حينما يختل ميزان الاعتدال...
ان كان و هو يحتضر صلى الله عليه وسلم قد ترك وصية عن اثنين هما الصلاة و اماء الله ، فهل لهذه الوصية صدى واسعا في قلوب الواعين بأهمية الصلاة و باحترام المرأة سواءا كانت بنتا أو زوجة او أما ، انك أيها الرجل مهما كان عمرك و مهما كان مستواك الثقافي لتبدي الكثير من التجاوزات الا ما لم تتمكن منه حيال غضبك، تلك التجاوزات التي لا تنتبه لها و تحسبها من مؤهلات القوامة و الرجولة فيك فتستمر في التعسف في حق ابنتك أو زوجتك و أحيانا أمك ، حقها الذي منحه اياها الاسلام في ان تكرم و تحظى بالاحترام و التقدير ،كيف لا و هي البنت و الأخت و الزوجة و الأم ،خاصة مرتبة الأم و ما أرفعها من مرتبة تستحق تضحيات جسام لإسعادها و نيل ثواب الدعاء منها و الرضى ، و من لم يحسن التعامل مع المرأة فعليه أن يعود بذاكرته في صغره كيف كان ولدا يمشي و يتعثر ثم غدى رجلا ليصبح مشرفا على أسرة ،فمن صنع نجاح ذاك الرجل أو ليست الأنثى عبر مراحل العلاقات المختلفة من حضن الأم المانح للعطف و الحنان انتقالا الى وصال الاخت الطائعة و الحانية وصولا الى يدي الزوجة الكريمة و عبر كل هذه المحطات تبقى الأم تاج يضعه كل واحد منا على رأسه لأن صنيعها بنى أجيالا متعاقبة و ربى رجالا يعول عليهم في التشييد و التربية و الاصلاح..
فكيف بعد هذا السرد المرتب تقابل الأنثى بشتى أنواع العنف و القهر و الاهانة ؟، و ما الداعي لتجريح كرامتها و ضربها و استعمال العنف اللفظي و الجسدي؟ و كيف يصبح هذا العنف عادة ممتهنة و أحيانا من غير سبب مبرر ؟ ، لماذا قست قلوب رجال اليوم و امتنعوا عن تطبيق مراحل التربية و الوعظ التي نصح بها ديننا الحنيف ؟ و لماذا غاب الحوار على طاولات بيوتنا و أصبحت سيرة مملة ان ما طالبت الزوجة أو البنت أن تفتح مجالا للنقاش بحجة أن ليس هناك وقت أو بحجة عدم الاهتمام ، ففيما الاهتمام اذن ؟و المشكلات النفسية بدأت تظهر و المعاناة الحزينة بدأت تدلي بستائر الملل على الوجوه فأصبحت عابسة لا تريد شيئا من هذه الحياة المملة و القاسية.
من الخطأ أن يتخيل المرء أن الحياة الزوجية تخلو من الأكدار و من الخطأ أيضا تخيل أيام الزوجين كلها حلاوة من غير مرارة ، و الأصح أن السعادة الحقيقية هي أن تتغلب أيام الفرح على أيام المر، فتعديل سلوك كل مخطئ يعتمد على تذكر الأولويات من المعاملات و أساسيات البناء في أي علاقة و التهذيب بإمكانه حل الكثير من مشكلات الغضب و العدوان فليس أن يظهر الرجل القوامة أن يستعملها ليهين كيانا ضعيفا و هو قوي في عطائه حقيقة ثم القوة لا بد لها أن تأخذ مكانها الصحيح من تحمل المسؤوليات و التربية الصحيحة للأبناء ووعظ الزوجة عند الخطأ أو اخلالها بالتزام شرعي ، لكن أن يصبح العنف هو الوسيلة المستعملة بكثرة و بالتواتر تموت المرأة قهرا من هذا السلاح لهو القتل ببطىء ، هو يقتلها في كبريائها و يدوس على كرامتها و يجعلها تفكر حتى في الانتقام و العياذ بالله ان ما استمر الوضع على حاله ،ثم من قال أن المرأة هي من تأخذ الطرف الضعيف في النزاع دائما ، أتكلم هنا عن المرأة الملتزمة المحافظة على واجباتها و حقوق زوجها و أسرار بيتها فأن تكون العدوانية هي لغة الخطاب فهذه مظلمة كبيرة بعينها لا يمكن السكوت عنها حتى لا تستمر فتتحول الى أمور أعقد مما بدأت عليه ، فالتربية لها ابوابا عديدة و جوانب شتى من التقويم لأي خطأ أو تجاوز أو تخلي عن تحمل المسؤوليات ، و أن يتعود الرجل على الضرب و التجريح فذاك دلالة على فقدانه للانسانية أولا و للرحمة ثانيا ، هذا ان لم يكن سلوكه بتأثير احدى العوامل الغير شرعية و الضارة بالصحة كالخمر و المخدرات ، فهنا الوضعية أمام الزوجة أو الأم او البنت هي بمثابة ابتلاء و محنة صعبة لا يمكن تخطيها الا باللجوء الى الشرع و القانون لوضع حد لهذه التجاوزات لأنها تشكل خطرا على الصحة و المستقبل .
و أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة في هذا المقام منها قوله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل) ، هذا عن التفضيل و التمييز بين زوجتين فما بالك بدرجة التحقير و الاهانة حيث قال عليه الصلاة و السلام في هذا المقام ( استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا)، و قوله أيضا عن أقرب المؤمنين مجلسا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (أكمل المؤمنين ايماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهـله).
فهل وعى في هذا العصر المتقدم في مفاهيمه صنف الرجال مدى واجب احترام كيان المرأة المتخلقة و المحترمة ؟ و ان ما كان داعيا لتغيير طريقة تعاملها و توجيه سلوكها ان هي أخطأت فالطرق كثيرة و الوسائل متنوعة فليختر الرجل أيسرها و أكثرها تأثيرا و نفعا بعيدا عن استعمال القوة المفضية أحيانا الى الموت ، فمن منا يخلو سلوكه من التقصير و من العيب ؟ و من منا لم يسعف نفسه بداخله و عند سجوده لربه في أن يستغفره كثيرا و يطلب التوجيه الحسن و الطريق المستنار؟، فما دمنا بشر فالخطأ وارد و التقصير كذلك و لكن علينا أن نكون رحماء فيما بيننا نتفهم و نحاور و نصلح و نغير و نكمل مشوار الحياة و نبتعد قدر الامكان من اللجوء الى الطرق المخربة لكيان الأسرة و المزعزعة للاستقرار النفسي و العاطفي فكلاهما يشكلان دعامة قوية لضمان السلوك المتفق عليه عند عموم الناس العقلاء..
فمهلا أيها الرجال و انصفوا في معاملاتكم و لا تظلموا أو تحتقروا أو تكسروا كيانا هو في أصله ضعيفا في بنيته و تحروا شرع الله ما أمكنكم فآخر مطافكم موت و بعدها حساب ، فمن وعى نجى و من اغتر و ظلم سقط في حفرة جهنم و العياذ بالله.. و لك أيتها البنت و الزوجة و الأم صبرك لا محالة مخلصك من ظلم الرجل و لن يكفيك أن تطلبي حقك الشرعي في أن تقتصيه منه انصافا لك فهذا حقك و لا غبار في ذلك ان ما كنت مظلومة...و تحري أيتها الفاضلة ما أمكنك أن تكوني مظلومة و لا تكوني ظالمة حتى لا تلعنك الملائكة و حتى لا يلعنك زوجك و تكوني بذلك المقصرة و البادئة في ضياع أسرتك فدفء الأسرة أنت من تصنعيه و رجال المستقبل هم أبناؤك اليوم فاحرصي أختي أن تكوني الأسوة التي يقتدى بها و لا تكوني شؤما يفر منه القريب و البعيد ، فأنت النور الذي يستنير به الزوج و الأولاد بل أنت السعادة كلها فعطري بيتك بجمال روحك و لسانك و قلبك و ازرعي بذور الخير و الهناء في كل مكان تتواجدين فيه.. أنت أمة فلا تقصري واجبك نحو من لهم حق فيك ، و أنت هرم أيها الرجل فلا تكسر جناح مستضعفة عقد القران بينكما لتحميها و ترعاها و تربيها حينما يلزم الأمر بطيب الكلام و النصح السديد بالرفق و اللين و الله يجمع بينكما في الخير دائما و على رحب القلوب يجتمع الأولاد على حضنكما السعيد فلا تخربا قصر الألفة بأيديكما و كن أنت أيها الرجل من يحاذر لألا يجرح شعور من ستنشىء لك جيلا تعول عليه أنت و المجتمع و الأمة كلها..
