رشاد الشرعبي
منتصف 2012، كتبت مقالاً دافعت فيه عن الإصلاح ووجوب محاسبته عبر وثائقه الرسمية وهيئاته المركزية والمحلية وقياداته المخولة بالتحدث باسمه ولا يتحمل مسؤولية أخطاء أو آراء بعض أعضائه وحددت بالاسم 4 منهم، بينهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني، كواجب أتحمله بالنقد والنصح واليوم يتوجب عليّ الانصاف.
لم أكن أتوقع أن يحظى مقالي ذاك بالمتابعة وخاصة لدى الإصلاحيين في مختلف أنحاء الجمهورية وبلاد الاغتراب، وتلقيت الاتصالات والرسائل والإشادات خلال أسابيع تلت نشر المقال، وجميعهم يؤكدون على ماطرحت، فقط كان الشيخ الزنداني هو الوحيد الذي لم أسمع أو ألمس ما يدل على غضبه مما كتب ضده ومن صحفي إصلاحي دافع عن الحزب كمؤسسة وكيان في مواجهة الأشخاص.
هو ذاته الشيخ الزنداني الذي تعلمت منه أول درس حول الرأي والرأي الآخر في أول عام التحقت به في قسم الإعلام بجامعة صنعاء، حينما صرخ فينا غاضباً: لا.. لا.. لا، لا يضيق بالرأي إلا مفلس.. دعوا أختكم تسأل، جراء محاولتنا قمع زميلة ناصرية كانت تطرح عليه سؤالاً لم يعجبنا وأصدرنا صوتاً وهو على المنصة في قاعة جمال عبدالناصر بالجامعة القديمة.
وعلى مدى سنوات، ظل الشيخ الزنداني هو المبادر في اللجوء للقضاء مع كل قضية إساءة إليه ووصلت إحداها حد النيل من عرضه واتهامه بالقتل، ورغم مايطرحه وأختلف معه فيه، فقد ظل من المنادين إلى الإلتزام بالدستور والقوانين وإعتمادهما كمرجعية لكل اليمنيين.
وحينما ننتقده، ننتقده لأننا تعلمنا على يده والإصلاح عموماً أن ليس هناك مقدس سوى نصوص القرآن والأحاديث النبوية التي ثبت صحتها وتوافقها مع نصوص القرآن، وليس هناك معصوم من الخطأ سوى محمد صلى الله عليه وسلم ومن سبقه من الأنبياء وما سواهم من البشر، فيصيبون ويخطئون بما فيهم صحابة رسول الله.. غير ان ما نراه من طابور الأشخاص يتعاملون مع الزنداني وغيره والإصلاح بمكيال آخر يختلف عما يتعاملون به مع الآخرين، سياسياً ودينياً وإجتماعياً وحتى فنياً وأدبياً.
فإذا نطق الزنداني وغيره، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عليهم وعلى الإصلاح، وإن نطق الآخرون بأسوأ مما نطق به الزنداني صمتوا أو أجهدوا أنفسهم في البحث عن المبررات والأعذار والتفسيرات.
هؤلاء النفر من طابور«لا تشلوني ولا تطرحوني» يرفضون الحديث عن الخلافة الإسلامية ووضع الشريعة مرجعية للحوار الوطني حينما يتحدث الزنداني، وحينما تصدر الفتاوى من المحطوري وأصحابه بأسوأ من ذلك، يصمتون صمت القبور..الزنداني يطالب بوضع الشريعة كمرجعية للحوار وهذا رأيه ومن حقه أن يعبر عنه كمواطن وفقاً للدستور اليمني والمواثيق الدولية، وحينما تصدر وثيقة مذيلة بتوقيعات الحوثي وعلماء تابعين له تختزل الشريعة والإسلام والولاية في أشخاص بعينهم«عترة رسول الله»، يصمت أدعياء الحداثة والحقوق والحريات والمواطنة.
لا أوافق الشيخ الزنداني في رأيه، من حيث المصطلحات، لأن الحوار الوطني هدفه الإنسان اليمني،وأينما تتحقق مصلحة الإنسان وحماية حقوقه وحرياته وحفظ كرامته وماله وعرضه، فبالتأكيد ستكون تحقيقاً لمقاصد الشريعة وجوهرها وليس شرطاً رفعها كلافتة.
