الكاتب : خالد الرويشان
- قيل أنّ مُبشّراً إنجليزياً حاول مراراً أن يُقنع أحد الهنود باعتناق النصرانية دون جدوى . ولمّا لمْ يُفلح في إقناعه سأله : ألا تحب الذهاب إلى الفردوس ! فقال الهنخالد الرويشان -
قيل أنّ مُبشّراً إنجليزياً حاول مراراً أن يُقنع أحد الهنود باعتناق النصرانية دون جدوى . ولمّا لمْ يُفلح في إقناعه سأله : ألا تحب الذهاب إلى الفردوس ! فقال الهندي : لا لا ! فسأله باستغراب .. ولماذا !؟ فأجابه الهندي : لأني لا أحب الاجتماع مع الإنجليز في مكانٍ واحد فقد يفكرون باستعماره إذا استطاعوا !
بالطبع هذه مجرّد نكتة ، وربما قيلت أيام كانت بريطانيا امبراطورية لا تغيب عنها الشمس كما قيل ! لكنني تذكرت النكتة قبل أيام وأنا أتابع النشاط المعلن ونصف المعلن لبعض السفراء إخوةً وأصدقاء ! يلتقون بأبناء محافظات يمنية محدّدة ويركّزون على مدينة بعينها مثلا ! وأظن أنه لا ضير في ذلك من حيث المبدأ لو كانت أحوال اليمن مستقرّة والدولة تسيطر على كل شاردة وواردة في البلاد ، لكنّ ما يُقلق حقا أن يحدث ذلك والدولة خارج نطاق التغطية !
لكنّ بعض السفراء يستحق التحية ، وبعضهم التحية والإشادة . ومازلت أتذكر مقالاً لديبلوماسيّ ألماني غادر صنعاء قبل أشهر وودّعها بمقال طويل نشرته جريدة الثورة في صفحاتها . تحدث الديبلوماسي الألماني المغادر بصراحةٍ مُحبّةٍ رائعة عن مشاكل اليمن واليمنيين وكأنه يكتب عن بلاده ! تحدث بعقلِ إداريٍّ، وروح مفكّر ! قال ما معناه .. علاجُ اليمن كامنٌ في دولة المواطنة المتساوية واحترام القانون وتطبيقه ، والديمقراطية ، والتنمية ، وأنه لا يهم بعد ذلك شكل الدولة ! قالها الديبلوماسي الألماني ولمْ يقُلها غيرُه !
الألماني يتحدث عن المواطنة المتساوية في وطنٍ واحد ، وغيرُهُ للأسف لا يكاد يرفع عينه عن زاويةٍ هنا من اليمن أو ركنٍ هناك !.. ذلك لا يليق حضرات السفراء المبجّلين ! والحليم بالإشارة يفهم!من فضلكم تعاملوا مع الدولة أولا وثانيا ورسميا .. ذلك ما تعارف عليه العالم .
لسنواتٍ طويلةٍ ، كانت دول مجلس التعاون الخليجي تُصرّ على ضرورة تأهيل اليمن كشرطٍ مسبق لانضمامه للمجلس .. سنوات طويلة من الحديث عن ضرورة التأهيل دون البدء في التأهيل ! حتى وصلنا إلى هنا ! أي حتى تم تأهيلُنا إلى مكان آخر للأسف !
يُذكّرني ذلك بحكاية طريفة عن رجلٍ كان يمشي على ضفّة نهر حين سمع صوت استغاثة . ألتفت الرجل ناحية النهر ، فأبصر رجلاً يُخرِج ذراعيه ويصيح طالبا النجدة .. فسأله الرجل : لماذا تصيح ؟! أجابه : ألا ترى أنني أغرق ! فسأله الرجل : لماذا لا تعوم ! هل تريد أن أشرح لك كيف تعوم ! إنني مستعد أن اشرح .. هل أنت مستعد لتسمع !.. كان الغريق قد انتهى إلى قاع النهر جثة بلا روح بينما الرجل على الشاطئ يشرح شروط التأهيل للسباحة الماهرة !
المراهقون السياسيون الجاهلون بالتاريخ ، والذين هلّلوا طويلا للاستفتاء في السودان واحتفلوا بتقسيمه بعد ذلك حائرون هذه الأيام وواجمون ! فهم لا يعرفون سببا لاندلاع المعارك الشرسة في جنوب السودان الدولة المستقلة الجديدة .. لقد نكش ذلك أوهامهم !.. يتساءلون بغباء : لماذا يتقاتلون ! لقد حقّقوا حُلمَهم في أن يصبحوا دولة مستقلة .. ويتقاتلون !.. غريبة !..أقول لهم : أنتم الغرباء عن الفهم والتعلم! تقتاتون الحماقة وتغتذون بالكراهية ولن تفلحوا أبدا !
