وداع خلف لفاف الطمأنينة
لا تمدح في موقفا ثبت مني بقوة ارادة ، و لا تصفق لحال حدث نزعت منه شوكة الظلم بالقوة ، أردت لصرحي أن لا ينكسر ، فلا تستمر في نزاعي بعد اليوم، تركت ساحة الوطن ملىء بما تحب ، فاسبح في أركان السعي الى حيث سيصل بك نفاق عزيمتك ، لم يعد لي بعد اليوم رغبة في تراب طفولة.. كفاني مسرحيات و كفاني جدالا عقيما لم يفهمني منطقا واحدا في ظل ما سعينا لأجله اعواما عديدة انا و مظاليم الدنيا..
أصعب شيء لدي هو اتخاذ قرارات لا رجعة فيها و اصعب ابتسامة مني هي تفاؤل عميق الألم و أقوى لقطة مني من قمة جبل الصمود هي تمزيق أوراق الماضي بل حرقها للأبد.. هكذا هي سعادة المتقين و هكذا هو ميدان الحرب و لست اسميها معركة فالأولى ضمت عديدا من المعارك المتتالية في قمة عطفي على هفوات المحبين...
ان لم تتب فجأة فلن تتوب على طول الزمن ، تلك عزيمتك و ذاك شأنك في قرارك و لعمري تدخلت و لو بنبرة أمل لأصحح الطيش منك ،فما ينتظرني في الأفق اهم و ارقى من عبث العقول الساذجة و التي ليست تشبع في لهيب الحضارة المتجذر في عمق روحي..
سافر أو أتركني ارحل و لو أني افضل الرحيل بكثير عن أن أسافر ، لأن في السفر عودة ميمونة و لكن للرحيل انتقال أبدي الى حيث لا عودة ،،تركت قلما لامعا خط ما اردت من رغبة في الخير و الأمل و التفاؤل و لكنه احترق شوقا لعدم الفهم و ادراك الجوهرة اللامعة ، و ليس لي بد بعد اليوم في أن اشرح مزيدا من التفاصيل فصمتي يزين هامتي و ارادتي ترفع شأني الى حيث يشاء الرب...
ان ابديتم جميعكم اشتياقا فلن اتأهب للحب و ان ابديتم رغبة في اللقاء فان أهتم للموعد ،بعد ان جالت رغبتي في كل مكان تتفحص النائمين في نومهم العميق و هي آخذة في طيات طيبتها لفاف من طمأنينة لترميها على من عانوا عمى البصيرة وبالفعل حصل ما أردت و لم يبقى في رصيدي و لا دين واحد ، و ان بقى فسأراجعه في أوانه ليأخذ صاحب الحق حقه مني مهما طال الزمن...
رفقا بعد اليوم بالمحرومين و اليتامى و تريثا بعد العام المقبل لقمة عطائي فلم يعد لي سوى ابتسامة ساحرة تودع كل من ألفها بل و أحبها.. هنيئا للمتحضرين في كل أرض المعمورة و مبارك للمكافحين فوق كل ذرة تراب ، فالعدد لا يحصى و لا يعد و قد التقي بهم في فرصة تحضر واعد...و ما هذا ببعيد على رب العباد.