د.عبدالسلام مقبل
السبت 26 مارس - آذار 2011 07:40 م
إلى حبيب لا تبلى مودته رفعكم الله مكاناً علياً، وكان بكم حفياً، وجعل يمننا في أمن ورخاء، ومثالاً في الحضارة الصالحة تنشر نوره الوضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أرسلت تسألني -كما صنع آخرون غيرك- عن حكم المظاهرات والمسيرات والمشاركة فيها هذه الأيام في الواقع اليمني، وقد ظننت أن رأيي واضح من خلال الخطبتين اللتين ألقيتهما مؤخراً: إحداهما في جامع الصالح، وهي بعنوان: لكي لا تغرق السفينة، أو السفينة الواحدة-وسكنتم في مساكن الذين ظلموا، والثانية قبلها بنحو أسبوعين فيما أظن، وعنوانها: وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم-بمناسبة سقوط بن علي، وأظن أن مجموعة من الشباب نشروها في النت..وستجدها إذا بحثت عنها في مواقع البحث، لكن -أيها الحبيب-: أراك تصر على رأي محدد، وقد شغلني سفري إلى قطر..أما وقد عدت فإليك ما سمح الوقت بتسطيره:
أولاً: تسبق العبرات رسم الكلمات، وتخنق الآهات القلوب الحائرات، وهي ترى واقع اليمن في غاية من التخلف، والبؤس، وانتشار المظالم الإدارية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، لتقدم صورة شائهة تنفر عن الإسلام أكثر مما تجذب إليه، ويتذكر المرء قول إقبال:
رباه ما تعديت القناعة والرضا لكنما هي قصة الأشجان
أشكو وفي فمي التراب وإنما أشكو مصاب الدين للديان
يشكو لك اللهم قلب لم يعش إلا لحمد علاك في الأكوان
أو كما قيل:
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ولكن تفيض الكأس عند امتلائها!
وحقاً! إن الجرائم التي يرتكبها بعض المتهورين من شباب الأمة الإسلامية قد شوهت جمال مفهوم الجهاد في سبيل الله، كما شوهت الإسلام والأمة الإسلامية-هذا مع التسليم أنهم هم من فعلها، وأن المخابرات المحلية والإقليمية والدولية بريئة منها- لكن ألا يطرح السؤال نفسه: ما هو حجم التشويه للإسلام الذي تسببه هذه الأفعال الفردية الشاذة مقارنة بالتشويه للإسلام الذي تسببه حالة التخلف العارم والظلم المدلهم الجاثم، والفساد الإداري المتنامي، والعنصرية البغيضة التي تجثم على اليمن -نموذجاً- بكلكلها، وليلها الطويل:
مُلّ المقام فكم أعــاشر أمة أمَرتْ بغير صلاحها أمراؤها
ظلموا الرعية استباحوا كيدها وعَدَوْا مصالحها ، وهم أجراؤها!
ثانياً: خروج الشباب في المظاهرات هو صورة واضحة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما دامت المظاهرات ملتزمة بالآداب الشرعية المرعية، إذ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتأتى بكل وسيلة مباحة، والمظاهرات عبارة عن تجمع في مكان، وكلمة حق تقال فما دامت آداب الطريق قد روعيت، وانتفى الضرر والضرار بالغير فإن المظاهرات السلمية تعتبر من أقوى وسائل الأمر بالمعروف القولية، والفعلية، والقلبية، وأرقاها، وأقواها تأثيراً، والله تعالى يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة : 71]، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعض أصحابه بأسلوب مبتكر لإزالة المنكر أشبه بالمظاهرة -لكنها فردية- فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله إن لي جارا يؤذينى. فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق فانطلق فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذينى، فذكرت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق. فجعلوا يقولون: اللهم العنه. اللهم اخزه. فبلغه، فأتاه فقال: ارجع إلى منـزلك فوالله لا أؤذيك.
ثالثاً: المظاهرات بصفة عامة تجري عليها الأحكام الخمسة: الوجوب والاستحباب، والإباحة، والكراهة والحرمة بحسب ثلاثة أمور: واقعها، والقصد منها، ومآلاتها..كما تختلف من شخص لآخر بسبب ذلك، وأما عند تنـزيل هذا الحكم على مظاهرات اليمن فالظاهر أنها تتردد بين الاستحباب والوجوب-وهي إلى الوجوب أقرب، كما هي تمثل صورة جماعية في قول كلمة حق عند سلطان جائر إلا أن الفارق أن القائل هنا جماعة يصعب على السلطان الجائر، والنظام الكاذب الحائر أن يصفيهم جميعاً، أو يبطش بهم جميعاً...وهذا الذي نادى به ابن حزم رحمه الله يوم أن تعجب كيف لا ينكر الأندلسيون على ملوك الطوائف سفههم وجورهم -وهم يشبهون الأنظمة الحاكمة هذه الأيام- فقال في رسالته القيمة المطبوعة بعنوان ’’التلخيص في وجوه التخليص’’: (فهذا أمر امتحنا به نسأل الله السلامة، وهي فتنة سوء أهلكت الأديان إلا من وقى الله تعالى، لوجوه كثيرة يطول لها الخطاب، وعمدة ذلك أن كل مدبر مدينة أو حصن في شيء من أندلسنا هذه أولها عن آخرها محارب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وساعٍ في الأرض بالفساد، للذي ترونه عياناً من شنهم الغارات على أموال المسلمين من الرعية التي تكون في ملك من ضارّهم، وإباحتهم لجندهم قطع الطريق، ضاربون للجزية والمكوس والضرائب على رقاب المسلمين مسلطون لليهود والنصارى على قوارع طرق المسلمين، معتذرون بضرورة لا تبيح ما حرم الله غرضهم فيها استدامة نفاذ أمرهم ونهيهم-ثم قال- فلا تغالطوا أنفسكم ولا يغرينكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع، المزينون لأهل الشر شرهم، الناصرون لهم على فسقهم، فالمخلص لنا منها الإمساك للألسنة جملة وتفصيلاً إلا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذم جميعهم، والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدون النصارى ويمكنونهم من حرم المسلمين، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعاً، فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس -وقال لما تكلم عن السكوت وذم جميع هؤلاء-: (فمن عجز منا عن ذلك -الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذم الظالمين والفاسقين والمعتدين على حدود الله عز وجل- رجوت أن تكون التقية تسعه، وما أدري كيف يكون هذا؟ مع أنه لو اجتمع كل من ينكر بقلبه لما غلبوا على أمرهم)، ومعنى التقية في كلامه أي الإنكار بالقلب..لكنه رجا أن يجتمع المنكرون بقلوبهم فإنهم إذا اجتمعوا لم يغلبوا، وسيتحول الإنكار من القلب إلى اللسان والفعل.
