ابوا الإندونيسية.. تحتمي بقيم الإسلام
داندي كوسوارابوترا
الجارماتان (وسط) لم يكل من الذهاب للمناطق النائية من أجل دعوة السكان للإسلام
الجارماتان (وسط) لم يكل من الذهاب للمناطق النائية من أجل دعوة السكان للإسلام
جاكرتا - يمضي الساعات والأيام يجوب أدغال إقليم بابوا الإندونيسية النائية، مرتديا جلبابه الأبيض التقليدي، غير مبالٍ بقذف الناس له بالحجارة أو السهام.. لكن ما أن يرى المهتدين الجدد للإسلام ينطقون بالشهادتين تبدأ دموعه في الانهمار؛ فرحة بنجاح دعوته في بيئة بدائية، وأحيانا عدوانية.
إنه الداعية والعلامة الإندونيسي فاضلان رباني الجارماتان الذي لا يكل من الانتقال إلى مناطق نائية وبعيدة في إقليم ’’بابوا’’ بأقصى جنوب شرق إندونيسيا، يدعو الناس إلى الإسلام، معتبرا أن هذا هو الطريق الوحيد لحماية إندونيسيا من التمزق والانفصال ومن أطماع القوى الكبرى في ثرواتها.
وقال الجارماتان (40 عاما) لـ’’إسلام أون لاين.نت’’: ’’أقدم نوعا جديدا من الحياة لغير المسلمين، وذلك عن طريق الدعوة للقيم الإنسانية التي أقرها الإسلام’’.
وتعد بابوا التي تعرف رسميا باسم ’’غرب جايا أريان’’ أو ’’بارات جايا أريان’’ من أقل الأقاليم ازدحاما بالسكان في إندونيسيا، وهي مستعمرة ألمانية سابقة، يقدر عدد سكانها بنحو 2.6 مليون نسمة، وتقدر نسبة المسيحيين في الإقليم بـ78%، بينما تبلغ نسبة المسلمين 21%، في حين يشكل البوذيون والهندوس النسبة الباقية من السكان.
طالع أيضا:
* تفاقم أزمة ’’بابوا’’ بين إندونيسيا وأستراليا
ويدعو العلامة الإندونيسي السكان إلى الإسلام منذ عام 1990 منتقلا من دار إلى دار في المناطق النائية، آخذا على عاتقه تعليمهم أمور النظافة والاهتمام بالصحة وقيمة الصبر والتعامل بالسلوك الحسن، باعتبارها من أهم عناصر دين الإسلام.
وقال الجارماتان: ’’كنت أسير 12 يوما حتى أصل إلى منطقة نائية، فأبدأ بدعوة الناس هناك إلى الإسلام، وعندما أراهم يقتنعون بالدين الإسلامي وينطقون بالشهادتين لا أتمالك نفسي، فتنسال الدموع من عيني’’.
واستدعى الداعية الإندونيسي بعض الأحداث التي مازلت محفورة في ذاكرته قائلا: ’’ذهبت إلى منطقة بعيدة كان السكان فيها تساورهم الشكوك تجاهي، فبدءوا يقذفونني بالحجارة والسهام.. لكن بعد أن ظللت أدعوهم للإسلام فترة من الزمن أصبحوا يحبونني، وأعلنوا إسلامهم’’.
وقام الجارماتان من خلال مؤسسته ’’الفافتي كافا نوسانتارا’’ الخيرية بتشييد 900 مسجد بجانب مستشفيات وخدمات طبية يشتغل بها عاملون يعرفون هؤلاء الذي أسلموا بأمور بدينهم، ’’وكانت النتيجة - بحسب الداعية الإندونيسي - دخول 10 آلاف شخص على الأقل إلى الإسلام منذ عام 1990’’.
طمع في الثروات
وبجانب تقديم حضارة جديدة في أقصى شرق إندونيسيا يتطلع الداعية الإندونيسي لحل النزاع السياسي في بابوا لتجنب وقوع مزيد من الضحايا، وقال الجارماتان: ’’هناك أحزاب تحاول فصل الدين باستخدام إيديولوجية خاصة بها’’.
