مجلة البيان
هاجم البرلمان السوداني الإدارة الأمريكية بشدَّة بعد أن قال إنها تماطل في منح الرئيس عمر البشير تأشيرة دخول لأراضيها لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، وقالت نائبة رئيس البرلمان سامية أحمد محمد للصحفيين أمس إنَّ أمريكا تدوس على القوانين الدوليَّة ولا تحترمها، وأكَّدت أنَّه ليس من حق أمريكا رفض منح الرئيس التأشيرة. وكان الرئيس السوداني قد أعلن نيته الذهاب لحضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لكنه تراجع عن ذلك فيما بعد، يأتي هذا بالتزامن مع اضطرابات تشهدها البلاد على خلفية قرار حكومي صدر مؤخرا بشأن رفع الدعم عن المحروقات.
وقالت صحيفة الانتباهه السودانية إن تظاهرات محدودة اندلعت في محطة المواصلات الرئيسية في العاصمة الخرطوم وتمكنت قوات الأمن من فضها بعد أن قامت مجموعة من ’’معتادي الإجرام المندسِّين’’ وسط التظاهرات بنهب بعض المحال التجاريَّة.
ونقلت الصحيفة عن الشرطة السودانية بأنَّها تمكَّنت من القبض على مجموعة منهم واسترداد المسروقات وألقت القبض على مجموعة من المتهمين في أعمال التخريب. فيما أكد المكتب الصحفي للشرطة وفاة أحد المواطنين بأمدرمان .
وقال البيان: (إن مجموعات متفلتة بولاية الجزيرة حاولت تفريغ المواقف من المركبات لخلق زعزعة وسط المواطنين بود مدني، كما حاولت مجموعات أخرى اقتحام مباني التلفزيون والكهرباء وأحد أقسام الشرطة، كما كانت هنالك محاولات لقطع طريق مدني - المناقل وقطع الطريق القومي جنوب مدني، وقد تصدت الشرطة لكل هذه المحاولات واحبطتها وسيطرت على الموقف ونتج عن ذلك اصابات بسيطة ومتفرقة وسط الشرطة والمواطنين).
من ناحيته أعلن والي ولاية الجزيرة الزبير بشير طه أن القتلى الذين سقطوا في مدينة ودنتي أطلق الرصاص عليهم من عربات تحمل لوحات ملاكي تمت معرفة جزء من أرقامها وجارٍ التحري والبحث عن الجناة. وقال إن إطلاق الرصاص كان خارج نطاق فض الشرطة لأحداث الشغب التي تشهدها مدينة ود مدني، وأشار إلى أنها أشبه بما تعرضت له مدينتا أم روابة ونيالا من محاولات نهب ممتلكات المواطنين ومهاجمة بنك الادخار والبنك الفرنسي ومكاتب الضرائب ومحطات الوقود والصرافات الآلية، متهماً عناصر الجبهة الثورية بالتسلل إلى مدينة ود مدني والتنسيق مع بعض العناصر بالمدينة ومحاولة إزهاق الأرواح وخلق بلبلة وسط المواطنين ونهب الممتلكات العامة.
وقال الوالي في بيان صحفي نشرته الصحيفة إنه تم القبض على ’’103’’ من المخربين وجارٍ التحقيق معهم، ودعا المواطنين لتشكيل لجان على مستوى الأحياء للحراسة وحماية حرماتهم، حتى تستقر الأوضاع وتعود الحياة لطبيعتها.
بدوره قال البرلمان السوداني إنه لن يتراجع عن قراره الخاص برفع الدعم عن المحروقات، مؤكِّدًا أنها لم تأتِ لإغاظة المواطن أو لوجود إشكاليَّة معه، فاتحًا الباب أمام المواطنين للتظاهر وللتعبير السلمي ضد الإجراءات في مقابل عدم التخريب، في وقت أرسل فيه رسالة تحذيريَّة للمعارضة من استغلال الموقف لإسقاط النظام.