رابعاً: النظام الحاكم للأسف يراهن على التخويف من المآلات بسبب تعقد المشهد اليمني العام، وعلى سياسة الإفقار، والتفريق، والتسليح التي اقترفها خلال فترة حكمه-كدأب آل فرعون والذين من قبلهم قالوا: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر : 26]..وما أشبه ما يحدث من فساد الآن في اليمن بما حدث لحمير في القرون الأولى أيام زوال نظام التبابعة في اليمن وبرز نظام فاسد على رأسه رجل يقال له:
لخنيعة ينوف ذو شناتر، وقال قائلهم واصفاً حالتهم البائسة:
تُقَـتِّل أبناها وتنفي سراتها ... وتبني بأيديهم لها الذل حميـر
تدمر دنياها بطيش حلومها ... وما ضيعت من دينها فهو أكثر
كذاك القرون قبل ذاك بظلمها ... وإسرافها تأتي الشرور فتخسر
وسنة الأولين تتكرر هاهنا فإن ثورة 62حاولت إعادة اليمن إلى دورها التاريخي الذي بشر به النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- أو هكذا أراد لها الزبيري وأمثاله، ولكن صار الأمر بعد نحو خمسين سنة كما قال البردوني:
والكماة الذين بالأمس ثاروا أيقظوا حولنا الذئاب وناموا
ربما أحسنوا البداية لكن هل يحسون كيف ساء الختام
وقد حاولت بصحبة مجموعة من العلماء الفضلاء على رأسهم الشيخ الزنداني التوسط لإخراج البلد من محنتها وتخلفها وأزمتها المستمرة منذ عدة عقود، ولكن منظومة المبادرات التي قدمناها توخذ أجزاء منها وتترك أجزاء أخرى، والمبادرات هي منظومات متكاملة لا بد من استيعابها لإقناع الأطراف الأخرى.. وما أشبه حالي في قلقي على بلادي بقول لقيط بن يعمر الإيادي:
أبلغ إياداً وخلل في سراتِهمُ إني أرى الأمر إن لم أُعصَ قد نصعا
يا لهف نفسي إن كانت أموركم شتى وأُحكِم أمرُ الناس واجتمعا
وقـد أظـلكم من شطر ثغـركم هولٌ له ظُلَمٌ يغشاكم قطعا
وما أشبه حالي بقوله:
لا مترفاً إن رخاء العيش ساعده ولا إذا عضَّ مكروهٌ به خشعا
مسـهَّدُ النـوم تعنيه أموركم يروم منها إلى الأعداء مُطَّلعا
ما انفك يحلب هذا الدهر أشطره يكون مُتَّبِعاً يـوماً ومُتَّبَعا
لا يطعم النوم إلا ريث يحجزه همٌ تكاد حشاه تحطم الضلعا
حتى استمرت على شزرٍ مريرتُه مستحكم الرأي لا قحماً ولا ضرعا
وعلى الرغم من جهود العلماء والمشايخ والناصحين في تقديم المبادرات إلا أن تيار التأزيم كان يقف بالمرصاد، حتى وجدنا انسداداً في التعاطي الكامل مع المبادرات التي اقترحناها، وستجد -أيها الحبيب- آخر هذه الرسالة بعض النصوص لتلك المبادرات المختلفة المقدمة مني أو التي كانت مع العلماء الفضلاء...وعلى هذا فأنا أقدم رسالتي واضحة لأمتي اليمنية العظيمة، وللشباب المعتصمين وللرئيس ...واضحة وسهلة كما يقول الإنجليز loud and clear:
1) رسالتي لمن يراهن في التآمر على اليمن واليمنيين من أي طرف كان:
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [فاطر : 43]
2) إن كنا نقول لا بد من تحقيق محايد في الجرائم التي ارتكبت ضد المتظاهرين إلا أنني أقول أيضاً: يتحمل النظام القائم وعلى رأسه الرئيس المسؤولية المباشرة أو غير المباشرة لأنه هو المبتلى بالولاية على هذه الأمة، فإن قال هو لا يدري بكل شيء فالجواب:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
3) أما بشأن الحوار: فلقد سدت جريمة يوم الجمعة أبواب الحوار للأسف، كما سد الحوار من قبل حينما لم يستجب الرئيس بصورة كاملة لمنظومة المبادرات المقدمة له من العلماء والناصحين من غيرهم، نعم استجاب الرئيس لبعض البنود ولكنه ترك بعضاً، والمبادرات هي منظومات متكاملة تحتاج إلى الاستجابة لها بصورة كاملة وبصورة مزمنة، بالإضافة إلى أنه لم تكن توجد أي ضمانات على تنفيذ ما كان يعلن عنه، وهو يعلم مدى أزمة الثقة في وعوده، وأجج الأمر بطانته الرديئة -جماعة أحمد عز- التي أوصلت مشورتها البلاد وضعها الراهن.
4) هل الشباب الذين قضوا في المظاهرات شهداء؟ الجواب: أحتسبهم عند الله شهداء كرماء، وكيف لا؟ وقد قدموا أرواحهم ثمناً لحرية اليمنيين وعظمة اليمنيين، والحياة المزدهرة للمينيين، وكان لسان أحدهم: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة : 28]، وأما قول من قال فيهم: ينطبق عليهم قول النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- الذي رواه مسلم: ((مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ)) فأقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، لا يتنزل هذا الحديث على هذه الواقعة بأي حال، وما أقول في هذه الكوكبة الطاهرة التي قدمت أجسادها وأرواحها من أجلنا من أجل أن تحيا اليمن في حرية طالما نشدتها، وازدهار طالما حلمت به إلا ما قاله القصيبي من قبل:
يشهد الله أنهـم شـهداء يشهد الأنبياء والأولياء
انتحرتم؟ نحن الذين انتحرنا في حياة أمواتها الأحياء
قل لمن دبجوا الفتاوى رويداً رب فتوى تضج منها السماء
5) لماذا أقول هذا وأنا في جامع الصالح؟ والجواب: جامع الصالح كسائر مساجد اليمن ملك لليمن واليمنيين، والذي أقوله إنما أقوله نصحاً لله ولرسوله-صلى الله عليه وآله وسلم- ولأئمة المسلمين وعامتهم، ودين المرء أعلى من أن يبيعه بعرض قليل من رضا فرد أو نظام...أقول ذلك نصحاً للرئيس ونصحاً لأمتي وشعبي ووفاء لدماء الشباب الأطهار الذين قضوا نحبهم وهم يقدمون حياتهم، شهداء طلباً لحرية اليمن، وطلباً لتطهير اليمن من منظومة مؤسسة الفساد التي تزداد يوماً بعد يوم..ومن أكبر مشاكل الرئيس عدم حساسيته ضد الفساد، وعندما طالبنا منه محاكمة بعض أكابر المفسدين في دولته تحجج بالأمور القانونية فقلت له صراحة: إن سيدنا عمر بن الخطاب عزل سعد بن أبي وقاص عن ولاية العراق مع أنه فاتحها، ومع أن كل أهل الكوفة أثنوا على سعد إلا واحداً كاذباً لكنه عزله لتكون سنة في عدم استثناء أحد من مبدأ المحاسبة والمراقبة والعزل، وقلت له: هل تعلم يا فندم أن عمراً أرسل لجنة رقابة ومحاسبة لسعد في غاية الشدة على رأسها محمد بن مسلمة الأنصاري ليسأل عنه أهل الكوفة مسجداً مسجداً، ورجع بتقرير يثني عليه فيه إلا رواية ذلك الكذاب الوحيد الذي كذب عليه، وعلى الرغم من ذلك عزله عمر مع أن سعد رضي الله عنه من المبشرين بالجنة ومن أصحاب الشورى الستة لتكون تلك سنة ينتبه لهام الحكام من أمثالك...لكن الرئيس أصر على فكرته..وقال بعض حاشيته ما هي البينة على الفساد؟ قلت: كل ذرة في تراب اليمن تشهد الفساد...وأعظم الناصحين للرئيس هو من يخاف عليه في آخرته ودنياه..لكن أين هم؟ وما هو دوره هو في البحث عنهم.
