الثلاثاء 02، نوفمبر 2010
طالما تُيم الغزاة و’’المستعمرون’’ بمدينة عدن كإحدى أهم محطات الإبحار حول العالم في طريقيه الأبرز القديم والجديد، وكثيراً ما تقاطرت عليها الحملات للاستيلاء عليها، فموقعها الجغرافي لا تخطئه عين الاستراتيجيين سواء أكانوا من خريجي الكليات العسكرية الحديثة أم كانوا من ذوي الأبصار النافذة من قادة الحملات والحروب المفصلية.
شغف القراصنة والبحارة الأوروبيين بالشرق صده إباء عدن وقوة سلطانها، وما إن تتضعضع سلطة اليمن تتطلع لها عيون الراصدين، ولولاها لما قامت الثورة الصناعية بأوروبا، فلا فحم لبريطانيا العظمى، ولا أمان لقراصنتها المندفعين نحو ’’مستعمرات’’ الشرق؛ فإذا ما تنافسوا فلبريطانيا السبق إلى عدن بجنوب البحر الأحمر (عام 1839) بعد أن أزعجتها أنباء عن مخططات الفرنسيين لشق قناة السويس بشماله والتمركز عنده.
وإذ ورث الأمريكيون نفوذاً عند ممر قناة السويس، هرع السوفييت إلى عدن، وحالما يتدفق النفط بالخليج يكتمل القوس باليمن؛ فإن فحم بريطانيا/الثورة الصناعية قد صار نفط أمريكا/العولمة، وتأمين طرقه ـ كما منابعه ـ له أهمية فائقة، لاسيما حينما تمر إلى جوار عدن وفي مضيق باب المندب أضخم ناقلات النفط ومعظم إنتاجه المصدر إلى أوروبا والغرب.
وإلى جوار قوتي المهام الخاصة الأمريكية 150، و151 تتزاحم القطع البحرية الغربية وحتى الروسية كالفرقاطة ’’نيوستراشيمي’’ والصينية والإيرانية في خليج عدن وبالقرب من أهم الجزر في خليج عدن والمحيط الهندي.
جزيرة سوقطرى التي تتطلع واشنطن لاحتلالها بشكل متدرج سواء بالقوة أو بالضغط السياسي والأمني والاقتصادي تقف على رأس الخليج اليمني والمحيط معاً، وحققت أمريكا ’’المذعورة’’ من طرود قيل إنها تحوي متفجرات على متن طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة خطوات في طريقها.
لا يعتقد على نطاق واسع أن تذهب واشنطن بعيداً في محاكاة النماذج ’’الاستعمارية’’ السابقة فيما يخص اليمن، لكن السيناريو الأبرز الذي تبدو اليمن ماضية فيه إلى آخره بتخطيط أمريكي، هو خلخلة بناه الداخلية وفك عراه، وممارسة الضغوط المتعددة والمتلاحقة هي الطريق الآمن لدولة عظمى سئمت من المغامرات العسكرية ومستنقعات المتربصين وفخاخ المقاومين.
سيعد تفكيك اليمن ـ إن حصل لا قدر الله ـ قاطرة لتفتيت الجزيرة العربية برمتها، وربما سيحصل عبر سلسلة من الإجراءات التي تبدو ناجحة في السودان اليوم دون إراقة قطرة دم أمريكية ’’سامية’’ واحدة، قد تكون بالونة الطرود المفخخة إحدى ضربات جولاتها لكن بالتأكيد هي الأضعف عن أن تكون القاضية.
