مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
موســم العناويـن المغشوشـــة
هويدي 11-6-2002

يبدو أننا داخلون في طور الترويج للبضاعة الفاسدة من العناوين المغشوشة إلي الدعاية السوداء‏.‏ نعم لم تخل صفحة في ملف التسوية السلمية من مثل هذه المحاولات‏(‏ التسوية ذاتها ثبت أنها كانت عنوانا مغشوشا‏),‏ إلا أن حملة السور الواقي التي شنتها القيادة الإسرائيلية مؤخرا استصحبت حملة موازية من الأكاذيب التي يراد بها كسر الإرادة بعد كسر العظام الفلسطينية‏.‏

‏(1)‏
حول عنوان الهزيمة التقت بعض الأصوات المشبوهة‏,‏ التي راحت تنعي إلينا حظوظ المقاومة‏,‏ مشيرة إلي ماجري في الأرض المحتلة‏,‏ وكيف أن كل الدمار الذي حدث وكل الضحايا الذين سقطوا‏,‏ كل ذلك ماكان له أن يحدث لولا التوريط الذي أوقعتنا فيه المقاومة‏.‏
حتي قرأنا لمن وبخ الذين ايدوا المقاومة‏,‏ وطالبهم بالاعتذار عن اندفاعهم وراءها دون وعي‏,‏ حتي أوصلوا الأمور إلي ماوصلت إليه‏.‏
هذه أم الأكاذيب بامتياز‏,‏ من حيث أنها خليط من الغش والدعاية السوداء في آن واحد‏.‏ إذ ليس صحيحا أن الفلسطينيين هزموا‏,‏ وانه لم يعد أمامهم سوي التسليم والانبطاح‏.‏ ذلك أن الهزيمة في معارك التحرير تقاس بمقدار انكسار إرادة المقاومة‏,‏ واليأس من المضي في طريق النضال‏.‏ وتلك خبرة التاريخ التي لايستغرب إنكارها من قبل المهزومين أصلا والمنبطحين ابتداء‏.‏ الذين يشكون ويلطمون الخدود ويشقون الجيوب وهم يشيرون إلي ماحل بالضفة الغربية وما جري في جنين وأخواتها‏.‏ والسؤال البسيط الذي يطرحه هذا المشهد هو‏:‏ اذا كان الفلسطينيون أنفسهم لم يشكوا ولم يسلموا بالهزيمة‏,‏ فلماذا تتطوعون انتم بالشكوي والنواح نيابة عنهم‏,‏ ولماذا تسارعون إلي نعي انتفاضتهم في الصحف؟‏!‏

لا الفلسطينيون هزموا ولاشارون انتصر‏.‏ وإذا لم تصدق الشق الأول فإليك هاتين القصتين‏:‏ نشرت الصحف أن أم الطفل محمد الدرة‏,‏ الذي رأينا بأعيننا كيف قتله الإسرائيليون بينما كان سائرا مع أبيه‏,‏ هذه السيدة التي فجعت في ابنها الأول‏,‏ حامل الآن في وليد ثان‏,‏ وقالت لمن سألوها أنها تهدي هذا الوليد إلي شارون‏,‏ وتريده أن يلحق بأخيه شهيدا‏.‏ وقبل أيام قرأنا قصة أم نضال‏,‏ والدة الشاب محمد فرحات الذي اخترق الحواجز الأمنية الإسرائيلية‏,‏ ونجح في تنفيذ عملية استشهادية في مستوطنة بجنوب غرب غزة‏,‏ قتل فيها‏5‏ مستوطنين وجرح اكثر من عشرين‏.‏ حسب البيان الرسمي الإسرائيلي‏.‏ هذه الأم لها ابن مطارد وثان معتقل‏,‏ بعد أن فشلت عملية فدائية كان ينوي القيام بها‏,‏ ابنها الثالث محمد سار علي درب اخوته‏,‏ وأطلع أمه علي الخطة التي يعتزم تنفيذها‏,‏ فلم تلطم خديها وتصرح طالبة منه أن يكف عن التهور والاندفاع‏,‏ لكنها قبلت باختياره وكتمت مشاعرها‏.‏ وقبل العملية التي كلف بها التقطت معه الصور التي سجلها الفيديو‏.‏ وفي اليوم المعلوم أوصلته إلي الباب وهي تدعو له بالتوفيق وبأن يرزقه الله الشهادة‏,‏ ثم جلست في البيت إلي جوار المذياع‏,‏ تنتظر سماع نجاح العملية واستشهاده‏(‏ الشرق الأوسط‏6/5).‏