6) وأقول للشباب اليمني: دماء الشهداء الأحرار تغذي شجرة الحرية وتقويها، ولا تقطعها.
يا شباب اليمن: شكراً لكم على إظهار عظمة اليمن الحقيقية! لقد كان العالم يتوقع أن تردوا على استفزازات البلاطجة بالأسلحة في مجتمع مسلح، وأن تحترق اليمن بردود الأفعال النارية، وكان من الإنجازات السيئة للنظام القائم: قبيلة المدن، بدلاً من تمدين القبائل..لكنكم أثبتم للعالم أن هناك وعياً حضارياً يمنياً مذهلاً يستحق أن يدرس في العالم إذ ربما تفوق على الثورة المصرية في هذه الجزئية المثيرة، وهي عدم الرد بالسلاح على من أشهر السلاح، وواصل الاستفزازات به... كما أقول للعلماء نحن بحاجة إلى العلماء الصادقين الذين لا يعبدون الأنظمة الحاكمة كما لا يعبدون الأحزاب القائمة.
7) أقول للرئيس أخيراً: آن الأوان لتستجيب لمطالب الشعب اليمني بالرحيل بصورة فعلية وبإجراءات مباشرة على هيئة تحفظ لليمن وحدته، وتحفظ للشعب تماسكه، وتحقن دماءه.. أقول للرئيس: آن الأوان لنري للعالم عظمة الشعب اليمني... لقد كان من أكبر أخطائك أنك لم تثق بقدرات هذا الشعب العظيم، ويكفي الشعب اليمني شهادة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بقدراته وطاقاته..أيها الرئيس: لا يشهد عليك التاريخ بأنك كنت سبباً في إدخال البلاد فيما تعيشه الآن أو فيما هو أسوأ منه، ولك في سيدنا الحسن بن علي أعظم الأسوة.
إضافة ضرورية:
على الرغم من رأيي الواضح السابق ذكره إلا أنه لا بد أن أقول لكم إن هناك تخوف كبير من التعاطي السلبي وغير المرتب، وافتقاد الحكمة الحقيقية مع الأحداث الواقعة في الساحة اليمنية؛ إذ إن من أكبر الجرائم التي جعلها النظام أمراً واقعاً في اليمن عدم وجود مؤسسات منظمة يؤول إليها الأمر بعد رحيله، ونحن نفتقد دولة يمنية متماسكة في ظل وجود النظام فكيف في اليوم التالي لذهابه..هناك من يقول: في اليوم التالي لذهاب النظام ستقام دولتان: انفصالية شطرية، وحوثية فارسية بدأت إيران ترسل بارجاتها إلى خليج عدن ربما لأمر ما يتعلق بها، وهناك من يقول لا توجد مؤسسة جيش كما في الحالة المصرية تتولى الضبط العام للبلاد؛ بل الجيش عبارة عن مليشيات منظمة تابعة لأفراد، كما أن المليشيات القبلية كذلك...ولكنني فكرت كثيراً بعد أن سدت أمامنا أبواب قبول النصح، وغلقت أبواب التغيير من جهة الرئيس، وكان يمكن للرئيس ونظامه أن يقدموا مبادرات حقيقية في وقت مبكر لو كانوا يستمعون النصح، ولكني وجدتهم -كما وجدهم غيري- لا يحبون الناصحين فكيف آسى على قوم معرضين...إنما أساي وخوفي على أمتي اليمنية الرائعة، وشعبي المظلوم...وقدَّرتُ أن الظلم الواقع والفساد القائم حقيقي، والمفاسد التي ربما وقعت في المستقبل وفق فقه المآلات مفاسد متوهمة أو مظنونة..ورفع الحقيقي أولى من دفع المتوهم أو المظنون..ونحن نلجأ إلى الله أن يدفع عنا مكر الماكرين، وكيد الكائدين، وبطش المتجبرين، واعتداء المعتدين، وأن يرفع راية اليمن في العالمين..ولكن هذا لا يعني أن القيادات المؤثرة في الساحة اليمنية من العلماء والعسكريين ومشايخ القبائل، وقادة اللقاء المشترك وغيرهم...ليس عليهم تبعات حقيقية في الوضع الراهن والمستقبلي بل يفترض بهم التخطيط المبكر لما بعد مرحلة الاستبداد، وكيفية إبقاء اليمن آمناً متماسكاً، والهيئة التي يتم بها تحقيق الطموحات الشعبية، والأحلام الشبابية بعيداً عن العبث بالثورة، أو محاولة سرقة منجزاتها.
أخي الحبيب: أرجو أن أكون أوصلت رسالتي إليك...وجدت جواب ما سألتني عنه..ولك مني لساناً داعياً وقلباً محباً
اللهم ارفع راية اليمن في العالمين، واجعلها في أمن ورخاء، وازدهار ونماء، واجمع كلمة اليمنيين، واحفظ لهم ألفتهم، ومودتهم وأخوتهم يا أرحم الراحمين...
