من المعلوم أن بلادنا اليمن كانت ولاتزال أمام تحديات صعبة وخطيرها تستهدف بالأخص عمقها الإستراتيجي وأمنها القومي وكذلك التلاحم الشعبي بين كافة شرائحها وطوائفها ومكوناتها مع الإختلاف الجوهري والآيدلوجي بين تلك التكتلات ومن الغريب بل والمدهش أن يسعى مكون الحوثيين في خلق حالة كهاذه التي نعيشها اليوم بمفرده مع إدراكنا العميق بعدم وجود ذلك الكم من المناصرين له فكرياً وعقدياً بل يكمن ذلك الزخم الثوري الذي يتزعمه عبدالملك الحوثي في سواعد مناصرين له ضد أطراف أخرى في محاولة ضاهرة لكسرها أو إيصال رسالة إليها بتوقف هجمتها وعنفوان سلوكياتنا ضد ذلك الطرف وهو ما حدث خلال الفتره السابقه فعلاً .
فكان تحالف السلطه السابقه مع المتمردين الحوثيين أداة لضرب خصمهما بهراوة واحده والحيلولة دون وصوله إلى ما وصلت إليه دول الجوار مابعد الربيع العربي الذي سعى ويسعى البعض تحويله إلى جحيم تحترق فيه بعض البلاد العربيه الآن ونعود لموضوع الحوثيين حيث أن متدرجات الأزمه التي افتعلوها تم مواجهتها بكل طرق السلم والحفاظ على ما تبقى من وحدة الشعب وتماسكه وكانت جميها في شكل تنازلات أعطت للحوثي إستشعاره بالقوه في ضل طرف الدوله الضعيف حسب ماشبه له ومن منطلق الوطنيه والحرص الشديد لعدم الإنجرار خلف العنف والحرب كان قرار الرئيس هادي في تشكيل لجنة للتشاور والتفاوض مع الحوثيين لإدراكه بأهدافهم ومخططاتهم الراميه للعبث بالوطن وقراره السياسي فكانت اللجنه مشكله من كافة الطيف السياسي اليمن بكل ألوانه حتى أعضاء حوثيين فيها وللأسف أن اللجنه تحركت إلى صعده مع عدم الشعور بسوء المعاملة من الحوثيين معها .
فكان ماكان حسب ماصرح به رئيس اللجنه حيث قال بأنه تم إحتجاز هواتفهم وهو أمر هين ليأتي ماهو ادهى وأمر منه في مماطلتهم للجنه وتقلباتهم وتلونهم واختلاق كثير من الصور والأيقونات التي لا تأتي من أناس شرفاء يعملون لصالح وطنهم وشعبهم ومن ذلك حينما تم اللقاء مع عبدالملك نفسه وتم شبه العروض على تخفيض السعر حدود 800ريال وتشكيل حكومه كفاءت وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار ثم يأتي إقتراح في اليوم الثاني يقولون فيه إنهم مستعدون لبقاء الحكومه وفقط يريدون إسقاط الجرعه فقط وبعدها يوم الجمعه يخرج رئيس اللجنه وأعضائها لصلاة الجمعه في جامع الهادي وكان خطيب الجمعه القيادي في الجماعه يوسف الفيشي والذي شن هجوماً لاذعاً على اللجنه وأعضائها ودون حياء اوخجل أو ذرة من وطنيه يستشعرونها في تعاملهم مع الأطراف الأخرى وتقتضي مصلحة الوطن العليا والتعقل كذلك عن التراهات والنزاعات الصبيانه لأجل اليمن ومستقبل اجياله وكان ايضاً مما يجعل الإنسان يفقد صوابه حينما قطع عبدالملك مسارات التفاوض تحت ذريعه انه سوف يلقي خطابه ثم وبعدها وفي اليوم التالي حدثت تلك المفاوضات التي أفضت االى تصريح بعض قياداتهم ولايستبعد أن يكون المحافظ فارس مناع أو يوسف الفيشي او غيرهم حينماقدم عرضاً للجنه بدفع مبلغ شهرين للحكومه في سبيل إسقاط الجرعه وكانوا يهدفون حسب زعمهم إلى إسقاط الجرعه ما يجعل لدى الشعب حالة من الرضى عليهم وكسبهم وغير ذلك ثم وحينما لم تتوصل جميع الأطراف إلى توافق كان ذلك المشهد الطفولي الجبان حينما صعد اعضاءاللجنه الطائره ثم يأتيهم إتصال قبل المغادره بأن وفداً من قياديي الساحات والإعتصامات يريدون مقابلتهم وحدث ذلك ولكن الغريب أن منطق هؤلاء سفيه جداً فكان مما تحدثوا به مع اللجنه هو أن القرار ليس بيدعبدالملك وان لايتفاوضوا معه وإنما القرار بأيديهم ورئيس اللجنه بن دغر يؤكد بأن هؤلاء قاده حوثيين معروفين مسبقاً ..وهكذا سارت مسارات التفاوض بهذه الحاله الإستهزائيه المقيته ليس باللجنه بل بالشعب والوطن بكل فئاته واطيافه وهو مايؤكدحرص الحوثيين على مصالحهم وتقديمها اولاً على مصلحة الوطن ..والسلام
_________________
[email protected]