بقلم د.عبدالكريم محمد الروضي
يعد القرن الحادي والعشرون هو عصر التغيرالسريع ، فعندما تكون التكنولوجيات أسرع من تلك التي كانت عليه في الماضي فإنه لمواكبة التغيرات البيئية يكون من الأهمية بمكان أن تحافظ المنظمات على المزايا الممتازة وفهم محرك الابتكار الناجح في ظل تلك البيئة المتغيرة.
إن الإبداع هو أساس القدرة على الابتكار وتعتمد القدرة على الابتكار في المنظمة على الإبداع الفردي ومع ذلك فإن من الضروري النظر فيما إذا كان بإمكان أي منظمة أن توفر بيئة جيدة للأفراد الذين يطورون الإبداع وبعبارة أخرى هل يمكن للفرد أن يسبب الإبداع في ظل توفر البيئة المناسبة لللإبداع داخل المنظمات ؟
إن مناخ الابتكار في المنظمة هو العامل الرئيسي في تحقيق أهداف المنظمة و يمكن الحصول على أداء أعلى من خلال دمج المعرفة المتميزة على نحو فعال داخل المنظمات حيث تعتبر الجودة في الأداء ومواكبة المتغيرات التكنولوجية والمعرفية الحديثة وانتهاج النظم ذات الأداء المتميز من أهم التحديات التي تواجه المنظمات في العصر الحديث ولكي تتمكن المنظمات من مواجهة تلك التحديات لابد من توفير بعض المفاتيح للتعامل معها ومن اهم هذه المفاتيح هو تنمية الموارد البشرية وتطويرها وإدارة فرق العمل متعددة الجنسيات وتنمية المسار الوظيفي ولكي تحقق المنظمة الفعالية المطلوبة عليها أن تضمن وجود الموارد البشرية المؤهلة والقادرة على التعامل مع التكولجيا الحديثة والمعاصرة للوضع العالمي وعليه فإن الاهتمام بالعنصر البشري من الأمور المهمة التي يلزم المنظمات أن تقوم به لما له من تأثير في تطوير وتحسين الأداء في المنظمات وقد أصبح ذلك من الأمور التي تتسابق إليها المنظمات والمجتمعات ولذا تجد اليوم كثير من الحكومات تسعى للاهتمام بالعنصر البشري وترقيته للوصول بها إلى أن يصبح ذو قيمة مادية ومعنوية عالية ويعتبر التدريب من الأساسات القوية التي تساهم في تحسين الأداء الذي يعبر عن سلوكيات العاملين وتصرفاتهم ومدى الإنجاز للاعمال التي توكل إليهم وأيضاً يخضع الأداء للتقيم الداخلي في المنظمة والتي يتمثل في أصدار الأحكام على تلك السلوكيات والأعمال داخل اطار العمل الذي يترتيب علية أمور أخرى مثل الترقيات والنقل والتدريب وغيرها وهذه العملية يمارسها العاملون في الموراد البشرية والقيادات الإدارية وتحتل جزء كبير من اهتماماته وذلك لما لهذا القرارات من الأهمية الكبرى في تقييم أداء المنظمة .
وتستطيع المنظمات تحقيق التميز في الأداء إذا استطاعت توفير البنية الأساسية لبناء إداري متكامل ومتناسق أساسه الرأس مال البشري لتعظيم العائد عليهم بما يصب في تحقيق الأهداف الاستراتيجية فالمنظمات المتميزة تدرك بأن رأس مالها البشري هو أساس تحقيق الأداء المتميز وذلك بما يمتلكه من كفاءات وخبرات وحقيقة الأمر أنه لا يمكن لاحد أن ينكر الأهمية الكبرى في زيادة المهارت والخبرات لدى رأس المال البشري ودور التدريب في إيجاد معنى أعظم لحياة الفرد وأهمية أكبر للعمل الذي يقوم به وإذا وصلنا بالاهتمام بالفرد إلى هذا المستوى من خلال الاهتمام بالعملية التدريبية فإن الأولى بالمؤسسة المحافظة على هذا العنصر وعدم التخلي عنه بسهوله وعدم القبول باستبداله وقد تبين أن من أكثر العوامل والمكونات تأثيراً عل الأداء ويساهم بقوة في تحسين الأداء هو توليد المعرفة والتشارك فيها مما يشكل دوراً حيوياً في تحسين الأداء ولتوليد هذه المعرفة فإننا نقترح مجموعة من الأنشطة كالتالي :
Ø اقامة اجتماعات غير رسمية لمحاولة الحصول على أي افكار أو اقتراحات ومناقشة المواضيع بشكل ودي بعيداً عن الرسميات التي تقتل توليد المعرفة الابداعية.
Ø ادخال المكآفات والحوافز والتعويضات في عملية تقييم المهارات والأفكار وذلك لتشجيع الأفراد على الابتكار وتحويل المعرفة الضمنية الخاصة إلى معرفة معلنة ومشاركتها مع الغير.
Ø تعزيز المهارات والقدرات لدى الأفراد في حل المشكلات والابتكار والإبداع .
Ø تشجيع التنوع الفكري والثقافي داخل المنظمات .
Ø نشر ثقافة التعلم والتطوير الذاتي داخل المنظمات .
والخلاصة أنه لن يكون هناك ابداع وابتكار لدى منظماتنا ومؤسساتنا مالم يكن لدينا موارد بشرية مبتكرة ومتعلمة ومبدعة وتحويل الأفراد الموجودين داخل هذه المنظمات إلى رأس مال بشري له قيمته العالية التي تفتخر بها هذه المنظمات ونعول عليها في سبيل رفعه هذه الأمة .