محبكم عبد السلام مقبل المجيدي
ملحق: نصوص لعدد من المبادرات المختلفة المقدمة خلال فترة لجنة الوساطة قبل توقفها بحسب الأقدم-طبعاً هي موقعة بسبب أنها مقترحات-:
مبادرة 1
1) تكرار محاولة تشكيل حكومة ائتلاف وطني ذات صلاحيات من جميع الأحزاب، وتعيين أقوى الشخصيات في رئاستها من الشخصيات ذات القدرة على التفاعل مع الجماهير، وإجراء تغييرات في المناصب الهامة ومنها محافظو المحافظات.
2) سحب موضوع التعديلات الدستورية، ولو بصورة مؤقتة.
3) الالتقاء المباشر مع قوى التأثير الحقيقية وهم أمناء الأحزاب الرئيسة، ومشايخ القبائل، وكبار التجار الذين لهم أيادي بيضاء على الشعب اليمني.
4) رفع الرواتب بصورة عاجلة خارج نطاق ما يسمى باستراتيجية الأجور التي لا يشعر الإنسان بفاعليتها، والرفع للرواتب لا ينبغي أن يقل عن بين مائة إلى مائتين في المائة، ودعم المواد الأساسية، وإرضاء الشعب في مقابل إرضاء النخب السياسية.
5) تمويل هذه الزيادة في الميزانية من خلال أمرين:
أ-مساعدات جدية من الأشقاء في دول الخليج.
ب-ما يستفاد من خلال المحاسبة الحقيقية للمفسدين.
6) تعيين أقوى الشخصيات النزيهة التي تنفذ هذا البرنامج في الأجهزة الكبرى، ومنها جهاز الرقابة والمحاسبة، والمجلس الأعلى للقضاء.
7) محاسبة بعض المفسدين من المسؤولين في المواقع المتقدمة لإظهار الجدية الحقيقية في التغيير.
8) الوعد بإجراء انتخابات حقيقية ونزيهة لتعيين المحافظين في المحافظات المختلفة والتأكيد على ذلك في المحافظات الجنوبية والشرقية على وجه الخصوص.
9) محاسبة أبرز الرؤوس المشار إلى فسادها في المحافظات الجنوبية.
10) إنشاء شركتي اتصالات ونفط مساهمتين يشترك فيهما جميع اليمنيين.
11) تنفيذ برنامج الرئيس في تدوير الوظائف، وتغيير الحرس القديم.
12) تثبيت رؤوساء الجامعات ذوي القدرة على استيعاب المطالب الطلابية.
13) تشكيل لجنة تحقيق للنظر في أوضاع المساجين.
مبادرة2
1) تغيير لغة الخطاب: بدلاً من الهجوم على الأطراف الأخرى نحتاج إلى خطاب تهدئة وتفاهم.
2) الوقت وقت فعال لا وقت كلام، وبدلاً من الدعوة عبر التلفزيون تكون دعوة مباشرة عبر الهواتف لإنشاء حكومة شراكة لا مشاركة.
3) مهمة الحكومة العمل على الإعداد لانتخابات عاجلة نزيهة خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر.
4) وعد المحافظات جميعاً وخاصة الجنوبية والشرقية والوسطى بانتخابات محلية مباشرة يختارون فيها المحافظ بصورة مباشرة، وها هي أقوى دولة في العالم تصنع ذلك.
5) مجلس الدفاع الوطني هو الذي يضم الجميع وليس فئة بعينها.
6) أنت منشئ الوحدة بفضل الله عليك فلا تتحول إلى عدة دول في عهدك (وقد بدأ من يشبهون أمراء الحرب يتكلمون).
7) إيفاد نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء للتفاهم مع القوى المؤثرة في المحافظات الجنوبية.
8) محاسبة الفاسدين والمفسدين وعلى رأسهم أمراء الأراضي في المحافظات المختلفة، وإعادة النظر في عمل الأمن القومي.
مبادرة3
1) أن يقود الرئيس عملية التغيير خلال الفترة الانتقالية.
2) يقتضي ذلك أن يقدم الرئيس استقالته من المؤتمر الشعبي العام.
3) أن تشكل حكومة وحدة وطنية توافقية تهيئ الوضع لانتخابات نيابية، ومحلية نزيهة.
4) أن تكون الفترة الانتقالية تسعة أشهر (تنتهي2011).
5) أن تكون من حصة اللقاء المشترك في حكومة التوافق: رئاسة الوزراء، ويتم تقسيم بقية الوزارات بالتوافق، ويدمج المستقلون في التوزيع.
6) تضع الأطراف المختلفة الضمانات التي تراها مناسبة للالتزام بالاتفاق (شيوخ الضمان على سبيل المثال).
7) أن يتم إطلاق سراح المساجين الذين لم تثبت عليهم تهمة.
8) إحالة عدد من الفاسدين الكبار إلى المحاكمة العلنية والسريعة (لجنة هلال-باصرة).
9) رفع الرواتب بنسبة مائة إلى مائتين في المائة، وتكون النسبة الأكبر لصالح الأدنى رتبة وظيفية.
10) إعادة الدعم للمواد الأساسية للتخفيف من الضغط المعيشي.
11) أن تكون انتخابات الرئيس ونائبه معاً وليس الرئيس فقط.
12) من شروط رئيس الجمهورية ضمن التعديلات القادمة ألا يقل عمره عن خمس وأربعين سنة لضمان منع أي توريث.
13) أن يتم مخاطبة الشارع (معارضة وموالاة) مباشرة بهذا التوافق من قبل الرئيس والمشترك منعاً لزيادة الاحتقان، ورجوعاً إليه في كل الأمور، فإن لم يقبل المشترك خاطب الرئيس الشعب اليمني ومنهم المتظاهرون بذلك، ومنها يتم سحب البساط على أي فتنة قادمة.
14) يتم الاتصال مباشرة بأمناء الأحزاب وخمسة من كبار مشايخ القبائل، وخمسة من العلماء المقبولين عند جميع الأطراف للإشهاد على هذا الاتفاق.
15) تطلب قيادات الاعتصامات للالتقاء على حدة، ويعلن الاتفاق في خطاب للشعب اليمني كافة، ويتم تحميل المسؤولية لمن يتنصل من الاتفاق، وفي حالة إعراض المعارضة عن ذلك سيكون الرئيس قد أخذ زمام المبادرة.
*إمام وخطيب جامع الصالح
16) محافظو المحافظات هم خط الدفاع الأول عن البلد، وإعادة انتخابهم أو تعيين المرضيين من قبل الشعب سيجنب اليمن الكثير من البلبلة الحاضرة.
الشروط عدم تعيين أي من أقاربه ضمن المناصب الأساسية، ويتوافق على هذه الفقرات الثلاث حالياً ثم يدرج كنص دستوري في تعديلات قادمة.
