونية ووظيفة سياسية في إطار المجتمع السياسي ، وفي مثل هذه الأجواء يفقد الجسد الاجتماعي جهازه المناعي ويصبح الاستقرار والسلم الاجتماعي عرضةً للاهتزاز إذ كل مشكلة تكون وبكل بساطة قابلة للتحول إلى أزمة والتضخم إلى كارثة .
الأخوة والأخوات ... الحاضرون جميعاً:
لقد استفحلت الأزمات في مجمل أوضاعنا حلقاتها واطبقت بفكيها على حاضرنا ومستقبلنا ومالم تتداع كل القوى والقيادات السياسية والاجتماعية لكسر حلقات واستحكامات الأزمة فسيكتوي بنارها الجميع لا قدر الله ، وبقدر ما يتطلب منها جميعاً مستوى ارقى من التفاهم والتعاون فإنه وقبل كل شيء يقتضي من كل طرف من الأطراف السياسية والاجتماعية ، أن يطرح كل أجندته على الطاولة ، بدرجة عالية من الشفافية والصدق، تسمح بإدارة حوار جاد ومسئول يفضي إلى ما من شأنه إخراج البلاد من أتون الأزمات القائمة .
ولقد كان بإمكان السلطة خلال الفترة الماضية أن توفر الأجواء والظروف لتحقيق ذلك أو تسهيل تحقيقه على الأقل ولكنها وبكل اسف تقاعست عن هذا الدور ، الذي كان يمكن أن يجنب البلاد الكثير من الإشكالات ، ويقطع الطريق أمام المشاريع المشبوهة ، الأمر الذي تعاظمت فيه مسئولية المجتمع بكل مكوناته في تحمل أعباء التغيير السلمي الديمقراطي (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
وفي هذا السياق كان قرارُ النضال السلمي الذي انتهجنا و المشترك تعبيراً عن عزمنا وإصرارنا وتصميمنا على تلبية تطلعات شعبنا في التغيير السلمي الديمقراطي ، فقطار النضال السلمي تحرك ولن يتوقف بإذن الله حتى يتحقق الإصلاح السياسي والوطني الشامل والمنشود .
إن النضال السلمي لا يعني السهولة والدعة فبدون الاستعداد للتضحية وامتصاص الصدمة يتحول النضال السلمي إلى شكل من أشكال المهادنة مع الظلم والفساد ، فالاستفزازات كثيرة ومحاولات الاستدراج إلى العنف وسرقة الجهود وتوظيفها من قبل المشروعات المشبوهة ستأخذ اشكالا عديدة مما يتطلب منا الكثير من اليقظة والحذر لا التجميد والتوقف .
وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أعبر عن عميق شكري لكل قيادات وقواعد ونشطاء اللقاء المشترك الذين قادوا وانخرطوا في كثير من الاعتصامات والمسيرات الجماهيرية ، ومختلف الفعاليات الاحتجاجية والمطلبية السلمية في طول البلاد وعرضها .
الأخوة الحضور :
إن ما توصلت إليه الأحزاب والتنظيمات السياسية من اتفاق على إجراء إصلاحات انتخابية وسياسية خلال الفترة التي تم فيها التمديد لمجلس النواب، وتأجيل الانتخابات النيابية الرابعة حولين كاملين يضعنا أمام تحديات ومسئوليات كبيرة ،ويفرض علينا احترام الوقت ، فإهداره كما جرى سابقاً ستكون نتائجه وعواقبه وخيمة .
الأخوة والأخوات الحاضرون جميعاً :
كم يؤلمنا ويحز في نفوسنا ما وصلت إليه أمتنا العربية والإسلامية من وهن وضعف يستدعي تضافر الجهود الرسمية والشعبية لإخراج الأمة من وضعها الراهن ، وتعتبر الجهود التي بدأها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت وما تمخض عنها من محاولة لراب الصدع وجمع الكلمة بداية طيبة تحتاج إلى مواصلة الجهد واستمراره .
