وائل قنديل
السؤال المطروح الآن بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب: هل سيكون مسموحا بمعارضة النظام الجديد/ القديم الصاعد إلى سدة الحكم مشيا فوق أشلاء الديمقراطية؟
إن الأمر بعد انقشاع بعض الغبار عن سماء السياسة المصرية يشير بوضوح إلى أن كل ما كان يُشتم محمد مرسى ويُهان بسببه يحدث الآن من السلطة الجديدة وسط تصفيق حاد من المعارضة (أو من كانت المعارضة) وتبرير لا يتوقف لكل أعمال القتل والتنكيل والاعتقال التي تدور بلا هوادة.
ومن اللافت أن من كانت معارضة تأخذ على عاتقها الآن مهمة الدفاع عن كل ممارسات السلطة الجديدة، وكأنهم انسخطوا جميعا وتحولوا إلى حالة ’’أحمد سبع الليل’’ جندي الأمن المركزي الذي كان يحارب أعداء الوطن في فيلم ’’البريء’’ للراحل عاطف الطيب.. ويدهشك أن بعضا من زملاء ورفاق عاطف الطيب أنفسهم يتقمصون شخصية ’’سبع الليل’’ حاليا في مواجهة الأعداء في رابعة ونهضة مصر ورمسيس.
يحزنك أكثر أن أحدا من أولئك الذين تظاهروا أمام منزل وزير الداخلية بملابسهم الداخلية مطالبين بإقالته قبل إزاحة مرسي، لم نسمع له صوتا وهو يطالع تشكيلة حكومة الانقلاب وفيها اسم وزير الداخلية كما هو لم يتغير، على الرغم من أن إقالته ومحاكمته كانتا شرطا لا تحيد عنه جبهة الإنقاذ كلما دعاها أحد للمشاركة في الانتخابات.
ويثير الأسى أكثر أن الذين تسلقوا أسوار قصر الرئيس واقتحموا بواباته الرئيسية ليكتبوا على الجدران كلمات نابية وبذيئة في حقه، والذين تظاهروا بالبرسيم أمام بيته، دون أن يقاومهم أحد، والذين كانوا يعتبرون قطع الطرق والكباري نوعا من حرية التعبير والإبداع، واقتحام فندق مثل سميراميس عملا ثوريا، هؤلاء الآن أصبحوا فجأة يعيبون على الرافضين للانقلاب التظاهر والهتاف والاعتصام، ولا يحرك مشاعرهم سقوط نحو ثمانين شهيدا بالرصاص أمام الحرس الجمهوري وفي رمسيس والجيزة.
ولعلك تذكر جيدا أن أحد مطالب المعارضة التي لم تعد معارضة كان تغيير حكومة هشام قنديل الفاشلة المستبدة القاتلة، غير أنهم احتفظوا بتسعة أسماء في تشكيلتهم الجديدة من وزراء عملوا مع هشام قنديل، وترتفع علامات الاستفهام والتعجب والأسى عاليا حين تجد أن من بين المستمرين وزير انقطاع الكهرباء ووزير اختفاء الوقود، ناهيك عما تضمه التشكيلة من وزراء فشلوا مع عصام شرف وأحمد شفيق.
إن الصورة باتت أوضح الآن، ولو وضعت كل ما سبق من تفاصيل بجوار ما أسموه خطة الطريق، والتي هي تتطابق حرفيا مع ما طرحه الرئيس قبل أسره وإخفائه، ستكتشف أن كل هذا الثمن الفادح من الدماء والحريات، بالإضافة إلى إشعال النار في حصاد ديمقراطية ثورة يناير الوليدة، فضلا عن التكلفة الباهظة لرعاية الغضب الباهر وما تم إنفاقه على القصة والسيناريو والإخراج والديكور، ستكتشف أنه كان فقط من أجل حلق لحية النظام السياسي.. نعيما يا مصر!
