( عبد الوهاب الحميقاني )
15 / 9 / 2013
أجد في الذكرى الثالثة والعشرين لتأسيس الإصلاح لا سيما وهي تأتي و اليمن مر و يمر بمنعطفات خطرة و بمسارات مهمة
وتأتي في ظل ما حصل ويحصل للمشروع الإسلامي من تعثر وإعاقة وتآمر وإجهاض هنا وهناك
أجد في ذلك وغيره فرصة مواتية لتوجيه هذه الرسالة إلى حزب الإصلاح اليمني قيادة وأفرادا رسالة مني بشخصي أملاها علي الواجب و باعثها النصح للمؤمنين ودافعها الحب في الله وغرضها الرشاد وغايتها الإصلاح
رسالة من مراقب قد يصيب وقد يخطئ
لا أعدد فيها النجاح فالأصل صحة المسار
ولا أترصد فيها العثرات فلا يتعثر إلا من سار
وإنما أرجو بها سد الثغرات و طمر الزلات وتقويم المسار لا في الإصلاح فحسب بل في كل أحزاب وجماعات وكيانات وأفراد الإسلاميين والكاتب أولهم
لا أنطلق فيها من الحكم على كبوة في واقعة معينة أو هفوة في سلوك فرد أو تصوره
وإنما من خلال كليات أو جزئيات متكاثرة أصبح لها حكم الكلية
لكي ينطلق المشروع الإسلامي جامعا لكل الطاقات ومرشدا لكل الجهود ماضيا في إعلاء الملة ونهضة الأمة دون أن تضعف قواه أو يتفرق صفه ودون أن تحبسه أدواؤه أو يعيقه أعداؤه
فأصل تعثرنا من أنفسنا (قل هو من عند أنفسكم ) وبداية النهضة من السقطة واليقضة من الغفوة تبدأ بعرك العين وفتحها وبلوم النفس ومحاسبتها والوقوف على موطن تقصيرها وبمراجعة الصف وتصفيته وتمييزه عن الدخلاء
وبالرد والرجوع إلى المنهج الرباني وتنقيته من الدخن وبالأوبة إليه بأعمالنا وأقوالنا نحكمه فيها وبالتوبة إلى الله من تقصيرنا ومخالفاتنا نبتغي مغفرته ونرجو رضاه ويتوب الله على من تاب ويهدي إليه من أناب
ولأن المقصود بالرسالة عموم الإسلاميين لا شخصا بعينه فأردتها رسالة مفتوحة منشورة
فإلى كل إصلاحي بل إلى كل إسلامي إليك هذه المعالم الثلاثة المحددة والتي تدل على ما سواها و التي قد لا تخفى على أكثركم من حيث العلم والتصور لكنها قد تخفت أو تختفي عند بعضنا في العمل والممارسة
أولها : الإسلام أولا وأخيرا ودائما
( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )
أمر من الله لنبيه ولكل مؤمن بالإستسلام لله وحده في كل شيء و تحقيق العبودية المطلقة لله وحده في كل حال و في كل آن
ليس في الحياة فحسب بل حتى في الموت الذي لا نملكه ولا ندرك وقته فعلينا لزاما أن يكون مماتنا لله
انقيادا وطاعة واستسلاما لله في كل شئ به نحقق شمولية الإسلام للكون و الحياة والممات
تلك الشمولية التي نزعها عن الإسلام أعداؤه بغضا وحسدا ونزعها عنه بعض من أتباعه جهلا وغفلة وتناسها المسلمون واندرست في حياتهم عهودا من الانحطاط والتبعية
حتى قيض الله في عصرنا عددا من المجددين والمصلحين لإحيائها في الأمة والدعوة إليها ونشرها في الناس وكان على رأسهم المجدد العظيم والشهيد الجليل حسن بن أحمد بن عبدالرحمن الساعاتي البنا رحمه الله رحمة الأبرار وألحقنا به مع الأخيار
هذه الشمولية التي هي أساس المعركة بين الإسلام وخصومه وهي حقيقة العبودية لله
عبودية كاملة شاملة حاضرة في العقائد والتصورات وفي العلوم والأعمال وفي الأخلاق والسلوك في السياسة والاقتصاد في الإدارة والثقافة في الإعلام والاجتماع في التنظيم و ..... في كل قرار وبيان في كل موقف وتوقيف في كل تحالف وتخالف في كل مشاركة ومقاطعة ...
