مها المحمدي
تدحرج رأس هارب من بغداد ، فقطع دجلة والفرات عابراً إلى الشام يبحث عن الأمان ، وثب على تل وأدار عينيه يسأل بهما ، أي المدن أدخل ؟
استقر رأيه على دمشق ، تنسم عبير غوطتها ، هزه عليل يحمل من الدراق رائحة الزهو ، قرر أن يَعتَم بحريرها الدمشقي ، ويشرب ماء الورد المثلج ممزوجاً بماء نهر بَردى ؛ علَّ ذلك يشفيه من صداع غارات المغول، ومجنزرات أمريكا وصيحات أتباعها .
صداعه لم يكن صداع خيال وإنما صداع امتد من قرون جثم على عراق الرشيد والمنصور .
سأل عقله : منذ متى وأنت تتدحرج تبحث عن جسد تثبت عليه ؟
فأجابها منذ ذلك العام الأسود الذي دخل فيه المغول بغداد ودمروها ، هزها بدهشة الحيران وقال : ولا أدري والله كيف نجوت منهم ؟ وتركت جسدي طريحاً بعد أن قطعوني عنه ! تناولتني أشياء مختلفة ؟
مرة أردت أن أثبت على جسد حصان فكان الحصان أسرع
وأخرى رأيت في أسد ضالتي فلما تثاءب الأسد كاد يبتلعني
والثالثة قررت فيها أن أكون بين دفتي كتاب أحكي فيها للأجيال عما كان وما حدث ، فإذا بحفيد الرومي ( الأمريكي والأوربي ) يطبق عليّ دفتي الكتاب حتى أعوج جزء مني وبالكاد تسللت هارباً وإلا لمتُّ اختناقاً .
آه .. آه .. يا لها من رحلة امتدت في عمق الزمن قرونًا !
هذه دمشق .. سأنتصب على سارية بدلاً من علم .
أعلام العرب بين تموجات بيت الشعر هذا :
بيض صحائفنا خضر مرابعنا .. سود مواقعنا حمر مواضينا
وإذا تثبت على السارية وأنا الرأس العربي الدامي ، جمعتها حمرة في بياض في سواد ، فأين الخضرة ؟
شامنا ؟ نعم هي شامنا خضراء برائحة الفاكهة وياسمينها ووردها .
دمشق ستلقاني بكف نهر بردى يُصفق لي ؛ فرحاً بنجاتي
( جبل قاسيون ) سأثبت عليه أنادي في العرب ، هلموا إلى عِراقكم .
ما للصورة أصبحت صورتين متنافرتين ؟!
أين الجمال ؟ وممَ القبح ؟
هذه حمامة تدف بجناحيها فزعه ، تُزلزلها أصوات وزفير ، اختبأت خلفي وقد تلطخ جناحاها بدم وبين ريشها إصبع رضيع !
صرخت بها وقد تشنجت عروقي ؟ من أين أقبلتِ؟ وماذا تحملين ؟
قالت وفي صوتها بحة الألم بدلاً عن الهديل ، على مئذنة وأنا أرقب المؤذن يعلو صوته بالآذان ؛ لأعلو بجناحي حول الهلال ، صبَّ اللئيم حقد مذهبه فاسودت الشام بخبثه ، ظل سنينًا يلتحف ملاءة الادعاء، ثم أسفر عن وجوه شوهاء .
قلت : يا إلهي ممَ فررتُ؟ وإلى أين أذهبُ ؟
قالت : اثبت ، عما قريب تُمسح هذه الغيمة السوداء ، ويقتلع الصَّلِف المعتوه ، إنما هي جيف جبابرة التاريخ يضربها الهواء فتنبعث ريحها العفنة ولن تدوم .
قلت : وهذا الإعصار الأحمق ؟
قالت : وأجنحة ملائكة الرحمن مبسوطة على الشام
أغمضت عيني في قلب الشام قريرتين؛ فأجنحة الملائكة مبسوطة عليه .