*الاسلام اون لاين
السؤال المطروح الآن بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب: هل سيكون مسموحا بمعارضة النظام الجديد/ القديم الصاعد إلى سدة الحكم مشيا فوق أشلاء الديمقراطية؟
إن الأمر بعد انقشاع بعض الغبار عن سماء السياسة المصرية يشير بوضوح إلى أن كل ما كان يُشتم محمد مرسى ويُهان بسببه يحدث الآن من السلطة الجديدة وسط تصفيق حاد من المعارضة (أو من كانت المعارضة) وتبرير لا يتوقف لكل أعمال القتل والتنكيل والاعتقال التي تدور بلا هوادة.
ومن اللافت أن من كانت معارضة تأخذ على عاتقها الآن مهمة الدفاع عن كل ممارسات السلطة الجديدة، وكأنهم انسخطوا جميعا وتحولوا إلى حالة ’’أحمد سبع الليل’’ جندي الأمن المركزي الذي كان يحارب أعداء الوطن في فيلم ’’البريء’’ للراحل عاطف الطيب.. ويدهشك أن بعضا من زملاء ورفاق عاطف الطيب أنفسهم يتقمصون شخصية ’’سبع الليل’’ حاليا في مواجهة الأعداء في رابعة ونهضة مصر ورمسيس.
يحزنك أكثر أن أحدا من أولئك الذين تظاهروا أمام منزل وزير الداخلية بملابسهم الداخلية مطالبين بإقالته قبل إزاحة مرسي، لم نسمع له صوتا وهو يطالع تشكيلة حكومة الانقلاب وفيها اسم وزير الداخلية كما هو لم يتغير، على الرغم من أن إقالته ومحاكمته كانتا شرطا لا تحيد عنه جبهة الإنقاذ كلما دعاها أحد للمشاركة في الانتخابات.
ويثير الأسى أكثر أن الذين تسلقوا أسوار قصر الرئيس واقتحموا بواباته الرئيسية ليكتبوا على الجدران كلمات نابية وبذيئة في حقه، والذين تظاهروا بالبرسيم أمام بيته، دون أن يقاومهم أحد، والذين كانوا يعتبرون قطع الطرق والكباري نوعا من حرية التعبير والإبداع، واقتحام فندق مثل سميراميس عملا ثوريا، هؤلاء الآن أصبحوا فجأة يعيبون على الرافضين للانقلاب التظاهر والهتاف والاعتصام، ولا يحرك مشاعرهم سقوط نحو ثمانين شهيدا بالرصاص أمام الحرس الجمهوري وفي رمسيس والجيزة.
ولعلك تذكر جيدا أن أحد مطالب المعارضة التي لم تعد معارضة كان تغيير حكومة هشام قنديل الفاشلة المستبدة القاتلة، غير أنهم احتفظوا بتسعة أسماء في تشكيلتهم الجديدة من وزراء عملوا مع هشام قنديل، وترتفع علامات الاستفهام والتعجب والأسى عاليا حين تجد أن من بين المستمرين وزير انقطاع الكهرباء ووزير اختفاء الوقود، ناهيك عما تضمه التشكيلة من وزراء فشلوا مع عصام شرف وأحمد شفيق.
إن الصورة باتت أوضح الآن، ولو وضعت كل ما سبق من تفاصيل بجوار ما أسموه خطة الطريق، والتي هي تتطابق حرفيا مع ما طرحه الرئيس قبل أسره وإخفائه، ستكتشف أن كل هذا الثمن الفادح من الدماء والحريات، بالإضافة إلى إشعال النار في حصاد ديمقراطية ثورة يناير الوليدة، فضلا عن التكلفة الباهظة لرعاية الغضب الباهر وما تم إنفاقه على القصة والسيناريو والإخراج والديكور، ستكتشف أنه كان فقط من أجل حلق لحية النظام السياسي.. نعيما يا مصر!
*الاسلام اون لاين