ليس مهماً في الحقيقة ما إذا كانت رواية الطرود صادقة، وما إذا كان سذج يقفون خلفها أو لديهم الاستعداد لتبنيها سواء أفعلوها أم لا، أخرجت البيانات العنترية تمجد ’’أبطالها’’ وتشدو بـ’’غزوتها المباركة’’ أم لا!! ولن يعنينا كثيراً التساؤلات حول البلاهة المفترضة لشركتي نقل عريقتين كـ’’فيديكس’’ و’’يو بي اس’’، ولا عن محاكاة الطريقة لفقاعة الجمرة الخبيثة التي ظهرت فجأة وتعددت نماذجها ـ كما الطرود الكثيرة هذه ـ ثم انطمرت فجأة تحت كثبان الإعلام الموجه، ولن يكون النقاش مجدياً لا في مبررات إرسال المفخخات البريدية ولا مردودها السياسي عند أي تنظيم أو حركة تقوم بها، ولا حول ما إذا كان من المألوف أن يصدر اليمنيون أفراداً أو جماعات طابعات للولايات المتحدة أم لا حتى يكون الفاعل ’’الذكي’’ جداً كما يُصور قد وقع في هذا الغباء التكتيكي؟! إنما المجدي النظر إلى جملة من المستفيدين من البروباجندا التي أعقبتها..
الولايات المتحدة أكبر المستفيدين بالزخم الإعلامي المرافق للإعلان عن اكتشاف طرود مفخخة، ودون أن تفقد جندياً واحداً أو تدفع دولاراً واحداً بوسعها أن تمارس ضغطاً هائلاً على اليمن بسبب هذه الفقاعة الإعلامية التي تضخمت في ساعات حتى سدت الأفق الفضائي والورقي والرقمي.
إذا كانت اليمن ضمن دائرة تخطيط التفتيت الأمريكية، وهي كذلك فعلاً، فإن مناظِرات لتلك البروباجندا بمقدورها أن تصنع المناخ الملائم للترهيب من الفلتان الأمني المصور في هذا البلد العريق، وهو ما استشعرته فوراً صنعاء فجاء الرد من قبلها على عرض قدمه مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب جون برينان خلال اتصال هاتفي بالرئيس اليمنى، جاء فيه أن ’’بلاده على استعداد لدعم الحكومة والشعب اليمنيين في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب’’؛ فكان الرد من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ’’نحن لا نريد ولن نسمح لأحد بأن يتدخل في الشأن اليمني ويقوم بمطاردة العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في اليمن، بل نحن الذين سنقوم بتعقبهم ومطاردتهم ودك أوكارهم بطائراتنا وآلياتنا ومعداتنا الأمنية والعسكرية أينما تتواجد تلك العناصر’’.
أمنيات الرئيس اليمني جيدة فيما يخص استقلال بلاده عن الولايات المتحدة، لكن الظرف قد يكون أكبر منه مثلما هو أكبر ـ على ما يبدو ـ من الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يواجه هو الآخر تحديات لا قبل له ولا لبلاده بها. والأول سيكون مضطراً لمواجهة حجم من الضغوط لن تقف عند حافة ’’مكافحة الإرهاب’’ التي مكنت الولايات المتحدة من إخضاع دول أقوى من اليمن بكثير كالعراق وباكستان.
وجيران اليمن سواء في الشمال أو الغرب سيواجهون استحقاقاً أمنياً خطيراً في حال استرسلت واشنطن في مسعى إحداث فوضى سياسية وأمنية في اليمن، لاسيما أن تفكيك اليمن سيحرم الجزيرة العربية من كتلة بشرية عربية كبرى ويصنع بكل سهولة دولة طائفية في الشمال اليمني يقودها موالون لطهران، ويفتح الشهية لانقسامات أخرى، وفي المقابل ستظل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما الرابحان الأكبر من تكرار حوادث كهذه تقود إلى ترسيخ اعتقاد لدى العالم باعتبار اليمن ’’دولة فاشلة’’، وهو مصطلح أممي يسمح دون عناء قانوني بالتدخل ’’الدولي’’ في الشؤون الداخلية لتلك الدول بغير إمهال لها لتصحح أوضاعها الأمنية والاقتصادية والسياسية.
