مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/01/27 17:12
لا تسألني عن الجزائر
لا تسألني عن الجزائر
سميرة بيطام

 
حينما أسافر بعيدا عن بلدي أشعر بحنين اليها و شوق في سرعة كبيرة للعودة و المشيى فوق تراب الجزائر..و حينما أحاضر خارج الجزائر دائما أحمل معي في حقيبتي رايتها الصغيرة حتى و ان فتحت الحقيبة أتذكر بلدا عريقا جدا جدا و اتامل في لون الأحمر طويلا خاصة فأعود للوراء بذكريات رائعة مع أجدادي و سيرة شهداء الجزائر لأعرف ان رحلتي العلمية ليست للمحاضرة و فقط و انما لأنقل رسالة لمن يسمع كلامي اني من الجزائر و فخورة جدا لهذا الانتماء و اشكر الله كثيرا ان خلقني جزائرية الدم و التاريخ و الكيان..
الكيان الجزائري أستمع للكثير من يقول أنه عصبي فأبادر بالتصحيح ان تلك العصبية هي حرارة الانفعال تجاه كل ما يناقض المبادئ و القيم أو يمس شعرة من برنامج الجزائر في الحضارة و الثبات على ارث الشهداء...جميلة هذه العصبية فلولاها لما عرف مهندسو الثورة كيف يرسمون ابعاد تاريخ عريق جدا جدا...فهل حقق الهدوء و الجبن شيئا مع مستعمر؟؟؟ و ما بالكم مستعمر فرنسي بامتياز في الشراسة..لكن الجزائر كانت له بالمرصاد...
لا تسألني عن الجزائر لأني لن أجيب اجابة صحيحة ، سأخطئ ان قلت لسائلي الجزائر عبارة عن كذا و كذا ..لذلك لا تسألني عنها و اقرأ تاريخها ستعرف القليل عنها ليس لأن هذا التاريخ محدود و ضيق في ارثه و لكن لأنك لن تستوعب شساعة الرحب البطولي منه و لذلك لا تسألني عن الجزائر لأنك ستورط نفسك في سؤال سيخلط كل افكارك و مفاهيمك و فضولك لتعرف  الجزائر...
أستمع من يقول عن الجزائريين انهم كرماء و لديهم موقف تاريخي مع القضية الفلسطينية ، أقول الجزائر مواقفها شجاعة ليس مع فلسطين فقط  بل مع كل كم يوافق قيم التحضر العربي و الإسلامي
استمع من يقول ان المرأة الجزائرية مكافحة و صبورة ، أقول أن المرأة الجزائرية هي مجتمع كامل الأبعاد و قد نهلت من المجاهدة و الشهيدة كيف تكون ممرضة و طبيبة وقت المحن و كيف تكون مستمعة جيدة و متحملة للأزمات في اسرتها لأجل أولادها و لأجل قيم دينها...
أستمع من يقول أن طبيعة الجزائر خلابة و رائعة جدا ، اقول لكل من زارها انه لم يكمل تفتيش الجمال فيها بعينيه و عليه أن يخصص زيارات عديدة ليكتشف بعد التطور الخلاب في الطبيعة بمشاعرها و الطمأنينة التي يشعر بها و هو يتجول فيها...
أستمع من يقول ان الجزائر قوية بشعبها فأقول تلكم القوة من تجربة هذا الشعب مع الأزمات فصهرت فيه الخوف و زرعت فيه ايمانا متجذرا في الأعماق ، هذا الايمان لا تصنعه كتب او تقليدات و انما صلوات و ترتيلات طويلة جدا للقرآن عبر أيام هي للكفاح فقط توحي لمن يريد معرفة الجزائر حقيقة..
لا تسألني عن الجزائر لأنه السؤال الذي لن أقدر على الاجابة عنه و اعتبرها مني هفوة و علي أن اموت لأجل الجزائر حتى اقدم لهذا البلد شيئا تستحقه و لن اوفي هذا الوطن حقه إلا بعد ان أرى رايتها ترفرف في سماء التقدم ان شاء الله...
هاكم باقة شعرية من كتاب الأمير عبد القادر رائد الكفاح الجزائري للدكتور يحي بوعزيز و هذه الأبيات قالها الأمير عبد القادر :
 
و أسيافنا قد جردت من جفونها         وردت اليها بعد ورد لها روى
و لما بدى قرني بيمناه حربه            و كفى بها نار بها الكبش قد شوى
فأيقن أني قابض الروح فانكفا           يولي فوافاه حسامي مذ هوى
شددت عليهم شدة هاشميـــــة           و قد وردوا ورد المنايا على الغوى
نزلت ببرج العين نزلـة ضيغم          فزادوا بها حزنا و عمهم الجــــــوى
و ما زلت أرميهم بكل مهند             و كل جواد همه الكر لا الشــــــوى
و ذا دأبنا فيه حياة لديننــــــا             و روح جهاد بعد ما عضه ذوى
جزى الله عنا كل شهم غدت له         غريس لها فضل أتانا و ما انزوى
 
أنا من ستسأل أي قارىء : من من البلدان ملك أو مستعد لأن ينجب و يربي  شخصية مثل شخصية الأمير عبد  القادر أو مهندسا مثل مصطفى بن بولعيد او شجاعا وقع على الموت بوصية قوية الصدى مثل زبانا أو شاعرا زلزل صوته آذان المستمعين مثل مفدي زكريا؟؟.
فان كنت أنا جزائرية لا أعرف اجابة عن الجزائر فكيف لساءلي أن يعرف؟


تحيا الجزائر..و المجد و الخلود للشهدءا الأبرار..
 
 
 
مقالات اخرى
أضافة تعليق