مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
عبرة الترهيب الإسرائيلي
هويدي 13-8-2002

ليس يكفي أن نندد أو نستهجن الأساليب التي يلجأ إليها الإسرائيليون في ملاحقة ناقديهم‏,‏ والدفاع عن باطلهم‏.‏ ذلك ان نقد سلوك الاغيار أمر سهل للغاية‏,‏ ولايحتاج الي شجاعة أو بطولة‏,‏ إنما الأجدي والأنفع أن نتعلم من ممارساتهم كيف ندافع عن حقنا‏.‏ فالذين يتحركون ويعملون‏.‏ وقد يحتالون لأجل حماية مصالحهم وبلوغ مقاصدهم لايلامون‏.‏ أما الذين يستحقون اللوم والتقريع حقا فهم القاعدون الذين لايعلمون‏,‏ وينفقون اوقاتهم في مراقبة غيرهم وتجريح اقوالهم وأفعالهم‏,‏ ثم ندب حظوظهم وإشهار مظلوميتهم طالبين الانصاف والنجدة من الآخرين‏.‏

‏(1)‏
الذي أدعو إليه هو أن نحول الهجمة إلي درس وعبرة‏.‏ وفي هذه الحالة فان الفائز لن يكون بالضرورة من شن الهجوم‏,‏ وإنما من استوعب الدرس وتعلم منه‏.‏ وهي عبرة انبه اليها بمناسبة الدعوي التي أقامتها إحدي المنظمات الصهيونية في باريس‏,‏ واستدعت بمقتضاها رئيس تحرير الأهرام بصفته لمحاسبته امام المحكمة العليا في باريس علي مقال نشرته الصحيفة لزميلنا الأستاذ عادل حمودة استعرض فيه القصة المعروفة التي حدثت في دمشق قبل قرنين‏,‏ حين ذبح بعض حاخامات اليهود قسا مسيحيا وارسلوا زجاجة من دمه الي الحاخام الأكبر‏,‏ لكي يستخدمه في صنع فطيرة توزع علي أتقياء اليهود‏..‏ و هي القصة المتداولة في عدة مراجع تاريخية عربية واجنبية‏,‏ وكانت إحدي الباحثات السعوديات ـ الدكتوره أميمة الجلاهمة أستاذة مقارنة الاديان في جامعة الملك فيصل ـ قد استندت إليها في مقالة لها نشرتها صحيفة الرياض في‏3/10‏ الماضي‏,‏ الأمر الذي أحدث ضجة مماثلة ـ في واشنطن هذه المرة ـ حيث اعتبرت الحكومة الأمريكية أن استدعاء القصة بمثابة حض علي الكرا هية وعداء للسامية‏,‏ وسوي الامر بالطرق الدبلوماسية‏,‏ خصوصا بعدما كتب رئيس تحرير جريدة الرياض في‏3/19‏ ما يشبه الاعتذار عن نشره المقال مع استنكار مضمونه‏.‏
لم تكن هذه هي الواقعة الوحيدة من نوعها‏.‏ وإنما هي مجرد حلقة في سلسلة الملاحقات التي يشنها اليهود في انحاء العالم‏,‏ لاسكات الأصوات التي تنطق بشئ لايرضي أهواءهم أو يمس دولة اسرائيل‏.‏ ومن المصادفات انه بينما كانت تتفاعل حكاية الفطيرة اليهودية المعجونة بالدم‏,‏ فان العاصمة الألمانية برلين شهدت جدلا حادا حول حكاية العداء للسامية‏,‏ بسبب رواية بعنوان موت ناقد من تأليف أحد ابرز الكتاب الألمان مارتين فالسر‏,‏ كان بطلها يهوديا‏,‏ وقيل انه قدم علي نحو مثير للسخرية‏,‏ الأمر الذي أثار استياء المنظمات الصهيونية‏,‏ فأشهرت في وجه مؤلفها علي الفور تهمة معاداة السامية‏.‏ وهي التهمة التي وصم بها كل باحث أو مفكر حاول أن يقترب من الشخصية اليهودية أو يجتهد في قراءة أو تحليل شئ من التاريخ اليهودي خصوصا وضع اليهود في ظل ألمانيا النازية وفي المقدمة من هؤلاء رجاء جاردوي‏,‏ وهو من أهم الفلاسفة الفرنسيين‏,‏ ودافيد ايرفنج أهم مؤرخ إنجليزي مختص بالتاريخ الألماني‏.‏ والاثنان تعرضا للاغتيال المعنوي‏,‏ الذي قاد جارودي الي ساحة المحاكم الفرنسية‏,‏ ودفع ايرفنج إلي بيع بيته ليتعيش من قيمته‏,‏ بعدما اغلقت في وجهه ابواب الرزق‏,‏ والاثنان من ضحايا ذلك الارهاب الفكري الذي تمارسه المنظمات الصهيونية‏.‏