اليهود عموماً، والكيان الصهيوني بصفة خاصة، كلاهما سيلعب دور الضحية المستهدفة في عقر دور عبادتها التي خصص إحداها لـ’’المتعبدين اليهود من الشواذ’’ من قبل ’’الأصوليين’’ الإسلاميين، وهؤلاء لم ولن يوفروا جهداً في لصق المسلمين بالإرهاب وتغطية إجرامهم بهما؛ وبالفعل فإن رئيس وزراء الكيان الصهيوني سرعان ما أكد على أن حادثة الطرود المفخخة ’’أشارت إلى تزايد موجة الإرهاب الإسلامي’’ ـ على حد قوله ـ، والمفارقة أن ’’إسرائيل’’ التي لا تصيبها مثل هذه المغامرات بأي أذى ستخرج من المشهد كدولة تعاني من إرهاب يستهدفها ومناصريها عبر القارات؛ فيما ستمضي قدماً في مخططها للهيمنة على جنوب البحر الأحمر من جهته الشرقية مثلما نجحت جزئياً في الغرب والشمال.
والحوثيون الصامتون دوماً خارجياً سيكفون عن الصراخ إلى أجل ’’الموت لأمريكا الموت لإسرائيل’’ لأن الفاتورة التي قد تدفعها القاعدة في الجنوب والوسط اليمني ستدخل فوراً في حسابهم المحلي والإقليمي؛ فتنظيم القاعدة الذي توعد أوباما بتدميره ’’في اليمن’’ دون غيرها!! والذي ردد أيضاً مستشاره للأمن القومي اسمه الإقليمي ’’تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية’’ عمداً للدلالة ـ ربما ـ على دخوله في صعيده الإقليمي إلى حلبة الصراع تمهيداً لتنفيذ خارطة جديدة للمنطقة، سيعاود تعبيد الطريق بعمد أو بدون للجحافل العسكرية الغربية أو لاتفاقات مجحفة مع ’’اليمن السعيد’’ المحشور ـ كما السودان ـ في زاوية الرضوخ والإذعان.. وسيظل التنظيم يزرع العمليات الفاشلة، والولايات المتحدة و’’إسرائيل’’ وإيران الذين يدغدغون مشاعر شبابه بإعلامهم الطاغي عن ’’الاحتراف العالي’’ و’’الذكاء’’ و’’الدقة العالية’’ و’’رجال التنظيم’’ و’’الذعر الهائل’’ و’’خبراء التفجير’’ لسلسلة من العمليات لا تعرف النجاح أبداً، يحصدون بلا ضجيج..
*لجينيات
طالما تُيم الغزاة و’’المستعمرون’’ بمدينة عدن كإحدى أهم محطات الإبحار حول العالم في طريقيه الأبرز القديم والجديد، وكثيراً ما تقاطرت عليها الحملات للاستيلاء عليها، فموقعها الجغرافي لا تخطئه عين الاستراتيجيين سواء أكانوا من خريجي الكليات العسكرية الحديثة أم كانوا من ذوي الأبصار النافذة من قادة الحملات والحروب المفصلية.
شغف القراصنة والبحارة الأوروبيين بالشرق صده إباء عدن وقوة سلطانها، وما إن تتضعضع سلطة اليمن تتطلع لها عيون الراصدين، ولولاها لما قامت الثورة الصناعية بأوروبا، فلا فحم لبريطانيا العظمى، ولا أمان لقراصنتها المندفعين نحو ’’مستعمرات’’ الشرق؛ فإذا ما تنافسوا فلبريطانيا السبق إلى عدن بجنوب البحر الأحمر (عام 1839) بعد أن أزعجتها أنباء عن مخططات الفرنسيين لشق قناة السويس بشماله والتمركز عنده.
وإذ ورث الأمريكيون نفوذاً عند ممر قناة السويس، هرع السوفييت إلى عدن، وحالما يتدفق النفط بالخليج يكتمل القوس باليمن؛ فإن فحم بريطانيا/الثورة الصناعية قد صار نفط أمريكا/العولمة، وتأمين طرقه ـ كما منابعه ـ له أهمية فائقة، لاسيما حينما تمر إلى جوار عدن وفي مضيق باب المندب أضخم ناقلات النفط ومعظم إنتاجه المصدر إلى أوروبا والغرب.
وإلى جوار قوتي المهام الخاصة الأمريكية 150، و151 تتزاحم القطع البحرية الغربية وحتى الروسية كالفرقاطة ’’نيوستراشيمي’’ والصينية والإيرانية في خليج عدن وبالقرب من أهم الجزر في خليج عدن والمحيط الهندي.
