د. محمد البلتاجي وشهادة لله وللوطن - ربما أغضبت كثيرين
بقلم د. عصام موسى
سكتُ فى أشهر مضت .. فما كان بينى وبين الرجل يخصنا سويا .. وشاء الله عزوجل أن نكوت على جبهتين مختلفتين ، هو فى قيادة الإخوان والحرية والعدالة بل وفي الدولة فى أخر عام ، وأنا فى حزب معارض بشراسة للإخوان ولسياستهم .
كان الرجل فى السلطة فسكت ..وفى الأمس القريب أصبح مطاردا مكلوما فى زهرة قلبه ( أسماء إبنته الوحيدة ) ، ومن ساعات قبض عليه ... فكان حق أن أكتب ، وللأسف حيث لن يقرأ صديق عمري لمدة تزيد عن ثلاثة وثلاثون عاما منها ثلاثة وعشرون عاما زمالة دراسة وعمل .
عرفت محمد البلتاجي ونحن نقف أمام شباك قبول المدينة الجامعية لطلاب كلية طب الأزهر بمدينة نصر ، لقد كنا أبناء الأقاليم القادمين من ربوع مصر ، فأنا من الغربية ومحمد من البحيرة ( لم يكن قد استقر على ما أظن بشبرا فيما بعد )
كان الكل يريد التعرف على أحد الثلاثة الأوائل بالثانوية الأزهرية (وأظنه كان الأول) كان حيى الوجه ، عذب الحديث ، لاتراه إلا مبتسما (حتى أنى لا أتذكر أنى رايته يوما غاضبا ) .
كان محمد منذ يومه الأول أحد رموز جماعة الإخوان فى الكلية بداية من عامه الأول ، وخلال أشهر ومع عقد أول إنتخابات لإتحاد الطلبة عام 1981 م ، أصبح محمد رمزا من رموز اتحاد طلاب كلية طب الأزهر ، بل وجامعة الأزهر كلها .
الغريب ؛ أنه برغم إنخراطه فى العديد من أنشطة الإتحاد (وكانت هذه الفترة هى الفترة الذهبية لإتحادات الطلاب الإسلامية) ونشاطه بالجماعة ( وهذا شئ أتوقعه فلم أكن منضما ولم يحاول محمد الحديث معى فى ذلك ) ، إلا أن محمدا كان أول دفعتنا بجدارة .
ومضت بنا السنون نحبه ونحب الحديث معه ، وأبداً لم يتحدث معى فى الإنضمام للجماعة (وكنت ساعتها أميل لخليط بين التيار القومى والإسلام السياسى ) .
وحدث شيئان فى السنة الأخيرة 1987 م ، كان معنا ما يزيد عن عشرين من أبناء الأساتذة بالكلية وكان الصراع على أشده للترتيب على الدفعة ، وظهر زميلان ( من أبناء الأساتذة بالكلية ) ينافسان على رقم واحد على الدفعة ، ورغم كل ما بذل من طرق مشروعة وغيرها فقد حاز محمد البلتاجى على الترتيب الأول بالدفعة .
ومع بداية عام الإمتياز فى بداية 1987 م طلب محمد منى الإنضمام إلى جماعة الإخوان ، ووافقت على الفور وكان أهم سبب بالنسبة لى أن أكون قريبا منه ، والغريب أن محمد وهو القيادى فى الجماعة فى هذا الوقت على مستوى الكلية كان هو المسؤول عن ربطى بالجماعة ( لا يمكننى أن أذكر ما حدث هنا ) .
الأهم أنه بعد أقل من ثلاثة أشهر إنسحبت ، فدخول الجماعة فى سن متقدم بعد تكون خبرة عقلية وثقافية يكون أمرا صعبا جدا ، فإنسحبت وعلم محمد بالتأكيد لكن أبدا لم يحدثنى فى هذا الموضوع ، وظل محمد كما هو بالنسبة لى .
وعندما عدت من السعودية لأشارك فى ثورة يناير .. وإنضممت لمستشفى عباد الرحمن ، وتقابلنا بعد غياب لمدة تزيد عن عشر سنوات ، وكان ساعتها بالمستشفى يعطى حديثا للتلفزيون الفرنسى أو الألمانى ترك الجميع ، وتعانقنا لمدة طويلة ، ولم أتمالك دموعى ، وعندما رفعت رأسى من على كتفه ، وجدت عينيه ممتلئة بالدمع أيضا .
هذا مايمكن أن أقوله ، وما لا أستطيع قوله أن الرجل له من المواقف التى قد تجعله الرجل الأول فى ثورة يناير ، سأحكيها يوما ما .
وفى النهاية ، وشهادة لله ، لو طلب منى أن أذكر إسم رجلين قابلتهما فى حياتى أتمنى أن يكون إبنى فى نبلهما وشرفهما وإخلاصهما ، سأقول أن أولهما هو د. محمد البلتاجى .
