.أسامة الفرحان -خاص الوفاق
صور الواقع العربي..
صورة كبرى معبرة عن واقعنا العربي قدمتها ثورة تونس بانطلاق شرارتها ضد الحرمان والفقر والاضطهاد والظلم والاعتداء على كرامة الإنسان وحريته .. فالفرحة التي غمرت أنحاء الوطن العربي ، وتفاعل الجماهير العربية مع هذه الثورة .. وحالات الإحراق التي تلت الثورة في الجزائر ومصر وسوريا وموريتانيا والمظاهرات المؤيدة لهذه الثورة ما هي إلا دليل وصورة معبرة عن حالة الجماهير العربية المتطلعة إلى يوم كيوم تونس..
صورة تقول إن الظلم لا يدوم وأن هذه الشعوب لا تقهر مهما بدا عليها من ضعف واستكانة وسكوت.. ولا بد أن تثور يوما ما.. وتتنتزع حقوقها . وهناك فرق شاسع بين السكون والقبول والرضى..
هذه الثورة هي جزء لا يتجزأ من حركة ضمير الإنسان في مختلف البلاد والأصقاع .. ضمير توقده فطرة ربانية جبلها الله عليه.. وأودعها بني البشر منذ أن خلق الخليقة.. والإنسان بطبيعته تواق إلى الحرية ورفض التسلط والذل مهما كانت ديانة هذا الإنسان ومهما اختلفت مذاهبه وأعراقه.. ومهما كان شكل المضطهد وجنسه وسطوته فهو يسلب حقاً أصيلاً يتعرف عليه البشر من يوم ولادتهم ..وينمى ويكبر كل يوم في حياة الإنسان ..
ومهما حاول أصحاب السلطة والنفوذ أن يغيروا هذه الفطرة وسنن الله في خلقه فلن يستطيعوا ولن يتمكنوا من ذلك.. مهما استخدموا من أساليب ووسائل ..ترغيبا أو ترهيباً.. أو حقاً إلهيا يدعونه كما هو حال ثورة أوربا ضد الكنيسة التي كانت تحكم باسم الله وباسم الحق المقدس..
رفض الشارع العربي للواقع الذي يعيشون فيه ، تعددت أشكاله وتباينت ألوانه .. لكن النتيجة واحدة وهي أن هذه الشعوب غير راضية عن الواقع.. وتريد التغيير ، أن يكون قرارها بيدها ، لا بيد ثلة امتلكت زمام الامر دون توكيل من أحد.. أن تكون قرارات البلد وسياسته ومصيره نابعة من مصلحة البلد وتطلعات شعبه لا من رغبة ومصلحة شخص أو فئة معينة.
فحذاء منتصر الزيدي في وجه بوش وغطرسته وقوته العسكرية، وما لاقاه من ترحيب وتمجيد لدى مختلف شعوب العالم صورة من صور الرفض للظلم والاحتلال للأرض.
وصمود أهلنا في غزة ضد العدوان الإسرائيلي وخروج المظاهرات الغاضبة المنددة بالعدوان الإسرائيلي والمطالبة بوقف العدوان صورة من صور الرفض والبطولة والتحدي للواقع الذي نحن فيه.
وفي سوريا وهي أقرب ما تكون من نظام تونس يطل علينا الرجل الثمانيني هيثم المالح وبنت العشرين ربيعا طل الملوحي مطالبين برفع الظلم والحيف وحرية الشعب ... وتفاعل الشعوب العربية معهما وخروج المظاهرات في مصر واليمن وباكستان وغيرها مطالبة ومستنكرة لهذا الإعتقال مؤيدة لمطالبهما صورة من صور تفاعل الشعوب العربية وغيرها مع حرية التعبير عن الكلمة.
نحن نعيش حالة جديدة .. حالة تقول أن عهد الخوف سيذهب .. وأن أسلحة الأنظمة ستنكشف ويبطل مفعولها شيئاً فشيئاً.
عصر الإعلام المسيس والذي كان يعبر عن وجهة نظر واحدة لا ثاني لها وعلى المشاهد أن يصدقها حتى لو خالفت العقل ، قد ولى .. وأصبح المواطن أكثر وعياً وتفهما لما يدور حوله بفعل الضربات التي تلاقاها والمآسي المتكررة التي تعرض لها.. وكذالك ما أتاحه عصر السرعة والفضائيات والاتصالات الكثير من الأدوات التي لم تتح لمن قبلنا والتي ستبقى شوكة في حلق كل من تسول له نفسه في أن يسلب حقاً أو يغتصب قضية.
وأخيراً يجب أن نتفاعل ونتفاءل بحذر.. حيث أن أحداث اليوم تذكرنا بأحداث التسعينيات من هذا القرن حيث سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي وما رافقة من تململ الشعوب ومناداتها بالحرية والديمقراطية والانتخابات مما اضطر الكثير من الحكومات إلى فتح هامش الحرية في الجزائر والمغرب والأردن واليمن لكن هدأت العاصفة ، وعاد الوضع إلى ما كان عليه ، واستطاعت الانظمة امتصاص غضب الشعوب وتلتقط أنفاسها ، وانطبق عليها المثل القائل: (الحرباء تغير لونها لكنها لا تتغير..)
الخشية على ثورة تونس أن (يصنعها الأبطال وأن يكون وقودها الفقراء وأن يحصد ثمارها الجبناء).
هنيئاً للشعب التونسي ثورته ورحم الله البوعزيزي
أسامة الفرحان
صور الواقع العربي..
صورة كبرى معبرة عن واقعنا العربي قدمتها ثورة تونس بانطلاق شرارتها ضد الحرمان والفقر والاضطهاد والظلم والاعتداء على كرامة الإنسان وحريته .. فالفرحة التي غمرت أنحاء الوطن العربي ، وتفاعل الجماهير العربية مع هذه الثورة .. وحالات الإحراق التي تلت الثورة في الجزائر ومصر وسوريا وموريتانيا والمظاهرات المؤيدة لهذه الثورة ما هي إلا دليل وصورة معبرة عن حالة الجماهير العربية المتطلعة إلى يوم كيوم تونس..
صورة تقول إن الظلم لا يدوم وأن هذه الشعوب لا تقهر مهما بدا عليها من ضعف واستكانة وسكوت.. ولا بد أن تثور يوما ما.. وتتنتزع حقوقها . وهناك فرق شاسع بين السكون والقبول والرضى..
هذه الثورة هي جزء لا يتجزأ من حركة ضمير الإنسان في مختلف البلاد والأصقاع .. ضمير توقده فطرة ربانية جبلها الله عليه.. وأودعها بني البشر منذ أن خلق الخليقة.. والإنسان بطبيعته تواق إلى الحرية ورفض التسلط والذل مهما كانت ديانة هذا الإنسان ومهما اختلفت مذاهبه وأعراقه.. ومهما كان شكل المضطهد وجنسه وسطوته فهو يسلب حقاً أصيلاً يتعرف عليه البشر من يوم ولادتهم ..وينمى ويكبر كل يوم في حياة الإنسان ..
ومهما حاول أصحاب السلطة والنفوذ أن يغيروا هذه الفطرة وسنن الله في خلقه فلن يستطيعوا ولن يتمكنوا من ذلك.. مهما استخدموا من أساليب ووسائل ..ترغيبا أو ترهيباً.. أو حقاً إلهيا يدعونه كما هو حال ثورة أوربا ضد الكنيسة التي كانت تحكم باسم الله وباسم الحق المقدس..
رفض الشارع العربي للواقع الذي يعيشون فيه ، تعددت أشكاله وتباينت ألوانه .. لكن النتيجة واحدة وهي أن هذه الشعوب غير راضية عن الواقع.. وتريد التغيير ، أن يكون قرارها بيدها ، لا بيد ثلة امتلكت زمام الامر دون توكيل من أحد.. أن تكون قرارات البلد وسياسته ومصيره نابعة من مصلحة البلد وتطلعات شعبه لا من رغبة ومصلحة شخص أو فئة معينة.
فحذاء منتصر الزيدي في وجه بوش وغطرسته وقوته العسكرية، وما لاقاه من ترحيب وتمجيد لدى مختلف شعوب العالم صورة من صور الرفض للظلم والاحتلال للأرض.
وصمود أهلنا في غزة ضد العدوان الإسرائيلي وخروج المظاهرات الغاضبة المنددة بالعدوان الإسرائيلي والمطالبة بوقف العدوان صورة من صور الرفض والبطولة والتحدي للواقع الذي نحن فيه.
وفي سوريا وهي أقرب ما تكون من نظام تونس يطل علينا الرجل الثمانيني هيثم المالح وبنت العشرين ربيعا طل الملوحي مطالبين برفع الظلم والحيف وحرية الشعب ... وتفاعل الشعوب العربية معهما وخروج المظاهرات في مصر واليمن وباكستان وغيرها مطالبة ومستنكرة لهذا الإعتقال مؤيدة لمطالبهما صورة من صور تفاعل الشعوب العربية وغيرها مع حرية التعبير عن الكلمة.
نحن نعيش حالة جديدة .. حالة تقول أن عهد الخوف سيذهب .. وأن أسلحة الأنظمة ستنكشف ويبطل مفعولها شيئاً فشيئاً.
عصر الإعلام المسيس والذي كان يعبر عن وجهة نظر واحدة لا ثاني لها وعلى المشاهد أن يصدقها حتى لو خالفت العقل ، قد ولى .. وأصبح المواطن أكثر وعياً وتفهما لما يدور حوله بفعل الضربات التي تلاقاها والمآسي المتكررة التي تعرض لها.. وكذالك ما أتاحه عصر السرعة والفضائيات والاتصالات الكثير من الأدوات التي لم تتح لمن قبلنا والتي ستبقى شوكة في حلق كل من تسول له نفسه في أن يسلب حقاً أو يغتصب قضية.
وأخيراً يجب أن نتفاعل ونتفاءل بحذر.. حيث أن أحداث اليوم تذكرنا بأحداث التسعينيات من هذا القرن حيث سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي وما رافقة من تململ الشعوب ومناداتها بالحرية والديمقراطية والانتخابات مما اضطر الكثير من الحكومات إلى فتح هامش الحرية في الجزائر والمغرب والأردن واليمن لكن هدأت العاصفة ، وعاد الوضع إلى ما كان عليه ، واستطاعت الانظمة امتصاص غضب الشعوب وتلتقط أنفاسها ، وانطبق عليها المثل القائل: (الحرباء تغير لونها لكنها لا تتغير..)
الخشية على ثورة تونس أن (يصنعها الأبطال وأن يكون وقودها الفقراء وأن يحصد ثمارها الجبناء).
هنيئاً للشعب التونسي ثورته ورحم الله البوعزيزي
أسامة الفرحان