غير أن هناك فرقاً بين رأي يطرحه الزنداني وأصحابه وحتى لو كان فتوى، تؤكد على وضع الشريعة كمرجعية، وبين فتوى تزعم احتكار الولاية والحكم في سلالة النبي الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
ولو كان الزنداني قال ما قاله محمد عبدالعظيم الحوثي في صحيفة الجمهورية وانكاره للانتخابات والديمقراطية وأن الولاية حكراً على البطنين، وهو ماقاله قبله بدر الدين الحوثي، وأعلنه صراحة نجله عبدالملك في آخر احتفال بيوم الغدير إنهم يسعون لإسترداد الولاية المسلوبة وإعادتها لأصحابها من “الآل”، فسيكون الزنداني وجبة دسمة للشلة إياها..وكنموذج آخر، شعار الصرخة القائل بموت أمريكا وربيبتها إسرائيل ولعن اليهود، يلطخون به شوارعنا وساحاتنا ويقتلون من يعترض على وضعه على جدران بيوتهم، ويجبرون الأطفال في المدارس والطرقات والمساجد على ترديده، فيما الأتباع يدافعون عنهم ويتخندقون معهم ويحاربون في معاركهم.
ولو نطق الزنداني، بتصريح قصير عن أمريكا مستنداً إلى الدستور اليمني والقانون الدولي كرفض انتهاك السيادة أو الغضب لمواقفها تجاه القضية الفلسطينية أو غيرها، يتحولون إلى أحباب لأمريكا وطيور في جنة السلام،ينبذون العنف والتطرف ويخاصمون التحريض المؤثر على التسامح والتعايش ويقلبون ملفات القاعدة وعلاقتها به ودوره في دعمها..وحينما يظل الزنداني أشهراً صامتاً، يتحول صمته إلى خوف من أمريكا أو إعداد لمؤامرات و...و....وإلخ.
ولو لدى هؤلاء ذرة وطنية أو مثقال موضوعية أو جرام مبادىء وقيم حقوقية، ما هللوا لتدخلات السفير الامريكي المستمرة ضد المواطن اليمني عبد المجيد عزيز الزنداني، فيما نجدهم يتخندقون وراء الحوثي وإيران ويبررون ويدافعون عن شحنات الدمار التي ترسلها إلى اليمن وحزم الأموال التي تدفع بها باستمرار..الوطنية مبدأ والحقوق قيم جميعها لا تتجزأ ولا تمنح لأناس وتسلب من آخرين، وإيران كأمريكا يجب أن لا تتدخلا في شؤون اليمن أو تقررا من هو الحسن أو السيء من أبنائها.
منتصف 2012، كتبت مقالاً دافعت فيه عن الإصلاح ووجوب محاسبته عبر وثائقه الرسمية وهيئاته المركزية والمحلية وقياداته المخولة بالتحدث باسمه ولا يتحمل مسؤولية أخطاء أو آراء بعض أعضائه وحددت بالاسم 4 منهم، بينهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني، كواجب أتحمله بالنقد والنصح واليوم يتوجب عليّ الانصاف.
لم أكن أتوقع أن يحظى مقالي ذاك بالمتابعة وخاصة لدى الإصلاحيين في مختلف أنحاء الجمهورية وبلاد الاغتراب، وتلقيت الاتصالات والرسائل والإشادات خلال أسابيع تلت نشر المقال، وجميعهم يؤكدون على ماطرحت، فقط كان الشيخ الزنداني هو الوحيد الذي لم أسمع أو ألمس ما يدل على غضبه مما كتب ضده ومن صحفي إصلاحي دافع عن الحزب كمؤسسة وكيان في مواجهة الأشخاص.
هو ذاته الشيخ الزنداني الذي تعلمت منه أول درس حول الرأي والرأي الآخر في أول عام التحقت به في قسم الإعلام بجامعة صنعاء، حينما صرخ فينا غاضباً: لا.. لا.. لا، لا يضيق بالرأي إلا مفلس.. دعوا أختكم تسأل، جراء محاولتنا قمع زميلة ناصرية كانت تطرح عليه سؤالاً لم يعجبنا وأصدرنا صوتاً وهو على المنصة في قاعة جمال عبدالناصر بالجامعة القديمة.
وعلى مدى سنوات، ظل الشيخ الزنداني هو المبادر في اللجوء للقضاء مع كل قضية إساءة إليه ووصلت إحداها حد النيل من عرضه واتهامه بالقتل، ورغم مايطرحه وأختلف معه فيه، فقد ظل من المنادين إلى الإلتزام بالدستور والقوانين وإعتمادهما كمرجعية لكل اليمنيين.
