مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
كيف نتجاوز تعثر العملية السياسية؟
الاثنين 7 ابريل 2014 الساعة 09:50
أمين غانم
عن الحرب غير المقدسة
تسير العملية السياسية في اليمن عبر طريق شائكة متنوعة المعيقات متعددة العراقيل.. أحياناً يبدو كل شيء حاضراً عدا مشروع الحوار والانتقال عبر العملية السياسية إلى المستقبل لأنه المستهدف الأول.. الحوار ليس يتيماً أو قليل شعبية فكل الشعب مع الحوار ومخرجاته والأغلبية الساحقة من القوى السياسية ،إضافة إلى القوى الثورية والكيانات الاجتماعية كلها موافقة ومرحبة بالحوار.. لكن القلة من يحترق ويسأل عن إزالة المعيقات والدفع بالحوار إلى الأمام، هذه مشكلة عويصة فالسلبية وانتظار الحل من جهة ما، هي المسؤولة عن فشل المشاريع الوطنية، فهى تحتاج إلى اصطفاف وإيجابية وحركة لا تتوقف ولاتبدو بدون حيلة، لأنها إذا وقفت توقف المشروع الوطني وتعثره، وتشجعت المشاريع المعيقة التي تتحرك لإعاقة الانتقال كمعركة حياة أو موت.. هناك معيقات عديدة تحركها مشاريع معروفة تستمد قوتها من سلبية أطراف المشروع الوطني وهي تقوم بضرب الدولة تحت الحزام وإرباك حركتها وهز هيبتها.

تكثيف الهجمات على الجيش في أكثر من مكان يأتي ضمن هذه الخطة لضرب العملية السياسية وإخافتها أو إجبارها على الانحراف بعيداً عن الإجماع الوطني والعملية السياسية التي جاءت نتيجة الثورة والمبادرة الخليجية.

كل هذه الضغوط تأتي كمحاولة انقلاب على العملية السياسية وتعطيل عملية الحوار ومخرجاته، وهذا ما يجب أن ينتبه له الجميع، خاصة دوائر القرار في الدولة والأحزاب وهيئات الحوار المشكّلة والقوى الثورية والمنظمات المدنية.

عليهم جميعاً أن لا ينسوا أن مخرجات الحوار ليست نزهة وإنما معركة حقيقية بين الماضي والمستقبل والأمر يحتاج إلى برامج توعية وحملات إعلامية مكثفة للحفاظ على دور المجتمع وقوته ..الحفاظ على سخونة الشارع الثوري ليس ترفاً وإنما عملية ضرورية لإنقاذ العملية السياسية واليمن.

غير الهجمات على الجيش يأتي الاسترخاء والتهاون والتواطؤ من داخل مؤسسات الدولة الذي يجب أن يكبل ويحاصر ويخرج من دائرة التأثير ومواقع القرار، وعلى الدولة وأصحاب القرار أن لا يتغافلوا أو يضعوا رؤوسهم في التراب، فمن يضع رأسه في التراب في مثل هذه الظروف إنما يحفر قبره ولايخرج من التراب أبداً.

هناك حروب حول العاصمة تشنها جماعة الحوثي ومعها مليشيات ترتبط بالعائلة مدعومة بالإعلام إياه.

مهمة هذه الحروب العسكرية والإعلامية هي الإرباك وحرف العملية السياسية عن مسارها الوطني، ومن الغباء أن نقع في المطب المصنوع ونتعامل مع هذه الحرب على أنها حرب قبلية أو بين الحوثي وبعض القبائل أو بعض الأطراف بحسب ترويج إعلام الثورة المضادة.. هذا اختبار ليس للوعي السياسي للأطراف الوطنية المكونة للعملية السياسية والحوار فحسب بل اختبار للحس والضمير الوطني.

لا يمكن أن ندع الرئيس والحكومة أو بعض الأطراف فيها لوحدهم يواجهون التحديات المستهدفة للعملية الانتقالية المتمثلة في إعاقة مخرجات الحوار وحرف مسار العملية السياسية التي تمثل المشروع الوطني الذي أجمع عليه اليمنيون بصورة نادرة ومن الغباء أن نترك مشروعنا وإجماعنا الوطني في العراء وكأنه قضية خاصة للرئيس أو طرف من الأطراف.

إنها قضية اليمن ومشروع اليمن وعلى الجميع أن يندفع في موجة سياسية وثورية جادة وجديدة للدفع بعملية الحوار ومواجهة التحديات والانتقال من دائرة الارتباك أو التوقف أو الانتظار إلى دائرة الفعل الإيجابي والمساهمة الفاعلة من قبل الجميع، فلا توجد وظيفة انتظار أو تفرج أو متفرجين في عمليات الانتقال التاريخي للشعوب لأنها ببساطة تحدد المستقبل وتحدد صورة العيش ومستوى الكرامة للوطن والمواطن وتحتاج إلى جهد الجميع ،وكما قيل «لايأتي بلا ش إلا العمى والطراش».
[email protected]
*نيوزيمن
أضافة تعليق