احمدبابانا العلوي
ان كلمة السياسة مشتقة من التمدن السياسي بوليس POLIS و كذلك polietiea اي المجتمع المتمدن المتحضر ( الدولة) وايضا poliTica والجمع بوليتكوس وتعني الاشياء المدنية والسياسية
اما كلمة POLiTiKE فتعني الفن السيا سي
فالعقل اليونا ني لم يكن يتصور الدولة بدون المدينة وقد اخذ بنفس الاستعمال اللاتين بحيث نجد respUblica بمعنى الشئ العام تقابل politica Ta الاشياء المدنية ومنها الاشتقاق repubicain مدني
ان كلمة politica اخذ ت تستعمل في اللغة الفرنسية منذ القرن الثالث عشر بمعناها اليوناني في كتاب برينوتو لاتنو ديوان جميع الفنونchoses toutes de livre وجاء فيه بان السياسة هي حكم المدن وبانها انبل العلوم واسماها وتشمل السياسة بصورة عامة جميع الفنون التي تهم الجماعة الانسانية
يعرف قاموس الاكاديمية السياسة بانها تتناول كل ما يتعلق بحكم الدولة وادارة العلاقات الخارجية
و جاء فىالموسوعة الكبرى encyclopdie بان السياسة تعني اصطلاحا فن حكم الدولة ودراسة المبادئ التي تقوم عليها الحكومات وعلاقاتها بالمواطنين والدول وقد لاحظ الاستاذ موريس دوفرجي بان المصطلح عرف تطورا خلال قرن فقد ورد في معجم ليتري الفرنسي سنة 1870 بان السيا سة هي حكم الدول في حين جاء في معجم روبيرعام 1962 بان السيا سة هي فن حكم المجتمعات الانسانية
ان القاسم المشترك بين التعريفين هو كلمة (حكم) وتعني السلطة المنظمة
اما في لسان العرب فقد ورد فيه بان السياسة هي القيام بالامر بما يصلحه (امر الناس) والامر يدل على تدبير شؤن الحكم والدولة
وقد تطور المعنى الاصطلاحي لكلمة سياسة في الاستعمال فدل على السياسة الشرعية والسياسة المدنية والسيا سة الخاصة والسياسة العامة
والسياسة المدنية هي علم بمصالح الجماعة وقد تطرق بعض الكتاب المسلمين الى ما اسموه الحكمة السياسية والحكمة المدنية او سيا سة الملك
وعلم السياسة يبحث في حقيقة العلاقة بين الحاكم والمحكوم ليبلغ بها افضل الدرجات وانجع الطرق وفي هذا الصدد يقول الوزير الكامل في مؤلفه كتاب السياسة
ان السائس الفاضل انما يصلح نفسه اولا ثم يصلح بسياستها خاصته بما يحملها عليه من الاداب الصالحة لرعيته فينشا الصلاح بالتدريج وتسود الاستقامة على التدريج
علم السيا سة من هذا المنظور يدرس خصائص القيادة السيا سية ووظائفها ويسهم في ابراز قادة الراي وصناع التاريخ وكذلك الساسة وصناع القرار او منفذ يه
والفن السياسي هو الذي يتيح بوسائله الوصول الى التراضي الاختياري الذي هو ارقى صور التمدن
ويرى ابن المقفع الاديب الفيلسوف بان ذلك التراضي لا يتحقق في احسن وجوهه واطواره الا اذا كان ثمرة لنور العقل وتبصره الذي ينفذ الى اغوار قوة الدولة ويوجهها وفقا للتدبير الحكيم الذي يلبي متطلبات الافراد والجماعات
ومن ثم فان مهمة العقل في الدولة هي التفكير والتنوير والتنظيم والتقدير والتوفيق والتوسيط
ويرى ابو الحسن الماوردي في اديب الوزير
بان الوزير يجمع بين سطوة مطاع وانقياد مطيع لان الناس بين سائس ومسوس وجامع بينهما وان السياسي الحقيقي هو هذا الجامع
