هل نجحت فرنسا في فرنسة الجزائر؟
من قال أن الجزائر انتهى منها جيل الثورة فهو لا يعرف معلومات عن جينات التوريث حينما تختبأ لتكبر و هي في عمقها تحمل صفات وراثية من اللون و الحجم و طريقة الآداء في الحياة ، و بالمناسبة يا مرحب بمن يحمل جينات الحب للبلد لأن هذه الصفة تكفي لأن يسترسل البقية من الميزات تباعا على خط الحرف القوي مدافعا عن بلد اسمه الجزائر...
إن المتصفح للكتب التاريخية و للوثائق يعرف الحقيقة ، حقيقة تحمل الأم الجزائر لسنوات صعاب من فرنسا التي أبقت على بقايا خطواتها تدس السم عبر اتبعاها لتقضي على الجينات المتبقية ناسية أن هذه الجينات لا ينتنهي عمرها سوى بشهادة في سبيل الله..
كان الهدف الذي سعت إليه فرنسا في سبيل القضاء على الثقافة الجزائرية في زمن الاحتلال هو تكوين نخبة مزيفة من المثقفين مقطوعة عن الجماهير الشعبية ،بحيث يشعر أولئك المثقفون بأنهم غرباء بين ذويهم فتنقطع صلتهم بأبناء البلد ،و يتنكرون بعدها للتقاليد ، تقاليد اللغة و الانتماء ، و يتشبهون بأسيادهم ،و يصابون بما أسماه جول غوتي jules Gautier "البوفارية العقائدية"، و هو نوع من التبعية الفكرية ، و لي في تصفح كتب الدكتور أحمد بن نعمان التي أهداها لي في إحدى زياراتي لبيته العتيق المشع بالعلم حقائق مدافعة عن الأصالة الجزائرية و بالصور الحائطية ناطقة بمسيرة الرجل ، و قد طلب مني الدكتور بن نعمان أن اقرأ و اعلق على كتبه التي أهداها لي فور انتهاء الزيارة حينما همت بركوب السيارة و مغادرة بيته حيث أصر على أن أقرأ الكتب فابتسمت لذكائه و حنكته وهو بهذه المقولة يريدني أن أتعلم فن حب الجزائر على شاكلة الناقدين لكل من يريد تغليط أبهة العروس ...
فحقيقة من المسلم أن عددا كبيرا من الجزائريين تربوا تربية فرنسية ،و لكن هذا لا يعني أنهم تنكروا لأصالتهم ،ففرنسا لم تقتصر على تعليم الجزائريين لغتها و تلقينهم ثقافتها بل روجت للثقافة أنها فرنسية بحتة ، لكن الجزائريين يعرفون أن ديكارت سبقه الغزالي ، و أن فيكو سبقه بن خلدون ، و أن دي فو سبقه بن طفيل و أن كلود برنار سبقه بن سينا و أن دانتي سبقه المعري..فهل يصح القول أن فرنسا حققت هدفها في القضاء على الثقافة الجزائرية ؟و الكل يعرف أن الثقافة لا تموت مهما حاولت القضاء عليها ،و قد شرح علماء الاجتماع وفق ما ورد في مقال "تخليص الثقافة الجزائرية من الشوائب الاستعمارية " للدكتور أحمد طالب الإبراهيمي كيف أن الجزائريين تمسكوا ببعض مقومات شخصيتهم ،فاعتبروا هذا العمل منهم نوعا من التحنيط لتراثهم ،في حين أنه نوع من التنويم أو التجميد المؤقت للنشاط ، فقد حافظت الثقافة الوطنية على نفسها عن طريق الأمثال الشعبية و الأغاني الفلكلورية ،و الأدب المنقول بالسماع ، ذلك الأدب الذي كان يعكس حياة الشعب و كفاحه من أجل الاستقلال و قد احتفظ الشعب الجزائري رغم احتلاله لمدة مائة و ثلاثين عاما بتقاليده و عاداته ، فكانت خير وسلة يتطلع بها على ماضيه التليد و على ما خلفه أسلافه الأمجاد و أنشأت جمعية العلماء المسلمين بأموال الشعب و بتأييد منه و رغم مضايقات الإدارة الاستعمارية نحو مائة و خمسين مدرسة ابتدائية عربية ، فساهمت بذلك في تدعيم هذه المرحلة من مراحل استعادة الشخصية.
و هكذا استطاعت هذه المدارس أن تقضي على الصورة المشوهة التي تلقيناها عن ماضينا من أوربا و أن ترسم في أذهاننا صورة صحيحة ، و قد كان من عادة سان يات سين أب الثورة الصينية أن يقول "أنظر إلى الماضي لكي تأخذ صورة عما سوف يكون عليه المستقبل" و بالمرة هو سؤالي :
هل ستظل فرنسا تنظر إلى الجزائر أنها فرنسية؟ ربما يكون لها من اللازم أن تنظر إلى الماضي قبل أن ترسل موفديها ليضعوا الرجل فوق الرجل و إن كان جلسة الهامة الجزائرية رجلا فوق رجل لا تقابلها جلسة و لا تنافسها هامة ،فالطول الجزائري ألف النظر لقمم الجبال الشامخات و ليس بنظري ينافس أو يقلد.
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار....سنحافظ على الأمانة أكيد..أمانة الدم و الكفاح..