بالله عليكم‏,‏ اذا كانت تلك الروح مازالت باقية بين الأمهات الفلسطينيات‏,‏ هل يمكن أن يقال أن الفلسطينيين هزموا؟
ليست هذه نماذج استثنائية‏,‏ ولا أستطيع أن ادعي أن كل أم فلسطينية تفكر علي ذلك النحو‏,‏ ولكن أم محمد وأم نضال تعبير عن روح سائدة في المجتمع الفلسطيني لاسبيل إلي إنكارها‏,‏ وهي تكذب وتنسف من الأساس مزاعم الهزيمة والانكسار التي يلح البعض علي إشاعتها بين الناس‏,‏ لأهداف تفتقر إلي البراءة‏.‏

لست في مقام تقييم حصاد الانتفاضة‏,‏ فلذلك حديث اخر‏,‏ لكني الفت النظر إلي عنصر واحد في المشهد‏,‏ أحسبه لم يعد محل خلاف‏,‏ فلسطينيا أو عربيا‏,‏ وهو أن الانتفاضة الراهنة أعادت الاعتبار إلي خيار المقاومة المسلحة للاحتلال‏,‏ ودفعت كل الفصائل الفلسطينية إلي استعادة برنامجها العسكري‏,‏ الذي كان البعض قد تخلي عنه‏.‏ ليس ذلك فحسب‏,‏ وإنما أصبحت العمليات الاستشهادية في مقدمة أساليب النضال الوطني الفلسطيني‏,‏ ولم تعد مقصورة علي المقاومة الإسلامية دون غيرها‏.‏
حدث ذلك بعدما أدرك الجميع أن ذلك هو السلاح الوحيد الذي يمكن أن يردع الإسرائيليين ويوصل إليهم رسالة الإيلام والوجع‏.‏
أتحدث هنا عن الشعب الفلسطيني الذي اختبر في جنين وبدا شامخا وصلبا وعملاقا‏,‏ وليس عن السلطة التي كانت في رام الله‏,‏ وتم اجتياح المدينة والاستيلاء عليها دون مقاومة تذكر‏.‏ ذلك أن الشعب هو الذي يهمنا بالدرجة الأولي‏,‏ وصواب موقفه وقوة إرادته‏,‏ واستعداده اللا محدود للبذل والتضحية دفاعا عن الكرامة والحلم‏,‏ هو مانستحضره ونلفت النظر إليه في اللحظة الراهنة‏,‏