ان عمل السيا سي الاول في المجتمعا ت المتمدنة يتجسد في ايجا د الشروط التي تمكن المجتمع من مواجهة مشكلاته العامة ومن القدرة على خلق بدائل تستوعب كل تناقضاته طبقا لجدلية الظواهر الاجتماعية ومن المؤكد ان الظاهرة الاجتماعية موجودة في صلب كل ثورة ايديولوجية او اقتصادية او اجتماعية الامر الذي يستوجب ان نعي حركيتها وان نقوم بدراسة قوانينها
لان فقه قوانين السياسة المدنية كما يرى العلامة ابن خلدون سيمكننا من فهم حقيقة الواقع السياسي
و بالتالي فا ن علم السياسة بمعناه الواسع والدقيق هو فقه الواقع السياسي
اما الغاية من قوانين السياسة المدنية فهي تربية المجتمع وتثقيفه على الشان العام او العيش المشترك
اضف الى هذا ان السياسة علم وفن وفلسفة وحكمة اما المنهج فهو تنظيم للافكار من قبل الفلاسفة واما الحكمة السياسية فهي التامل في عالم الجمال والاخلاق والمثل التي على ضوئها تقوم الاقوال و الاعمال
ومن التوهم الاعتقاد بان عالم النظريات هو غير عالم الواقع والحقيقة ان اهم النظريات السياسية استمدها اصحابها من عالم الواقع او اثروا بها في تغيير الواقع
فالعلاقة ضرورية بين النظرية والواقع اوبين الفكرة والمنهج بحيث تتفاعل المذاهب السياسية والثقافية والدينية والحضارية وهذ ا ما يؤكد بان المفهوم المدلولي للسياسة المدنية يرتكز على بعدها الحضاري والقيمي والثقافي
فالتمدن انما هو تجليا ت للمنظومة الفكرية والثقافية والحضارية والروحية للمجتمع بقصد خلق وعي يؤسس لقوة فاعلة في التاريخ
رؤية فلسفية حضارية ( نظرية او عملية) تتمثل في نشاط عقلي- معرفي ينحوالى اكتساب الحكمة المتمثلة في الكمال العقلي والخلقي المفضي الى الانسجام التام مع العالم ومع حقائق العصر وتحولاته
فالحكمة كما يقول الراغب الاصفهاني هي اصابة الحق بالعلم والعقل ومعرفة الاشياء وايجا دهاعلى غاية الاحكام
ان السياسة في صميمها هي علم وفن وادارة موارد( جغرافية وتاريخية وثقافية واقتصادية) بما يحقق حقوقا متساوية تحفظ لكل انسان كرامته وحريته وحقه في الحياة وايضا بالمشاركة كعضو كامل العضوية في الجماعة الوطنية وكذلك في الجماعة الانسانية
لقد حدد العلامة ابن خلدون في مقدمة تاريخه العوامل الحاكمة في التطور الانساني مهما تغيرت العصور ومهما بلغ بعد وعمق تقلباتها وهي المكان والزمان والبشر
المكان الجغرافي اي الارض والموقع والمناخ والموارد
الزمان التاريخ اي تواريخ الشعوب والحضارات والصراعات والافكار والعلوم
ان كل قوة اجتماعية لابد لها من التعبير السياسي عن نفسها ولا بد لها من استراتيجية شاملة تناسب حجم مصالحها سواء في الاقليم او العالم
ومن ثم لكي نفهم حقيقة الاستمرار والتغيير علينا ان نربط الحركة الاجتماعية والتغيير السياسي بالعوامل المتحكمة في الظاهرات الاجتماعية اي الجغرافية والتاريخ
ان المنهج العلمي يسعى الى التقريب بين الفكر السياسي والحياة السياسية من اجل تحسين اسا ليب الحكم
وذلك رهين بفهم حقيقة السيا سة وفقه قوانينها فهما صحيحا ومستقيما
ان كلمة السياسة مشتقة من التمدن السياسي بوليس POLIS و كذلك polietiea اي المجتمع المتمدن المتحضر ( الدولة) وايضا poliTica والجمع بوليتكوس وتعني الاشياء المدنية والسياسية
اما كلمة POLiTiKE فتعني الفن السيا سي
فالعقل اليونا ني لم يكن يتصور الدولة بدون المدينة وقد اخذ بنفس الاستعمال اللاتين بحيث نجد respUblica بمعنى الشئ العام تقابل politica Ta الاشياء المدنية ومنها الاشتقاق repubicain مدني
ان كلمة politica اخذ ت تستعمل في اللغة الفرنسية منذ القرن الثالث عشر بمعناها اليوناني في كتاب برينوتو لاتنو ديوان جميع الفنونchoses toutes de livre وجاء فيه بان السياسة هي حكم المدن وبانها انبل العلوم واسماها وتشمل السياسة بصورة عامة جميع الفنون التي تهم الجماعة الانسانية
يعرف قاموس الاكاديمية السياسة بانها تتناول كل ما يتعلق بحكم الدولة وادارة العلاقات الخارجية
و جاء فىالموسوعة الكبرى encyclopdie بان السياسة تعني اصطلاحا فن حكم الدولة ودراسة المبادئ التي تقوم عليها الحكومات وعلاقاتها بالمواطنين والدول وقد لاحظ الاستاذ موريس دوفرجي بان المصطلح عرف تطورا خلال قرن فقد ورد في معجم ليتري الفرنسي سنة 1870 بان السيا سة هي حكم الدول في حين جاء في معجم روبيرعام 1962 بان السيا سة هي فن حكم المجتمعات الانسانية
ان القاسم المشترك بين التعريفين هو كلمة (حكم) وتعني السلطة المنظمة
اما في لسان العرب فقد ورد فيه بان السياسة هي القيام بالامر بما يصلحه (امر الناس) والامر يدل على تدبير شؤن الحكم والدولة
وقد تطور المعنى الاصطلاحي لكلمة سياسة في الاستعمال فدل على السياسة الشرعية والسياسة المدنية والسيا سة الخاصة والسياسة العامة
والسياسة المدنية هي علم بمصالح الجماعة وقد تطرق بعض الكتاب المسلمين الى ما اسموه الحكمة السياسية والحكمة المدنية او سيا سة الملك
وعلم السياسة يبحث في حقيقة العلاقة بين الحاكم والمحكوم ليبلغ بها افضل الدرجات وانجع الطرق وفي هذا الصدد يقول الوزير الكامل في مؤلفه كتاب السياسة
ان السائس الفاضل انما يصلح نفسه اولا ثم يصلح بسياستها خاصته بما يحملها عليه من الاداب الصالحة لرعيته فينشا الصلاح بالتدريج وتسود الاستقامة على التدريج
علم السيا سة من هذا المنظور يدرس خصائص القيادة السيا سية ووظائفها ويسهم في ابراز قادة الراي وصناع التاريخ وكذلك الساسة وصناع القرار او منفذ يه
والفن السياسي هو الذي يتيح بوسائله الوصول الى التراضي الاختياري الذي هو ارقى صور التمدن
ويرى ابن المقفع الاديب الفيلسوف بان ذلك التراضي لا يتحقق في احسن وجوهه واطواره الا اذا كان ثمرة لنور العقل وتبصره الذي ينفذ الى اغوار قوة الدولة ويوجهها وفقا للتدبير الحكيم الذي يلبي متطلبات الافراد والجماعات
ومن ثم فان مهمة العقل في الدولة هي التفكير والتنوير والتنظيم والتقدير والتوفيق والتوسيط
ويرى ابو الحسن الماوردي في اديب الوزير
بان الوزير يجمع بين سطوة مطاع وانقياد مطيع لان الناس بين سائس ومسوس وجامع بينهما وان السياسي الحقيقي هو هذا الجامع