كما نأمل أن تكلل جهود الأشقاء في مصر بالنجاح في تحقيق المصالحة الوطنية بين الإخوة الفلسطينيين وجمع كلمتهم ، وإعادة اللحمة الوطنية للصف الفلسطيني ، فأوضاع شعوبنا وأمتنا لا تحتمل مزيداً من الإنقسام والتشرذم ، والأخطا جسيمة والتحديات أكبر من أن يتصدى لها طرف أو فصل واحد ، أو أن تواجهها دولة بمفردها .
وفي الختام أتوجه إليكم إخوتي واخواتي أعضاء المؤتمر العام ، وكل قيادات وأعضاء الإصلاح أينما كنتم لأشكركم على جهودكم الكبيرة التي بذلتموها في العمل على تحقيق أهداف وبرامج الإصلاح خدمة لدينكم وشعبكم وامتكم ، رغم ضيق الحال وشحة الإمكانيات وقلة ما في اليد ، ورغم العوائق والعقبات التي اعترضت وتعترض مسيرتكم وما تعرض له الكثيرون منكم من مضايقات وتعسفات ، فقد كان وعيكم وتماسك صفكم ، وصبركم ، وما تحليتم به من روح التضحية والبذل ، ونكران الذات ، أقوى من كل تلك العواصف والأمواج .
فالمزيد المزيد من التضافر والتماسك والحضور في ساحات وميادين العمل والنشاط والمزيد المزيد من الالتحام بزملائكم في المشترك ، وبجماهير الشعب الأبي ، ونشر الوعي في أوساطه استمروا بالتفاني في خدمة جماهير شعبكم ، وتبني همومهم ، فهم بعد الله مددكم ومصدر قوتكم وعنوان نجاحكم ، فما أنتم إلا طليعة لا تتصدر ولا تتقدم إلا في ميادين التضحية والبذلك ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم .
وقبل أن أختم كلمتي هذه أتوجه بالشكر الجزيل للأخ رئيس الجمهورية على إسهامه في إنجاح هذا المؤتمر وللأخ الشيخ حميد الأحمر ولجميع العاملين في هذه القاعة على استضافتهم لهذا المؤتمر ، كما أتوجه بالشكر لشباب الإصلاح في لجان الإعداد والتنظيم لأعمال المؤتمر على ما بذلوه من جهود مشكورة ، سائلاً الله ـ عز وجل ـ أن يثيبهم ويتولى عنا جزاءهم ، كما أخص بالشكر والامتنان رجال الأمن والمرور ، وكل من شاركنا هذا الحفل .
(( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )).
الإخوة قادة الاحزاب والتنظيمات السياسية
اصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي من أشقاء واصدقاء
الإخوة والأخوات الصحفيون والإعلاميون وممثلوا منظمات المجتمع المدني الإخوة والأخوا أعضاء المؤتمر العام
الحضور الكريم :
السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته ،،،
اسمحوا لي أن أتقدم إليكم باسمى آيات الشكر والتقدير ، على حضوركم ومشاركتكم لنا هذا الحفل الافتتاحي للدورة الاعتيادية الثانية للمؤتمر العام الرابع ، والتي شاء الله ـ عز وجل ـ أن يغيب عنها الأخ / الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر - رئيس الهيئة العليا - تغمده الله بواسع الرحمة والرضوان والذي إن غاب عنا نرى ذكراه حاضرة فينا محفورة في وجداننا : وعزاؤنا فيه أننا على العهد ماضون ، وفي طريق العزة لشعبنا سائرون ، وأننا نرى في أبناءه ـ وفي مقدمتهم الأخ الشيخ صادق ـ قوة دفع لتحقيق ما نصبوا إليه من رفعة وعلو مجد لوطننا وشعبنا وأمتنا .
واسمحوا لي في هذا المقام أن أدعوكم إلى التوجه إلى الله العلي القدير بالدعاء لفقيدنا وفقيد الوطن والأمة الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر والاستاذ محفوظ شماخ والاستاذ محمد فرحان عبد السلام والاستاذ محمد أحمد مشعوف الأسلمي ، مرددين قوله ـ عزوجل ـ (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإ يمان ، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، بنا أن رؤوف رحييم )).
الحضور الكرام :
إنه لمن حسن الطالع وبشائ التوفيق إنشاء الله ـ أن يأتي انعقاد هذا المؤتمر في أجواء ذكرى مولد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أرسله الله رحمة للعاليمن فحمل راية الحق ورفع لواء التوحيد وحرر البشرية من عبوديتها للعبيد وسما بها في مدارج العبودية لله رب العالمين .
وبهذه المناسبة العظيمة اعبر عن اعمق وارق التهاني لشعبنا اليمني الكريم ، ولأمتنا الإسلامية المنبثقة في مشارق الأرض ومغاربها ، سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن يحفظ شعبنا وامتنا من عاديات الزمن وأن يأخذ بأيدينا غلى ما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب .
الأخوة والأخوات .... الحاضرون جميعاً
إنه وبقدر ما يمثله انعقاد مؤتمرنا هذا وكل المؤتمرات العامة للإصلاح في مواقيتها المحددة في النظام الأساسي واللائحة العامة من تجسيد عملي للممارسة الشوروية والديمقراطية ومدى تجذرها في أوضاعنا الداخلية ومستوى المؤسساتية في بنياننا القيادي والتنظيمي ، فإننا ومن منطلق أمانة المسئولية التي حملناها على عاتقنا تجاه أنفسنا وشعبنا وأمتنا ، وعاهدنا الله على القيام بها والوفاء لها وما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ندرك وبكل تواضع وصدق مع النفس أن الطريق ما زال طويلاً لكننا وبحمد الله سائرون ، وأن الكثير من الأعمال الطيبة والإنجازات البناءة التي تمكن الإصلاح بفضل الله وعونه ومن تحقيقها في مسيرته خلال ما يقرب من عقدين من الزمان لازلنا نراها ومن منظور ما يجب علينا وينتظر منا قليلة ، وإني لأدعو أعضاء الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر العام أن يجعلوا من هذا المؤتمر محطة ومنطلقاً لوثبة أكبر في العمل والنضال السلمي نحو تحقيق ما يتطلع إليه شعبنا وأمتنا ، وأنا على يقين أن تفاعلهم الإيجابي مع القضايا المطروحة في جدول أعمال المؤتمر سيكون مردوده كبيراً وأثره عظيماً بما سيشكله من إثراء للرؤى والتصورات وإنارة المعالم وتوجهات مسيرة الإصلاح في الفترة القادمة .
إنه العمل في حقل استنهاض الأمة ، وإعادة ترميم بنيانها وإصلاح أوضاعها ومعالجة ما أحدثه دخن الموروث من جمود وتخلف ، وما أحدثه فساد الوافد من تصدع وجروح لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال جهد واع وعمل سنني مبصر ، واستعداد للتضحية والبذل وتقدير دقيق لمتطلبات النهوض ، وحجم العوائق والتحديات الذاتية والخارجية على مستوى الفكر والمعرفة وعلى مستوى الممارسة والسلوك بما يقتضية ذلك من إطلاق وتحفيز الطاقات والمبادرات الفردية والجماعية والسلح بالعلم والمعرفة الشرعية والإنسانية والتشرب بالأخلاق الإسلامية التي تحمل صاحبها على خفض الجناح وعدم الإستعلاء بالرأي إعجاباً برأية ، كما تروضه على قول الحسنى وحسن الاستماع للمخالف فلعله أن يكون معه بعض الحق أو ربما كله .
الإخوة والأخوات ....... الحاضرون جميعاً :
لقد انتجب السياسات غير الرشيدة التي انتهجتها السلطة خلال الفترة الماضية جملةً من الاختلالات الخطيرة طالبت مختلف جوانب الحياة ، حيث مورس التضييق على الحريات والحقوق وأهدرت الثروات والمال العام ، وتدهورت الأوضاع الصحية والتعليمية وكلُ الخدمات الأساسية والضرورية التي تقدمها الدولة للمواطنيين ، كواجب دستوري ، وارتفعت معدلات البطالة ، واستشرى الفقر في المجتمع بأرقام قياسية ، وتزايدت معدلات الوفيات وبرزت حالات الموت والانتحار الفردي والجماعي ، الناجم عن الجوع أو سوء التغذية ولا سيما بين الأطفال وانتشرت الجريمة واتسع نطاقها وظهرت أنوا من الجرائم لم يعرفها المجتمع اليمني من قبل وساد الاستبداد وتسيد الفساد وصار كلُّ منهما يغذي الآخر .
لقد فوتت السلطة على اليمنيين فرص البناء المؤسسي للدولة الوطنية القادرة على انجاز عملية التنمية الشاملة والعادلة وإدامتها ، والتي طالما حلم اليمنيون بها ، وناضل الثوارُ والأحرار في سبيل تحقيقها حيث جرى تكريس الممارسةالفردية على حساب دور المؤسسات الدستورية ، وحلت الولاءات والمصالح الضيقة ، ومحل الشراكة الوطنية المتساوية ، وجرى التضييق على التعدد السياسي الوطني وتهميشه ، ومحاصرته لصالح آخر جهوي وغير جهوي تتغذى فيه ومنه المشروعات اللاوطنية ، ففسدت السياسة وتسممت أجواؤها بصورة بات يصعب معها رؤية الثنائية التعددية سلطة ومعارضة أو حتى حاكمين ومحكومين ، وإنما اضحت هناك دائرتان أو حلقتان متقابلتان تتسع أحداهما بقدر ما تضيق الأخرى فبقد ما يزداد ضيق حلقة ولاءات المصالح غير المشروعة تتسع دائرة الإقصاء والتهميش ورفض الشراكة الوطنية بل ويكاد يختفي مفهوم المواطنة كرابطة قانونية ووظيفة سياسية في إطار المجتمع السياسي ، وفي مثل هذه الأجواء يفقد الجسد الاجتماعي جهازه المناعي ويصبح الاستقرار والسلم الاجتماعي عرضةً للاهتزاز إذ كل مشكلة تكون وبكل بساطة قابلة للتحول إلى أزمة والتضخم إلى كارثة .
الأخوة والأخوات ... الحاضرون جميعاً:
لقد استفحلت الأزمات في مجمل أوضاعنا حلقاتها واطبقت بفكيها على حاضرنا ومستقبلنا ومالم تتداع كل القوى والقيادات السياسية والاجتماعية لكسر حلقات واستحكامات الأزمة فسيكتوي بنارها الجميع لا قدر الله ، وبقدر ما يتطلب منها جميعاً مستوى ارقى من التفاهم والتعاون فإنه وقبل كل شيء يقتضي من كل طرف من الأطراف السياسية والاجتماعية ، أن يطرح كل أجندته على الطاولة ، بدرجة عالية من الشفافية والصدق، تسمح بإدارة حوار جاد ومسئول يفضي إلى ما من شأنه إخراج البلاد من أتون الأزمات القائمة .
ولقد كان بإمكان السلطة خلال الفترة الماضية أن توفر الأجواء والظروف لتحقيق ذلك أو تسهيل تحقيقه على الأقل ولكنها وبكل اسف تقاعست عن هذا الدور ، الذي كان يمكن أن يجنب البلاد الكثير من الإشكالات ، ويقطع الطريق أمام المشاريع المشبوهة ، الأمر الذي تعاظمت فيه مسئولية المجتمع بكل مكوناته في تحمل أعباء التغيير السلمي الديمقراطي (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
وفي هذا السياق كان قرارُ النضال السلمي الذي انتهجنا و المشترك تعبيراً عن عزمنا وإصرارنا وتصميمنا على تلبية تطلعات شعبنا في التغيير السلمي الديمقراطي ، فقطار النضال السلمي تحرك ولن يتوقف بإذن الله حتى يتحقق الإصلاح السياسي والوطني الشامل والمنشود .
إن النضال السلمي لا يعني السهولة والدعة فبدون الاستعداد للتضحية وامتصاص الصدمة يتحول النضال السلمي إلى شكل من أشكال المهادنة مع الظلم والفساد ، فالاستفزازات كثيرة ومحاولات الاستدراج إلى العنف وسرقة الجهود وتوظيفها من قبل المشروعات المشبوهة ستأخذ اشكالا عديدة مما يتطلب منا الكثير من اليقظة والحذر لا التجميد والتوقف .
وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أعبر عن عميق شكري لكل قيادات وقواعد ونشطاء اللقاء المشترك الذين قادوا وانخرطوا في كثير من الاعتصامات والمسيرات الجماهيرية ، ومختلف الفعاليات الاحتجاجية والمطلبية السلمية في طول البلاد وعرضها .
الأخوة الحضور :
إن ما توصلت إليه الأحزاب والتنظيمات السياسية من اتفاق على إجراء إصلاحات انتخابية وسياسية خلال الفترة التي تم فيها التمديد لمجلس النواب، وتأجيل الانتخابات النيابية الرابعة حولين كاملين يضعنا أمام تحديات ومسئوليات كبيرة ،ويفرض علينا احترام الوقت ، فإهداره كما جرى سابقاً ستكون نتائجه وعواقبه وخيمة .
الأخوة والأخوات الحاضرون جميعاً :
كم يؤلمنا ويحز في نفوسنا ما وصلت إليه أمتنا العربية والإسلامية من وهن وضعف يستدعي تضافر الجهود الرسمية والشعبية لإخراج الأمة من وضعها الراهن ، وتعتبر الجهود التي بدأها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت وما تمخض عنها من محاولة لراب الصدع وجمع الكلمة بداية طيبة تحتاج إلى مواصلة الجهد واستمراره .
كما نأمل أن تكلل جهود الأشقاء في مصر بالنجاح في تحقيق المصالحة الوطنية بين الإخوة الفلسطينيين وجمع كلمتهم ، وإعادة اللحمة الوطنية للصف الفلسطيني ، فأوضاع شعوبنا وأمتنا لا تحتمل مزيداً من الإنقسام والتشرذم ، والأخطا جسيمة والتحديات أكبر من أن يتصدى لها طرف أو فصل واحد ، أو أن تواجهها دولة بمفردها .
وفي الختام أتوجه إليكم إخوتي واخواتي أعضاء المؤتمر العام ، وكل قيادات وأعضاء الإصلاح أينما كنتم لأشكركم على جهودكم الكبيرة التي بذلتموها في العمل على تحقيق أهداف وبرامج الإصلاح خدمة لدينكم وشعبكم وامتكم ، رغم ضيق الحال وشحة الإمكانيات وقلة ما في اليد ، ورغم العوائق والعقبات التي اعترضت وتعترض مسيرتكم وما تعرض له الكثيرون منكم من مضايقات وتعسفات ، فقد كان وعيكم وتماسك صفكم ، وصبركم ، وما تحليتم به من روح التضحية والبذل ، ونكران الذات ، أقوى من كل تلك العواصف والأمواج .
فالمزيد المزيد من التضافر والتماسك والحضور في ساحات وميادين العمل والنشاط والمزيد المزيد من الالتحام بزملائكم في المشترك ، وبجماهير الشعب الأبي ، ونشر الوعي في أوساطه استمروا بالتفاني في خدمة جماهير شعبكم ، وتبني همومهم ، فهم بعد الله مددكم ومصدر قوتكم وعنوان نجاحكم ، فما أنتم إلا طليعة لا تتصدر ولا تتقدم إلا في ميادين التضحية والبذلك ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم .
وقبل أن أختم كلمتي هذه أتوجه بالشكر الجزيل للأخ رئيس الجمهورية على إسهامه في إنجاح هذا المؤتمر وللأخ الشيخ حميد الأحمر ولجميع العاملين في هذه القاعة على استضافتهم لهذا المؤتمر ، كما أتوجه بالشكر لشباب الإصلاح في لجان الإعداد والتنظيم لأعمال المؤتمر على ما بذلوه من جهود مشكورة ، سائلاً الله ـ عز وجل ـ أن يثيبهم ويتولى عنا جزاءهم ، كما أخص بالشكر والامتنان رجال الأمن والمرور ، وكل من شاركنا هذا الحفل .
(( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )).