هشام النجار
البداية مع سحب بساط المقاومة من الجناح السنى العربى بعد الثورة الايرانية التى أعقبها اجتياح اسرائيل للجنوب اللبنانى وانشاء حزب الله وافراغ المقاومة من مضمونها لحساب بناء الامبراطوريات وصراع المذاهب ، انتهاءاً بغلق باب المقاومة ومساواة جبهة الجنوب اللبنانى بجبهة الجولان كحامية للحدود مع اسرائيل ، ثم اليوم تشتيت الأجنحة السنية وسحبها لجبهات بعيدة عن استهداف اسرائيل والضرب فى الداخل العربى سواء العراقى أو السورى أو المصرى . مقاومة اسرائيل أصبحت موضة قديمة فى صفحة تلميع الحزب الشيعى واكسابه المشروعية ، وحتى يغطى على بلطجته الاقليمية وعلى تبنيه الرؤية الأمريكية بحسب التطورات الجديدة التى صاحبت دعم أمريكا للمحور الشيعى على حساب المحور العربى السنى التقليدى ، ذهب نصرالله بعيداً فى تقديم نفسه كذراع عسكرى للولايات المتحدة الأمريكية – وليس لايران – فى حربها ضد الارهاب والتنظيمات التكفيرية السنية المسلحة التابعة للقاعدة وأخواتها ، ولم ينسَ ترديد نفس النغمة التى تبيت عليها أمريكا هانئة كحرصه على حماية الأقليات والمسيحيين الخ . نصرالله فى ذكرى عاشوراء 15 نوفمبر قال : ’’ ان وجود مقاتلينا على الأرض السورية هو للدفاع عن لبنان والقضية الفلسطينية وعن سوريا ، فى مواجهة كل الأخطار التى تشكلها هذه الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية على هذا البلد ’’ . يحاول هنا اكتساب شرعية جديدة بديلاً عن شرعية مقاومة اسرائيل التى صارت مثاراً للتندر ، ويؤجج مع التدخل الايرانى والألاعيب الدولية الصراع الطائفى ويمهد بقوة لانتصار شيعى على الجماعات السنية لحساب توسعة النفوذ الايرانى ، ولصالح الحلف الغربى الشيعى الجديد الذى سعت الولايات المتحدة لتقويته على حساب العلاقات مع السنة والعرب ، وهو توجه يخدم فى الأساس أمن اسرائيل والمصالح الأمريكية فى المنطقة باضعاف الدول العربية الكبيرة وتقليص نفوذها وفى مقدمتها السعودية ومصر . التحركات على الأرض أثارت مخاوف العواصم العربية ، وأتى الاتفاق النووى الايرانى الغربى ، وتطبيع العلاقات الأوربية مع ايران داعماً لهذه التوجه ، وصارت الدول العربية السنية على قناعة أكثر من أى وقت مضى بأن الغرب بات يفضل تهميش العرب والتخفف من مشاكلهم التى لا تنتهى ، مع تغذية المحاور الداعمة للتحالف مع ما يعرف بالهلال الشيعى بكل الوسائل الممكنة . بالطبع موقف البلاد العربية المتضررة من تلك الاستراتيجية المخيفة واضح ، وربما جاءت مواقف السعودية أكثر قوة ومن السهل قراءتها كرسائل موجهة للولايات المتحدة بأنها لن تستسلم ببساطة لهذا المخطط الذى يستهدفها أيضاً كقوة اقليمية اذا ما رضيت بتمرير الأوضاع على الهوى الغربى فى مصر وسوريا ، ولذلك قال وزير خارجيتها : ’’ لن نسمح بأن يتلاعب المجتمع الدولى بمصير مصر ويعبث بأمنها واستقرارها ’’ ، لأن معنى العبث بمصر هو أن العبث بالسعودية آت لا محالة عما قريب ليخرج الشكل النهائى للمنطقة بعد التعديل