مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/09/12 09:35
المزايدات السياسية  هل توقف خطر حوثي؟!
المزايدات السياسية  هل توقف خطر حوثي؟!
 
رضوان البرطي
منذ ما يقرب من ربع قرن، انبرى مفكرو الوطن للتحذير من التحرك الشيعي المشوب بحمم عدائية بين أوساط المجتمع اليمني.
تجاهلت المكونات السياسية تلك المناشدة باعتبار استبعاد الأمر بحكم سنيه الوطن.. ماهي الا سنوات ويدب في مسامعنا ظهور الشباب المؤمن وصيحاته في صعده وصنعاء جاء الأمر متزامنا مع تحذير الشيخ الوادعي من أفكار القوم وولاءتهم للخارج. استغل الشباب المؤمن الحرية الدينية في التوسع الحزبي بحقبه علي وأرسلوا خيره شبابهم الى الحوزات في قم الإيرانية.
في أوج توغل وتوسع المعتقد الشيعي كانت السنة في سبات عميق يتخلله خلافات حزبيه بين جماعات العمل الإسلامي وصل الى حد القطيعة والمهارات السياسية بحواراتهم المختلفة كل يرجح سلوكه وصالح طريقه لإنقاذ الوطن مع قاسمهم المشترك في العقيدة الصحيحة والفعل الخيري، الأمر الذي أتاح المجال للمكون الشيعي بالانتشار.
التجهيل المتعمد في سياسة النظام السابق جعلهم يحومون حول حمى الفقر وعباءة الجهل لينفثوا سمهم و يزرعوا أحقادهم مستغلين بيئته الخصبة لنشر أفكارهم .
 
خروج صعده وما جاورها عن حضور هيبة الدولة جعل الحوثي يفرض سيطرته الأمامية بقوه السلاح وتعتيم الإعلام وتكتيم الأفواه.
جاء تمرد الحوثي واعتداءاته بدخول الدولة بحروبها الستة على الحوثي نقطه فاصله لاستعادة الهيبة واستئصال خطر سرطانهم المتوغل.. فيما يبدو ان الحرب الأولى على الحوثي كانت خالصة لاستعادة الهيبة وفرض السياده وتطبيق القانون لكنها ما لبثت أن تحولت النية إلى مطيه بإطالة أمد الحرب لأغراض ابتزازية استغلها النظام وراهن بها كورقه لاستدرار دول إقليمية وتخويفهم بأجندة الحوثي و أطماعه.
 
في هذه الأثناء برزت سلبيه المكونات السياسية بعدم دعم توجهات الحكومة لخمد نار التوقد الشيعي إذ كان يفترض تعبئة الناس وتأييد الحكومة لدحر التمدد الشيعي بغض النظر عن نوايا التوجه النظام.
 ما زاد الطين بلة تهوين بعض الأحزاب السياسية من وجود الفكر الشيعي وهذا شارك في توسع المخطط الإيراني بأيدي حوثيه وهو ما حدث بالفعل ونحصد نتائجه واقعياً على أرض الإيمان والحكمة.
 دماج قلعة العلم ومهوى افئدة الكثير لم تكن بمعزل عن أطماع الحوثي بل كانت بداية محطته لأنها كشفت سوءة معتقده.
 الحصار والقتل والتنكيل والطرد معالم جسدها السيد في عدوانه على أهل دماج ومساكنهم، سكوت المعنيين عن إيقاف المد الأمامي أعقبه سقوط عمران وهناك كانت القاضية.
 ابتلاع عمران وقتل القشيبي ومصادرة لواءه من قبل آلة الحرب الحوثية كانت صفعة للجمهوريين وانتقاص للحاشديين وإهانة للمعنيين.
سلسلة الجرائم المنتهكة في محطات تنقل السرطان فاق استيعاب العقل البشري فحدث ولا حرج.
يتكرر سيناريو عمران بتحشيد الحوثي لصنعاء ومحاولة الانقضاض عليها بعد محاصرتها والتحضير لاغتيال قادتها وما زال القوم يسند ذلك للثورة المضادة.  والحق أقول لمن عميت أبصارهم أن ثمة ثلة من الأولين وقليل من الآخرين لهم يد في تمهيد الطريق وفقاً لنزعات انتقامية بمخطط ايراني لتشييع العاصمة، بداية لتحويث اليمن وتسليمهم السلطة وتمرير فكرهم.
فهو يستغل نكاية البعض بالبعض الآخر للعبور الى قارب فكرته.
استماتهم في الوصول لمآربهم يؤكد عقيدة القوم بفكرهم وأن أجندتهم ذات معالم واضحة، في حين يظهر تخبطنا وعدم رسونا على قياده للسفينة تحدد أوجه للتعامل مع انتشار السرطان الحوثي في البلاد.
توحد القوى واتخاذ التوعية مطيه للشعب جزء من الشعور بالخطر. الاصطفاف الوطني بأطيافه المختلفة جاء نابعا من تلك الخشية والمسؤولية على الدين والوطن.
 سكوت هادي المريب على الشر الحوثي يعتبر فيتو واقعي لتمديد فترته بحجه الأوضاع الراهنة، التحذير الأممي والتخوف العربي من تناثر العقد ومآلات الأمور الحرجة لم تدفع بهادي لاتخاذ خطوه ترسم من خلالها مستقبل البلاد وتسكب عبراتها من خلال موقفه الجاد.
 دعوه الأحزاب الإسلامية لتظافر جهودها إزاء سياسة الحوثي المقيتة ورسم مشروع للامه لمواجهة التمدد الشيعي الإيراني أمر تتطلبه المرحلة.
إن وصولهم السياسي في مختلف البلدان العربية يأتي ضمن مشروع ثوري شيعي تصدره إيران للمنطقة وما استحداث تخييمهم في الضاحية الشمالية بصنعاء إلا تمهيداً لوجودهم على غرار قدوتهم في لبنان.
هذا وغيره يأتي ومعطيات الواقع تؤكد خطرهم ولا خطه تذكر لمواجه التحدي  هبه الشعب المتواصلة في إخماد نار الفتنه يأتي استشعارا للخطر وتحضير للمواجه بعيداً عن المزايدات السياسية.
توحد الصفوف ونسيان الماضي أقل واجب لعلاج المرحلة واستحضار التدخل الإيراني الأجنبي ..مد الأيادي لشرفاء المؤتمر ومخاطبه نفوسهم السليمة أمر لابد منه لتطعيم الشعب بحمله معتبره بخطر السل الإمامي.
مصارحة المعنيين واستصدار قرار يدين توغل الحوثي الإجرامي والسلالي الغير منطقي واجب وطني.
التعاضد القبلي بمكانته الشعبية تتطلبه المرحلة لقطع يد المعتدي ومحاولة التغلغل الفكري الدخيل بين أوساط المجتمع.
محاولة البعض تنظير التمدد بحرج المرحلة ومخاض الثورة فيه مغالطة وطنيه وإن كانت! فلا تعدو كونها استغلال مؤقت لجمح رغبات الشباب بمواصلة المسيرة الثورية.
أضافة تعليق