مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
النموذج التركي
د. كمال حبيب

أقامت الجامعة الأمريكية ومركز الشرق للدراسات السياسية سيمنارا لمدة يوم واحد بعنوان ’’ المجتمعات العربية والنموذج التركي ’’ شارك في اليوم عددا من الدارسين والباحثين الأتراك والمصريين والعرب ، لبيت الدعوة للتواصل والتعرف أكثر علي النموذج التركي ، ولرؤية أعزاء علي نفسي لم أرهم منذ وقت طويل منهم المستشار طارق البشري الذي ترأس أحد هذه الجلسات ولمقابلة الدكتور علي الدين هلال بصفته كأستاذ في العلوم السياسية وقد ألقي محاضرة مهمة عن ’’ كيف تغير الدولة تحالفاتها ’’ ، ومن ثم ما ذا يجري اليوم في تركيا هو تغير في التحالفات بمعني إعادة بناء لها أم إعادة ترتيب للأوراق بحيث تقلل من تحالفاتها مع إسرائيل لتبحث عن تحالفات جديدة بعيدة عنها ، كان أهم ما أشار إليه وأنفق معه فيه أن تركيا تقدم نفسها للعالم العربي ولدول جوارها عبر القوة الناعمة فهي الاقتصاد رقم 17 علي مستوي العالم وعن طريق الدراما التركية شخصية مهند وغيره ، ولم تقدم نفسها باعتبارها قوة عسكرية رغم أنها من أكبر القوي العسكرية في المنطقة .

كان السؤال الأهم لماذا الإعجاب في العالم العربي بالنموذج التركي ؟ ولماذا أصبح أردوغان واحد من الزعماء الذين لهم شعبية في العالم العربي أكثر من حكامها أنفسهم ؟ وماهو سر التركيبة التي جمعت بين الإسلام والديموقراطية وبين الحزب السياسي والتدين الفردي الذي يعبر عنه أعضاؤه ، فحزب العدالة والتنمية هو حزب سياسي بامتياز وهو يرفض أن يكون حزبا إسلاميا في دولة أغلبيتها مسلمة ذلك لأنه يري أن الإسلام مشترك عام للجميع وأنه يتحول لقوة صراع لو جري توظيفه في عالم السياسة ، لذا فهو حزب سياسي يقدم برنامجا للناس وعلي أساس هذا البرنامج يتم الفرز والاختيار وليس علي أساس أنه حزب إسلامي .

يعيب اليوم أن الأوراق كتبت علي عجل لحد أن الورقة التي كتبت للمقارنة بين الإخوان المسلمين وحزب العدالة والتي كتبها با حث مصري تحدثت عن موقف الدولة التركية والمصرية من الحركتين وليس موقف حركة الإخوان المسلمين وحزب العدالة والتنمية من مواقف وقضايا متعددة منها الدولة والدين والمجتمع المدني والسياسة وطبيعة الزعماء السياسيين داخلهم والفاعلين والنشطاء في كل منهما ، والبرامج التي يتعاملون بها ... الخ مما كان سيمثل إضافة مهمة في ذلك السياق .

من المهم جدا أن يتفاعل الباحثون في مصر وتركيا فهناك مناطق مشتركة للاهتمام وهناك محاولة لاكتشاف التداخل والتمازج التاريخي بين أبناء المنطقة ودولها وخبراتها التاريخية ، وبينت دراسة تركية أن الصوفية في تركيا لا تعبر عن الدورشة وإنما هي تعبير عن المعاصرة والتفاعل مع الحداثة ولها موقف سياسي من الدولة والواقع الداخلي .

لا شك أن أهم ما يواجه تركيا اليوم هو تعديل نظامها السياسي الداخلي بحيث يصبح نظاما طبيعيا لا استثناءات فيه ولا تمييز لفئة ولا حصانة لجماعة بل كل المواطنين سواء أمام القانون ، وأن يكون هناك توازن في السلطات بحيث لا تغلب سلطة علي أخري وأن يصبح للبرلمان مكانته في النظام السياسي لكي يقوم بدور رقابي فعال لأن

الرقابة لا تزال غير كفؤة في النظام السياسي التركي – كما قال أردوغان نفسه ومن ثم فهو يسعي من خلال التعديلات الدستورية أن يتحول بالنظام السياسي التركي إلي النظام الرئاسي .

هذا في الداخل وعلي مستوي الخارج فإن ما تبحث عنه تركيا هو حلفاء جدد بحيث تفصم تحالفها مع الدولة العبرية والتي تتجه بنظام سياسي مغلق ذات طابع عنصري ، كما أنه نظام مكروه في العالم العربي والإسلامي .

وعلي صعيد المهمة الأولي فإن رئيس المجلس الأعلي للجامعات في تركيا yok وهو ضياء أوزجان رفض ما قام به أستاذ في كلية الطب بطرد طالبة من الجامعة لأنها ترتدي الحجاب وأوضح أنه ليس من حق الأساتذة أو إدارة الجامعة أن تمنع الطالبات من ارتداء الحجاب ، وتعليقا علي الحدث قال بولنت أرنج نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشئون الإعلام إنه لا يوجد حظر للحجاب في الدستور أو القوانين التركية ولا توجد مادة واحدة تقول بهذا ، هذا الحظر هو في العقول ووافقه علي ذلك كمال كليدار أوغلو رئيس حزب الشعب المعارض

العلماني مؤكدا حق حرية ارتداء الحجاب .

أما المهمة الثانية فهي اللمحة الذكية والخلاقة لمهندس السياسة التركية أحمد داوود أوغلو والذي فتح الباب واسعا للصين كحليف بديل وجديد لتركيا فقد أجري الجيش الصيني والتركي مناورة جوية استمرت لما يقرب من أربعة عشر يوما وزار رئيس وزراء الصين تركيا وهناك اتفاقات تجارية لزيادة حجم التبادل التجاري بين ا لبلدين إلي 50 مليار ، هناك سياسة خارجية متعددة الأبعاد تتسم بالذكاءة والمبادرة والجرأة
*المصريون
أضافة تعليق