د. محمد بن موسى الشريف
قضى المجاهد «أسامة بن لادن» نحبه، وأفضى إلى ربه، ونحسبه شهيداً - إن شاء الله تعالى - وقد دأب المؤرخون على كتابة تراجم مفصلة للشخصيات التي كان لها أثر كبير في مجريات التاريخ، وعمل ضخم في وقائعه وأحداثه، ولست ها هنا أكتب ترجمة لـ«بن لادن» أو شرحاً وافياً لحياته، لكني إنما أريد تقويم صنيعه للأهمية البالغة مداها لهذا التقويم خاصة في هذا الوقت، وقد كان «بن لادن» شخصية من النوع الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، فلابد من تقويم مسيرة حياته والنظر فيها بعين الإنصاف بدون إفراط ولا تفريط، وهذا أمر صعب شاق لكني سأحاول أن أصيب شيئاً منه والله الموفق. < ماله من مزايا: قد كان لـ«أسامة» - يرحمه الله تعالى - مزايا عديدة، أحسبه كذلك والله حسيبه، منها: أولاً: هو شخص ضحى في سبيل الله بأشياء كثيرة؛ ضحى بماله الوفير، وهو أحد الأثرياء الكبار. وضحى بسمعته؛ حيث إنه اتهم باتهامات عديدة. وضحى بوقته؛ فقد بذل من حياته زيادة على ربع قرن متنقلاً بين عدة بلاد، وضحى بأمنه واطمئنانه؛ فقد عاش مدة طويلة مهدداً بالقتل، محاصراً من كل جانب، ثم ختم هذه التضحيات بالتضحية بحياته، حيث خُتم له بالشهادة إن شاء الله، وهذا أمر طالما تمناه، يرحمه الله تعالى. والناظر للحركة الإسلامية اليوم ولدعاة الإسلام لا يكاد يجد مثيلاً لهذه التضحية إلا في أشخاص قلائل معدودين، وهذا هو - على التحقيق - سر تأخر الحركة الإسلامية عن بلوغ كثير من أهدافها؛ إذ لا يوصِل إلى المعالي إلا التضحيات الجسام والبذل العظيم. ثانياً: إذكاء شعلة الجهاد في النفوس: كان لـ«بن لادن» أثر كبير في إذكاء شعلة الجهاد في نفوس كثير من المسلمين، خاصة الشباب، فقد كان من المشاركين الأوائل العرب في الجهاد الأفغاني، وكان له عمل كبير في دفع آلاف بل عشرات الآلاف من العرب إلى ساحات الجهاد في أفغانستان، وسهّل ذلك بماله وجاهه وعلاقاته، وقد كان لصلته المبكرة بالمجاهد الكبير «عبدالله عزام» - يرحمه الله تعالى - أثره في دفع عجلة الجهاد في الأمة قدماً إلى الأمام، ثم لما استشهد الشيخ «عبدالله عزام» تولى «بن لادن» قيادة التوجيه للجهاد مدة طويلة حتى قبضه الله تعالى إليه، وكان لتسجيلاته الصوتية والمرئية أثر كبير في نفوس الشباب من أتباعه وغيرهم. ثالثاً: استخفافه بالقوة الصليبية الصهيونية: كان «بن لادن» - يرحمه الله تعالى - يشيع الطمأنينة في نفوس أتباعه، وكثير من الناس خاصة الشباب، بما يبديه من استخفاف كبير بالقوة الصليبية والصهيونية، والتحدي المستمر لها والتهديد الدائم لها، ومحاولة إثارة الشعوب الغربية على حكوماتها، وهذا الاستخفاف الدائم كان مثيراً لأعدائه، غائظاً لهم، وفي الوقت نفسه كان ذلك الاستخفاف من أكبر عوامل الاطمئنان لأتباعه وغيرهم، وهذا مهم جداً في إزالة الخوف من قلوب بعض المسلمين من أعدائهم، وفي الوقت نفسه هو مهم في الحرب النفسية التي كان يخوضها «بن لادن» ضد القوى