‏(2)‏
في الثاني عشر من شهر يوليو الماضي أصدرت محكمة الجزاء في باريس حكمها في قضية الاذاعي المعروف دانييل ميرميه الذي اتهم بالقذف ومعاداة السامية والحض علي الكراهية العنصرية من قبل المنظمات اليهودية الناشطة في فرنسا‏.‏ وكانت جريمة ميرميه انه قدم في يونيو من العام الماضي‏(‏ قبل احداث سبتمبر‏)‏ سلسلة برامج من اذاعة فرانس انتير‏,‏ كانت مكرسة للصراع العربي ـ الاسرائيلي‏,‏ ونقل شهادات لمدنيين من سكان قطاع غزة‏(‏ كان عددهم‏18)‏ تحدثوا فيها عن معاناتهم بسبب الاحتلال‏,‏ كما اعطي الفرصة لمدنيين اسرائيلين قالوا رايهم أيضا‏,‏ وهولاء كان عددهم‏11‏ إسرائيليا‏.‏
من الكلام المشبوه الذي استدعي بسببه المذيع الشهير إلي المحاكمة‏,‏ قول أحد المستمعين العرب عن الحكومة الإسرائيلية‏:‏ ما هذه السلطة المولعة بالتعذيب‏,‏ التي يروق لها قتل الأطفال وتشويه الأجساد‏,‏ والتي تبرر يوما بعد يوم وبعجرفة قاتلة مالايمكن قبوله‏,‏ والتي تمتلك الغطرسة الوضيعة لوصفنا بأننا عنصريون‏,‏ عندما نتجرأ بخجل علي الاحتجاج علي السلوك الشائن ؟ ـ ما هم هؤلاء المنافقون ؟ الذين يجيدون ببراعة كبيرة التلويح بدرع اللاسامية‏,‏ عندما نسعي إلي تذكيرهم بقولهم انهم منذ خمسين سنة يقومون بإعادة إنتاج الظلم الذي عانوا منه‏.‏ إنني معاد بقوة للصهيونية ولست لا ساميا في شيء‏.‏

الذين رفعوا القضية كانوا جهات عدة تحت السيطرة الصهيونية‏:‏ جمعية محامون بلا حدود‏,‏ واتحاد الطلبة اليهود في فرنسا‏,‏ والعصبة الدولية ضد العنصرية واللا سامية‏(‏ ليكرا‏).‏
أثناء المحاكمة جرت مناقشات طويلة حول العلاقة بين اللاسامية وبين معارضة الصهيونية‏,‏ وحاول الدفاع أن يثبت أنه ليست هناك علاقة ضرورية بين الاثنين‏.‏ وهي وجهة نظر اقتنعت بها المحكمة‏,‏ التي برأت الإذاعي الكبير‏.‏ واعتبرت أن ما قيل في البرنامج يمثل انتقادا للسياسة الإسرائيلية فحسب‏,‏ ولا يشكل تهمة من ذلك القبيل الذي استنفر المدعين ودفعهم إلي رفع القضية‏.‏