‏(2)‏
أحد اشهر العناوين المغشوشة التي تسوق هذه الأيام في الدعوة إلي إصلاح السلطة الفلسطينية وهي الدعوة التي خرجت هذه المرة من تل أبيب وواشنطون‏,‏ ثم أصبحت مطلبا عاما‏,‏ يجري الاستجابة له فلسطينيا‏.‏
وقد كنت أحد الذين توجسوا منذ رددت هذه الدعوة ألسنة المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين‏,‏ وتذكرت علي الفور مقولة الشيخ البشير الإبراهيمي أحد رواد النهضة في الجزائر‏,‏ الذي كان يكن كراهية عميقة للاحتلال الفرنسي‏.‏ إذ نقل عنه ذات مرة قوله‏:‏ والله لو قالوا لا اله إلا الله لنبذناهم أيضا‏(‏ يقصد الفرنسيين بطبيعة الحال‏).‏ وكما انه لم يظن بهم أو يتوقع منهم خيرا‏,‏ كذلك الحال مع الإسرائيليين والأمريكيين‏,‏ الذين لا يتصور احد انهم حرصوا ذات يوم علي إصلاح السلطة الفلسطينية‏.‏ وقد فضحهم قبل أيام‏(‏ في‏6/2)‏ آلان جريش رئيس تحرير لوموند دبيلوماتيك‏(‏ الفرنسية‏)‏ حين كتب قائلا إن التقصير الصارخ في مجال حقوق الإنسان‏,‏ هو نتيجة السياسة التي اعتمدها المجتمع الدولي وإسرائيل‏,‏ اللذان طلبا من عرفات محاربة الإرهاب في مقابل إطلاق يده في كافة المجالات الأخري‏.‏ فقبل توقيع اتفاقات أوسلو‏(‏ في‏93/9/13)‏ قال إسحاق رابين انه يفضل أن يتولي الفلسطينيون الحفاظ علي أمنهم في غزة وان يحكموها بـ‏:‏وسائلهم الخاصة بعيدا عن القانون وكافله‏.‏ وفي عامي‏94‏ و‏95‏ كانت الولايات المتحدة هي من دعا إلي محاكم استثنائية فلسطينية لمحاكمة الإرهابيين‏.‏

أضاف آلان جريش قائلا‏:‏ طيلة سنوات أوسلو لم تكترث الولايات المتحدة أو اسرائيل بسجل حقوق الإنسان في الضفة والقطاع‏,‏ كما لم تهتما بحسن الإدارة‏,‏ بينما كان التهريب والفساد يغذيان القنوات الإسرائيلية والفلسطينية علي حد سواء‏,‏ ثم تساءل‏:‏ لم إذن هذا الاندفاع المفاجيء تجاه الإصلاح الفلسطيني؟
من المفارقات في هذا الصدد أن بعض عناصر النخبة الفلسطينية رفعت شعار الإصلاح في عام‏99,‏ وأصدرت في‏9/27‏ من العام ذاته ماعرف ببيان العشرين‏,‏ الذي وقعه عدد من القيادات في الضفة وغزة كان بينهم تسعة من أعضاء المجلس التشريعي‏,(‏ أيده فيما بعد‏200‏ من الشخصيات السياسية والنقابية والأكاديمية الفلسطينية‏).‏ كان عنوان بيان العشرين هوالوطن ينادينا‏.‏ أما مضمونه فكان داعيا إلي إصلاح حقيقي يعالج الفساد والإذلال والاستغلال ويجنب الشعب الفلسطيني الاستسلام للمؤامرة التي تكشفت أبعادها في ثنايا عملية السلام‏.‏

آنذاك قوبل البيان بحملة قمع شديدة‏,‏ فتم اعتقال ثلاثة من الموقعين عليه‏,‏ وحددت إقامة ثالث‏(‏بسام الشكعة رئيس بلدية نابلس السابق‏)‏ وجرت محاولة اغتيال رابع هو معاوية المصري عضو المجلس التشريعي‏,‏ كما تعرض الموقعون علي البيان لحملة تشويه وتصفية سياسية‏,‏ حيث وصفهم احمد عبدالرحمن الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني بأنهم فئة ضلت الطريق الوطني إلي حد الانحراف‏,‏ وأثيرت من حول الموقعين زوبعة في داخل المجلس التشريعي‏,‏ الذي طالب البعض فيه برفع الحصانة عن الأعضاء التسعة الذين كانوا بين الموقعين‏,‏ تمهيدا لتقديمهم إلي محكمة أمن الدولة‏.‏
آنذاك ولدت الدعوة إلي الإصلاح‏,‏ لكن العنوان أطل مرة أخري بعد ثلاث سنوات‏,‏ مبطنا شيئا اخر‏.‏