والتدجين وتوجيه الطاقات والمواجهات نحو أيديلوجيات ومناطق وصراعات بعيدة تماماً عن الصراع الأساسى والأهم وهو صراع العرب والمسلمين مع الكيان الصهيونى . تبدو استخبارات الدول العربية – وعلى رأسها الاستخبارات السعودية – واعية لهذه الألعاب ، لكن الحديث يدور حول وعى التنظيمات المسلحة السنية المتطرفة فى سوريا ومصر تحديداً ، لا بل ان هناك بعض تنظيمات منها فى البلدين على ارتباط قوى بالمخابرات الأمريكية والايرانية ، وليس اختراقاً انما من منطلق تحالف وتعاون . الوضع مختلف ؛ فحزب الله مع ايران بصدد استكمال وبناء امبراطورية على أنقاض دول ومؤسسات عربية تم اسقاطها بالفعل فى العراق ولبنان وسوريا ، وتنظيم حزب الله الشيعى يعمل فى لبنان ويعتبرها دولة عاجزة فاشلة وأصبحت رهينة للارادة الايرانية ، حيث بقيت الدولة المركز – ايران – موحدة قوية وها هى تمتد فى فراغ دول عربية ممزقة . فى المقابل تخدم التنظيمات المتطرفة تفتيت الدول العربية الكبرى ، وتضعفها فى مواجهة المخطط الكبير الأمريكى الشيعى . تكفير سنى متبادل وتحريض على القتل واستهداف مؤسسات يخدم الانقسام والفتن داخل المحور العربى المستهدف ، فى مقابل توحد وتحركات مدروسة خلف ايران تحت مظلة التحالف الغربى الجديد . فضلاً عن مواقف فصائل التيار الاسلامى التقليدية وعلى رأسها الاخوان بعد اسقاط الدكتور مرسى ، التى تصب فى ابقاء مصر الى وقت طويل فى حالة عدم استقرار سياسى وفى دائرة الخطر . [email protected]
المصريون
البداية مع سحب بساط المقاومة من الجناح السنى العربى بعد الثورة الايرانية التى أعقبها اجتياح اسرائيل للجنوب اللبنانى وانشاء حزب الله وافراغ المقاومة من مضمونها لحساب بناء الامبراطوريات وصراع المذاهب ، انتهاءاً بغلق باب المقاومة ومساواة جبهة الجنوب اللبنانى بجبهة الجولان كحامية للحدود مع اسرائيل ، ثم اليوم تشتيت الأجنحة السنية وسحبها لجبهات بعيدة عن استهداف اسرائيل والضرب فى الداخل العربى سواء العراقى أو السورى أو المصرى . مقاومة اسرائيل أصبحت موضة قديمة فى صفحة تلميع الحزب الشيعى واكسابه المشروعية ، وحتى يغطى على بلطجته الاقليمية وعلى تبنيه الرؤية الأمريكية بحسب التطورات الجديدة التى صاحبت دعم أمريكا للمحور الشيعى على حساب المحور العربى السنى التقليدى ، ذهب نصرالله بعيداً فى تقديم نفسه كذراع عسكرى للولايات المتحدة الأمريكية – وليس لايران – فى حربها ضد الارهاب والتنظيمات التكفيرية السنية المسلحة التابعة للقاعدة وأخواتها ، ولم ينسَ ترديد نفس النغمة التى تبيت عليها أمريكا هانئة كحرصه على حماية الأقليات والمسيحيين الخ . نصرالله فى ذكرى عاشوراء 15 نوفمبر قال : ’’ ان وجود مقاتلينا على الأرض السورية هو للدفاع عن لبنان والقضية الفلسطينية وعن سوريا ، فى مواجهة كل الأخطار التى تشكلها هذه الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية على هذا البلد ’’ . يحاول هنا اكتساب شرعية جديدة بديلاً عن شرعية مقاومة اسرائيل