ان عمل السيا سي الاول في المجتمعا ت المتمدنة يتجسد في ايجا د الشروط التي تمكن المجتمع من مواجهة مشكلاته العامة ومن القدرة على خلق بدائل تستوعب كل تناقضاته طبقا لجدلية الظواهر الاجتماعية ومن المؤكد ان الظاهرة الاجتماعية موجودة في صلب كل ثورة ايديولوجية او اقتصادية او اجتماعية الامر الذي يستوجب ان نعي حركيتها وان نقوم بدراسة قوانينها
لان فقه قوانين السياسة المدنية كما يرى العلامة ابن خلدون سيمكننا من فهم حقيقة الواقع السياسي
و بالتالي فا ن علم السياسة بمعناه الواسع والدقيق هو فقه الواقع السياسي
اما الغاية من قوانين السياسة المدنية فهي تربية المجتمع وتثقيفه على الشان العام او العيش المشترك
اضف الى هذا ان السياسة علم وفن وفلسفة وحكمة اما المنهج فهو تنظيم للافكار من قبل الفلاسفة واما الحكمة السياسية فهي التامل في عالم الجمال والاخلاق والمثل التي على ضوئها تقوم الاقوال و الاعمال
ومن التوهم الاعتقاد بان عالم النظريات هو غير عالم الواقع والحقيقة ان اهم النظريات السياسية استمدها اصحابها من عالم الواقع او اثروا بها في تغيير الواقع
فالعلاقة ضرورية بين النظرية والواقع اوبين الفكرة والمنهج بحيث تتفاعل المذاهب السياسية والثقافية والدينية والحضارية وهذ ا ما يؤكد بان المفهوم المدلولي للسياسة المدنية يرتكز على بعدها الحضاري والقيمي والثقافي
فالتمدن انما هو تجليا ت للمنظومة الفكرية والثقافية والحضارية والروحية للمجتمع بقصد خلق وعي يؤسس لقوة فاعلة في التاريخ
رؤية فلسفية حضارية ( نظرية او عملية) تتمثل في نشاط عقلي- معرفي ينحوالى اكتساب الحكمة المتمثلة في الكمال العقلي والخلقي المفضي الى الانسجام التام مع العالم ومع حقائق العصر وتحولاته
فالحكمة كما يقول الراغب الاصفهاني هي اصابة الحق بالعلم والعقل ومعرفة الاشياء وايجا دهاعلى غاية الاحكام
ان السياسة في صميمها هي علم وفن وادارة موارد( جغرافية وتاريخية وثقافية واقتصادية) بما يحقق حقوقا متساوية تحفظ لكل انسان كرامته وحريته وحقه في الحياة وايضا بالمشاركة كعضو كامل العضوية في الجماعة الوطنية وكذلك في الجماعة الانسانية
لقد حدد العلامة ابن خلدون في مقدمة تاريخه العوامل الحاكمة في التطور الانساني مهما تغيرت العصور ومهما بلغ بعد وعمق تقلباتها وهي المكان والزمان والبشر
المكان الجغرافي اي الارض والموقع والمناخ والموارد
الزمان التاريخ اي تواريخ الشعوب والحضارات والصراعات والافكار والعلوم
ان كل قوة اجتماعية لابد لها من التعبير السياسي عن نفسها ولا بد لها من استراتيجية شاملة تناسب حجم مصالحها سواء في الاقليم او العالم
ومن ثم لكي نفهم حقيقة الاستمرار والتغيير علينا ان نربط الحركة الاجتماعية والتغيير السياسي بالعوامل المتحكمة في الظاهرات الاجتماعية اي الجغرافية والتاريخ
ان المنهج العلمي يسعى الى التقريب بين الفكر السياسي والحياة السياسية من اجل تحسين اسا ليب الحكم
وذلك رهين بفهم حقيقة السيا سة وفقه قوانينها فهما صحيحا ومستقيما