‏(3)‏
في البدء جري الحديث عن الدستور والانتخابات واستقلال السلطة القضائية وإعادة هيكلة السلطة‏,‏ للإيحاء بأن موضوع الإصلاح مأخوذ علي محمل الجد‏.‏ فصدر قانون استقلال السلطة القضائية وكثر الكلام عن الخطوات الأخري التي تلبي الرغبة في الإصلاح المنشود‏.‏ ثم انكشف الغطاء فجأة وتبين أن جوهر الموضوع هو تعدد الأجهزة الأمنية‏,‏ وكيفية ضبط حركتها والسيطرة عليها‏,‏ لكي تقوم بمهمة أساسية هي‏:‏ إحكام الحصار حول المقاومة‏,‏
صحيح أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعددت وتضخمت‏,‏ حتي لم يعد يعرف عددها علي سبيل الحصر‏.‏ فمن قائل أنها عشرة‏,‏ وقائل أنها‏14,‏ وذهب الأمريكيون إلي القول بأنها ليست عشرة أو‏14‏ وإنما‏34‏ جهازا‏,‏ لكن هذه علي سوئها تظل في النهاية مشكلة فلسطينية وليست إسرائيلية أو أمريكية‏.‏ وما يهم الأخيرين ليس عدد الأجهزة وإنما وظيفتها التي يراد لها أن تكمل الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية‏.‏ بسبب من ذلك فان أهم المشاورات التي جرت تحت اسم الإصلاح كانت تلك التي شارك فيها مسئولو أجهزة المخابرات في الدول المعنية‏,‏ وعلي رأسها الولايات المتحدة‏,‏ وذلك وحده كاف في الكشف عن حقيقة ومدي المصلحة الإسرائيلية في العملية‏.‏

في هذا الموضوع هناك الكثير من التفاصيل‏,‏ وهناك لغط أكثر‏,‏ لكن الجوهر ظل واحدا‏,‏ ورغم أن مايريده الأمريكيون والإسرائيليون ليس بالضرورة هو مايمكن أن يقبل به الرئيس عرفات‏,‏ الذي رفض اكثر من مرة فكرة أن يقوم بدور انطوان لحد قائد ماسمي بجيش لبنان الجنوبي في حماية اسرائيل من هجمات حزب الله‏,‏ إلا أن المدي الذي يمكن أن يقبل به غير معروف حتي الآن‏.‏ مع ذلك فالقدر المتيقن أن المخابرات المركزية الأمريكية هي صاحبة اليد الطولي في هذا الملف بالذات‏.‏ ثم إن هناك شكوكا وقلقا مشروعا في أوساط النخبة الفلسطينية مما يمكن أن يسفر عنه الإصلاح في هذا الصدد‏,‏ خصوصا بعد التنازلات بعيدة المدي وغير المعهودة التي قبل بها الرئيس الفلسطيني في صفقة فك حصاره في رام الله‏(‏ محاكمة المتهمين بقتل رحبعام زئيفي والقبض علي زعيم الجبهة الشعبية احمد سعدات وتسليمه لسجانين بريطانيين وأمريكيين‏,‏ ثم إقرار مبدأ إبعاد‏13‏ فلسطينيا خارج وطنهم‏,‏ وإدانة المقاومة رغم استمرار الاجتياح الاسرائيلي‏,‏ والقبول بالتراجع عن تشكيل لجنة تقصي حقائق ماجري في جنين‏).‏
قال لي بعض من اعرف من الفلسطينيين في غزة أن تمرير مثل هذه الأمور‏,‏ التي يحدث بعضها لأول مرة‏,‏ يثير العديد من التساؤلات حول مدي قدرة القيادة الفلسطينية علي الصمود في مواجهة الضغوط وعملية الابتزاز التي يتعرض لها‏,‏ وهو مالايبعث علي التفاؤل بصدد الدور الذي ستقوم به الأجهزة الأمنية الفلسطينية بشكل عام في المستقبل‏,‏ اذا ما سارت الأمور علي النحو المخطط له‏.‏