لا يقف الأمر عند ذلك الحد‏.‏ وإنما أنشأت المنظمات الصهيونية ميليشيا من الشباب اليهودي في منظمة باسم بيتار‏(‏ هي فرع لمنظمة عالمية بهذا الاسم‏),‏ تتولي الاشتباك والاعتداء بالضرب علي كل من تسول له نفسه انتقاد اسرائيل‏(‏ ويتدرب أعضاؤها علي السلاح في ثكنات الجيش الإسرائيلي‏,‏ في دورات سنوية‏)‏ فحين رحلت إسرائيل الناشط الفرنسي جوزيه بوفيه‏,‏ الذي سافر مع آخرين إلي رام الله تضامنا مع الرئيس عرفات أثناء حصاره في محبسه‏,‏ وذهبت جماعات من مؤيدي بوفيه لاستقباله بمطار أورلي الباريسي‏,‏ فإن تشكيلا من خمسين شابا يمثلون منظمة بيتار اعتدوا عليهم بالضرب‏,‏ كما وضع اسم الكونفيدرالية الزراعية الفرنسية التي يعتبر بوفيه ناطقا باسمها‏,‏ ضمن لائحة الأماكن التي يجب تدميرها في موقع بيتار علي الإنترنت‏.‏ وحين ذهب موكب من الفرنسيين رافعين الأعلام الفلسطينية والكوفيات‏,‏ إلي أحد المستشفيات للتبرع بالدم للفلسطينيين‏,‏ في عز فترة حصار رام الله ومخيم جنين‏.‏ هاجمهم أعضاء منظمة بيتار أثناء سيرهم‏,‏ وسقط من المتبرعين سبعة جرحي بسبب الضرب‏.‏
وبعدما انتقدت صحيفتا لوموند و ليبراسيون سياسة حكومة شارون‏,‏ ظهرت علي جدران مباني الصحيفتين كتابات تتهمهما بمعاداة السامية‏,‏ وشمل الاتهام أيضا بلانتي رسام الكاريكاتير الشهير في صحيفة لوموند‏,‏ الذي تجرأ بدوره وصور في بعض رسومه وحشية الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية‏.‏

‏(3)‏
أشرت قبل أسبوعين إلي قصة عضو البرلمان الألماني ذي الأصل السوري‏,‏ جمال قارصلي‏,‏ الذي أقام عليه المجلس اليهودي هناك القيامة‏,‏ فدعا إلي التخلي عن ولايته البرلمانية‏,‏ وهي سابقة لم تحدث من قبل‏,‏ وجمد طلب عضويته للحزب الديمقراطي الحاكم‏,‏ واتهمه وزير الخارجية بانعدام المسئولية السياسية والأخلاقية‏,‏ لمجرد إنه انتقد الإرهاب الإسرائيلي‏.‏
وحين ذكر قائد طائرة شركة ايرفرانس لركابها أثناء هبوطها في مطار اللد‏,‏ اهلا بكم في اسرائيل وفلسطين‏,‏ وقالها بحسن نية في محاولة لمجاملة بعض ركابها العرب‏,‏ ثار اليهود الذين اعتبروا ذكر اسم فلسطين استفزازا لهم‏.‏ وكبرت الحكاية حتي تحولت إلي دعوة إلي مقاطعة الشركة من قبل المواطنين ورجال الأعمال والشركات الإسرائيلية الكبري‏.‏ وبعث مدير شركة الاتصالات الحكومية‏(‏ بيزك‏)‏ بخطاب رسمي إلي الشركة الفرنسية ينذرها بأنها ستتعرض للمقاطعة‏,‏ إذا لم تعتذر عن تلك الجريمة الشنعاء وتطرد قائد الطائرة الذي تفوه بكلمة فلسطين‏!‏ ـ ولم تملك الشركة سوي تقديم الاعتذار المطلوب‏,‏ والتنديد بما فعله قائدها‏,‏ قائلة إنه فعل ذلك علي مسئوليته الشخصية‏!‏