وأدى الفقر وعدم الاستقرار إلى تفجر النزاعات السياسية في الإقليم، وذلك منذ أن تسلمت إندونيسيا سلطة الإقليم من السلطة التنفيذية المؤقتة للأمم المتحدة في عام 1963.
وسعت حركة ’’بابوا المسيحية الحرة’’ التي تأسست في عام 1965 من أجل استقلال الإقليم، وأدى تمردها إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص.
وكانت الخارجية الإندونيسية قد أبدت احتجاجات لدى الحكومة الأسترالية التي تحمي حركات التمرد في ’’بابوا’’.
وتثير الثروات الكبيرة في منطقة شرق إندونيسيا دائما مطامع القوى الكبرى من أجل السيطرة عليها.
ويعتقد الجارماتان أن الإسلام يمكن أن يواجه مثل هذه المخططات، قائلا: ’’الإسلام في بابوا يحمي إندونيسيا من التمزق والتقسيم عندما يدخل هؤلاء الانفصاليون في الإسلام’’.
’’زيادة داخلية’’
ويزعم أحدث تقارير ’’المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات’’، التي تتخذ من بلجيكا مقرا لها، أن أحد عوامل زيادة السكان المسلمين في ’’بابوا’’ هو استمرار هجرة المسلمين للإقليم من مناطق أخرى في إندونيسيا.
ويرفض الجارماتان هذه المزاعم، مؤكدا أن زيادة عدد السكان المسلمين داخلية وليست نتيجة عوامل خارجية، وقال الداعية الإسلامية: ’’دخلت تسع قبائل رئيسية على الأقل في الإسلام، وكل قبيلة يتبعها أكثر من 500 شخص’’.
ويؤكد الداعية الإندونيسي أنه وفريقه يعلمون سكان بابوا الواجبات الدينية والاجتماعية وكيف يعيشون بدون تفرقة أو تحيز.
ويشكل المسلمون في إندونيسيا نحو 90% من السكان البالغ عددهم 225 مليون نسمة، وهي بذلك تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.
*إسلام أون لاين
داندي كوسوارابوترا
الجارماتان (وسط) لم يكل من الذهاب للمناطق النائية من أجل دعوة السكان للإسلام
الجارماتان (وسط) لم يكل من الذهاب للمناطق النائية من أجل دعوة السكان للإسلام
جاكرتا - يمضي الساعات والأيام يجوب أدغال إقليم بابوا الإندونيسية النائية، مرتديا جلبابه الأبيض التقليدي، غير مبالٍ بقذف الناس له بالحجارة أو السهام.. لكن ما أن يرى المهتدين الجدد للإسلام ينطقون بالشهادتين تبدأ دموعه في الانهمار؛ فرحة بنجاح دعوته في بيئة بدائية، وأحيانا عدوانية.
إنه الداعية والعلامة الإندونيسي فاضلان رباني الجارماتان الذي لا يكل من الانتقال إلى مناطق نائية وبعيدة في إقليم ’’بابوا’’ بأقصى جنوب شرق إندونيسيا، يدعو الناس إلى الإسلام، معتبرا أن هذا هو الطريق الوحيد لحماية إندونيسيا من التمزق والانفصال ومن أطماع القوى الكبرى في ثرواتها.
وقال الجارماتان (40 عاما) لـ’’إسلام أون لاين.نت’’: ’’أقدم نوعا جديدا من الحياة لغير المسلمين، وذلك عن طريق الدعوة للقيم الإنسانية التي أقرها الإسلام’’.
وتعد بابوا التي تعرف رسميا باسم ’’غرب جايا أريان’’ أو ’’بارات جايا أريان’’ من أقل الأقاليم ازدحاما بالسكان في إندونيسيا، وهي مستعمرة ألمانية سابقة، يقدر عدد سكانها بنحو 2.6 مليون نسمة، وتقدر نسبة المسيحيين في الإقليم بـ78%، بينما تبلغ نسبة المسلمين 21%، في حين يشكل البوذيون والهندوس النسبة الباقية من السكان.
