د. محمد الظاهري
لقد تغنينا كثيراً بثورتنا السلمية. فهل (سنُغْنيِها)؛ بدفاعنا عنها، والاستماتة في مواجهة أعدائها؟ فثمة فرقٌ بين نصرتنا لها، وبين الاكتفاء بالإنشاد لها، أو مناشدة الغرباء لنصرتها!
أم أنه سيأتي يومٌ نعتذر لها؛ لأننا خذلناها؛ كما نعتذر اليوم لـ(قضايانا) المظلومة، وما أكثرها!
فالملاحظُ أن أخطاء الحكام والممارسين السياسيين متكاثرة: تتراكم ولا تُعالج، فتتحول إلى خطايا. وتغدو مخرجاتها على شكل (قضايا)، تحتاج للاعتذار!
حينئذٍ، بدلاً من مساءلتهم ومحاسبتهم، يُعتَذر للمظلومين (أصحاب القضايا)!
وتظهر شعارات: (الحوار الوطني) و(الاصطفاف الوطني) (المصالحة الوطنية)، لفترة من الزمن، وتكون المحصلة انتهاك المواطنة، والغدر بالوطن!
وهكذا، تُعاد الكَرةُ، فيمارس الظالمون ظلمهم، ويمعن المستبدون في استبدادهم، وينعم الفاسدون بفسادهم! فتتراكم (القضايا)، فلا حساب ولا عقاب لمنتجيها، بل عجزٌ في عجزٍ في عجز.
وحينما يبلغ السيل الزُبى، تُشعلُ الثورة من جديد، فيتم خذلان الثورة الوليدة، ويسقطُ شهداءُ، وجرحى، ومعتقلون. وتجهضُ الثورةُ. وتظهر على شكل (قضايا)، فيُعتذر لأصحابها. وهكذا دواليك، تطحنُنا هذه الدائرة (اليمانية) الجهنمية اللعينة!
فهل من مخرج؟!
نعم؛ عبر الانتقال من القول إلى الفعل، ومن الاعتذار إلى المحاسبة والمعاقبة. ومن ضيق المناطقية، والطائفية والمذهبية، إلى سعة الوطن والوطنية.
ومن نفي الآخر(اليمني) إلى الاعتراف به، ومن الاعتماد على الخارج، والتعويل على دعمه، والارتهان لمطامعه وأجندته، والتهافت على تنفيذ مخططاته، وحروبه على أرضنا؛ إلى عودة الثقة والمصداقية فيما بيننا.
والتذكير بـ(يمانيتنا)، وهويتنا العامة المشتركة، وتَذكُر حضارتنا العريقة، مع الاستفادة من الحضارة الإنسانية الراهنة.
عذراً: فقد حذرت من (الينبغيات)، وهاأنذا أقع فيها!
المصدر أونلاين
لقد تغنينا كثيراً بثورتنا السلمية. فهل (سنُغْنيِها)؛ بدفاعنا عنها، والاستماتة في مواجهة أعدائها؟ فثمة فرقٌ بين نصرتنا لها، وبين الاكتفاء بالإنشاد لها، أو مناشدة الغرباء لنصرتها!
أم أنه سيأتي يومٌ نعتذر لها؛ لأننا خذلناها؛ كما نعتذر اليوم لـ(قضايانا) المظلومة، وما أكثرها!
فالملاحظُ أن أخطاء الحكام والممارسين السياسيين متكاثرة: تتراكم ولا تُعالج، فتتحول إلى خطايا. وتغدو مخرجاتها على شكل (قضايا)، تحتاج للاعتذار!
حينئذٍ، بدلاً من مساءلتهم ومحاسبتهم، يُعتَذر للمظلومين (أصحاب القضايا)!
وتظهر شعارات: (الحوار الوطني) و(الاصطفاف الوطني) (المصالحة الوطنية)، لفترة من الزمن، وتكون المحصلة انتهاك المواطنة، والغدر بالوطن!
وهكذا، تُعاد الكَرةُ، فيمارس الظالمون ظلمهم، ويمعن المستبدون في استبدادهم، وينعم الفاسدون بفسادهم! فتتراكم (القضايا)، فلا حساب ولا عقاب لمنتجيها، بل عجزٌ في عجزٍ في عجز.
وحينما يبلغ السيل الزُبى، تُشعلُ الثورة من جديد، فيتم خذلان الثورة الوليدة، ويسقطُ شهداءُ، وجرحى، ومعتقلون. وتجهضُ الثورةُ. وتظهر على شكل (قضايا)، فيُعتذر لأصحابها. وهكذا دواليك، تطحنُنا هذه الدائرة (اليمانية) الجهنمية اللعينة!
فهل من مخرج؟!
نعم؛ عبر الانتقال من القول إلى الفعل، ومن الاعتذار إلى المحاسبة والمعاقبة. ومن ضيق المناطقية، والطائفية والمذهبية، إلى سعة الوطن والوطنية.
ومن نفي الآخر(اليمني) إلى الاعتراف به، ومن الاعتماد على الخارج، والتعويل على دعمه، والارتهان لمطامعه وأجندته، والتهافت على تنفيذ مخططاته، وحروبه على أرضنا؛ إلى عودة الثقة والمصداقية فيما بيننا.
والتذكير بـ(يمانيتنا)، وهويتنا العامة المشتركة، وتَذكُر حضارتنا العريقة، مع الاستفادة من الحضارة الإنسانية الراهنة.
عذراً: فقد حذرت من (الينبغيات)، وهاأنذا أقع فيها!
المصدر أونلاين