جزيرة سوقطرى التي تتطلع واشنطن لاحتلالها بشكل متدرج سواء بالقوة أو بالضغط السياسي والأمني والاقتصادي تقف على رأس الخليج اليمني والمحيط معاً، وحققت أمريكا ’’المذعورة’’ من طرود قيل إنها تحوي متفجرات على متن طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة خطوات في طريقها.
لا يعتقد على نطاق واسع أن تذهب واشنطن بعيداً في محاكاة النماذج ’’الاستعمارية’’ السابقة فيما يخص اليمن، لكن السيناريو الأبرز الذي تبدو اليمن ماضية فيه إلى آخره بتخطيط أمريكي، هو خلخلة بناه الداخلية وفك عراه، وممارسة الضغوط المتعددة والمتلاحقة هي الطريق الآمن لدولة عظمى سئمت من المغامرات العسكرية ومستنقعات المتربصين وفخاخ المقاومين.
سيعد تفكيك اليمن ـ إن حصل لا قدر الله ـ قاطرة لتفتيت الجزيرة العربية برمتها، وربما سيحصل عبر سلسلة من الإجراءات التي تبدو ناجحة في السودان اليوم دون إراقة قطرة دم أمريكية ’’سامية’’ واحدة، قد تكون بالونة الطرود المفخخة إحدى ضربات جولاتها لكن بالتأكيد هي الأضعف عن أن تكون القاضية.
ليس مهماً في الحقيقة ما إذا كانت رواية الطرود صادقة، وما إذا كان سذج يقفون خلفها أو لديهم الاستعداد لتبنيها سواء أفعلوها أم لا، أخرجت البيانات العنترية تمجد ’’أبطالها’’ وتشدو بـ’’غزوتها المباركة’’ أم لا!! ولن يعنينا كثيراً التساؤلات حول البلاهة المفترضة لشركتي نقل عريقتين كـ’’فيديكس’’ و’’يو بي اس’’، ولا عن محاكاة الطريقة لفقاعة الجمرة الخبيثة التي ظهرت فجأة وتعددت نماذجها ـ كما الطرود الكثيرة هذه ـ ثم انطمرت فجأة تحت كثبان الإعلام الموجه، ولن يكون النقاش مجدياً لا في مبررات إرسال المفخخات البريدية ولا مردودها السياسي عند أي تنظيم أو حركة تقوم بها، ولا حول ما إذا كان من المألوف أن يصدر اليمنيون أفراداً أو جماعات طابعات للولايات المتحدة أم لا حتى يكون الفاعل ’’الذكي’’ جداً كما يُصور قد وقع في هذا الغباء التكتيكي؟! إنما المجدي النظر إلى جملة من المستفيدين من البروباجندا التي أعقبتها..
الولايات المتحدة أكبر المستفيدين بالزخم الإعلامي المرافق للإعلان عن اكتشاف طرود مفخخة، ودون أن تفقد جندياً واحداً أو تدفع دولاراً واحداً بوسعها أن تمارس ضغطاً هائلاً على اليمن بسبب هذه الفقاعة الإعلامية التي تضخمت في ساعات حتى سدت الأفق الفضائي والورقي والرقمي.
إذا كانت اليمن ضمن دائرة تخطيط التفتيت الأمريكية، وهي كذلك فعلاً، فإن مناظِرات لتلك البروباجندا بمقدورها أن تصنع المناخ الملائم للترهيب من الفلتان الأمني المصور في هذا البلد العريق، وهو ما استشعرته فوراً صنعاء فجاء الرد من قبلها على عرض قدمه مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب جون برينان خلال اتصال هاتفي بالرئيس اليمنى، جاء فيه أن ’’بلاده على استعداد لدعم الحكومة والشعب اليمنيين في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب’’؛ فكان الرد من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ’’نحن لا نريد ولن نسمح لأحد بأن يتدخل في الشأن اليمني ويقوم بمطاردة العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في اليمن، بل نحن الذين سنقوم بتعقبهم ومطاردتهم ودك أوكارهم بطائراتنا وآلياتنا ومعداتنا الأمنية والعسكرية أينما تتواجد تلك العناصر’’.