في أوائل أبريل الماضي عن للسيدة جريتا ديوزنبرج زوجة رئيس البنك المركزي الأوروبي أن تعرب عن تضامنها مع تظاهرة خرجت آنذاك تضامنا مع المرأة الفلسطينية‏,‏ فكل ما فعلته أنها اشترت علما فلسطينيا وعلقته في شرفة بيتها‏,‏ ولم تمرر المنظمات الصهيونية هذه الجريمة فتلقت المرأة تهديدات بالموت‏,‏ وطلب المجلس اليهودي العالمي معاقبة الزوج الأمريكي الجنسية‏,‏ بمنعه من الدخول والإقامة في نيويورك‏,‏ رغم إنه انتزع العلم بعد ذلك وطواه‏.‏ وحين حدثت مشادة بين السيدة جريتا وبين بعض جيرانها الذين لهم أقارب في اسرائيل‏,‏ وقالت خلال المشادة إن اليهود مسئولون عن الاضطهاد الذي يعاني منه الفلسطينيون‏,‏ اغتنم أحد المحامين الفرصة‏,‏ ورفع دعوي باسم الجمعية الاتحادية اليهودية الهولندية‏,‏ اتهم فيها المرأة باللاسامية والحض علي الكراهية‏!‏
السيدة شيري زوجة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير واجهت نفس التهم حين عبرت عن تعاطفهامع الضحايا الفلسطينيين‏,‏ فأثيرت في وجهها الزوابع‏,‏ واضطرت بعد ذلك أن تكفر عن ذنبها بالدعوة الي إقامة حفل كبير خصص دخله لصالح الضحايا الاسرائيليين‏,‏ فقبض الفلسطينيون كلاما تم محوه علي الفور‏,‏ وقبضت اسرائيل ما تم جمعه من فلوس في تلك الحفلة الخيرية‏!‏

ذلك حدث في أوروبا‏,‏ ولا تسأل عما يحدث في الولايات المتحدة‏,‏ حيث التعبئة اشد لصالح اسرائيل‏,‏ والعيون مفتوحة عن آخرها‏,‏ والسيوف مشهرة فوق رقاب كل الذين يتعاطفون مع مظلومية الفلسطينيين فحسب ـ وهم قلة علي أي حال ـ وإنما أيضا كل من يقول كلمة إنصاف في موضوع الصراع‏,‏ ولا ينحاز بالكامل‏(‏ ليس اقل من نسبة‏100%)‏ لوجهة النظر الإسرائيلية‏.‏
لقد تعرضت شبكة سي‏.‏ أن‏.‏ أن للتهديد بالمقاطعة وحرمانها من البث داخل اسرائيل‏,‏ لمجرد أنها بثت بعض الأشرطة التي توزع للفدائيين الذين يقومون بالعمليات الاستشهادية قبل انطلاقهم نحو أهدافهم‏.‏ وزاد الطين بلة أن صاحب الشركة تيد تيرنر قال لصحيفة الجارديان البريطانية إن الفلسطينيين والإسرائيليين شركاء في ممارسة الإرهاب‏,‏ لكن الشركة لم تصمد أمام الضغوط‏,‏ فاعتذرت للإسرائيليين‏,‏ وسجل مديرها حوارا مع تليفزيون تل أبيب تبرأ فيه من كلام صاحبها‏.‏ كما تعهد المدير بتسجيل خمس حلقات عن ضحايا العمليات الاستشهادية من الإسرائيليين‏,‏ ستقوم الشبكة ببثها في أنحاء العالم‏(‏ مليار مشاهد يتابعونها في‏212‏ بلدا‏).‏

ما حدث مع سي‏.‏ أن‏.‏ أن تكرر مع قناة فوكس الإخبارية‏,‏ التي تخلت عن توازنها وسارعت الي تقديم فروض الولاء والانصياع لإسرائيل‏.‏
صحف أمريكية كبيرة ومحترمة مثل نيويورك تايمز واشنطن بوست‏,‏ ولوس انجيليس تايمز‏,‏ تعرضت للاتهام بمعاداة السامية والانحياز للفلسطينيين‏,‏ ومن ثم للمقاطعة وإلغاء الاشتراكات‏,‏ حين حاولت في بعض ـ وليس كل ما تنشره ـ أن تضع بين أيدي قرائها الحقيقة في الأرض المحتلة كما هي أثناء الاجتياح الإسرائيلي‏,‏ إذ اعتبر ذلك جرما يستحق العقاب ويستوجب التكفير عنه‏.‏

