مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/10/23 17:06
كلمة حق في أكثر الحقوقيين

عبدالملك شمسان
منظمات الديمقراطية وحقوق الإنسان هي من يتصدر المشهد في أي بلد من بلاد الدنيا يشهد اضطرابا.. الاضطراب في البلد هو موسم عملها، وهو وقت قيامها بفرضها، ووقت وضع سمعتها على المحك.. وقت الاضطراب يصبح صوتها الأعلى، وكلمتها الأبلغ، وتقريرها الأهم، ولكنها أقنعة جديدة سقطت وانحسرت عن أبشع أشكال.. وجوه أنوفها الدناءة، وعيونها الحقارة، وأفواهها الارتزاق.

أتحدث عن كثير لا على العموم، عن كرفتات حمر وصفر وزرق وهي بألوانها الزاهية أقل شرفاً من جوارب داكنة قذرة انخلعت عنها الأحذية في صيف مشمس.

أدوات استخبارية لأطراف في الداخل والخارج، وأظنها الكلمة الأقسى عليهم وفق منطقهم الدبلوماسي الذي يرفض الاتهام بالعمالة من هذا النوع، وبالطبع لم يُجَن�'َد المسؤولون في هذه المنظمات كأدوات استخبارية على طريقة تجنيد المنتمين رسمياً إلى أجهزة الاستخبارات من الجنود والضباط، ولكن مهمتهم هي المهمة ذاتها، والعبرة بالوظيفة.

أطفال تنهب ملابسهم قبيل العيد بأيام وعلى مرأى ومسمع ثم لا يتحدث عنهم أحد.. نساء يُهَج�'َرن من بيوتهن وتصادر مقتنيات بيوتهن ولا يرق�' لهن أحد.. مؤسسات لرعاية الأيام والكفيفات تنسف في وضح النهار بلا مبرر ولا مسبب ولا ينظر إلى الأمر أحد.. من هو الأعمى الكفيف بالله عليكم: أنتم، أم الفتيات اللاتي فقدن أسر�'ة النوم في "مؤسسة الأمان لرعاية الكفيفات"!؟

ما قيمة الأرقام الذهبية التي تزينون بها الكروت الشخصية إذا كنتم أنتم أرقاماً من نحاس صَدِئ!؟ وما هي حقوق الإنسان التي تعل�'قون تراخيص العمل فيها على جدرانكم!؟ ما هي حقوق الإنسان إن لم تكن بسمة وفرحة على محيا طفلة في يوم عيد!؟ ما هي حقوق الإنسان إن لم تكن مقتنيات طفل من الدمى مركومة في زاوية من بلكون البيت أو فنائه يلعب بها متى شاء ويكس�'رها إن شاء!؟

يلتزمون الصمت عن رضا بما يحدث، أو تشفيا ونكاية بمن يظنون أنه الخصم الضحية فيما دأبهم الحديث عن الحياد وأنه لا خصومة لهم مع أحد، أو يلتزمون الصمت كالثعالب في ارتقابٍ لما تؤول إليه الأمور، فما الفرق بين الحقوقي على هذه الشاكلة وبين السياسي الانتهازي اللعين من مصاصي دماء البشر!

أخلاق وقيم تنهار وتداس ويبصق عليها وقد فَقَدَت حُر�'اسَها من منظمات تَط�'لِي جدرانها بشهادات زورٍ مترجمٍ بكل لغات الدنيا.. ضمائر ميتة لا تهتدي إليها الكلاب لتنهشها وتريد أن تقنعنا بأنها حية لمجرد أنها تتحدث بعض اللغات الحية!؟

يلومون المدنيين لأنهم لم يحتشدوا للقتال في معركة غير معركتهم، ولأنهم انسحبوا من ميدان غير ميدانهم، وألقوا البنادق التي لم تعد بنادقهم، وهم الأولى بالملامة إذ انسحبوا من ميدانهم، وتخلوا عن السلاح في لحظات اشتداد معركتهم، وخانوا الأمانة وقت أدائها، فهم أحق بشهادة الخيانة لو كانت الخيانة تُمنَح شهادةً وتُترجمُ إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية واليابانية وتُعَل�'ق خلف المكاتب الفاخرة والكراسي الدوارة التي لا تدور إلا على نفسها ومن أجل تأمين مصالح أصحابها وتنمية مواردهم على حساب من ائتُمنوا على مصالحهم وحقوقهم.
 

أضافة تعليق