وفي ذات الاتجاه أعلن المؤتمر الوطني عن تسلل عناصر من الجبهة الثوريَّة إلى الولايات للقيام بعمليَّات تخريب، واتَّهم عناصر من الجبهة بالضلوع في التظاهرات التي اندلعت في مدني والخرطوم ، وأكَّد تحرُّك عناصرها من خارج ولاية الجزيرة للانضمام للتظاهرات.
بدورها قالت رويترز إن عدد القتلى في السودان ارتفع إلى ستة أشخاص في ثالث أيام المظاهرات التي اندلعت للمطالبة بإلغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات، وأشعل محتجون في العاصمة الخرطوم النار في سيارات ومحطات بنزين ورشقوا الشرطة بالحجارة فردت باستخدام الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق أكبر مظاهرة غاضبة من حكم الرئيس عمر حسن البشير منذ أكثر من عام.
وعطلت شبكة الانترنت في جميع أرجاء السودان بعد أن بدأ النشطاء يتبادلون صور الاحتجاجات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وظلت المتاجر مغلقة معظم اليوم واصطفت طوابير طويلة عند محطات البنزين في الخرطوم وكانت هناك 60 سيارة تنتظر أمام محطة. ومنع حريق ضخم الحركة على أحد محاور المرور المهمة في العاصمة.
وتصاعد الغضب الشعبي بسبب الفساد والتضخم وانفجر فيما يبدو بعد أن ارتفعت صباح يوم الاثنين أسعار البنزين وغاز الطهي إلى الضعفين تقريبا. وقال شهود إن متظاهرين أشعلوا النار في مبنى جامعي وعدة محطات بنزين وأغلقوا الطريق الرئيسي المؤدي للمطار قرب فندق روتانا الفخم الذي يرتاده الدبلوماسيون ورجال الأعمال وأشعلوا النار في عدة سيارات في ساحة انتظار.
ولم يحتشد في كثير من الاحتجاجات التي خرجت يوم الأربعاء في أنحاء العاصمة سوى بضع عشرات أو مئات في أقصى تقدير وجرى تفريقهم بعد فترة قصيرة مما يجعل من الصعب تكوين فكرة دقيقة عن عدد المشاركين. وقال البشير ليل الأحد إن الدعم المتبقي على الوقود سيرفع لكنه لم يقدم تفاصيل عن الجدول الزمني. وفي صباح اليوم التالي قفزت أسعار الوقود.
وتكمن جذور الأزمة الاقتصادية في السودان في انفصال الجنوب في يوليو تموز عام 2011. وأخذت دولة جنوب السودان الجديدة حوالي ثلاثة أرباع الإنتاج النفطي للسودان وهو شريان الحياة لاقتصاده.
وصادرات النفط الخام مورد رئيسي للدخل وللعملة الصعبة تحتاجه الحكومة لاستيراد الطعام والسلع الأخرى للسكان البالغ عددهم نحو 32 مليون نسمة. وزاد معدل التضخم وفقد الجنيه السوداني أكثر من نصف قيمته أمام الدولار في السوق السوداء.
وارتفع سعر الدولار أمام الجنيه السوداني في السوق السوداء يوم الأربعاء إلى 8.2 جنيه من 7.3 جنيه قبل أن تعلن الحكومة أنها ستخفض دعم الوقود.
وكانت الخرطوم تأمل في إبقاء بعض الدعم من خلال زيادة صادراتها من الذهب حتى تعوض عائدات النفط لكن هذه الآمال أحبطت بانخفاض حديث في سعر الذهب عالميا.
وصمد البشير الذي جاء إلى السلطة بعد انقلاب عام 1989 أمام عدد من محاولات التمرد المسلح وسنوات من العقوبات التجارية المعوقة المفروضة من الولايات المتحدة وأمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية. وتعاني أحزاب المعارضة في السودان التي يقودها زعماء كبار السن من الضعف والانقسامات ولا تجتذب الشبان الذين يطالبون بتغييرات جذرية، لا سيما وأن غالبية قادة المعارضة أصحاب تجارب سياسية فاشلة.
