مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/09/19 20:28
هل من حكماء في هذا البلد؟

أنور الأشول

2014/09/19 الساعة 14:13:34

ما يجري اليوم من مواجهات دموية بين الإخوة في اليمن يجعلنا أمام حيرة وحزن على الحكمة اليمانية التي ظلينا نتبجح بها طويلا، عشرات القتلى ومئات الجرحى من أبناء اليمن الواحد.. لصالح من هذه الدماء التي تسفك؟ ولماذا ومن اجل ماذا؟

هل يعقل أن يصبح الإنسان اليمني رخيصا إلى هذا الحد؟ ولا احد من أصحاب الحل والعقد يحرك ساكنا وكأن الأمر لديهم لعبة بلاي ستيشن.. والضحايا مجرد دمى تتحكم بها قوانين اللعبة.. تأكدوا أيها الأغبياء أن من يسقطوا ويقتلوا هم يمانيون أحفاد سبأ وأحفاد الأوس والخزرج أنصار رسول الله، وهم أغلى وأثمن من فسادكم وكبريائكم..

متى تعقلون وتجنحوا للسلم؟ يكفي إلى هنا وتوقفوا عن إهدار الدم اليمني فلن يغفر لكم الشعب ما تصنعون به ولن تنجوا من عقاب الله تعالى حتى وان كنتم أصلا لا تعملون حسابا لما نقوله ولكن اعلموا أنكم أصبحتم مكشوفي الأقنعة في الداخل والخارج، وصناع جيدون للازمات وتعيشون على أشلاء الأبرياء من أبناء الوطن عسكريين ومدنيين وتدفعون بهم إلى معارك ليست معاركهم بل دفاعا عن أنانيتكم وأطماعكم التي هي بلا حدود.. ولن تقف عند حد.

ليس غريبا أن يكن هذا تفكيركم وثقافتكم فانتم لم تحترموا يوما شعبكم أو تعيرون له بالا حتى رخصت أرواحهم عندكم واليوم تقذفون بالمئات إلى محرقة الموت دون وازع من ضمير أو ذرة من الإنسانية، وها انتم اليوم تحصدون كراهية الشعب لكم حتى في أوساط الجيش الذي لم تحافظوا على هيبته وكبريائه في الوقت الذي نرى كيف أن دولا عظمى كأمريكا حركت أساطيلها وجيشت العالم من اجل اثنين من مواطنيها ذبحا، واحتراما لأبنائها وآدميتهم وأثبتت للعالم أهمية مواطنيها، وأن دمائهم مقدسة عندهم بينما نحن هنا نهدر دماء أبنائنا لأتفه الأسباب بل ويتم التضحية بهم قرابين وخدمة لأعداء الأمة العربية والإسلامية، ونتفاخر ونحتفل بانتصاراتنا على بعضنا البعض ونعيش أوهامها بدون وعي أو حياء.. وصدق القائل إن لم تستح فافعل ما تشاء.. ويبدوا أن هذا البلد أفلس من الحكماء.
*التغيير

أضافة تعليق