موقع*الصحوة نت*
- قيل أنّ مُبشّراً إنجليزياً حاول مراراً أن يُقنع أحد الهنود باعتناق النصرانية دون جدوى . ولمّا لمْ يُفلح في إقناعه سأله : ألا تحب الذهاب إلى الفردوس ! فقال الهنخالد الرويشان -
قيل أنّ مُبشّراً إنجليزياً حاول مراراً أن يُقنع أحد الهنود باعتناق النصرانية دون جدوى . ولمّا لمْ يُفلح في إقناعه سأله : ألا تحب الذهاب إلى الفردوس ! فقال الهندي : لا لا ! فسأله باستغراب .. ولماذا !؟ فأجابه الهندي : لأني لا أحب الاجتماع مع الإنجليز في مكانٍ واحد فقد يفكرون باستعماره إذا استطاعوا !
بالطبع هذه مجرّد نكتة ، وربما قيلت أيام كانت بريطانيا امبراطورية لا تغيب عنها الشمس كما قيل ! لكنني تذكرت النكتة قبل أيام وأنا أتابع النشاط المعلن ونصف المعلن لبعض السفراء إخوةً وأصدقاء ! يلتقون بأبناء محافظات يمنية محدّدة ويركّزون على مدينة بعينها مثلا ! وأظن أنه لا ضير في ذلك من حيث المبدأ لو كانت أحوال اليمن مستقرّة والدولة تسيطر على كل شاردة وواردة في البلاد ، لكنّ ما يُقلق حقا أن يحدث ذلك والدولة خارج نطاق التغطية !
لكنّ بعض السفراء يستحق التحية ، وبعضهم التحية والإشادة . ومازلت أتذكر مقالاً لديبلوماسيّ ألماني غادر صنعاء قبل أشهر وودّعها بمقال طويل نشرته جريدة الثورة في صفحاتها . تحدث الديبلوماسي الألماني المغادر بصراحةٍ مُحبّةٍ رائعة عن مشاكل اليمن واليمنيين وكأنه يكتب عن بلاده ! تحدث بعقلِ إداريٍّ، وروح مفكّر ! قال ما معناه .. علاجُ اليمن كامنٌ في دولة المواطنة المتساوية واحترام القانون وتطبيقه ، والديمقراطية ، والتنمية ، وأنه لا يهم بعد ذلك شكل الدولة ! قالها الديبلوماسي الألماني ولمْ يقُلها غيرُه !
الألماني يتحدث عن المواطنة المتساوية في وطنٍ واحد ، وغيرُهُ للأسف لا يكاد يرفع عينه عن زاويةٍ هنا من اليمن أو ركنٍ هناك !.. ذلك لا يليق حضرات السفراء المبجّلين ! والحليم بالإشارة يفهم!من فضلكم تعاملوا مع الدولة أولا وثانيا ورسميا .. ذلك ما تعارف عليه العالم .
لسنواتٍ طويلةٍ ، كانت دول مجلس التعاون الخليجي تُصرّ على ضرورة تأهيل اليمن كشرطٍ مسبق لانضمامه للمجلس .. سنوات طويلة من الحديث عن ضرورة التأهيل دون البدء في التأهيل ! حتى وصلنا إلى هنا ! أي حتى تم تأهيلُنا إلى مكان آخر للأسف !
يُذكّرني ذلك بحكاية طريفة عن رجلٍ كان يمشي على ضفّة نهر حين سمع صوت استغاثة . ألتفت الرجل ناحية النهر ، فأبصر رجلاً يُخرِج ذراعيه ويصيح طالبا النجدة .. فسأله الرجل : لماذا تصيح ؟! أجابه : ألا ترى أنني أغرق ! فسأله الرجل : لماذا لا تعوم ! هل تريد أن أشرح لك كيف تعوم ! إنني مستعد أن اشرح .. هل أنت مستعد لتسمع !.. كان الغريق قد انتهى إلى قاع النهر جثة بلا روح بينما الرجل على الشاطئ يشرح شروط التأهيل للسباحة الماهرة !
المراهقون السياسيون الجاهلون بالتاريخ ، والذين هلّلوا طويلا للاستفتاء في السودان واحتفلوا بتقسيمه بعد ذلك حائرون هذه الأيام وواجمون ! فهم لا يعرفون سببا لاندلاع المعارك الشرسة في جنوب السودان الدولة المستقلة الجديدة .. لقد نكش ذلك أوهامهم !.. يتساءلون بغباء : لماذا يتقاتلون ! لقد حقّقوا حُلمَهم في أن يصبحوا دولة مستقلة .. ويتقاتلون !.. غريبة !..أقول لهم : أنتم الغرباء عن الفهم والتعلم! تقتاتون الحماقة وتغتذون بالكراهية ولن تفلحوا أبدا !
موقع*الصحوة نت*