بقلم/ عبدالجليل اليوسي
دأبت وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والمجالس العليا للجامعات في دول العالم على تطوير وتحسين جودة مخرجاتها وكذلك إضافة محتويات دراسية تلبي متطلبات سوق العمل وتنمي قدرات ومهارات مخرجاتها علاوة على مساهمتها في بناء الفرد ومساعدته على فهم عالمه وخدمة مجتمعه ورفاهية بلده, وتحرص البلدان المتطورة على الإنفاق السخي على البحث العلمي والتطوير الأكاديمي كأولوية مهمة ويصل مستوى الإنفاق على ذلك بما يفوق ميزانيات دول من بلدان العالم الثالث، وهو دلالة على أهميته القصوى في تقدمها العلمي والتكنولوجي وتطورها التنموي والخدمي وتعد أفضليتها علميا ومعرفيا لأنها تحترم ذاتها وتقدر مواطنيها وذلك حق من حقوقهم كبشر.
ومن منطلق المسئولية الوطنية أرى أن يتم إضافة مقرر دراسي إلي المقررات الدراسية في الجامعات اليمنية يسمى " التربية المدنية " كون المحتوى الذي تتضمنه هذه المادة ذا أهمية بالغة في تكوين الفرد ورسم ملامح شخصيته كمواطن يتمتع بقدر من الثقافة المدنية الوطنية ليساهم بإيجابية في مسيرة التنمية في وطنه كغيره من مواطني دول العالم.
على ان يتضمن المقرر الدراسي الفصول التالية:-
1- الفصل الأول: الدستور ماهيته, أنواعه, فصوله, الحقوق والحريات الأساسية, أنواع الدساتير ( الجامدة – المتغيرة – الجامدة والمتغيرة ) ... ألخ.
2- الفصل الثاني: الأنظمة السياسية والانتخابية, تجارب دول, الأنظمة السياسية والانتخابية في الوطن العربي, أنظمة سياسية وانتخابية في شرق أسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
3- الفصل الثالث: القوانين, أنواعها, الأنظمة, اللوائح, القرارات, التكاليف, ولمحة مختصرة عن القوانين المهمة للطالب في مجال تخصصه بالكلية التي ينتسب إليها والمرتبطة به في واقعه العملي.
4- الفصل الرابع: الإعلام, ماهيته, الإعلام القديم, الإعلام المعاصر, الإعلام الجديد, مهنية واستقلال الإعلام, الرسالة الإعلامية بأنواعها, مدى أهمية الإعلام في حياة الفرد والمجتمع وكيفية استخدامه الاستخدام الأمثل.
5- الفصل الخامس: الجمعيات والمنتديات والمؤسسات والنوادي الأهلية: قانونها, هيئاتها, أنظمتها, علاقتها بالمؤسسات الحكومية, نماذج لمؤسسات ناجحة وطنيا.
6- الفصل السادس: مواقع التواصل الاجتماعي Social Media: ماهيتها, أنواعها ( فيسبوك - تويتر - تيليغرام – واتساب.. الخ ), مميزاتها, مدى تأثيرها على الجمهور, ألية استخدامها مع بيان مميزات وفروق كل منها.
قيم المدنية والمواطنة ووسائل الرفاة الفردي والجماعي والعدالة والمساواة والقيمة البشرية للأمم والشعوب أضحت هي القاسم المشترك لكل أبناء العالم كوننا نعيش ونتعايش في قرية كونية فرضت على الجميع التأثير والتأثر والمواكبة لكل ما هو جديد في العلم والتكنولوجيا والإدارة والصناعة والثقافة والشعر والأدب والموسيقى وما لم يكن الفرد في وطن ما على قدر من التأهيل وتنمية القدرات والمهارات فإنه سيكون عبئا على نفسه ونظامه ففخر البلدان والأنظمة في العالم مدنية المواطن وتأهيله ورفاهيته ومساهماته في مسيرة التنمية الوطنية في شتى المجالات الحياتية.
ختاما على صانع القرار في وطننا الحبيب أن يكون قراره فاعلا وليس منفعلا, استراتيجيا وليس تكتيكيا, عقليا لا عواطف فيه يستشرف المستقبل بخطى ثابته نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وحياة الرقي والرفاة لأبناء وطنه كاستحقاق وطني ترنو إليه الأبصار وتنشده العقول والأفكار بدافع معرفي, علمي, تنموي, ومدني يواكب العصر ويساير الزمن.