*مأرب برس
السبت 26 مارس - آذار 2011 07:40 م
إلى حبيب لا تبلى مودته رفعكم الله مكاناً علياً، وكان بكم حفياً، وجعل يمننا في أمن ورخاء، ومثالاً في الحضارة الصالحة تنشر نوره الوضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أرسلت تسألني -كما صنع آخرون غيرك- عن حكم المظاهرات والمسيرات والمشاركة فيها هذه الأيام في الواقع اليمني، وقد ظننت أن رأيي واضح من خلال الخطبتين اللتين ألقيتهما مؤخراً: إحداهما في جامع الصالح، وهي بعنوان: لكي لا تغرق السفينة، أو السفينة الواحدة-وسكنتم في مساكن الذين ظلموا، والثانية قبلها بنحو أسبوعين فيما أظن، وعنوانها: وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم-بمناسبة سقوط بن علي، وأظن أن مجموعة من الشباب نشروها في النت..وستجدها إذا بحثت عنها في مواقع البحث، لكن -أيها الحبيب-: أراك تصر على رأي محدد، وقد شغلني سفري إلى قطر..أما وقد عدت فإليك ما سمح الوقت بتسطيره:
أولاً: تسبق العبرات رسم الكلمات، وتخنق الآهات القلوب الحائرات، وهي ترى واقع اليمن في غاية من التخلف، والبؤس، وانتشار المظالم الإدارية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، لتقدم صورة شائهة تنفر عن الإسلام أكثر مما تجذب إليه، ويتذكر المرء قول إقبال:
رباه ما تعديت القناعة والرضا لكنما هي قصة الأشجان
أشكو وفي فمي التراب وإنما أشكو مصاب الدين للديان
يشكو لك اللهم قلب لم يعش إلا لحمد علاك في الأكوان
أو كما قيل:
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ولكن تفيض الكأس عند امتلائها!
وحقاً! إن الجرائم التي يرتكبها بعض المتهورين من شباب الأمة الإسلامية قد شوهت جمال مفهوم الجهاد في سبيل الله، كما شوهت الإسلام والأمة الإسلامية-هذا مع التسليم أنهم هم من فعلها، وأن المخابرات المحلية والإقليمية والدولية بريئة منها- لكن ألا يطرح السؤال نفسه: ما هو حجم التشويه للإسلام الذي تسببه هذه الأفعال الفردية الشاذة مقارنة بالتشويه للإسلام الذي تسببه حالة التخلف العارم والظلم المدلهم الجاثم، والفساد الإداري المتنامي، والعنصرية البغيضة التي تجثم على اليمن -نموذجاً- بكلكلها، وليلها الطويل:
مُلّ المقام فكم أعــاشر أمة أمَرتْ بغير صلاحها أمراؤها
ظلموا الرعية استباحوا كيدها وعَدَوْا مصالحها ، وهم أجراؤها!
ثانياً: خروج الشباب في المظاهرات هو صورة واضحة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما دامت المظاهرات ملتزمة بالآداب الشرعية المرعية، إذ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتأتى بكل وسيلة مباحة، والمظاهرات عبارة عن تجمع في مكان، وكلمة حق تقال فما دامت آداب الطريق قد روعيت، وانتفى الضرر والضرار بالغير فإن المظاهرات السلمية تعتبر من أقوى وسائل الأمر بالمعروف القولية، والفعلية، والقلبية، وأرقاها، وأقواها تأثيراً، والله تعالى يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة : 71]، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعض أصحابه بأسلوب مبتكر لإزالة المنكر أشبه بالمظاهرة -لكنها فردية- فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله إن لي جارا يؤذينى. فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق فانطلق فأخرج متاعه فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذينى، فذكرت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق. فجعلوا يقولون: اللهم العنه. اللهم اخزه. فبلغه، فأتاه فقال: ارجع إلى منـزلك فوالله لا أؤذيك.
ثالثاً: المظاهرات بصفة عامة تجري عليها الأحكام الخمسة: الوجوب والاستحباب، والإباحة، والكراهة والحرمة بحسب ثلاثة أمور: واقعها، والقصد منها، ومآلاتها..كما تختلف من شخص لآخر بسبب ذلك، وأما عند تنـزيل هذا الحكم على مظاهرات اليمن فالظاهر أنها تتردد بين الاستحباب والوجوب-وهي إلى الوجوب أقرب، كما هي تمثل صورة جماعية في قول كلمة حق عند سلطان جائر إلا أن الفارق أن القائل هنا جماعة يصعب على السلطان الجائر، والنظام الكاذب الحائر أن يصفيهم جميعاً، أو يبطش بهم جميعاً...وهذا الذي نادى به ابن حزم رحمه الله يوم أن تعجب كيف لا ينكر الأندلسيون على ملوك الطوائف سفههم وجورهم -وهم يشبهون الأنظمة الحاكمة هذه الأيام- فقال في رسالته القيمة المطبوعة بعنوان ’’التلخيص في وجوه التخليص’’: (فهذا أمر امتحنا به نسأل الله السلامة، وهي فتنة سوء أهلكت الأديان إلا من وقى الله تعالى، لوجوه كثيرة يطول لها الخطاب، وعمدة ذلك أن كل مدبر مدينة أو حصن في شيء من أندلسنا هذه أولها عن آخرها محارب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وساعٍ في الأرض بالفساد، للذي ترونه عياناً من شنهم الغارات على أموال المسلمين من الرعية التي تكون في ملك من ضارّهم، وإباحتهم لجندهم قطع الطريق، ضاربون للجزية والمكوس والضرائب على رقاب المسلمين مسلطون لليهود والنصارى على قوارع طرق المسلمين، معتذرون بضرورة لا تبيح ما حرم الله غرضهم فيها استدامة نفاذ أمرهم ونهيهم-ثم قال- فلا تغالطوا أنفسكم ولا يغرينكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع، المزينون لأهل الشر شرهم، الناصرون لهم على فسقهم، فالمخلص لنا منها الإمساك للألسنة جملة وتفصيلاً إلا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذم جميعهم، والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدون النصارى ويمكنونهم من حرم المسلمين، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعاً، فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس -وقال لما تكلم عن السكوت وذم جميع هؤلاء-: (فمن عجز منا عن ذلك -الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذم الظالمين والفاسقين والمعتدين على حدود الله عز وجل- رجوت أن تكون التقية تسعه، وما أدري كيف يكون هذا؟ مع أنه لو اجتمع كل من ينكر بقلبه لما غلبوا على أمرهم)، ومعنى التقية في كلامه أي الإنكار بالقلب..لكنه رجا أن يجتمع المنكرون بقلوبهم فإنهم إذا اجتمعوا لم يغلبوا، وسيتحول الإنكار من القلب إلى اللسان والفعل.