الصليبية واليهودية، وقد كان يذكرنا باستخفاف ربعي بن عامر بـ«رستم» الفارسي ومجلسه، واستخفاف الصحابة - رضي الله عنهم - بمظاهر الأبهة والفخامة التي كان عليها أعداؤهم. رابعاً: الهدوء الكبير الذي يميز شخصيته: كان الهدوء الكبير الذي كانت عليه شخصية «بن لادن» عاملاً مساعداً لإقناع كثير من الناس بما كان يفعله ويقوله، فلم يكن متهيجاً ولا صاخباً ولا صائحاً ولا عصبي الطبع ولا حاد المزاج، بل كان يوصل ما يريد فعله أو قوله بهدوء شديد مميز، وهذا عامل مساعد في إنجاح ما يريد صنعه أو قوله. خامساًً: الظهور المتواصل في وسائل الإعلام: قد كان لـ«بن لادن» - يرحمه الله تعالى - ظهور متواصل في وسائل الإعلام، لا يكاد ينقطع عن أتباعه وسائر الناس إلا ويظهر من جديد، وهذا مهم جداً في إنجاح مقاصد أي داعية لأي شيء يريده، نعم إن الغرب ضخّمه جداً وصوره بصورة تفوق حقيقته - في رأيي - لغرض يريده، ولكن يبقى حضوره الإعلامي علامة فارقة ميّزته عن سائر أمثاله ممن نهجوا نهجه، ويقاربه في هذا تابعه الطبيب «أيمن الظواهري»، لكن لم تكن له شعبية «بن لادن» ولا أثره في الشباب كأثره. < ما عليه من ملاحظات: «بن لادن» بشر يصيب ويخطئ، وقد كان له جملة من الصواب والعمل الصالح، وعليه عدد من الملاحظات، فمن ذلك: أولاً: تغيّر منهجه الدعوي الوسطي: قد كان «بن لادن» معروفاً بمنهج دعوي وسطي لا غبار عليه في الجملة، لكنه لما تنقلت به الأحوال بعد ذلك، واحتك بأشخاص جهاديين من مصر خاصة - وعلى رأسهم الطبيب «أيمن الظواهري» - لوحظ على منهجه تغير وابتعاد عن الوسطية التي كان عليها، والاعتدال الذي عُرف به، ولذلك شواهد عديدة من خطابه وخطاب المحيطين به المحسوبين عليه. ثانياً: مناصبته العداء لقادة جهاديين: وهذه مشكلة عويصة، وآفة كبيرة ولا أريد الخوض في تفصيلاتها، لكني أقول: إنه ناصبَ قادة تاريخيين للجهاد في أفغانستان العداء لأمور ارتآها، ولو أحسن التفاهم معهم، وجَوّد العلاقة بهم فلربما تغير التاريخ في تلك المنطقة، بل في غيرها من المناطق المحيطة بها، لكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، والله أعلم. ثالثاً: تورطه في تفجيرات في بلاد عربية وإسلامية: قد أعلن «بن لادن» بنفسه مراراً مسؤوليته عن أعمال تفجير وقعت في بلاد عربية وإسلامية وأوقعت ضحايا مسلمين، وهذا أمر تساهل فيه - عفا الله عنه وغفر له - وتمادى به حتى أعلنه مراراً ورآه جزءاً من صنيعه في عقاب الأنظمة التي عاداها، وهذا أمر لا يحل شرعاً، ولا برهان على فائدته في التغيير الذي أراده، بل على العكس كان لصنيعه أثر كبير في تحريض الصليبية العالمية والصهاينة ضده وضد منظمته «القاعدة» مما عجل بمواجهته وإنهائه. رابعاً: الانطباع السيئ في أذهان كثير من الكافرين: الإسلام دين الدعوة والهداية والإرشاد والتوجيه، ويطمع الدعاة في الوصول إلى عقول وقلوب الناس أجمعين، وذلك إنما يكون تحت مظلة قوله تعالى: {دًعٍ إلّى سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ $ّالًمّوًعٌظّةٌ پًحّسّنّةٌ $ّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}(النحل:125). ولا جدال أن الجهاد جزءٌ من منهج الإسلام، بل هو ذروة سنام الإسلام، لكنه ليس كل شيء في الإسلام، وقد ظهر «بن لادن» وانتشر أمره، وعظمت شهرته من باب الجهاد - بالطريقة التي يراها هو للجهاد وليس كلها موافقة للشريعة كما بيّنت آنفاً - وانطبع في أذهان كثير من كفار الأرض أن الإسلام هو هذا الذي يدعو إليه، ويعمل من أجله الأعمال التي صنعها واشتهرت وانتشرت في الأرض؛ فأدى هذا إلى نفورهم من هذا المنهج، وساعد في ذلك التحريض الصليبي والصهيوني العالمي ضده، وأظن - والله تعالى أعلم - أن «بن لادن» بصنيعه هذا أساء في عرض الإسلام بهذه الطريقة التي كان ضررها أكثر من نفعها. خامساً: تقليله من شأن الحركات الإسلامية: قد كان «بن لادن» - غفر الله له - يقلل من شأن الحركات الإسلامية، ويرى أنهم ارتضوا القعود منهجاً لهم عوضاً عن الجهاد العسكري، وهذا واضح في خطابه ومنهجه، وهذا أضر كثيراً بأتباعه الذين تبعوه في نظرته هذه، بل تخطوه وزادوا عليه فيها، واستمرؤوا الهجوم على الحركات الإسلامية وقادتها، والتقليل من شأنها إلى الغاية، مما كان له أثر سيئ في تفريق الصف الدعوي الإسلامي، والله أعلم. هذا كان شيئاً يسيراً في تقويم مسيرة «بن لادن» - رحمه الله تعالى وغفر له - وهو لا يغني عن دراسات موسعة موثقة، إنما هو جهد المقل، ونظرة العَجِل.
*مجلة المجتمع
قضى المجاهد «أسامة بن لادن» نحبه، وأفضى إلى ربه، ونحسبه شهيداً - إن شاء الله تعالى - وقد دأب المؤرخون على كتابة تراجم مفصلة للشخصيات التي كان لها أثر كبير في مجريات التاريخ، وعمل ضخم في وقائعه وأحداثه، ولست ها هنا أكتب ترجمة لـ«بن لادن» أو شرحاً وافياً لحياته، لكني إنما أريد تقويم صنيعه للأهمية البالغة مداها لهذا التقويم خاصة في هذا الوقت، وقد كان «بن لادن» شخصية من النوع الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، فلابد من تقويم مسيرة حياته والنظر فيها بعين الإنصاف بدون إفراط ولا تفريط، وهذا أمر صعب شاق لكني سأحاول أن أصيب شيئاً منه والله الموفق. < ماله من مزايا: قد كان لـ«أسامة» - يرحمه الله تعالى - مزايا عديدة، أحسبه كذلك والله حسيبه، منها: أولاً: هو شخص ضحى في سبيل الله بأشياء كثيرة؛ ضحى بماله الوفير، وهو أحد الأثرياء الكبار. وضحى بسمعته؛ حيث إنه اتهم باتهامات عديدة. وضحى بوقته؛ فقد بذل من حياته زيادة على ربع قرن متنقلاً بين عدة بلاد، وضحى بأمنه واطمئنانه؛ فقد عاش مدة طويلة مهدداً بالقتل، محاصراً من كل جانب، ثم ختم هذه التضحيات بالتضحية بحياته، حيث خُتم له بالشهادة إن شاء الله، وهذا أمر طالما تمناه، يرحمه الله تعالى. والناظر للحركة الإسلامية اليوم ولدعاة الإسلام لا يكاد يجد مثيلاً لهذه التضحية إلا في أشخاص قلائل معدودين، وهذا هو - على التحقيق - سر تأخر الحركة الإسلامية عن بلوغ كثير