التى صارت مثاراً للتندر ، ويؤجج مع التدخل الايرانى والألاعيب الدولية الصراع الطائفى ويمهد بقوة لانتصار شيعى على الجماعات السنية لحساب توسعة النفوذ الايرانى ، ولصالح الحلف الغربى الشيعى الجديد الذى سعت الولايات المتحدة لتقويته على حساب العلاقات مع السنة والعرب ، وهو توجه يخدم فى الأساس أمن اسرائيل والمصالح الأمريكية فى المنطقة باضعاف الدول العربية الكبيرة وتقليص نفوذها وفى مقدمتها السعودية ومصر . التحركات على الأرض أثارت مخاوف العواصم العربية ، وأتى الاتفاق النووى الايرانى الغربى ، وتطبيع العلاقات الأوربية مع ايران داعماً لهذه التوجه ، وصارت الدول العربية السنية على قناعة أكثر من أى وقت مضى بأن الغرب بات يفضل تهميش العرب والتخفف من مشاكلهم التى لا تنتهى ، مع تغذية المحاور الداعمة للتحالف مع ما يعرف بالهلال الشيعى بكل الوسائل الممكنة . بالطبع موقف البلاد العربية المتضررة من تلك الاستراتيجية المخيفة واضح ، وربما جاءت مواقف السعودية أكثر قوة ومن السهل قراءتها كرسائل موجهة للولايات المتحدة بأنها لن تستسلم ببساطة لهذا المخطط الذى يستهدفها أيضاً كقوة اقليمية اذا ما رضيت بتمرير الأوضاع على الهوى الغربى فى مصر وسوريا ، ولذلك قال وزير خارجيتها : ’’ لن نسمح بأن يتلاعب المجتمع الدولى بمصير مصر ويعبث بأمنها واستقرارها ’’ ، لأن معنى العبث بمصر هو أن العبث بالسعودية آت لا محالة عما قريب ليخرج الشكل النهائى للمنطقة بعد التعديل والتدجين وتوجيه الطاقات والمواجهات نحو أيديلوجيات ومناطق وصراعات بعيدة تماماً عن الصراع الأساسى والأهم وهو صراع العرب والمسلمين مع الكيان الصهيونى . تبدو استخبارات الدول العربية – وعلى رأسها الاستخبارات السعودية – واعية لهذه الألعاب ، لكن الحديث يدور حول وعى التنظيمات المسلحة السنية المتطرفة فى سوريا ومصر تحديداً ، لا بل ان هناك بعض تنظيمات منها فى البلدين على ارتباط قوى بالمخابرات الأمريكية والايرانية ، وليس اختراقاً انما من منطلق تحالف وتعاون . الوضع مختلف ؛ فحزب الله مع ايران بصدد استكمال وبناء امبراطورية على أنقاض دول ومؤسسات عربية تم اسقاطها بالفعل فى العراق ولبنان وسوريا ، وتنظيم حزب الله الشيعى يعمل فى لبنان ويعتبرها دولة عاجزة فاشلة وأصبحت رهينة للارادة الايرانية ، حيث بقيت الدولة المركز – ايران – موحدة قوية وها هى تمتد فى فراغ دول عربية ممزقة . فى المقابل تخدم التنظيمات المتطرفة تفتيت الدول العربية الكبرى ، وتضعفها فى مواجهة المخطط الكبير الأمريكى الشيعى . تكفير سنى متبادل وتحريض على القتل واستهداف مؤسسات يخدم الانقسام والفتن داخل المحور العربى المستهدف ، فى مقابل توحد وتحركات مدروسة خلف ايران تحت مظلة التحالف الغربى الجديد . فضلاً عن مواقف فصائل التيار الاسلامى التقليدية وعلى رأسها الاخوان بعد اسقاط الدكتور مرسى ، التى تصب فى ابقاء مصر الى وقت طويل فى حالة عدم استقرار سياسى وفى دائرة الخطر . [email protected]
المصريون