رابعاً: النظام الحاكم للأسف يراهن على التخويف من المآلات بسبب تعقد المشهد اليمني العام، وعلى سياسة الإفقار، والتفريق، والتسليح التي اقترفها خلال فترة حكمه-كدأب آل فرعون والذين من قبلهم قالوا: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر : 26]..وما أشبه ما يحدث من فساد الآن في اليمن بما حدث لحمير في القرون الأولى أيام زوال نظام التبابعة في اليمن وبرز نظام فاسد على رأسه رجل يقال له:
لخنيعة ينوف ذو شناتر، وقال قائلهم واصفاً حالتهم البائسة:
تُقَـتِّل أبناها وتنفي سراتها ... وتبني بأيديهم لها الذل حميـر
تدمر دنياها بطيش حلومها ... وما ضيعت من دينها فهو أكثر
كذاك القرون قبل ذاك بظلمها ... وإسرافها تأتي الشرور فتخسر
وسنة الأولين تتكرر هاهنا فإن ثورة 62حاولت إعادة اليمن إلى دورها التاريخي الذي بشر به النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- أو هكذا أراد لها الزبيري وأمثاله، ولكن صار الأمر بعد نحو خمسين سنة كما قال البردوني:
والكماة الذين بالأمس ثاروا أيقظوا حولنا الذئاب وناموا
ربما أحسنوا البداية لكن هل يحسون كيف ساء الختام
وقد حاولت بصحبة مجموعة من العلماء الفضلاء على رأسهم الشيخ الزنداني التوسط لإخراج البلد من محنتها وتخلفها وأزمتها المستمرة منذ عدة عقود، ولكن منظومة المبادرات التي قدمناها توخذ أجزاء منها وتترك أجزاء أخرى، والمبادرات هي منظومات متكاملة لا بد من استيعابها لإقناع الأطراف الأخرى.. وما أشبه حالي في قلقي على بلادي بقول لقيط بن يعمر الإيادي:
أبلغ إياداً وخلل في سراتِهمُ إني أرى الأمر إن لم أُعصَ قد نصعا
يا لهف نفسي إن كانت أموركم شتى وأُحكِم أمرُ الناس واجتمعا
وقـد أظـلكم من شطر ثغـركم هولٌ له ظُلَمٌ يغشاكم قطعا
وما أشبه حالي بقوله:
لا مترفاً إن رخاء العيش ساعده ولا إذا عضَّ مكروهٌ به خشعا
مسـهَّدُ النـوم تعنيه أموركم يروم منها إلى الأعداء مُطَّلعا
ما انفك يحلب هذا الدهر أشطره يكون مُتَّبِعاً يـوماً ومُتَّبَعا
لا يطعم النوم إلا ريث يحجزه همٌ تكاد حشاه تحطم الضلعا
حتى استمرت على شزرٍ مريرتُه مستحكم الرأي لا قحماً ولا ضرعا
وعلى الرغم من جهود العلماء والمشايخ والناصحين في تقديم المبادرات إلا أن تيار التأزيم كان يقف بالمرصاد، حتى وجدنا انسداداً في التعاطي الكامل مع المبادرات التي اقترحناها، وستجد -أيها الحبيب- آخر هذه الرسالة بعض النصوص لتلك المبادرات المختلفة المقدمة مني أو التي كانت مع العلماء الفضلاء...وعلى هذا فأنا أقدم رسالتي واضحة لأمتي اليمنية العظيمة، وللشباب المعتصمين وللرئيس ...واضحة وسهلة كما يقول الإنجليز loud and clear:
1) رسالتي لمن يراهن في التآمر على اليمن واليمنيين من أي طرف كان:
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [فاطر : 43]
2) إن كنا نقول لا بد من تحقيق محايد في الجرائم التي ارتكبت ضد المتظاهرين إلا أنني أقول أيضاً: يتحمل النظام القائم وعلى رأسه الرئيس المسؤولية المباشرة أو غير المباشرة لأنه هو المبتلى بالولاية على هذه الأمة، فإن قال هو لا يدري بكل شيء فالجواب:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
3) أما بشأن الحوار: فلقد سدت جريمة يوم الجمعة أبواب الحوار للأسف، كما سد الحوار من قبل حينما لم يستجب الرئيس بصورة كاملة لمنظومة المبادرات المقدمة له من العلماء والناصحين من غيرهم، نعم استجاب الرئيس لبعض البنود ولكنه ترك بعضاً، والمبادرات هي منظومات متكاملة تحتاج إلى الاستجابة لها بصورة كاملة وبصورة مزمنة، بالإضافة إلى أنه لم تكن توجد أي ضمانات على تنفيذ ما كان يعلن عنه، وهو يعلم مدى أزمة الثقة في وعوده، وأجج الأمر بطانته الرديئة -جماعة أحمد عز- التي أوصلت مشورتها البلاد وضعها الراهن.
4) هل الشباب الذين قضوا في المظاهرات شهداء؟ الجواب: أحتسبهم عند الله شهداء كرماء، وكيف لا؟ وقد قدموا أرواحهم ثمناً لحرية اليمنيين وعظمة اليمنيين، والحياة المزدهرة للمينيين، وكان لسان أحدهم: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة : 28]، وأما قول من قال فيهم: ينطبق عليهم قول النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- الذي رواه مسلم: ((مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ)) فأقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، لا يتنزل هذا الحديث على هذه الواقعة بأي حال، وما أقول في هذه الكوكبة الطاهرة التي قدمت أجسادها وأرواحها من أجلنا من أجل أن تحيا اليمن في حرية طالما نشدتها، وازدهار طالما حلمت به إلا ما قاله القصيبي من قبل:
يشهد الله أنهـم شـهداء يشهد الأنبياء والأولياء
انتحرتم؟ نحن الذين انتحرنا في حياة أمواتها الأحياء
قل لمن دبجوا الفتاوى رويداً رب فتوى تضج منها السماء
5) لماذا أقول هذا وأنا في جامع الصالح؟ والجواب: جامع الصالح كسائر مساجد اليمن ملك لليمن واليمنيين، والذي أقوله إنما أقوله نصحاً لله ولرسوله-صلى الله عليه وآله وسلم- ولأئمة المسلمين وعامتهم، ودين المرء أعلى من أن يبيعه بعرض قليل من رضا فرد أو نظام...أقول ذلك نصحاً للرئيس ونصحاً لأمتي وشعبي ووفاء لدماء الشباب الأطهار الذين قضوا نحبهم وهم يقدمون حياتهم، شهداء طلباً لحرية اليمن، وطلباً لتطهير اليمن من منظومة مؤسسة الفساد التي تزداد يوماً بعد يوم..ومن أكبر مشاكل الرئيس عدم حساسيته ضد الفساد، وعندما طالبنا منه محاكمة بعض أكابر المفسدين في دولته تحجج بالأمور القانونية فقلت له صراحة: إن سيدنا عمر بن الخطاب عزل سعد بن أبي وقاص عن ولاية العراق مع أنه فاتحها، ومع أن كل أهل الكوفة أثنوا على سعد إلا واحداً كاذباً لكنه عزله لتكون سنة في عدم استثناء أحد من مبدأ المحاسبة والمراقبة والعزل، وقلت له: هل تعلم يا فندم أن عمراً أرسل لجنة رقابة ومحاسبة لسعد في غاية الشدة على رأسها محمد بن مسلمة الأنصاري ليسأل عنه أهل الكوفة مسجداً مسجداً، ورجع بتقرير يثني عليه فيه إلا رواية ذلك الكذاب الوحيد الذي كذب عليه، وعلى الرغم من ذلك عزله عمر مع أن سعد رضي الله عنه من المبشرين بالجنة ومن أصحاب الشورى الستة لتكون تلك سنة ينتبه لهام الحكام من أمثالك...لكن الرئيس أصر على فكرته..وقال بعض حاشيته ما هي البينة على الفساد؟ قلت: كل ذرة في تراب اليمن تشهد الفساد...وأعظم الناصحين للرئيس هو من يخاف عليه في آخرته ودنياه..لكن أين هم؟ وما هو دوره هو في البحث عنهم.
6) وأقول للشباب اليمني: دماء الشهداء الأحرار تغذي شجرة الحرية وتقويها، ولا تقطعها.
يا شباب اليمن: شكراً لكم على إظهار عظمة اليمن الحقيقية! لقد كان العالم يتوقع أن تردوا على استفزازات البلاطجة بالأسلحة في مجتمع مسلح، وأن تحترق اليمن بردود الأفعال النارية، وكان من الإنجازات السيئة للنظام القائم: قبيلة المدن، بدلاً من تمدين القبائل..لكنكم أثبتم للعالم أن هناك وعياً حضارياً يمنياً مذهلاً يستحق أن يدرس في العالم إذ ربما تفوق على الثورة المصرية في هذه الجزئية المثيرة، وهي عدم الرد بالسلاح على من أشهر السلاح، وواصل الاستفزازات به... كما أقول للعلماء نحن بحاجة إلى العلماء الصادقين الذين لا يعبدون الأنظمة الحاكمة كما لا يعبدون الأحزاب القائمة.
7) أقول للرئيس أخيراً: آن الأوان لتستجيب لمطالب الشعب اليمني بالرحيل بصورة فعلية وبإجراءات مباشرة على هيئة تحفظ لليمن وحدته، وتحفظ للشعب تماسكه، وتحقن دماءه.. أقول للرئيس: آن الأوان لنري للعالم عظمة الشعب اليمني... لقد كان من أكبر أخطائك أنك لم تثق بقدرات هذا الشعب العظيم، ويكفي الشعب اليمني شهادة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بقدراته وطاقاته..أيها الرئيس: لا يشهد عليك التاريخ بأنك كنت سبباً في إدخال البلاد فيما تعيشه الآن أو فيما هو أسوأ منه، ولك في سيدنا الحسن بن علي أعظم الأسوة.
إضافة ضرورية:
على الرغم من رأيي الواضح السابق ذكره إلا أنه لا بد أن أقول لكم إن هناك تخوف كبير من التعاطي السلبي وغير المرتب، وافتقاد الحكمة الحقيقية مع الأحداث الواقعة في الساحة اليمنية؛ إذ إن من أكبر الجرائم التي جعلها النظام أمراً واقعاً في اليمن عدم وجود مؤسسات منظمة يؤول إليها الأمر بعد رحيله، ونحن نفتقد دولة يمنية متماسكة في ظل وجود النظام فكيف في اليوم التالي لذهابه..هناك من يقول: في اليوم التالي لذهاب النظام ستقام دولتان: انفصالية شطرية، وحوثية فارسية بدأت إيران ترسل بارجاتها إلى خليج عدن ربما لأمر ما يتعلق بها، وهناك من يقول لا توجد مؤسسة جيش كما في الحالة المصرية تتولى الضبط العام للبلاد؛ بل الجيش عبارة عن مليشيات منظمة تابعة لأفراد، كما أن المليشيات القبلية كذلك...ولكنني فكرت كثيراً بعد أن سدت أمامنا أبواب قبول النصح، وغلقت أبواب التغيير من جهة الرئيس، وكان يمكن للرئيس ونظامه أن يقدموا مبادرات حقيقية في وقت مبكر لو كانوا يستمعون النصح، ولكني وجدتهم -كما وجدهم غيري- لا يحبون الناصحين فكيف آسى على قوم معرضين...إنما أساي وخوفي على أمتي اليمنية الرائعة، وشعبي المظلوم...وقدَّرتُ أن الظلم الواقع والفساد القائم حقيقي، والمفاسد التي ربما وقعت في المستقبل وفق فقه المآلات مفاسد متوهمة أو مظنونة..ورفع الحقيقي أولى من دفع المتوهم أو المظنون..ونحن نلجأ إلى الله أن يدفع عنا مكر الماكرين، وكيد الكائدين، وبطش المتجبرين، واعتداء المعتدين، وأن يرفع راية اليمن في العالمين..ولكن هذا لا يعني أن القيادات المؤثرة في الساحة اليمنية من العلماء والعسكريين ومشايخ القبائل، وقادة اللقاء المشترك وغيرهم...ليس عليهم تبعات حقيقية في الوضع الراهن والمستقبلي بل يفترض بهم التخطيط المبكر لما بعد مرحلة الاستبداد، وكيفية إبقاء اليمن آمناً متماسكاً، والهيئة التي يتم بها تحقيق الطموحات الشعبية، والأحلام الشبابية بعيداً عن العبث بالثورة، أو محاولة سرقة منجزاتها.
أخي الحبيب: أرجو أن أكون أوصلت رسالتي إليك...وجدت جواب ما سألتني عنه..ولك مني لساناً داعياً وقلباً محباً
اللهم ارفع راية اليمن في العالمين، واجعلها في أمن ورخاء، وازدهار ونماء، واجمع كلمة اليمنيين، واحفظ لهم ألفتهم، ومودتهم وأخوتهم يا أرحم الراحمين...