ثم لا داعي يا بنت الاسلام أن تتحرري و تنفتحي بداعي الحرية و المساواة بين الرجل و المرأة ، أي مساواة تريدين ؟ و أي فكر تتبعين لتنسلخي من هويتك الحقيقية ، أنت مسلمة و الاسلام شرفك و منحك قدرا عاليا من الاحترام و الرفعة فلا داعي لأن تقرئي عن ثقافة الغرب و تحسبين خلاصك فيها فتغيرين في لبسك و طريقة تعاملك و تبحثين لك عن طلاقة الأفكار و السلوك ، الرجل حاميك و منفق عليك مهما امتلكت ذمة مالية مستقلة ، فالأحقية في الرعاية عليه ، فان كنت في بيت والدك فوالدك هو المسؤول عنك و أخوك و بعدها لما تنتقلين لبيت الزوجية يصبح الزوج هو الراعي و الكفيل لك ، ثم ما اسم الحضارة التي تتقلدينها في الجامعة و الثانوية بتناولك سجائر و مخدرات ؟ ، من أين لك بهذه الثقافة الماجنة التي تعكر مزاجي و مزاج كل خلوقة تغار عليك؟ ،و هي ترى فيك الضياع بعينه ، و المؤسف فوق كل هذا ضحكاتك بصوت مرتفع لا حياء و لا حشمة و أنت من قصدت المدارج و خصصت وقتك للدراسة ، فهل فعلا أتيت لتدرسي؟..
فهنا تمنحين لغيرك فرصة لينتقدوك أنك لم تكوني في المستوى و أن ضربك و اهانتك هي الطريقة الوحيدة لردعك ، أرى في ذلك تربية تقويمية ان ما كنت فعلا تصادقين شبابا و ترتمين في أحضانهم و قد نزعت من شخصيتك كل الطهر و العفاف ، و بدوري أنا لن أحاورك في درس من الدروس أو سؤال من الأسئلة حتى أتأكد من أني أخاطب كيانا قويا و لامعا بشموخ أخلاقه و كبرياء روحه ، فالرسالة التربوية لن تصل الى مدى الاستيعاب و عقلك شارد ، فلو كانت ثمة مشاكل تعانين منها فقلوبنا مفتوحة لك لنحاورك و نستمع لك ، وان كنت تقصدين الانتقام من أنوثتك فمهلا أرجوك منك أن تلتزمي شرع الله و لن يكون الا الخير ما دمت اتبعت منهج الدين الصحيح.. لا تزيدي من حزني على بنات أمتي و قد عولت على ذكائهن و أصالتهن الكثير و الكثير ، فلا داعي لأن تسكبي نار الندم في قلبي أني تطلعت بالأمان معكن و قد خذلت مرات عديدة من سلوكاتكن أينما حللت و الجامعة بؤرة فساد كبيرة حولت طموحاتي سلبا و ليس تشاؤما ،لأني لا أتشاءم مهما بلغ الانحطاط أوج انحداره و لكن ينكسر رأسي أرضا أن الواقع فقد الكثير من القيم الأخلاقية فأصبحت ألقي محاضرات فيها الكثير من الجد أن القادم أصعب مما فات ، و بعدها أتطرق لموضوع الدرس المهم و لو استلزم الأمر ان ما رأيت سلوكا منافيا لهدوء الالقاء يقينا سأخرج من غير استئذان و تحسب نقاط التقييم بحسب نسبة الحضارة و التقدير لطلاب و طالبات أرى فيهم شعلة متوقدة من النشاط و البناء ، لأننا فعلا مللنا من لغة اللامبالاة...و لأنه بات من الضروري استعمال لغة الردع لأنها هي من تأتي ثمارها ولو على المدى البعيد..