لقد شاء ربك أن يفتضح أمر الإصلاحات اكثر واكثر‏,‏ بعدما صدر قانون استقلال السلطة القضائية‏,‏ حين قررت المحكمة الفلسطينية الإفراج فورا عن أحمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية لاحتجازه بدون وجه حق‏,‏ ولكن السلطة لم تستجب للقرار الذي أصدره القضاء الذي استقللتوه‏,‏ واستندت في ذلك إلي ذرائع أمنية‏.‏
في هذا النموذج انضم مصطلح الإصلاح إلي قائمة العناوين المغشوشة التي جري صكها لأجل التدليس والغش‏,‏ والتي من اشهرها مصطلح الاستعمار المشتق من العمران‏,‏ والمسكون بمعني النماء‏,‏ حيث يبدو جليا أن المراد الحقيقي بالإصلاح في هذه الحالة هو الإلحاق والاستتباع‏.‏

‏(4)‏
تفوح الرائحة ذاتها من مصطلح الدولة الفلسطينية التي يتواتر الحديث عنها هذه الأيام‏.‏ ذلك أن الدولة لم تكن مشكلة في التفكير الإسرائيلي خصوصا بعد توقيع اتفاقيات أوسلو‏,‏ رغم أن مؤتمر حزب الليكود اعترض علي قيامها مؤخرا‏,‏ في المزايدة القائمة علي الزعامة بين شاورن ونيتانياهو‏.‏فشارون نفسه موافق عليها بشروطه بطبيعة الحال‏,‏ التي أهمها أن تقام علي‏42%‏ فقط مما تبقي من الضفة وغزة‏,‏ وان تكون منزوعة السلاح ومحكومة في مداخلها ومخارجها‏,‏ وبرها وبحرها وجوها‏,‏ بالسيطرة الإسرائيلية‏,‏ وان تظل المستوطنات المقامة
كما هي بغير انتقاص او حراك‏.‏ إن شئت فقل أن الدولة التي يتحمس لها شارون هي بالدقة المنطقة أ و ب التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية حاليا كليا أو نسبيا‏.‏ وغاية ما يمكن أن يحدث هو أن تتغير اللافتة‏,‏ بحيث توضع الدولة مكان السلطة‏.‏
هي خدعة من العيار الثقيل‏,‏ تسوق ماقد يرضي مشاعر البعض ويشبع تعلقهم بالمظاهر والأشكال‏,‏ في حين يفرغ الدولة من أي مضمون‏,‏ وينسي الناس أن الصراع لم يكن حول العلم والمطار والعملة والسلام الوطني وغير ذلك‏,‏ وإنما كان وسيظل حول الأرض‏,‏ ولاشيء غير الأرض‏.‏

‏(5)‏
ثالثة الأثافي هي حكاية المؤتمر الدولي للسلام‏,‏ الذي اقترحه شارون لكي يغسل يديه من دم الذين قتلهم في جنين‏,‏ ووضع شروطا لأهدافه وللمشاركين فيه‏,‏ فأجاز أطرافا وحجب آخرين‏,‏ معتقدا أن التدمير الذي أحدثه في الضفة يمهد له الطريق لكي يملي علي الآخرين مايريد بحيث يفرض التسوية السياسية المرحلية التي يتطلع إليها‏,‏وعلي رأسها إقامة الدولة الهشة ومقطعة الأوصال علي‏42%‏ من أراضي الضفة‏.‏
حسب كلام شارون في خطابه الذي وجهه إلي اجتماع منظمة ايباك فهو يريد أن يتبني مؤتمر السلام فكرة إقامة هدنة طويلة الأجل بين اسرائيل والفلسطينيين‏,‏ تمهد لعقد اتفاق سلام نهائي ترسم فيه الحدود‏,‏ وتحل بقية المشاكل العالقة‏.‏ وحين يحل أوان ذلك الاتفاق يكون قد تم ابتلاع ماتبقي من فلسطين‏,‏ ويكون الفلسطينيون قد حوصروا في معازل قريبة من تلك التي انتهي إليها مصير الهنود الحمر‏!‏
انهم يريدون إجهاض هدف إنهاء الاحتلال‏,‏ لكي يستبدل بإنهاء المقاومة‏,‏ ثم الإجهاز علي الحلم الفلسطيني بالكامل ـــ كل ذلك تحت بصرنا وسمعنا‏!‏
أضافة تعليق