وحينما ننتقده، ننتقده لأننا تعلمنا على يده والإصلاح عموماً أن ليس هناك مقدس سوى نصوص القرآن والأحاديث النبوية التي ثبت صحتها وتوافقها مع نصوص القرآن، وليس هناك معصوم من الخطأ سوى محمد صلى الله عليه وسلم ومن سبقه من الأنبياء وما سواهم من البشر، فيصيبون ويخطئون بما فيهم صحابة رسول الله.. غير ان ما نراه من طابور الأشخاص يتعاملون مع الزنداني وغيره والإصلاح بمكيال آخر يختلف عما يتعاملون به مع الآخرين، سياسياً ودينياً وإجتماعياً وحتى فنياً وأدبياً.
فإذا نطق الزنداني وغيره، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عليهم وعلى الإصلاح، وإن نطق الآخرون بأسوأ مما نطق به الزنداني صمتوا أو أجهدوا أنفسهم في البحث عن المبررات والأعذار والتفسيرات.
هؤلاء النفر من طابور«لا تشلوني ولا تطرحوني» يرفضون الحديث عن الخلافة الإسلامية ووضع الشريعة مرجعية للحوار الوطني حينما يتحدث الزنداني، وحينما تصدر الفتاوى من المحطوري وأصحابه بأسوأ من ذلك، يصمتون صمت القبور..الزنداني يطالب بوضع الشريعة كمرجعية للحوار وهذا رأيه ومن حقه أن يعبر عنه كمواطن وفقاً للدستور اليمني والمواثيق الدولية، وحينما تصدر وثيقة مذيلة بتوقيعات الحوثي وعلماء تابعين له تختزل الشريعة والإسلام والولاية في أشخاص بعينهم«عترة رسول الله»، يصمت أدعياء الحداثة والحقوق والحريات والمواطنة.
لا أوافق الشيخ الزنداني في رأيه، من حيث المصطلحات، لأن الحوار الوطني هدفه الإنسان اليمني،وأينما تتحقق مصلحة الإنسان وحماية حقوقه وحرياته وحفظ كرامته وماله وعرضه، فبالتأكيد ستكون تحقيقاً لمقاصد الشريعة وجوهرها وليس شرطاً رفعها كلافتة.
غير أن هناك فرقاً بين رأي يطرحه الزنداني وأصحابه وحتى لو كان فتوى، تؤكد على وضع الشريعة كمرجعية، وبين فتوى تزعم احتكار الولاية والحكم في سلالة النبي الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
ولو كان الزنداني قال ما قاله محمد عبدالعظيم الحوثي في صحيفة الجمهورية وانكاره للانتخابات والديمقراطية وأن الولاية حكراً على البطنين، وهو ماقاله قبله بدر الدين الحوثي، وأعلنه صراحة نجله عبدالملك في آخر احتفال بيوم الغدير إنهم يسعون لإسترداد الولاية المسلوبة وإعادتها لأصحابها من “الآل”، فسيكون الزنداني وجبة دسمة للشلة إياها..وكنموذج آخر، شعار الصرخة القائل بموت أمريكا وربيبتها إسرائيل ولعن اليهود، يلطخون به شوارعنا وساحاتنا ويقتلون من يعترض على وضعه على جدران بيوتهم، ويجبرون الأطفال في المدارس والطرقات والمساجد على ترديده، فيما الأتباع يدافعون عنهم ويتخندقون معهم ويحاربون في معاركهم.
ولو نطق الزنداني، بتصريح قصير عن أمريكا مستنداً إلى الدستور اليمني والقانون الدولي كرفض انتهاك السيادة أو الغضب لمواقفها تجاه القضية الفلسطينية أو غيرها، يتحولون إلى أحباب لأمريكا وطيور في جنة السلام،ينبذون العنف والتطرف ويخاصمون التحريض المؤثر على التسامح والتعايش ويقلبون ملفات القاعدة وعلاقتها به ودوره في دعمها..وحينما يظل الزنداني أشهراً صامتاً، يتحول صمته إلى خوف من أمريكا أو إعداد لمؤامرات و...و....وإلخ.
ولو لدى هؤلاء ذرة وطنية أو مثقال موضوعية أو جرام مبادىء وقيم حقوقية، ما هللوا لتدخلات السفير الامريكي المستمرة ضد المواطن اليمني عبد المجيد عزيز الزنداني، فيما نجدهم يتخندقون وراء الحوثي وإيران ويبررون ويدافعون عن شحنات الدمار التي ترسلها إلى اليمن وحزم الأموال التي تدفع بها باستمرار..الوطنية مبدأ والحقوق قيم جميعها لا تتجزأ ولا تمنح لأناس وتسلب من آخرين، وإيران كأمريكا يجب أن لا تتدخلا في شؤون اليمن أو تقررا من هو الحسن أو السيء من أبنائها.