تدحرج رأس هارب من بغداد ، فقطع دجلة والفرات عابراً إلى الشام يبحث عن الأمان ، وثب على تل وأدار عينيه يسأل بهما ، أي المدن أدخل ؟
استقر رأيه على دمشق ، تنسم عبير غوطتها ، هزه عليل يحمل من الدراق رائحة الزهو ، قرر أن يَعتَم بحريرها الدمشقي ، ويشرب ماء الورد المثلج ممزوجاً بماء نهر بَردى ؛ علَّ ذلك يشفيه من صداع غارات المغول، ومجنزرات أمريكا وصيحات أتباعها .
صداعه لم يكن صداع خيال وإنما صداع امتد من قرون جثم على عراق الرشيد والمنصور .
سأل عقله : منذ متى وأنت تتدحرج تبحث عن جسد تثبت عليه ؟
فأجابها منذ ذلك العام الأسود الذي دخل فيه المغول بغداد ودمروها ، هزها بدهشة الحيران وقال : ولا أدري والله كيف نجوت منهم ؟ وتركت جسدي طريحاً بعد أن قطعوني عنه ! تناولتني أشياء مختلفة ؟
مرة أردت أن أثبت على جسد حصان فكان الحصان أسرع
وأخرى رأيت في أسد ضالتي فلما تثاءب الأسد كاد يبتلعني
والثالثة قررت فيها أن أكون بين دفتي كتاب أحكي فيها للأجيال عما كان وما حدث ، فإذا بحفيد الرومي ( الأمريكي والأوربي ) يطبق عليّ دفتي الكتاب حتى أعوج جزء مني وبالكاد تسللت هارباً وإلا لمتُّ اختناقاً .
آه .. آه .. يا لها من رحلة امتدت في عمق الزمن قرونًا !
هذه دمشق .. سأنتصب على سارية بدلاً من علم .
أعلام العرب بين تموجات بيت الشعر هذا :
بيض صحائفنا خضر مرابعنا .. سود مواقعنا حمر مواضينا
وإذا تثبت على السارية وأنا الرأس العربي الدامي ، جمعتها حمرة في بياض في سواد ، فأين الخضرة ؟
شامنا ؟ نعم هي شامنا خضراء برائحة الفاكهة وياسمينها ووردها .
دمشق ستلقاني بكف نهر بردى يُصفق لي ؛ فرحاً بنجاتي
( جبل قاسيون ) سأثبت عليه أنادي في العرب ، هلموا إلى عِراقكم .
ما للصورة أصبحت صورتين متنافرتين ؟!
أين الجمال ؟ وممَ القبح ؟
هذه حمامة تدف بجناحيها فزعه ، تُزلزلها أصوات وزفير ، اختبأت خلفي وقد تلطخ جناحاها بدم وبين ريشها إصبع رضيع !
صرخت بها وقد تشنجت عروقي ؟ من أين أقبلتِ؟ وماذا تحملين ؟
قالت وفي صوتها بحة الألم بدلاً عن الهديل ، على مئذنة وأنا أرقب المؤذن يعلو صوته بالآذان ؛ لأعلو بجناحي حول الهلال ، صبَّ اللئيم حقد مذهبه فاسودت الشام بخبثه ، ظل سنينًا يلتحف ملاءة الادعاء، ثم أسفر عن وجوه شوهاء .
قلت : يا إلهي ممَ فررتُ؟ وإلى أين أذهبُ ؟
قالت : اثبت ، عما قريب تُمسح هذه الغيمة السوداء ، ويقتلع الصَّلِف المعتوه ، إنما هي جيف جبابرة التاريخ يضربها الهواء فتنبعث ريحها العفنة ولن تدوم .
قلت : وهذا الإعصار الأحمق ؟
قالت : وأجنحة ملائكة الرحمن مبسوطة على الشام
أغمضت عيني في قلب الشام قريرتين؛ فأجنحة الملائكة مبسوطة عليه .