ان كان و هو يحتضر صلى الله عليه وسلم قد ترك وصية عن اثنين هما الصلاة و اماء الله ، فهل لهذه الوصية صدى واسعا في قلوب الواعين بأهمية الصلاة و باحترام المرأة سواءا كانت بنتا أو زوجة او أما ، انك أيها الرجل مهما كان عمرك و مهما كان مستواك الثقافي لتبدي الكثير من التجاوزات الا ما لم تتمكن منه حيال غضبك، تلك التجاوزات التي لا تنتبه لها و تحسبها من مؤهلات القوامة و الرجولة فيك فتستمر في التعسف في حق ابنتك أو زوجتك و أحيانا أمك ، حقها الذي منحه اياها الاسلام في ان تكرم و تحظى بالاحترام و التقدير ،كيف لا و هي البنت و الأخت و الزوجة و الأم ،خاصة مرتبة الأم و ما أرفعها من مرتبة تستحق تضحيات جسام لإسعادها و نيل ثواب الدعاء منها و الرضى ، و من لم يحسن التعامل مع المرأة فعليه أن يعود بذاكرته في صغره كيف كان ولدا يمشي و يتعثر ثم غدى رجلا ليصبح مشرفا على أسرة ،فمن صنع نجاح ذاك الرجل أو ليست الأنثى عبر مراحل العلاقات المختلفة من حضن الأم المانح للعطف و الحنان انتقالا الى وصال الاخت الطائعة و الحانية وصولا الى يدي الزوجة الكريمة و عبر كل هذه المحطات تبقى الأم تاج يضعه كل واحد منا على رأسه لأن صنيعها بنى أجيالا متعاقبة و ربى رجالا يعول عليهم في التشييد و التربية و الاصلاح..
فكيف بعد هذا السرد المرتب تقابل الأنثى بشتى أنواع العنف و القهر و الاهانة ؟، و ما الداعي لتجريح كرامتها و ضربها و استعمال العنف اللفظي و الجسدي؟ و كيف يصبح هذا العنف عادة ممتهنة و أحيانا من غير سبب مبرر ؟ ، لماذا قست قلوب رجال اليوم و امتنعوا عن تطبيق مراحل التربية و الوعظ التي نصح بها ديننا الحنيف ؟ و لماذا غاب الحوار على طاولات بيوتنا و أصبحت سيرة مملة ان ما طالبت الزوجة أو البنت أن تفتح مجالا للنقاش بحجة أن ليس هناك وقت أو بحجة عدم الاهتمام ، ففيما الاهتمام اذن ؟و المشكلات النفسية بدأت تظهر و المعاناة الحزينة بدأت تدلي بستائر الملل على الوجوه فأصبحت عابسة لا تريد شيئا من هذه الحياة المملة و القاسية.
من الخطأ أن يتخيل المرء أن الحياة الزوجية تخلو من الأكدار و من الخطأ أيضا تخيل أيام الزوجين كلها حلاوة من غير مرارة ، و الأصح أن السعادة الحقيقية هي أن تتغلب أيام الفرح على أيام المر، فتعديل سلوك كل مخطئ يعتمد على تذكر الأولويات من المعاملات و أساسيات البناء في أي علاقة و التهذيب بإمكانه حل الكثير من مشكلات الغضب و العدوان فليس أن يظهر الرجل القوامة أن يستعملها ليهين كيانا ضعيفا و هو قوي في عطائه حقيقة ثم القوة لا بد لها أن تأخذ مكانها الصحيح من تحمل المسؤوليات و التربية الصحيحة للأبناء ووعظ الزوجة عند الخطأ أو اخلالها بالتزام شرعي ، لكن أن يصبح العنف هو الوسيلة المستعملة بكثرة و بالتواتر تموت المرأة قهرا من هذا السلاح لهو القتل ببطىء ، هو يقتلها في كبريائها و يدوس على كرامتها و يجعلها تفكر حتى في الانتقام و العياذ بالله ان ما استمر الوضع على حاله ،ثم من قال أن المرأة هي من تأخذ الطرف الضعيف في النزاع دائما ، أتكلم هنا عن المرأة الملتزمة المحافظة على واجباتها و حقوق زوجها و أسرار بيتها فأن تكون العدوانية هي لغة الخطاب فهذه مظلمة كبيرة بعينها لا يمكن السكوت عنها حتى لا تستمر فتتحول الى أمور أعقد مما بدأت عليه ، فالتربية لها ابوابا عديدة و جوانب شتى من التقويم لأي خطأ أو تجاوز أو تخلي عن تحمل المسؤوليات ، و أن يتعود الرجل على الضرب و التجريح فذاك دلالة على فقدانه للانسانية أولا و للرحمة ثانيا ، هذا ان لم يكن سلوكه بتأثير احدى العوامل الغير شرعية و الضارة بالصحة كالخمر و المخدرات ، فهنا الوضعية أمام الزوجة أو الأم او البنت هي بمثابة ابتلاء و محنة صعبة لا يمكن تخطيها الا باللجوء الى الشرع و القانون لوضع حد لهذه التجاوزات لأنها تشكل خطرا على الصحة و المستقبل .
و أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة في هذا المقام منها قوله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل) ، هذا عن التفضيل و التمييز بين زوجتين فما بالك بدرجة التحقير و الاهانة حيث قال عليه الصلاة و السلام في هذا المقام ( استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا)، و قوله أيضا عن أقرب المؤمنين مجلسا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (أكمل المؤمنين ايماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهـله).
فهل وعى في هذا العصر المتقدم في مفاهيمه صنف الرجال مدى واجب احترام كيان المرأة المتخلقة و المحترمة ؟ و ان ما كان داعيا لتغيير طريقة تعاملها و توجيه سلوكها ان هي أخطأت فالطرق كثيرة و الوسائل متنوعة فليختر الرجل أيسرها و أكثرها تأثيرا و نفعا بعيدا عن استعمال القوة المفضية أحيانا الى الموت ، فمن منا يخلو سلوكه من التقصير و من العيب ؟ و من منا لم يسعف نفسه بداخله و عند سجوده لربه في أن يستغفره كثيرا و يطلب التوجيه الحسن و الطريق المستنار؟، فما دمنا بشر فالخطأ وارد و التقصير كذلك و لكن علينا أن نكون رحماء فيما بيننا نتفهم و نحاور و نصلح و نغير و نكمل مشوار الحياة و نبتعد قدر الامكان من اللجوء الى الطرق المخربة لكيان الأسرة و المزعزعة للاستقرار النفسي و العاطفي فكلاهما يشكلان دعامة قوية لضمان السلوك المتفق عليه عند عموم الناس العقلاء..
فمهلا أيها الرجال و انصفوا في معاملاتكم و لا تظلموا أو تحتقروا أو تكسروا كيانا هو في أصله ضعيفا في بنيته و تحروا شرع الله ما أمكنكم فآخر مطافكم موت و بعدها حساب ، فمن وعى نجى و من اغتر و ظلم سقط في حفرة جهنم و العياذ بالله.. و لك أيتها البنت و الزوجة و الأم صبرك لا محالة مخلصك من ظلم الرجل و لن يكفيك أن تطلبي حقك الشرعي في أن تقتصيه منه انصافا لك فهذا حقك و لا غبار في ذلك ان ما كنت مظلومة...و تحري أيتها الفاضلة ما أمكنك أن تكوني مظلومة و لا تكوني ظالمة حتى لا تلعنك الملائكة و حتى لا يلعنك زوجك و تكوني بذلك المقصرة و البادئة في ضياع أسرتك فدفء الأسرة أنت من تصنعيه و رجال المستقبل هم أبناؤك اليوم فاحرصي أختي أن تكوني الأسوة التي يقتدى بها و لا تكوني شؤما يفر منه القريب و البعيد ، فأنت النور الذي يستنير به الزوج و الأولاد بل أنت السعادة كلها فعطري بيتك بجمال روحك و لسانك و قلبك و ازرعي بذور الخير و الهناء في كل مكان تتواجدين فيه.. أنت أمة فلا تقصري واجبك نحو من لهم حق فيك ، و أنت هرم أيها الرجل فلا تكسر جناح مستضعفة عقد القران بينكما لتحميها و ترعاها و تربيها حينما يلزم الأمر بطيب الكلام و النصح السديد بالرفق و اللين و الله يجمع بينكما في الخير دائما و على رحب القلوب يجتمع الأولاد على حضنكما السعيد فلا تخربا قصر الألفة بأيديكما و كن أنت أيها الرجل من يحاذر لألا يجرح شعور من ستنشىء لك جيلا تعول عليه أنت و المجتمع و الأمة كلها..
ثم لا داعي يا بنت الاسلام أن تتحرري و تنفتحي بداعي الحرية و المساواة بين الرجل و المرأة ، أي مساواة تريدين ؟ و أي فكر تتبعين لتنسلخي من هويتك الحقيقية ، أنت مسلمة و الاسلام شرفك و منحك قدرا عاليا من الاحترام و الرفعة فلا داعي لأن تقرئي عن ثقافة الغرب و تحسبين خلاصك فيها فتغيرين في لبسك و طريقة تعاملك و تبحثين لك عن طلاقة الأفكار و السلوك ، الرجل حاميك و منفق عليك مهما امتلكت ذمة مالية مستقلة ، فالأحقية في الرعاية عليه ، فان كنت في بيت والدك فوالدك هو المسؤول عنك و أخوك و بعدها لما تنتقلين لبيت الزوجية يصبح الزوج هو الراعي و الكفيل لك ، ثم ما اسم الحضارة التي تتقلدينها في الجامعة و الثانوية بتناولك سجائر و مخدرات ؟ ، من أين لك بهذه الثقافة الماجنة التي تعكر مزاجي و مزاج كل خلوقة تغار عليك؟ ،و هي ترى فيك الضياع بعينه ، و المؤسف فوق كل هذا ضحكاتك بصوت مرتفع لا حياء و لا حشمة و أنت من قصدت المدارج و خصصت وقتك للدراسة ، فهل فعلا أتيت لتدرسي؟..
فهنا تمنحين لغيرك فرصة لينتقدوك أنك لم تكوني في المستوى و أن ضربك و اهانتك هي الطريقة الوحيدة لردعك ، أرى في ذلك تربية تقويمية ان ما كنت فعلا تصادقين شبابا و ترتمين في أحضانهم و قد نزعت من شخصيتك كل الطهر و العفاف ، و بدوري أنا لن أحاورك في درس من الدروس أو سؤال من الأسئلة حتى أتأكد من أني أخاطب كيانا قويا و لامعا بشموخ أخلاقه و كبرياء روحه ، فالرسالة التربوية لن تصل الى مدى الاستيعاب و عقلك شارد ، فلو كانت ثمة مشاكل تعانين منها فقلوبنا مفتوحة لك لنحاورك و نستمع لك ، وان كنت تقصدين الانتقام من أنوثتك فمهلا أرجوك منك أن تلتزمي شرع الله و لن يكون الا الخير ما دمت اتبعت منهج الدين الصحيح.. لا تزيدي من حزني على بنات أمتي و قد عولت على ذكائهن و أصالتهن الكثير و الكثير ، فلا داعي لأن تسكبي نار الندم في قلبي أني تطلعت بالأمان معكن و قد خذلت مرات عديدة من سلوكاتكن أينما حللت و الجامعة بؤرة فساد كبيرة حولت طموحاتي سلبا و ليس تشاؤما ،لأني لا أتشاءم مهما بلغ الانحطاط أوج انحداره و لكن ينكسر رأسي أرضا أن الواقع فقد الكثير من القيم الأخلاقية فأصبحت ألقي محاضرات فيها الكثير من الجد أن القادم أصعب مما فات ، و بعدها أتطرق لموضوع الدرس المهم و لو استلزم الأمر ان ما رأيت سلوكا منافيا لهدوء الالقاء يقينا سأخرج من غير استئذان و تحسب نقاط التقييم بحسب نسبة الحضارة و التقدير لطلاب و طالبات أرى فيهم شعلة متوقدة من النشاط و البناء ، لأننا فعلا مللنا من لغة اللامبالاة...و لأنه بات من الضروري استعمال لغة الردع لأنها هي من تأتي ثمارها ولو على المدى البعيد..