نقدم أمرالله ونهيه على كل أمر لا شريك له في ذلك لا لحزب ولا لجماعة ولا لعالم ولا لقائد ولا لمرشد ولا لمراقب
فالرقيب الحسيب هو الله ومراقبته تقتضي تعظيمه و تعظيم حرماته ودينه وشرائعه وشعائره
فالحمية للدين والغضب لله والانتصار للشرع قبل الفرد أو الجماعة ومع التعارض فليس إلا الدين ندور معه حيث دار لا نتركه لترخص جاف ولا نعارضه بتنطع غال ولا نحمل أحكامه على علل واهية توهن الانقياد لله
حركتنا وسكوننا و نطقنا وسكوتنا ورضانا وسخطنا وحبنا وبغضنا لله وفي الله
إخلاصا لله واتباعا لرسوله وانقيادا لشرعه وسعيا لنيل رضاه لا شريك له في ذلك كله وبذلك أمرنا وبه نكون مسلمين
ثانيها-الإصلاح ليس هو الإسلام
حقيقة يجب أن يدركها كل منتسبي الإصلاح بل كل الإسلاميين
وهي أن الإسلام ليس الإسلاميين .
الإسلام ليس حزبا ولا جماعة ولا تيار ولا ..
الإسلام وحي الله ودينه المنزل المعظم المعصوم الرحمة للعالمين
والإسلاميون خلق الله وعباده المتمسكون بدينه الناصحون للناس المصيبون المخطئون
والإسلاميون اليوم هم الحامون والمدافعون عن قضية الإسلام العادلة إلا أن بعضهم محامي فاشل خسر القضيه رغم عدالتها
بل بعضهم أساء إلى القضية ورسخ الفهم الخاطيء العالق عن الإسلام في أذهان خصومه بسوء سلوكه أو بقلة فهمه
كبعض الفقهاء السالفين الذين أرادوا الانتصار للإسلام في وجه الفلاسفة فجحدوا حقائق العقول فظن كثير من الفلاسفة أن منطق الفقهاء هو منصوص الشرع فزادوا الفلاسفة عن الإسلام انحرافا
إذا أدركنا هذه الحقيقة أننا لسنا الإسلام
فإن من يقتنع بمسيرة غيرك فيخالفك أو يفارقك لما يراه خيرا مما أنت فيه أو كان عليه فلا يكون بذلك قد خالف أو مرق من الإسلام
ومن ينقدك أو يستدرك على مشروعك بل قد يخاصمك و يعاديك ويظلمك متأولا أو متعديا
فلا يلزم من ذلك أنه يخاصم ويعادي الإسلام
ولا يلزم أن يكون مدفوعا من أعداء الأمة أو عميلا لأجهزة تريد اختراق الصف أو ضعضعته
لأن أعظم اختراق قد نقع بل قد وقعنا فيه هو الاختراق الفكري والخرق المنهجي الذي أصبنا به وأصابنا في مقتل ونحن عنه غافلون
ثالثها : مصلحون خارج الإصلاح
من لم ينتسب إلى الإصلاح أو إلى غيره من الجماعات الإسلامية فلا يلزم أنه خرج من دائرة المصلحين
فالأمة ولادة والخير فيها باق و من أصلح في الأمة قبلناه وإن لم يقبلنا وأدخلناه في دائر الإصلاح وإن لم يدخل معنا وواليناه وإن لم يسلك طريقنا
كما أنه ليس كل من انتسب للإصلاح أو غيره من كيانات الإسلاميين أصبح صالحا مصلحا
(والله يعلم المفسد من المصلح )
فالصف الإسلامي في صدر الإسلام لم يسلم من خلل المنافقين ولا من عطب العاصين إلا أن معالم المنهج الإسلامي في ذلك الصف كانت واضحة جلية عميقة قوية