محبكم عبد السلام مقبل المجيدي
ملحق: نصوص لعدد من المبادرات المختلفة المقدمة خلال فترة لجنة الوساطة قبل توقفها بحسب الأقدم-طبعاً هي موقعة بسبب أنها مقترحات-:
مبادرة 1
1) تكرار محاولة تشكيل حكومة ائتلاف وطني ذات صلاحيات من جميع الأحزاب، وتعيين أقوى الشخصيات في رئاستها من الشخصيات ذات القدرة على التفاعل مع الجماهير، وإجراء تغييرات في المناصب الهامة ومنها محافظو المحافظات.
2) سحب موضوع التعديلات الدستورية، ولو بصورة مؤقتة.
3) الالتقاء المباشر مع قوى التأثير الحقيقية وهم أمناء الأحزاب الرئيسة، ومشايخ القبائل، وكبار التجار الذين لهم أيادي بيضاء على الشعب اليمني.
4) رفع الرواتب بصورة عاجلة خارج نطاق ما يسمى باستراتيجية الأجور التي لا يشعر الإنسان بفاعليتها، والرفع للرواتب لا ينبغي أن يقل عن بين مائة إلى مائتين في المائة، ودعم المواد الأساسية، وإرضاء الشعب في مقابل إرضاء النخب السياسية.
5) تمويل هذه الزيادة في الميزانية من خلال أمرين:
أ-مساعدات جدية من الأشقاء في دول الخليج.
ب-ما يستفاد من خلال المحاسبة الحقيقية للمفسدين.
6) تعيين أقوى الشخصيات النزيهة التي تنفذ هذا البرنامج في الأجهزة الكبرى، ومنها جهاز الرقابة والمحاسبة، والمجلس الأعلى للقضاء.
7) محاسبة بعض المفسدين من المسؤولين في المواقع المتقدمة لإظهار الجدية الحقيقية في التغيير.
8) الوعد بإجراء انتخابات حقيقية ونزيهة لتعيين المحافظين في المحافظات المختلفة والتأكيد على ذلك في المحافظات الجنوبية والشرقية على وجه الخصوص.
9) محاسبة أبرز الرؤوس المشار إلى فسادها في المحافظات الجنوبية.
10) إنشاء شركتي اتصالات ونفط مساهمتين يشترك فيهما جميع اليمنيين.
11) تنفيذ برنامج الرئيس في تدوير الوظائف، وتغيير الحرس القديم.
12) تثبيت رؤوساء الجامعات ذوي القدرة على استيعاب المطالب الطلابية.
13) تشكيل لجنة تحقيق للنظر في أوضاع المساجين.
مبادرة2
1) تغيير لغة الخطاب: بدلاً من الهجوم على الأطراف الأخرى نحتاج إلى خطاب تهدئة وتفاهم.
2) الوقت وقت فعال لا وقت كلام، وبدلاً من الدعوة عبر التلفزيون تكون دعوة مباشرة عبر الهواتف لإنشاء حكومة شراكة لا مشاركة.
3) مهمة الحكومة العمل على الإعداد لانتخابات عاجلة نزيهة خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر.
4) وعد المحافظات جميعاً وخاصة الجنوبية والشرقية والوسطى بانتخابات محلية مباشرة يختارون فيها المحافظ بصورة مباشرة، وها هي أقوى دولة في العالم تصنع ذلك.
5) مجلس الدفاع الوطني هو الذي يضم الجميع وليس فئة بعينها.
6) أنت منشئ الوحدة بفضل الله عليك فلا تتحول إلى عدة دول في عهدك (وقد بدأ من يشبهون أمراء الحرب يتكلمون).
7) إيفاد نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء للتفاهم مع القوى المؤثرة في المحافظات الجنوبية.
8) محاسبة الفاسدين والمفسدين وعلى رأسهم أمراء الأراضي في المحافظات المختلفة، وإعادة النظر في عمل الأمن القومي.
مبادرة3
1) أن يقود الرئيس عملية التغيير خلال الفترة الانتقالية.
2) يقتضي ذلك أن يقدم الرئيس استقالته من المؤتمر الشعبي العام.
3) أن تشكل حكومة وحدة وطنية توافقية تهيئ الوضع لانتخابات نيابية، ومحلية نزيهة.
4) أن تكون الفترة الانتقالية تسعة أشهر (تنتهي2011).
5) أن تكون من حصة اللقاء المشترك في حكومة التوافق: رئاسة الوزراء، ويتم تقسيم بقية الوزارات بالتوافق، ويدمج المستقلون في التوزيع.
6) تضع الأطراف المختلفة الضمانات التي تراها مناسبة للالتزام بالاتفاق (شيوخ الضمان على سبيل المثال).
7) أن يتم إطلاق سراح المساجين الذين لم تثبت عليهم تهمة.
8) إحالة عدد من الفاسدين الكبار إلى المحاكمة العلنية والسريعة (لجنة هلال-باصرة).
9) رفع الرواتب بنسبة مائة إلى مائتين في المائة، وتكون النسبة الأكبر لصالح الأدنى رتبة وظيفية.
10) إعادة الدعم للمواد الأساسية للتخفيف من الضغط المعيشي.
11) أن تكون انتخابات الرئيس ونائبه معاً وليس الرئيس فقط.
12) من شروط رئيس الجمهورية ضمن التعديلات القادمة ألا يقل عمره عن خمس وأربعين سنة لضمان منع أي توريث.
13) أن يتم مخاطبة الشارع (معارضة وموالاة) مباشرة بهذا التوافق من قبل الرئيس والمشترك منعاً لزيادة الاحتقان، ورجوعاً إليه في كل الأمور، فإن لم يقبل المشترك خاطب الرئيس الشعب اليمني ومنهم المتظاهرون بذلك، ومنها يتم سحب البساط على أي فتنة قادمة.
14) يتم الاتصال مباشرة بأمناء الأحزاب وخمسة من كبار مشايخ القبائل، وخمسة من العلماء المقبولين عند جميع الأطراف للإشهاد على هذا الاتفاق.
15) تطلب قيادات الاعتصامات للالتقاء على حدة، ويعلن الاتفاق في خطاب للشعب اليمني كافة، ويتم تحميل المسؤولية لمن يتنصل من الاتفاق، وفي حالة إعراض المعارضة عن ذلك سيكون الرئيس قد أخذ زمام المبادرة.
*إمام وخطيب جامع الصالح
16) محافظو المحافظات هم خط الدفاع الأول عن البلد، وإعادة انتخابهم أو تعيين المرضيين من قبل الشعب سيجنب اليمن الكثير من البلبلة الحاضرة.
الشروط عدم تعيين أي من أقاربه ضمن المناصب الأساسية، ويتوافق على هذه الفقرات الثلاث حالياً ثم يدرج كنص دستوري في تعديلات قادمة.
*مأرب برس