بقلم د.عبدالكريم محمد الروضي
على مدى السنوات السابقة الماضية قيل باستمرار أن رأس المال البشري يجب عليه إضافة المزيد من القيمة إلى الأعمال التجارية، وعلى ذلك، تنفق منظمات كثيرة مبالغ كبيرة على تدريب الموظفين ودفع رسوم التدريب، ولكن كم القيمة التي يضيفها هذا التدريب إلى المنظمة؟ هل يؤثر ذلك على خط الأعمال؟ هل التدريب يحدث فرقا حقا؟ معظم مدراء الموارد البشرية والتدريب لن يكونوا قادرين على الإجابة على هذه الأسئلة بشكل إيجابي نظرا لأن قلة قليلة منهم تقيس تأثير التدريب. وكشفت دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأمريكية للتدريب والتنمية أن أقل من 8 % من الشركات في جنوب أفريقيا تقيس عائد الاستثمار في التدريب.والسؤال المهم هنا هو ما إذا كان مديرو التدريب سيبقون على قيد الحياة في حقبة يطلب منهم فيها إظهار القيمة التي يضيفونها إلى المنظمة ويعرف روي جاك فيليبس العائد على الاستثمار كمقياس للفوائد المالية التي حصلت عليها منظمة على مدى فترة محددة مقابل استثمار معين في برنامج التدريب، وبعبارة أخرى هو المدى الذي تتجاوز فيه فوائد (مخرجات) التدريب التكاليف (المدخلات)، فإذا كنت انفقت (استثمرت) مبلغ في التدريب، فماذا ستحصل المنظمة من هذا الاستثمار؟ و يستخدم العائد على الاستثمار في التدريب من قبل المنظمات لتحقيق أفضل القرارات و يمكن أن يكون تحديد عائد الاستثمار للتدريب عملية صعبة على البعض ولكن بشكل عام مفيدة للمنظمة وهناك العديد من الأسباب التي تجعل استخدام عائد الاستثمار كمقياس مهم جداً :
· تتطلب الزيادة في ميزانية التدريب المساءلة والمراقبة لتبرير الاستثمار.
· أن كبار المسؤولين التنفيذيين يهتمون بالتكاليف والفوائد، وهذا يعود إلى تبرير الاستثمار وتستخدم منهجية العائد على الاستثمار بشكل عام لإثبات فوائد التدريب على الأعمال التجارية بسبب دقتها وموثوقيتها.
· يبين الفوائد مقابل تكاليف البرنامج وسيضمن حساب عائد الاستثمار رؤية واضحة على العائدات الإيجابية أو السلبية، الأمر الذي سيمكن القادة التنفيذيين من إعطاء الأولوية للموارد في البيئات المقيدة من الناحية المالية
ولأن عائد الاستثمار يتطلب من المصممين التعليميين والميسرين والمشاركين ومجموعات الدعم التركيز على الأهداف القابلة للقياس فإن الفعالية العامة للبرنامج التدريبي ستتحسن اذ تم التركيز بشدة على قياس العائد من التدريب وتحديد الاحتياجات التدريبية السليمة قبل البدء بعمليات تدريب العاملين .