فكان التواصي بالحق شعارهم والحسبة دثارهم ومحاكمة التصورات والسلوكيات إلى القرآن والسنة ميزانهم ومعيارهم ومردهم وملاذهم
فسلم صفهم من الوهن ومنهجهم من الدخن ومسيرتهم من الزلل
و نحن كم جنينا على الصف الإسلامي وبالتالي على المشروع الإسلامي عندما نغض الطرف عن مخالفات زميلنا فضلا عن زعيمنا ونبرر له مقاله وفعاله التي لا تسوغ ونقوم له اعوجاجه الذي لا يستقيم لا لشيء إلا لأنه منا و معنا
وكم حرمنا الأمة من طاقات وجهود لم نمد لها يد العون بل منعنا التعاون معها بل لربما أجهضنا مشاريعها لأنها لم تنتسب إلينا
وكم هدمنا من منارات وقصمنا من قامات و نكسنا من هامات لأنها ليست معنا وهي منا
بل لربما هي معنا لكنها تكثر من نصحنا
وأخيرا فهذه المعالم تدل على غيرها
ومضمونها يدل بالمفهوم على مالم يصرح به المنطوق بل إن دلالات التنبيه والإشارة مقصودة هنا قبل دلالات النص والعبارة
وختاما فإن الإصلاح اسم عظيم يترتب عليه الفلاح في الدنيا والآخرة وهو همة المقربين ومطلب النبيين وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم :
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي )
فعلينا بالسعي جميعا في إصلاح ديننا ودنيانا لتصلح لنا أخرانا
نصلح أنفسنا ومجتمعاتنا نصلح ظاهرنا وباطننا ونستمسك بديننا ونمسك به الناس فهذا هو الصراط المستقيم
(فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم )
( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين )
15 / 9 / 2013
أجد في الذكرى الثالثة والعشرين لتأسيس الإصلاح لا سيما وهي تأتي و اليمن مر و يمر بمنعطفات خطرة و بمسارات مهمة
وتأتي في ظل ما حصل ويحصل للمشروع الإسلامي من تعثر وإعاقة وتآمر وإجهاض هنا وهناك
أجد في ذلك وغيره فرصة مواتية لتوجيه هذه الرسالة إلى حزب الإصلاح اليمني قيادة وأفرادا رسالة مني بشخصي أملاها علي الواجب و باعثها النصح للمؤمنين ودافعها الحب في الله وغرضها الرشاد وغايتها الإصلاح
رسالة من مراقب قد يصيب وقد يخطئ
لا أعدد فيها النجاح فالأصل صحة المسار
ولا أترصد فيها العثرات فلا يتعثر إلا من سار
وإنما أرجو بها سد الثغرات و طمر الزلات وتقويم المسار لا في الإصلاح فحسب بل في كل أحزاب وجماعات وكيانات وأفراد الإسلاميين والكاتب أولهم
لا أنطلق فيها من الحكم على كبوة في واقعة معينة أو هفوة في سلوك فرد أو تصوره
وإنما من خلال كليات أو جزئيات متكاثرة أصبح لها حكم الكلية
لكي ينطلق المشروع الإسلامي جامعا لكل الطاقات ومرشدا لكل الجهود ماضيا في إعلاء الملة ونهضة الأمة دون أن تضعف قواه أو يتفرق صفه ودون أن تحبسه أدواؤه أو يعيقه أعداؤه
فأصل تعثرنا من أنفسنا (قل هو من عند أنفسكم ) وبداية النهضة من السقطة واليقضة من الغفوة تبدأ بعرك العين وفتحها وبلوم النفس ومحاسبتها والوقوف على موطن تقصيرها وبمراجعة الصف وتصفيته وتمييزه عن الدخلاء