*البيان
هاجم البرلمان السوداني الإدارة الأمريكية بشدَّة بعد أن قال إنها تماطل في منح الرئيس عمر البشير تأشيرة دخول لأراضيها لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، وقالت نائبة رئيس البرلمان سامية أحمد محمد للصحفيين أمس إنَّ أمريكا تدوس على القوانين الدوليَّة ولا تحترمها، وأكَّدت أنَّه ليس من حق أمريكا رفض منح الرئيس التأشيرة. وكان الرئيس السوداني قد أعلن نيته الذهاب لحضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لكنه تراجع عن ذلك فيما بعد، يأتي هذا بالتزامن مع اضطرابات تشهدها البلاد على خلفية قرار حكومي صدر مؤخرا بشأن رفع الدعم عن المحروقات.
وقالت صحيفة الانتباهه السودانية إن تظاهرات محدودة اندلعت في محطة المواصلات الرئيسية في العاصمة الخرطوم وتمكنت قوات الأمن من فضها بعد أن قامت مجموعة من ’’معتادي الإجرام المندسِّين’’ وسط التظاهرات بنهب بعض المحال التجاريَّة.
ونقلت الصحيفة عن الشرطة السودانية بأنَّها تمكَّنت من القبض على مجموعة منهم واسترداد المسروقات وألقت القبض على مجموعة من المتهمين في أعمال التخريب. فيما أكد المكتب الصحفي للشرطة وفاة أحد المواطنين بأمدرمان .
وقال البيان: (إن مجموعات متفلتة بولاية الجزيرة حاولت تفريغ المواقف من المركبات لخلق زعزعة وسط المواطنين بود مدني، كما حاولت مجموعات أخرى اقتحام مباني التلفزيون والكهرباء وأحد أقسام الشرطة، كما كانت هنالك محاولات لقطع طريق مدني - المناقل وقطع الطريق القومي جنوب مدني، وقد تصدت الشرطة لكل هذه المحاولات واحبطتها وسيطرت على الموقف ونتج عن ذلك اصابات بسيطة ومتفرقة وسط الشرطة والمواطنين).
من ناحيته أعلن والي ولاية الجزيرة الزبير بشير طه أن القتلى الذين سقطوا في مدينة ودنتي أطلق الرصاص عليهم من عربات تحمل لوحات ملاكي تمت معرفة جزء من أرقامها وجارٍ التحري والبحث عن الجناة. وقال إن إطلاق الرصاص كان خارج نطاق فض الشرطة لأحداث الشغب التي تشهدها مدينة ود مدني، وأشار إلى أنها أشبه بما تعرضت له مدينتا أم روابة ونيالا من محاولات نهب ممتلكات المواطنين ومهاجمة بنك الادخار والبنك الفرنسي ومكاتب الضرائب ومحطات الوقود والصرافات الآلية، متهماً عناصر الجبهة الثورية بالتسلل إلى مدينة ود مدني والتنسيق مع بعض العناصر بالمدينة ومحاولة إزهاق الأرواح وخلق بلبلة وسط المواطنين ونهب الممتلكات العامة.
وقال الوالي في بيان صحفي نشرته الصحيفة إنه تم القبض على ’’103’’ من المخربين وجارٍ التحقيق معهم، ودعا المواطنين لتشكيل لجان على مستوى الأحياء للحراسة وحماية حرماتهم، حتى تستقر الأوضاع وتعود الحياة لطبيعتها.
بدوره قال البرلمان السوداني إنه لن يتراجع عن قراره الخاص برفع الدعم عن المحروقات، مؤكِّدًا أنها لم تأتِ لإغاظة المواطن أو لوجود إشكاليَّة معه، فاتحًا الباب أمام المواطنين للتظاهر وللتعبير السلمي ضد الإجراءات في مقابل عدم التخريب، في وقت أرسل فيه رسالة تحذيريَّة للمعارضة من استغلال الموقف لإسقاط النظام.