والله على ما أقول شهيد
د. عصام موسى
أستاذ مساعد بكلية طب الأزهر
وعضو الهيئة العليا بحزب مصر القوية
بقلم د. عصام موسى
سكتُ فى أشهر مضت .. فما كان بينى وبين الرجل يخصنا سويا .. وشاء الله عزوجل أن نكوت على جبهتين مختلفتين ، هو فى قيادة الإخوان والحرية والعدالة بل وفي الدولة فى أخر عام ، وأنا فى حزب معارض بشراسة للإخوان ولسياستهم .
كان الرجل فى السلطة فسكت ..وفى الأمس القريب أصبح مطاردا مكلوما فى زهرة قلبه ( أسماء إبنته الوحيدة ) ، ومن ساعات قبض عليه ... فكان حق أن أكتب ، وللأسف حيث لن يقرأ صديق عمري لمدة تزيد عن ثلاثة وثلاثون عاما منها ثلاثة وعشرون عاما زمالة دراسة وعمل .
عرفت محمد البلتاجي ونحن نقف أمام شباك قبول المدينة الجامعية لطلاب كلية طب الأزهر بمدينة نصر ، لقد كنا أبناء الأقاليم القادمين من ربوع مصر ، فأنا من الغربية ومحمد من البحيرة ( لم يكن قد استقر على ما أظن بشبرا فيما بعد )
كان الكل يريد التعرف على أحد الثلاثة الأوائل بالثانوية الأزهرية (وأظنه كان الأول) كان حيى الوجه ، عذب الحديث ، لاتراه إلا مبتسما (حتى أنى لا أتذكر أنى رايته يوما غاضبا ) .
كان محمد منذ يومه الأول أحد رموز جماعة الإخوان فى الكلية بداية من عامه الأول ، وخلال أشهر ومع عقد أول إنتخابات لإتحاد الطلبة عام 1981 م ، أصبح محمد رمزا من رموز اتحاد طلاب كلية طب الأزهر ، بل وجامعة الأزهر كلها .
الغريب ؛ أنه برغم إنخراطه فى العديد من أنشطة الإتحاد (وكانت هذه الفترة هى الفترة الذهبية لإتحادات الطلاب الإسلامية) ونشاطه بالجماعة ( وهذا شئ أتوقعه فلم أكن منضما ولم يحاول محمد الحديث معى فى ذلك ) ، إلا أن محمدا كان أول دفعتنا بجدارة .
ومضت بنا السنون نحبه ونحب الحديث معه ، وأبداً لم يتحدث معى فى الإنضمام للجماعة (وكنت ساعتها أميل لخليط بين التيار القومى والإسلام السياسى ) .
وحدث شيئان فى السنة الأخيرة 1987 م ، كان معنا ما يزيد عن عشرين من أبناء الأساتذة بالكلية وكان الصراع على أشده للترتيب على الدفعة ، وظهر زميلان ( من أبناء الأساتذة بالكلية ) ينافسان على رقم واحد على الدفعة ، ورغم كل ما بذل من طرق مشروعة وغيرها فقد حاز محمد البلتاجى على الترتيب الأول بالدفعة .
ومع بداية عام الإمتياز فى بداية 1987 م طلب محمد منى الإنضمام إلى جماعة الإخوان ، ووافقت على الفور وكان أهم سبب بالنسبة لى أن أكون قريبا منه ، والغريب أن محمد وهو القيادى فى الجماعة فى هذا الوقت على مستوى الكلية كان هو المسؤول عن ربطى بالجماعة ( لا يمكننى أن أذكر ما حدث هنا ) .
الأهم أنه بعد أقل من ثلاثة أشهر إنسحبت ، فدخول الجماعة فى سن متقدم بعد تكون خبرة عقلية وثقافية يكون أمرا صعبا جدا ، فإنسحبت وعلم محمد بالتأكيد لكن أبدا لم يحدثنى فى هذا الموضوع ، وظل محمد كما هو بالنسبة لى .
وعندما عدت من السعودية لأشارك فى ثورة يناير .. وإنضممت لمستشفى عباد الرحمن ، وتقابلنا بعد غياب لمدة تزيد عن عشر سنوات ، وكان ساعتها بالمستشفى يعطى حديثا للتلفزيون الفرنسى أو الألمانى ترك الجميع ، وتعانقنا لمدة طويلة ، ولم أتمالك دموعى ، وعندما رفعت رأسى من على كتفه ، وجدت عينيه ممتلئة بالدمع أيضا .
هذا مايمكن أن أقوله ، وما لا أستطيع قوله أن الرجل له من المواقف التى قد تجعله الرجل الأول فى ثورة يناير ، سأحكيها يوما ما .
وفى النهاية ، وشهادة لله ، لو طلب منى أن أذكر إسم رجلين قابلتهما فى حياتى أتمنى أن يكون إبنى فى نبلهما وشرفهما وإخلاصهما ، سأقول أن أولهما هو د. محمد البلتاجى .
والله على ما أقول شهيد
د. عصام موسى
أستاذ مساعد بكلية طب الأزهر
وعضو الهيئة العليا بحزب مصر القوية