وبالرد والرجوع إلى المنهج الرباني وتنقيته من الدخن وبالأوبة إليه بأعمالنا وأقوالنا نحكمه فيها وبالتوبة إلى الله من تقصيرنا ومخالفاتنا نبتغي مغفرته ونرجو رضاه ويتوب الله على من تاب ويهدي إليه من أناب
ولأن المقصود بالرسالة عموم الإسلاميين لا شخصا بعينه فأردتها رسالة مفتوحة منشورة
فإلى كل إصلاحي بل إلى كل إسلامي إليك هذه المعالم الثلاثة المحددة والتي تدل على ما سواها و التي قد لا تخفى على أكثركم من حيث العلم والتصور لكنها قد تخفت أو تختفي عند بعضنا في العمل والممارسة
أولها : الإسلام أولا وأخيرا ودائما
( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )
أمر من الله لنبيه ولكل مؤمن بالإستسلام لله وحده في كل شيء و تحقيق العبودية المطلقة لله وحده في كل حال و في كل آن
ليس في الحياة فحسب بل حتى في الموت الذي لا نملكه ولا ندرك وقته فعلينا لزاما أن يكون مماتنا لله
انقيادا وطاعة واستسلاما لله في كل شئ به نحقق شمولية الإسلام للكون و الحياة والممات
تلك الشمولية التي نزعها عن الإسلام أعداؤه بغضا وحسدا ونزعها عنه بعض من أتباعه جهلا وغفلة وتناسها المسلمون واندرست في حياتهم عهودا من الانحطاط والتبعية
حتى قيض الله في عصرنا عددا من المجددين والمصلحين لإحيائها في الأمة والدعوة إليها ونشرها في الناس وكان على رأسهم المجدد العظيم والشهيد الجليل حسن بن أحمد بن عبدالرحمن الساعاتي البنا رحمه الله رحمة الأبرار وألحقنا به مع الأخيار
هذه الشمولية التي هي أساس المعركة بين الإسلام وخصومه وهي حقيقة العبودية لله
عبودية كاملة شاملة حاضرة في العقائد والتصورات وفي العلوم والأعمال وفي الأخلاق والسلوك في السياسة والاقتصاد في الإدارة والثقافة في الإعلام والاجتماع في التنظيم و ..... في كل قرار وبيان في كل موقف وتوقيف في كل تحالف وتخالف في كل مشاركة ومقاطعة ...
نقدم أمرالله ونهيه على كل أمر لا شريك له في ذلك لا لحزب ولا لجماعة ولا لعالم ولا لقائد ولا لمرشد ولا لمراقب
فالرقيب الحسيب هو الله ومراقبته تقتضي تعظيمه و تعظيم حرماته ودينه وشرائعه وشعائره
فالحمية للدين والغضب لله والانتصار للشرع قبل الفرد أو الجماعة ومع التعارض فليس إلا الدين ندور معه حيث دار لا نتركه لترخص جاف ولا نعارضه بتنطع غال ولا نحمل أحكامه على علل واهية توهن الانقياد لله
حركتنا وسكوننا و نطقنا وسكوتنا ورضانا وسخطنا وحبنا وبغضنا لله وفي الله
إخلاصا لله واتباعا لرسوله وانقيادا لشرعه وسعيا لنيل رضاه لا شريك له في ذلك كله وبذلك أمرنا وبه نكون مسلمين
ثانيها-الإصلاح ليس هو الإسلام
حقيقة يجب أن يدركها كل منتسبي الإصلاح بل كل الإسلاميين
وهي أن الإسلام ليس الإسلاميين .
الإسلام ليس حزبا ولا جماعة ولا تيار ولا ..
الإسلام وحي الله ودينه المنزل المعظم المعصوم الرحمة للعالمين
والإسلاميون خلق الله وعباده المتمسكون بدينه الناصحون للناس المصيبون المخطئون
والإسلاميون اليوم هم الحامون والمدافعون عن قضية الإسلام العادلة إلا أن بعضهم محامي فاشل خسر القضيه رغم عدالتها
بل بعضهم أساء إلى القضية ورسخ الفهم الخاطيء العالق عن الإسلام في أذهان خصومه بسوء سلوكه أو بقلة فهمه
كبعض الفقهاء السالفين الذين أرادوا الانتصار للإسلام في وجه الفلاسفة فجحدوا حقائق العقول فظن كثير من الفلاسفة أن منطق الفقهاء هو منصوص الشرع فزادوا الفلاسفة عن الإسلام انحرافا
إذا أدركنا هذه الحقيقة أننا لسنا الإسلام
فإن من يقتنع بمسيرة غيرك فيخالفك أو يفارقك لما يراه خيرا مما أنت فيه أو كان عليه فلا يكون بذلك قد خالف أو مرق من الإسلام
ومن ينقدك أو يستدرك على مشروعك بل قد يخاصمك و يعاديك ويظلمك متأولا أو متعديا
فلا يلزم من ذلك أنه يخاصم ويعادي الإسلام
ولا يلزم أن يكون مدفوعا من أعداء الأمة أو عميلا لأجهزة تريد اختراق الصف أو ضعضعته
لأن أعظم اختراق قد نقع بل قد وقعنا فيه هو الاختراق الفكري والخرق المنهجي الذي أصبنا به وأصابنا في مقتل ونحن عنه غافلون
ثالثها : مصلحون خارج الإصلاح
من لم ينتسب إلى الإصلاح أو إلى غيره من الجماعات الإسلامية فلا يلزم أنه خرج من دائرة المصلحين
فالأمة ولادة والخير فيها باق و من أصلح في الأمة قبلناه وإن لم يقبلنا وأدخلناه في دائر الإصلاح وإن لم يدخل معنا وواليناه وإن لم يسلك طريقنا
كما أنه ليس كل من انتسب للإصلاح أو غيره من كيانات الإسلاميين أصبح صالحا مصلحا
(والله يعلم المفسد من المصلح )
فالصف الإسلامي في صدر الإسلام لم يسلم من خلل المنافقين ولا من عطب العاصين إلا أن معالم المنهج الإسلامي في ذلك الصف كانت واضحة جلية عميقة قوية
فكان التواصي بالحق شعارهم والحسبة دثارهم ومحاكمة التصورات والسلوكيات إلى القرآن والسنة ميزانهم ومعيارهم ومردهم وملاذهم
فسلم صفهم من الوهن ومنهجهم من الدخن ومسيرتهم من الزلل
و نحن كم جنينا على الصف الإسلامي وبالتالي على المشروع الإسلامي عندما نغض الطرف عن مخالفات زميلنا فضلا عن زعيمنا ونبرر له مقاله وفعاله التي لا تسوغ ونقوم له اعوجاجه الذي لا يستقيم لا لشيء إلا لأنه منا و معنا
وكم حرمنا الأمة من طاقات وجهود لم نمد لها يد العون بل منعنا التعاون معها بل لربما أجهضنا مشاريعها لأنها لم تنتسب إلينا
وكم هدمنا من منارات وقصمنا من قامات و نكسنا من هامات لأنها ليست معنا وهي منا
بل لربما هي معنا لكنها تكثر من نصحنا
وأخيرا فهذه المعالم تدل على غيرها
ومضمونها يدل بالمفهوم على مالم يصرح به المنطوق بل إن دلالات التنبيه والإشارة مقصودة هنا قبل دلالات النص والعبارة
وختاما فإن الإصلاح اسم عظيم يترتب عليه الفلاح في الدنيا والآخرة وهو همة المقربين ومطلب النبيين وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم :
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي )
فعلينا بالسعي جميعا في إصلاح ديننا ودنيانا لتصلح لنا أخرانا
نصلح أنفسنا ومجتمعاتنا نصلح ظاهرنا وباطننا ونستمسك بديننا ونمسك به الناس فهذا هو الصراط المستقيم
(فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم )
( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين )