خطأ وخيانة في صنعاء!!
أحمد منصور
لم تسقط صنعاء في يد الحوثيين يوم الأثنين الماضي، ولكنها سقطت بأيديهم قبل عدة أشهر، وتحديدا في شهر مارس حينما وصلوا إلى عمران، ثم بدأ بعدها مسلسل الأخطاء والخيانة بترتيبات بين الداخل والخارج، وكان واضحا أن الأطراف المتواطئة مع الحوثيين سوف تمهد وصولهم إلى صنعاء للقضاء على التحالف القائم بين التجمع اليمني للإصلاح ـ الإخوان المسلمون في اليمن - والرئيس هادي والقوى الوطنية التي قامت بالثورة اليمنية وأطاحت بعلي عبدالله صالح. ولأن الإخوان المسلمين في اليمن أو التجمع اليمني للإصلاح كان رأس هذا التحالف فقد كانت الإطاحة بهم هدفا تريده قوى داخلية على رأسها علي عبدالله صالح وقوى خارجية على رأسها إيران التي تدعم الحوثيين والدول الخليجية التي تدعم القضاء على الثورات العربية والنتائج التي جاءت بها.
بدأت معالم هذا التحالف تتضح من خلال الموقف الضبابي للرئيس هادي من الحوثيين وعدم الحسم العسكري ضدهم، وبدا وكأنه وسيط بينهم وبين الدولة وليس أنه رأس الدولة، كما أن تغلغل اركان الدولة العميقة أو رجال الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في أركان الدولة والجيش والأمن على وجه الخصوص وإفساحهم الطريق أمام الحوثيين دون قتال وتسليمهم الأسلحة الثقيلة في المعسكرات مثل الضربة القاصمة في اقتراب الحوثيين من صنعاء، مما جعل السيناريو يتضح بجلاء أنهم يريدون تدمير صنعاء على رؤوس من فيها في مواجهة أخيرة بين الحوثيين وحلفائهم وبين الإصلاحيين وداعمي الثورة اليمنية، أضف إلى ذلك الدعم الخارجي الكبير الذي جاء للحوثيين من أطراف كانت تلعب بالنار وتدرك أنها تحرق نفسها قبل أن تحرق صنعاء وأهلها، وفوق هذا وذاك الموقف الدولي الداعم للحوثيين والذي ظهر جليا في الاتفاق الذي وقع ليلة سقوط صنعاء بأيديهم، والذي باركته دول الجوار، والعجيب أن الرئيس الذي يتحدث عن المؤامرة على صنعاء هو الذي وقع على الاتفاق.
القصة الكاملة لسقوط صنعاء بيد الحوثيين لم تتم روايتها بعد، لكن اللواء علي محسن الأحمر المستشار العسكري لرئيس الجمهورية والذي انحاز للثورة اليمنية، وكان انحيازه أحد أسباب نجاحها، والذي تمكن من الخروج من اليمن، لديه تفاصيل كثيرة لم يروها بعد، كما أن رئيس التجمع اليمني للإصلاح السيد محمد اليدومي لديه تفاصيل أكثر لأن الهدف كما ذكرت كل الروايات التي خرجت حتى الآن كان توريط التجمع اليمني للإصلاح في الدفاع عن العاصمة صنعاء ومن ثم إحاطتهم بالحوثيين وحلفائهم من رجال علي عبدالله صالح وقادة الجيش المتعاونين والمتواطئين والمتحالفين مع الحوثيين في الجيش والدولة، وبالتالي يتم التخلص من الإصلاح في معركة إبادة أسوأ من معركة عدن التي وقعت في العام 1986 حينما اختلف الشيوعيون مع بعضهم البعض، لكن قادة التجمع اليمني للإصلاح كانوا أكثر حكمة حينما أفشلوا هذا المخطط وقرروا عدم المواجهة فأسقط في يد الجميع حتى الحوثيين الذين فوجئوا بأن صنعاء مفتوحة أمامهم دون قتال، وترك التجمع اليمني للإصلاح الحوثيين يعيثون فسادا في ممتلكاتهم وبيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم ووسائل إعلامهم دون أن يردوا عليهم مما أظهر الوجه الطائفي للحوثيين، لكنه ترك الوضع في حالة ترقب لما سوف يمكن ان يحدث إذا واصل الحوثيون انتهاك البيوت والمساجد والمدارس والتجاوز على الناس وحقوقهم في بلد قبلي تحكمه الأصول والأعراف واحترام خصوصيات الناس وبيوتهم، هناك أخطاء وخيانة وقعت في صنعاء وهناك مستقبل مخيف وسيناريوهات مؤلمة في اليمن بل في المنطقة كلها.
أحمد منصور
لم تسقط صنعاء في يد الحوثيين يوم الأثنين الماضي، ولكنها سقطت بأيديهم قبل عدة أشهر، وتحديدا في شهر مارس حينما وصلوا إلى عمران، ثم بدأ بعدها مسلسل الأخطاء والخيانة بترتيبات بين الداخل والخارج، وكان واضحا أن الأطراف المتواطئة مع الحوثيين سوف تمهد وصولهم إلى صنعاء للقضاء على التحالف القائم بين التجمع اليمني للإصلاح ـ الإخوان المسلمون في اليمن - والرئيس هادي والقوى الوطنية التي قامت بالثورة اليمنية وأطاحت بعلي عبدالله صالح. ولأن الإخوان المسلمين في اليمن أو التجمع اليمني للإصلاح كان رأس هذا التحالف فقد كانت الإطاحة بهم هدفا تريده قوى داخلية على رأسها علي عبدالله صالح وقوى خارجية على رأسها إيران التي تدعم الحوثيين والدول الخليجية التي تدعم القضاء على الثورات العربية والنتائج التي جاءت بها.
بدأت معالم هذا التحالف تتضح من خلال الموقف الضبابي للرئيس هادي من الحوثيين وعدم الحسم العسكري ضدهم، وبدا وكأنه وسيط بينهم وبين الدولة وليس أنه رأس الدولة، كما أن تغلغل اركان الدولة العميقة أو رجال الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في أركان الدولة والجيش والأمن على وجه الخصوص وإفساحهم الطريق أمام الحوثيين دون قتال وتسليمهم الأسلحة الثقيلة في المعسكرات مثل الضربة القاصمة في اقتراب الحوثيين من صنعاء، مما جعل السيناريو يتضح بجلاء أنهم يريدون تدمير صنعاء على رؤوس من فيها في مواجهة أخيرة بين الحوثيين وحلفائهم وبين الإصلاحيين وداعمي الثورة اليمنية، أضف إلى ذلك الدعم الخارجي الكبير الذي جاء للحوثيين من أطراف كانت تلعب بالنار وتدرك أنها تحرق نفسها قبل أن تحرق صنعاء وأهلها، وفوق هذا وذاك الموقف الدولي الداعم للحوثيين والذي ظهر جليا في الاتفاق الذي وقع ليلة سقوط صنعاء بأيديهم، والذي باركته دول الجوار، والعجيب أن الرئيس الذي يتحدث عن المؤامرة على صنعاء هو الذي وقع على الاتفاق.
القصة الكاملة لسقوط صنعاء بيد الحوثيين لم تتم روايتها بعد، لكن اللواء علي محسن الأحمر المستشار العسكري لرئيس الجمهورية والذي انحاز للثورة اليمنية، وكان انحيازه أحد أسباب نجاحها، والذي تمكن من الخروج من اليمن، لديه تفاصيل كثيرة لم يروها بعد، كما أن رئيس التجمع اليمني للإصلاح السيد محمد اليدومي لديه تفاصيل أكثر لأن الهدف كما ذكرت كل الروايات التي خرجت حتى الآن كان توريط التجمع اليمني للإصلاح في الدفاع عن العاصمة صنعاء ومن ثم إحاطتهم بالحوثيين وحلفائهم من رجال علي عبدالله صالح وقادة الجيش المتعاونين والمتواطئين والمتحالفين مع الحوثيين في الجيش والدولة، وبالتالي يتم التخلص من الإصلاح في معركة إبادة أسوأ من معركة عدن التي وقعت في العام 1986 حينما اختلف الشيوعيون مع بعضهم البعض، لكن قادة التجمع اليمني للإصلاح كانوا أكثر حكمة حينما أفشلوا هذا المخطط وقرروا عدم المواجهة فأسقط في يد الجميع حتى الحوثيين الذين فوجئوا بأن صنعاء مفتوحة أمامهم دون قتال، وترك التجمع اليمني للإصلاح الحوثيين يعيثون فسادا في ممتلكاتهم وبيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم ووسائل إعلامهم دون أن يردوا عليهم مما أظهر الوجه الطائفي للحوثيين، لكنه ترك الوضع في حالة ترقب لما سوف يمكن ان يحدث إذا واصل الحوثيون انتهاك البيوت والمساجد والمدارس والتجاوز على الناس وحقوقهم في بلد قبلي تحكمه الأصول والأعراف واحترام خصوصيات الناس وبيوتهم، هناك أخطاء وخيانة وقعت في صنعاء وهناك مستقبل مخيف وسيناريوهات مؤلمة في اليمن بل في المنطقة كلها.