يستحيل على الإنسان أن يتربع على هرم الكمال المطلق، وأن يعانق حلم المثالية من كافة زواياها حتى لو أنفق أموال التأهيل لتطوير ذاته فهو لن يتمكن إلا من وضع إكليل التكامل النسبي على رأسه؛ ولهذا من الطبيعي أن يشعر الإنسان بفقد بعض الحلقات من سلسلة التكامل الإنساني، ومع هذا الشعور تتابين عقليات البشر في التعامل مع أوجه القصور والمثالب المهنية في شخصيته، لإعادة وصل حلقات التكامل، على النحو الآتي:
الفريق الأول: فهو الذي عرف الطبيعة الفسيولوجية لذاته، وأدرك بأن الخطوة الأولى في ارتقاء سلم القدوة المجتمعية هو التشخيص السليم لأبعاد شخصيتة ووضع أنامل التدريب على مكمن الخلل المنهحي والمهني، والعمل على علاج تلك الفجوات وترميمها بأدوات التأهيل لتستقيم شخصيته على عود التكامل النسبي، ويعود إليه وهجه فيقدم النموذج المثالي للأجيال لاقتفاء أثره والاهتداء بنور تواضعه التشخيصي.
بينما الفريق الآخر: من أخذته عزة الغرور بإثم الترفع السلبي، وأدار ظهر الإنصات لصوت العجز السلبي الذي يتردد في آفاق شخصيته وتفاصيلها الدقيقة، فهو لا يهرع إلى خطة التصحيح التطويرية، وإنما يتخذ من سلاح الهدم الأرعن أداة لبلوغ مآربه، فهو لا يكف عن التسلق فوق أكتاف الغير لإكمال لبنة النقص والظهور بثوب التكامل الهلامي، كما يعمل جاهداً على استخدام مفرادت التقزيم للتربع على هرم المثالية، وتصدر مشهد السباق على خارطة القدوة ولو من بوابة الأحلام الوردية.