من قال أن الجزائر انتهى منها جيل الثورة فهو لا يعرف معلومات عن جينات التوريث حينما تختبأ لتكبر و هي في عمقها تحمل صفات وراثية من اللون و الحجم و طريقة الآداء في الحياة ، و بالمناسبة يا مرحب بمن يحمل جينات الحب للبلد لأن هذه الصفة تكفي لأن يسترسل البقية من الميزات تباعا على خط الحرف القوي مدافعا عن بلد اسمه الجزائر...
إن المتصفح للكتب التاريخية و للوثائق يعرف الحقيقة ، حقيقة تحمل الأم الجزائر لسنوات صعاب من فرنسا التي أبقت على بقايا خطواتها تدس السم عبر اتبعاها لتقضي على الجينات المتبقية ناسية أن هذه الجينات لا ينتنهي عمرها سوى بشهادة في سبيل الله..
كان الهدف الذي سعت إليه فرنسا في سبيل القضاء على الثقافة الجزائرية في زمن الاحتلال هو تكوين نخبة مزيفة من المثقفين مقطوعة عن الجماهير الشعبية ،بحيث يشعر أولئك المثقفون بأنهم غرباء بين ذويهم فتنقطع صلتهم بأبناء البلد ،و يتنكرون بعدها للتقاليد ، تقاليد اللغة و الانتماء ، و يتشبهون بأسيادهم ،و يصابون بما أسماه جول غوتي jules Gautier "البوفارية العقائدية"، و هو نوع من التبعية الفكرية ، و لي في تصفح كتب الدكتور أحمد بن نعمان التي أهداها لي في إحدى زياراتي لبيته العتيق المشع بالعلم حقائق مدافعة عن الأصالة الجزائرية و بالصور الحائطية ناطقة بمسيرة الرجل ، و قد طلب مني الدكتور بن نعمان أن اقرأ و اعلق على كتبه التي أهداها لي فور انتهاء الزيارة حينما همت بركوب السيارة و مغادرة بيته حيث أصر على أن أقرأ الكتب فابتسمت لذكائه و حنكته وهو بهذه المقولة يريدني أن أتعلم فن حب الجزائر على شاكلة الناقدين لكل من يريد تغليط أبهة العروس ...
فحقيقة من المسلم أن عددا كبيرا من الجزائريين تربوا تربية فرنسية ،و لكن هذا لا يعني أنهم تنكروا لأصالتهم ،ففرنسا لم تقتصر على تعليم الجزائريين لغتها و تلقينهم ثقافتها بل روجت للثقافة أنها فرنسية بحتة ، لكن الجزائريين يعرفون أن ديكارت سبقه الغزالي ، و أن فيكو سبقه بن خلدون ، و أن دي فو سبقه بن طفيل و أن كلود برنار سبقه بن سينا و أن دانتي سبقه المعري..فهل يصح القول أن فرنسا حققت هدفها في القضاء على الثقافة الجزائرية ؟و الكل يعرف أن الثقافة لا تموت مهما حاولت القضاء عليها ،و قد شرح علماء الاجتماع وفق ما ورد في مقال "تخليص الثقافة الجزائرية من الشوائب الاستعمارية " للدكتور أحمد طالب الإبراهيمي كيف أن الجزائريين تمسكوا ببعض مقومات شخصيتهم ،فاعتبروا هذا العمل منهم نوعا من التحنيط لتراثهم ،في حين أنه نوع من التنويم أو التجميد المؤقت للنشاط ، فقد حافظت الثقافة الوطنية على نفسها عن طريق الأمثال الشعبية و الأغاني الفلكلورية ،و الأدب المنقول بالسماع ، ذلك الأدب الذي كان يعكس حياة الشعب و كفاحه من أجل الاستقلال و قد احتفظ الشعب الجزائري رغم احتلاله لمدة مائة و ثلاثين عاما بتقاليده و عاداته ، فكانت خير وسلة يتطلع بها على ماضيه التليد و على ما خلفه أسلافه الأمجاد و أنشأت جمعية العلماء المسلمين بأموال الشعب و بتأييد منه و رغم مضايقات الإدارة الاستعمارية نحو مائة و خمسين مدرسة ابتدائية عربية ، فساهمت بذلك في تدعيم هذه المرحلة من مراحل استعادة الشخصية.
و هكذا استطاعت هذه المدارس أن تقضي على الصورة المشوهة التي تلقيناها عن ماضينا من أوربا و أن ترسم في أذهاننا صورة صحيحة ، و قد كان من عادة سان يات سين أب الثورة الصينية أن يقول "أنظر إلى الماضي لكي تأخذ صورة عما سوف يكون عليه المستقبل" و بالمرة هو سؤالي :
هل ستظل فرنسا تنظر إلى الجزائر أنها فرنسية؟ ربما يكون لها من اللازم أن تنظر إلى الماضي قبل أن ترسل موفديها ليضعوا الرجل فوق الرجل و إن كان جلسة الهامة الجزائرية رجلا فوق رجل لا تقابلها جلسة و لا تنافسها هامة ،فالطول الجزائري ألف النظر لقمم الجبال الشامخات و ليس بنظري ينافس أو يقلد.
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار....سنحافظ على الأمانة أكيد..أمانة الدم و الكفاح..