حكم القات 1
كتب شيخنا الديلمي رحمه الله ورقة بعنوان: القات دراسة تأصيلية شرعية
وقدمها في ندوة علمية بعنوان: القات بين الطب والشرع نظمتها كلية العلوم الطبية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن .
وخرج الشيخ بنتيجة مهمة في نهاية دراسته تلك أنقلها هنا للفائدة ومن باب نشر آثار الشيخ .
وهناك ثلاث ملاحظات في هذه الفتوى تستحق التوقف عندها في منهج الشيخ في الفتوى عموما :
- دقته في صياغة الأحكام الفقهية وضبط ألفاظها
- قدر اهتمامه بقضايا مجتمعه ونصحه وشفقته على أهل وطنه
-جرأته وشجاعته في قول الحق بلا خوف من لوم لائم .
ومعروف مدى انتشار هذا البلاء العظيم والعادة السيئة والشجرة الخبيثة في المجتمع اليمني ، لدرجة تناولها من صفوة القوم من بعض العلماء والدعاة والمثقفين للأسف الشديد ، والكثير يرى حرمتها لكنه لا يجرؤ على مواجهة الناس برأيه حياء ومسايرة للمجتمع .
على أي حال يقول رحمه الله في خلاصة ورقته : "ومن هذه الأدلة التي يتبين منها تحريم الشارع الحكيم لكل ما به ضرر بالنفس أو الغير ، يُعلَم أن ما اعتاد الناس تعاطيه مما أصله الحل لكنه تبين من آثاره ونتائجه أن ضرره أكثر من نفعه ، يدخل في حكم المحرم شرعاً سواءً أكان التحريم لذات الشيء أو لما يسبب من أضرار ... والديار اليمنية قد ابتلي غالب أهلها بزراعة وبيع وشراء وتعاطي شجرة القات ، وقد أوضحت الدراسات العلمية من عدد من الباحثين ما لتعاطيه وزراعته من أَضرار بالغة متنوعة ، منها دينية ، ومنها اجتماعية ، ومنها اقتصادية ، ومنها صحية ، ولا ينازع في وجود هذه الأضرار إلا مكابر أو مغلوب بشهوته ، أو مأسور بعصبية الدفاع عن عادة مستحكمة في دياره ، قد عمي عن إدراك الحق. ونحن نعلم أن هناك من أهل العلم والمثقفين وغيرهم من يتعاطى القات ، وأنه سيجرحهم الحديث عن القات بما ينفر عنه ، ولكن ابتغاء النصح ، وإظهار الحق والحرص على مصالح الخاصة والعامة ، وانتشال الأمة من الوضع الذي تردت فيه... كل ذلك يحملنا على أن نقول ما نعتقد صحته ، لنتقدم بالنصح لكل مسلم نحب له الخير ، ونشفق عليه من أن تلحقه مثل هذه الأضرار ، والحق أحب إلينا، وأغلى في أنفسنا من السكوت مجاملة لأفراد أو مراعاة لنفسياتهم.
ونحن وإن كنا لا نتجرأ على تحريم شجرة القات لذاتها بدعوى أنها مادة مخدرة ، كما يقول بعضهم ، فهذا مما لا يمكن اقتحامه دون برهان قاطع ؛ غير أن الأضرار الناتجة عن زراعته وتعاطيه أصبحت معلومة لكل عاقل ، وأصبح من الواجب على العلماء والأطباء والمثقفين وغيرهم من أهل المعرفة أن يتعاونوا على توعية الأمة بمخاطر هذه الشجرة ، وأن يجعلوا أنفسهم قدوة صالحة يحتذى بهم في الإقلاع عن هذه العادة المستحكمة على كثير من الناس... ورحم الله امرءاً عرف الحق فلزمه ، وما أظنُّ أحداً ينكر أن جانب المفسدة في القات تغلب جانب المصلحة فيه ، وإذا كان الأمر كذلك وجب الإقلاع عنه ، والتحذير من تعاطيه وزراعته"
كتب شيخنا الديلمي رحمه الله ورقة بعنوان: القات دراسة تأصيلية شرعية
وقدمها في ندوة علمية بعنوان: القات بين الطب والشرع نظمتها كلية العلوم الطبية بجامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن .
وخرج الشيخ بنتيجة مهمة في نهاية دراسته تلك أنقلها هنا للفائدة ومن باب نشر آثار الشيخ .
وهناك ثلاث ملاحظات في هذه الفتوى تستحق التوقف عندها في منهج الشيخ في الفتوى عموما :
- دقته في صياغة الأحكام الفقهية وضبط ألفاظها
- قدر اهتمامه بقضايا مجتمعه ونصحه وشفقته على أهل وطنه
-جرأته وشجاعته في قول الحق بلا خوف من لوم لائم .
ومعروف مدى انتشار هذا البلاء العظيم والعادة السيئة والشجرة الخبيثة في المجتمع اليمني ، لدرجة تناولها من صفوة القوم من بعض العلماء والدعاة والمثقفين للأسف الشديد ، والكثير يرى حرمتها لكنه لا يجرؤ على مواجهة الناس برأيه حياء ومسايرة للمجتمع .
على أي حال يقول رحمه الله في خلاصة ورقته : "ومن هذه الأدلة التي يتبين منها تحريم الشارع الحكيم لكل ما به ضرر بالنفس أو الغير ، يُعلَم أن ما اعتاد الناس تعاطيه مما أصله الحل لكنه تبين من آثاره ونتائجه أن ضرره أكثر من نفعه ، يدخل في حكم المحرم شرعاً سواءً أكان التحريم لذات الشيء أو لما يسبب من أضرار ... والديار اليمنية قد ابتلي غالب أهلها بزراعة وبيع وشراء وتعاطي شجرة القات ، وقد أوضحت الدراسات العلمية من عدد من الباحثين ما لتعاطيه وزراعته من أَضرار بالغة متنوعة ، منها دينية ، ومنها اجتماعية ، ومنها اقتصادية ، ومنها صحية ، ولا ينازع في وجود هذه الأضرار إلا مكابر أو مغلوب بشهوته ، أو مأسور بعصبية الدفاع عن عادة مستحكمة في دياره ، قد عمي عن إدراك الحق. ونحن نعلم أن هناك من أهل العلم والمثقفين وغيرهم من يتعاطى القات ، وأنه سيجرحهم الحديث عن القات بما ينفر عنه ، ولكن ابتغاء النصح ، وإظهار الحق والحرص على مصالح الخاصة والعامة ، وانتشال الأمة من الوضع الذي تردت فيه... كل ذلك يحملنا على أن نقول ما نعتقد صحته ، لنتقدم بالنصح لكل مسلم نحب له الخير ، ونشفق عليه من أن تلحقه مثل هذه الأضرار ، والحق أحب إلينا، وأغلى في أنفسنا من السكوت مجاملة لأفراد أو مراعاة لنفسياتهم.
ونحن وإن كنا لا نتجرأ على تحريم شجرة القات لذاتها بدعوى أنها مادة مخدرة ، كما يقول بعضهم ، فهذا مما لا يمكن اقتحامه دون برهان قاطع ؛ غير أن الأضرار الناتجة عن زراعته وتعاطيه أصبحت معلومة لكل عاقل ، وأصبح من الواجب على العلماء والأطباء والمثقفين وغيرهم من أهل المعرفة أن يتعاونوا على توعية الأمة بمخاطر هذه الشجرة ، وأن يجعلوا أنفسهم قدوة صالحة يحتذى بهم في الإقلاع عن هذه العادة المستحكمة على كثير من الناس... ورحم الله امرءاً عرف الحق فلزمه ، وما أظنُّ أحداً ينكر أن جانب المفسدة في القات تغلب جانب المصلحة فيه ، وإذا كان الأمر كذلك وجب الإقلاع عنه ، والتحذير من تعاطيه وزراعته"