طالع أيضا:
* تفاقم أزمة ’’بابوا’’ بين إندونيسيا وأستراليا
ويدعو العلامة الإندونيسي السكان إلى الإسلام منذ عام 1990 منتقلا من دار إلى دار في المناطق النائية، آخذا على عاتقه تعليمهم أمور النظافة والاهتمام بالصحة وقيمة الصبر والتعامل بالسلوك الحسن، باعتبارها من أهم عناصر دين الإسلام.
وقال الجارماتان: ’’كنت أسير 12 يوما حتى أصل إلى منطقة نائية، فأبدأ بدعوة الناس هناك إلى الإسلام، وعندما أراهم يقتنعون بالدين الإسلامي وينطقون بالشهادتين لا أتمالك نفسي، فتنسال الدموع من عيني’’.
واستدعى الداعية الإندونيسي بعض الأحداث التي مازلت محفورة في ذاكرته قائلا: ’’ذهبت إلى منطقة بعيدة كان السكان فيها تساورهم الشكوك تجاهي، فبدءوا يقذفونني بالحجارة والسهام.. لكن بعد أن ظللت أدعوهم للإسلام فترة من الزمن أصبحوا يحبونني، وأعلنوا إسلامهم’’.
وقام الجارماتان من خلال مؤسسته ’’الفافتي كافا نوسانتارا’’ الخيرية بتشييد 900 مسجد بجانب مستشفيات وخدمات طبية يشتغل بها عاملون يعرفون هؤلاء الذي أسلموا بأمور بدينهم، ’’وكانت النتيجة - بحسب الداعية الإندونيسي - دخول 10 آلاف شخص على الأقل إلى الإسلام منذ عام 1990’’.
طمع في الثروات
وبجانب تقديم حضارة جديدة في أقصى شرق إندونيسيا يتطلع الداعية الإندونيسي لحل النزاع السياسي في بابوا لتجنب وقوع مزيد من الضحايا، وقال الجارماتان: ’’هناك أحزاب تحاول فصل الدين باستخدام إيديولوجية خاصة بها’’.
وأدى الفقر وعدم الاستقرار إلى تفجر النزاعات السياسية في الإقليم، وذلك منذ أن تسلمت إندونيسيا سلطة الإقليم من السلطة التنفيذية المؤقتة للأمم المتحدة في عام 1963.
وسعت حركة ’’بابوا المسيحية الحرة’’ التي تأسست في عام 1965 من أجل استقلال الإقليم، وأدى تمردها إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص.
وكانت الخارجية الإندونيسية قد أبدت احتجاجات لدى الحكومة الأسترالية التي تحمي حركات التمرد في ’’بابوا’’.
وتثير الثروات الكبيرة في منطقة شرق إندونيسيا دائما مطامع القوى الكبرى من أجل السيطرة عليها.
ويعتقد الجارماتان أن الإسلام يمكن أن يواجه مثل هذه المخططات، قائلا: ’’الإسلام في بابوا يحمي إندونيسيا من التمزق والتقسيم عندما يدخل هؤلاء الانفصاليون في الإسلام’’.
’’زيادة داخلية’’
ويزعم أحدث تقارير ’’المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات’’، التي تتخذ من بلجيكا مقرا لها، أن أحد عوامل زيادة السكان المسلمين في ’’بابوا’’ هو استمرار هجرة المسلمين للإقليم من مناطق أخرى في إندونيسيا.
ويرفض الجارماتان هذه المزاعم، مؤكدا أن زيادة عدد السكان المسلمين داخلية وليست نتيجة عوامل خارجية، وقال الداعية الإسلامية: ’’دخلت تسع قبائل رئيسية على الأقل في الإسلام، وكل قبيلة يتبعها أكثر من 500 شخص’’.
ويؤكد الداعية الإندونيسي أنه وفريقه يعلمون سكان بابوا الواجبات الدينية والاجتماعية وكيف يعيشون بدون تفرقة أو تحيز.
ويشكل المسلمون في إندونيسيا نحو 90% من السكان البالغ عددهم 225 مليون نسمة، وهي بذلك تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.
*إسلام أون لاين