من أهدافها؛ إذ لا يوصِل إلى المعالي إلا التضحيات الجسام والبذل العظيم. ثانياً: إذكاء شعلة الجهاد في النفوس: كان لـ«بن لادن» أثر كبير في إذكاء شعلة الجهاد في نفوس كثير من المسلمين، خاصة الشباب، فقد كان من المشاركين الأوائل العرب في الجهاد الأفغاني، وكان له عمل كبير في دفع آلاف بل عشرات الآلاف من العرب إلى ساحات الجهاد في أفغانستان، وسهّل ذلك بماله وجاهه وعلاقاته، وقد كان لصلته المبكرة بالمجاهد الكبير «عبدالله عزام» - يرحمه الله تعالى - أثره في دفع عجلة الجهاد في الأمة قدماً إلى الأمام، ثم لما استشهد الشيخ «عبدالله عزام» تولى «بن لادن» قيادة التوجيه للجهاد مدة طويلة حتى قبضه الله تعالى إليه، وكان لتسجيلاته الصوتية والمرئية أثر كبير في نفوس الشباب من أتباعه وغيرهم. ثالثاً: استخفافه بالقوة الصليبية الصهيونية: كان «بن لادن» - يرحمه الله تعالى - يشيع الطمأنينة في نفوس أتباعه، وكثير من الناس خاصة الشباب، بما يبديه من استخفاف كبير بالقوة الصليبية والصهيونية، والتحدي المستمر لها والتهديد الدائم لها، ومحاولة إثارة الشعوب الغربية على حكوماتها، وهذا الاستخفاف الدائم كان مثيراً لأعدائه، غائظاً لهم، وفي الوقت نفسه كان ذلك الاستخفاف من أكبر عوامل الاطمئنان لأتباعه وغيرهم، وهذا مهم جداً في إزالة الخوف من قلوب بعض المسلمين من أعدائهم، وفي الوقت نفسه هو مهم في الحرب النفسية التي كان يخوضها «بن لادن» ضد القوى الصليبية واليهودية، وقد كان يذكرنا باستخفاف ربعي بن عامر بـ«رستم» الفارسي ومجلسه، واستخفاف الصحابة - رضي الله عنهم - بمظاهر الأبهة والفخامة التي كان عليها أعداؤهم. رابعاً: الهدوء الكبير الذي يميز شخصيته: كان الهدوء الكبير الذي كانت عليه شخصية «بن لادن» عاملاً مساعداً لإقناع كثير من الناس بما كان يفعله ويقوله، فلم يكن متهيجاً ولا صاخباً ولا صائحاً ولا عصبي الطبع ولا حاد المزاج، بل كان يوصل ما يريد فعله أو قوله بهدوء شديد مميز، وهذا عامل مساعد في إنجاح ما يريد صنعه أو قوله. خامساًً: الظهور المتواصل في وسائل الإعلام: قد كان لـ«بن لادن» - يرحمه الله تعالى - ظهور متواصل في وسائل الإعلام، لا يكاد ينقطع عن أتباعه وسائر الناس إلا ويظهر من جديد، وهذا مهم جداً في إنجاح مقاصد أي داعية لأي شيء يريده، نعم إن الغرب ضخّمه جداً وصوره بصورة تفوق حقيقته - في رأيي - لغرض يريده، ولكن يبقى حضوره الإعلامي علامة فارقة ميّزته عن سائر أمثاله ممن نهجوا نهجه، ويقاربه في هذا تابعه الطبيب «أيمن الظواهري»، لكن لم تكن له شعبية «بن لادن» ولا أثره في الشباب كأثره. < ما عليه من ملاحظات: «بن لادن» بشر يصيب ويخطئ، وقد كان له جملة من الصواب والعمل الصالح، وعليه عدد من الملاحظات، فمن ذلك: أولاً: تغيّر منهجه الدعوي الوسطي: قد كان «بن لادن» معروفاً بمنهج دعوي وسطي لا غبار عليه في الجملة، لكنه لما تنقلت به الأحوال بعد ذلك، واحتك بأشخاص جهاديين من مصر خاصة - وعلى