‏(4)‏
ثمة ملاحظتان أساسيتان يستخلصها المرء من تلك النماذج التي مررنا بها ـ وهي قليل من كثير بطبيعة الحال‏.‏ الملاحظة الأولي أن ثمة رصدا صهيونيا واسع النطاق لكل تصرف أو كلمة تتصل بالشأن اليهودي بشكل عام‏.‏ وفي حدود علمي فإن كل ما تنشره الصحافة العربية بوجه أخص في هذا الصدد‏,‏ يترجم يوميا ويعمم علي مختلف الجهات المعنية بالأمر‏.‏
الملاحظة الثانية أن مختلف الكتابات والانتقادات التي سبقت الإشارة إليها تكاد تنحصر في نقد السياسة الإسرائيلية ولا تتضمن مراجعة اليهودية او مساسا بالشخصية اليهودية‏.‏

حين يقارن المرء هذا الذي يخص اليهود والإسرائيليين‏,‏ بحظوظ العرب والمسلمين من النقد والتجريح‏,‏ سيجد أن ما يوجه الي اسرائيل لا يكاد يذكر الي جانب سيل الانتقادات والاتهامات التي توجه للعرب والمسلمين‏.‏ ذلك لا ينسحب علي الكم فقط‏,‏ ولكنه يمتد الي النوع أيضا‏,‏ فإذا كان ما يوجه الي اسرائيل لا يتجاوز حدود السياسة والتاريخ‏,‏ فإن سهام النقد والتجريح الموجهة ضدنا ـ خصوصا بعد‏11‏ سبتمبر ـ تجاوزت تلك الحدود الي العقيدة والتقاليد والشخصية‏,‏ أي الي الإسلام كديانة والي العرب كجنس‏.‏ حتي ازعم انه ليست هناك أمة في التاريخ لقيت من الظلم والهوان والتجريح ما يلقاه العرب والمسلمون في هذا الزمان‏.‏
وإذا قارن المرء بين ذلك الإرهاب المفرط الذي يتعرض له كل من يدوس لليهود علي طرف‏,‏ في تاريخهم أو سياسة دولتهم‏,‏ وبين تلك الاستباحة الكاملة لكل ما يتصل بالعرب والمسلمين‏,‏ بما في ذلك دينهم وجنسهم‏,‏ فلابد أن يخطر له السؤال التالي‏:‏ هل ما أصابنا نتيجة لاجتراء الآخرين أم بسبب صمتنا وانكسارنا‏.‏ وسوف يفرخ السؤال سؤالا اخر هو‏:‏ لماذا يعملون ألف حساب لـ‏14‏ مليون يهودي‏(4‏ ملايين فقط منهم في اسرائيل‏)‏ ولا يخطر لأحد أن يعمل أي حساب لأكثر من مليار عربي ومسلم؟

ليس من شك أن في جانبنا شيئا غلطا أغري الآخرين بالاستقواء علينا والاجتراء علي حرماتنا وعقائدنا‏,‏ لذلك فمن المهم للغاية أن نستعيد عناصر القوة والمنعة في مجتمعاتنا ولا نكتفي بمجرد التنديد باحترائهم وافتراءاتهم ومقاصدهم الشريرة‏.‏
قلت لا نكتفي بالتنديد‏,‏ ولم اقل نسكت حتي تنصلح أحوالنا ونستعيد عافيتنا‏,‏ إذ يتعين علينا في الوقت ذاته أن نتعلم شيئا من أساليب النضال المدني والقانوني التي يستخدمونها‏,‏ وهي التي تحتاج الي همة أصحاب المصلحة‏,‏ وتمويل من الغيورين علي كرامة الأمة ومستقبلها‏.‏

إن التعامل الجاد مع صور الترهيب الاسرائيلي يحتاج إلي تفكيررصين ومسئول‏,‏ يستهدف معالجة الخلل في أوضاعنا‏,‏ وعدم السكوت علي ما يوجه إلينا من تجريح وإهانات‏,‏ ومواصلة النضال المدني في الساحات الدولية‏,‏ جنبا الي جنب مع المقاومة بكل الصور الأخري في الأرض المحتلة‏.‏
إن الذين يستحقون الاحترام حقا هم أولئك الذين يتمسكون بالدفاع عن كرامتهم وشرف أمتهم‏,‏ ويتصرفون علي نحو جدير بالاحترام‏.‏
أضافة تعليق