وفي ذات الاتجاه أعلن المؤتمر الوطني عن تسلل عناصر من الجبهة الثوريَّة إلى الولايات للقيام بعمليَّات تخريب، واتَّهم عناصر من الجبهة بالضلوع في التظاهرات التي اندلعت في مدني والخرطوم ، وأكَّد تحرُّك عناصرها من خارج ولاية الجزيرة للانضمام للتظاهرات.
بدورها قالت رويترز إن عدد القتلى في السودان ارتفع إلى ستة أشخاص في ثالث أيام المظاهرات التي اندلعت للمطالبة بإلغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات، وأشعل محتجون في العاصمة الخرطوم النار في سيارات ومحطات بنزين ورشقوا الشرطة بالحجارة فردت باستخدام الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق أكبر مظاهرة غاضبة من حكم الرئيس عمر حسن البشير منذ أكثر من عام.
وعطلت شبكة الانترنت في جميع أرجاء السودان بعد أن بدأ النشطاء يتبادلون صور الاحتجاجات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وظلت المتاجر مغلقة معظم اليوم واصطفت طوابير طويلة عند محطات البنزين في الخرطوم وكانت هناك 60 سيارة تنتظر أمام محطة. ومنع حريق ضخم الحركة على أحد محاور المرور المهمة في العاصمة.
وتصاعد الغضب الشعبي بسبب الفساد والتضخم وانفجر فيما يبدو بعد أن ارتفعت صباح يوم الاثنين أسعار البنزين وغاز الطهي إلى الضعفين تقريبا. وقال شهود إن متظاهرين أشعلوا النار في مبنى جامعي وعدة محطات بنزين وأغلقوا الطريق الرئيسي المؤدي للمطار قرب فندق روتانا الفخم الذي يرتاده الدبلوماسيون ورجال الأعمال وأشعلوا النار في عدة سيارات في ساحة انتظار.
ولم يحتشد في كثير من الاحتجاجات التي خرجت يوم الأربعاء في أنحاء العاصمة سوى بضع عشرات أو مئات في أقصى تقدير وجرى تفريقهم بعد فترة قصيرة مما يجعل من الصعب تكوين فكرة دقيقة عن عدد المشاركين. وقال البشير ليل الأحد إن الدعم المتبقي على الوقود سيرفع لكنه لم يقدم تفاصيل عن الجدول الزمني. وفي صباح اليوم التالي قفزت أسعار الوقود.
وتكمن جذور الأزمة الاقتصادية في السودان في انفصال الجنوب في يوليو تموز عام 2011. وأخذت دولة جنوب السودان الجديدة حوالي ثلاثة أرباع الإنتاج النفطي للسودان وهو شريان الحياة لاقتصاده.
وصادرات النفط الخام مورد رئيسي للدخل وللعملة الصعبة تحتاجه الحكومة لاستيراد الطعام والسلع الأخرى للسكان البالغ عددهم نحو 32 مليون نسمة. وزاد معدل التضخم وفقد الجنيه السوداني أكثر من نصف قيمته أمام الدولار في السوق السوداء.
وارتفع سعر الدولار أمام الجنيه السوداني في السوق السوداء يوم الأربعاء إلى 8.2 جنيه من 7.3 جنيه قبل أن تعلن الحكومة أنها ستخفض دعم الوقود.
وكانت الخرطوم تأمل في إبقاء بعض الدعم من خلال زيادة صادراتها من الذهب حتى تعوض عائدات النفط لكن هذه الآمال أحبطت بانخفاض حديث في سعر الذهب عالميا.
وصمد البشير الذي جاء إلى السلطة بعد انقلاب عام 1989 أمام عدد من محاولات التمرد المسلح وسنوات من العقوبات التجارية المعوقة المفروضة من الولايات المتحدة وأمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية. وتعاني أحزاب المعارضة في السودان التي يقودها زعماء كبار السن من الضعف والانقسامات ولا تجتذب الشبان الذين يطالبون بتغييرات جذرية، لا سيما وأن غالبية قادة المعارضة أصحاب تجارب سياسية فاشلة.
*البيان