رأسهم الطبيب «أيمن الظواهري» - لوحظ على منهجه تغير وابتعاد عن الوسطية التي كان عليها، والاعتدال الذي عُرف به، ولذلك شواهد عديدة من خطابه وخطاب المحيطين به المحسوبين عليه. ثانياً: مناصبته العداء لقادة جهاديين: وهذه مشكلة عويصة، وآفة كبيرة ولا أريد الخوض في تفصيلاتها، لكني أقول: إنه ناصبَ قادة تاريخيين للجهاد في أفغانستان العداء لأمور ارتآها، ولو أحسن التفاهم معهم، وجَوّد العلاقة بهم فلربما تغير التاريخ في تلك المنطقة، بل في غيرها من المناطق المحيطة بها، لكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، والله أعلم. ثالثاً: تورطه في تفجيرات في بلاد عربية وإسلامية: قد أعلن «بن لادن» بنفسه مراراً مسؤوليته عن أعمال تفجير وقعت في بلاد عربية وإسلامية وأوقعت ضحايا مسلمين، وهذا أمر تساهل فيه - عفا الله عنه وغفر له - وتمادى به حتى أعلنه مراراً ورآه جزءاً من صنيعه في عقاب الأنظمة التي عاداها، وهذا أمر لا يحل شرعاً، ولا برهان على فائدته في التغيير الذي أراده، بل على العكس كان لصنيعه أثر كبير في تحريض الصليبية العالمية والصهاينة ضده وضد منظمته «القاعدة» مما عجل بمواجهته وإنهائه. رابعاً: الانطباع السيئ في أذهان كثير من الكافرين: الإسلام دين الدعوة والهداية والإرشاد والتوجيه، ويطمع الدعاة في الوصول إلى عقول وقلوب الناس أجمعين، وذلك إنما يكون تحت مظلة قوله تعالى: {دًعٍ إلّى سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ $ّالًمّوًعٌظّةٌ پًحّسّنّةٌ $ّجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}(النحل:125). ولا جدال أن الجهاد جزءٌ من منهج الإسلام، بل هو ذروة سنام الإسلام، لكنه ليس كل شيء في الإسلام، وقد ظهر «بن لادن» وانتشر أمره، وعظمت شهرته من باب الجهاد - بالطريقة التي يراها هو للجهاد وليس كلها موافقة للشريعة كما بيّنت آنفاً - وانطبع في أذهان كثير من كفار الأرض أن الإسلام هو هذا الذي يدعو إليه، ويعمل من أجله الأعمال التي صنعها واشتهرت وانتشرت في الأرض؛ فأدى هذا إلى نفورهم من هذا المنهج، وساعد في ذلك التحريض الصليبي والصهيوني العالمي ضده، وأظن - والله تعالى أعلم - أن «بن لادن» بصنيعه هذا أساء في عرض الإسلام بهذه الطريقة التي كان ضررها أكثر من نفعها. خامساً: تقليله من شأن الحركات الإسلامية: قد كان «بن لادن» - غفر الله له - يقلل من شأن الحركات الإسلامية، ويرى أنهم ارتضوا القعود منهجاً لهم عوضاً عن الجهاد العسكري، وهذا واضح في خطابه ومنهجه، وهذا أضر كثيراً بأتباعه الذين تبعوه في نظرته هذه، بل تخطوه وزادوا عليه فيها، واستمرؤوا الهجوم على الحركات الإسلامية وقادتها، والتقليل من شأنها إلى الغاية، مما كان له أثر سيئ في تفريق الصف الدعوي الإسلامي، والله أعلم. هذا كان شيئاً يسيراً في تقويم مسيرة «بن لادن» - رحمه الله تعالى وغفر له - وهو لا يغني عن دراسات موسعة موثقة، إنما هو جهد المقل، ونظرة العَجِل.
*مجلة المجتمع