أمنيات الرئيس اليمني جيدة فيما يخص استقلال بلاده عن الولايات المتحدة، لكن الظرف قد يكون أكبر منه مثلما هو أكبر ـ على ما يبدو ـ من الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يواجه هو الآخر تحديات لا قبل له ولا لبلاده بها. والأول سيكون مضطراً لمواجهة حجم من الضغوط لن تقف عند حافة ’’مكافحة الإرهاب’’ التي مكنت الولايات المتحدة من إخضاع دول أقوى من اليمن بكثير كالعراق وباكستان.
وجيران اليمن سواء في الشمال أو الغرب سيواجهون استحقاقاً أمنياً خطيراً في حال استرسلت واشنطن في مسعى إحداث فوضى سياسية وأمنية في اليمن، لاسيما أن تفكيك اليمن سيحرم الجزيرة العربية من كتلة بشرية عربية كبرى ويصنع بكل سهولة دولة طائفية في الشمال اليمني يقودها موالون لطهران، ويفتح الشهية لانقسامات أخرى، وفي المقابل ستظل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما الرابحان الأكبر من تكرار حوادث كهذه تقود إلى ترسيخ اعتقاد لدى العالم باعتبار اليمن ’’دولة فاشلة’’، وهو مصطلح أممي يسمح دون عناء قانوني بالتدخل ’’الدولي’’ في الشؤون الداخلية لتلك الدول بغير إمهال لها لتصحح أوضاعها الأمنية والاقتصادية والسياسية.
اليهود عموماً، والكيان الصهيوني بصفة خاصة، كلاهما سيلعب دور الضحية المستهدفة في عقر دور عبادتها التي خصص إحداها لـ’’المتعبدين اليهود من الشواذ’’ من قبل ’’الأصوليين’’ الإسلاميين، وهؤلاء لم ولن يوفروا جهداً في لصق المسلمين بالإرهاب وتغطية إجرامهم بهما؛ وبالفعل فإن رئيس وزراء الكيان الصهيوني سرعان ما أكد على أن حادثة الطرود المفخخة ’’أشارت إلى تزايد موجة الإرهاب الإسلامي’’ ـ على حد قوله ـ، والمفارقة أن ’’إسرائيل’’ التي لا تصيبها مثل هذه المغامرات بأي أذى ستخرج من المشهد كدولة تعاني من إرهاب يستهدفها ومناصريها عبر القارات؛ فيما ستمضي قدماً في مخططها للهيمنة على جنوب البحر الأحمر من جهته الشرقية مثلما نجحت جزئياً في الغرب والشمال.
والحوثيون الصامتون دوماً خارجياً سيكفون عن الصراخ إلى أجل ’’الموت لأمريكا الموت لإسرائيل’’ لأن الفاتورة التي قد تدفعها القاعدة في الجنوب والوسط اليمني ستدخل فوراً في حسابهم المحلي والإقليمي؛ فتنظيم القاعدة الذي توعد أوباما بتدميره ’’في اليمن’’ دون غيرها!! والذي ردد أيضاً مستشاره للأمن القومي اسمه الإقليمي ’’تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية’’ عمداً للدلالة ـ ربما ـ على دخوله في صعيده الإقليمي إلى حلبة الصراع تمهيداً لتنفيذ خارطة جديدة للمنطقة، سيعاود تعبيد الطريق بعمد أو بدون للجحافل العسكرية الغربية أو لاتفاقات مجحفة مع ’’اليمن السعيد’’ المحشور ـ كما السودان ـ في زاوية الرضوخ والإذعان.. وسيظل التنظيم يزرع العمليات الفاشلة، والولايات المتحدة و’’إسرائيل’’ وإيران الذين يدغدغون مشاعر شبابه بإعلامهم الطاغي عن ’’الاحتراف العالي’’ و’’الذكاء’’ و’’الدقة العالية’’ و’’رجال التنظيم’’ و’’الذعر الهائل’’ و’’خبراء التفجير’’ لسلسلة من العمليات لا تعرف النجاح أبداً، يحصدون بلا ضجيج..
*لجينيات