المُختَلف في ملتقى التشاور والسلف
بقلم/ د. كمال بن محمد البعداني
الخميس 18 يونيو-حزيران 2009 05:19 م
لعل ما يميز الملتقى السلفي العام الذي عُقِد الشهر الماضي في العاصمة صنعاء بدعوى من جمعية الحكمة اليمانية الخيرية ، هو أنه قد جاء مباشرةً بعد إجتماع ملتقى التشاور الوطني والذي انعقد بدعوى من أحزاب اللقاء المشترك ، ولكي تتضح الرؤيا أكثر دعونا نطل إطلالة سريعة على أهم ما جاء في الوثائق التي قُدمت في ملتقى التشاور وكذلك أهم ما جاء في البيان الختامي ، فلقد انعقد هذا الملتقى تحت شعار ( الشراكة من أجل المحافظة على الوحدة ) ، وكان من ضمن الوثائق التي قُدمت الدعوة بضرورة التمكين للمرأة ودعوتهم للحزب الحاكم بضرورة الإلتزام بالتوصيات الدولية بهذا الشأن ، وبخصوص قضية صعدة فقد دعوا الى الحرية الفكرية هناك في إحدى الوثائق التي قُدمت (حتى ولو كان السبب فيما وصلت اليه الأوضاع في صعدة هو الحرية الفكرية) ،.
لقد أدانوا الدولة بسبب تصديها للدعوات الإنفصالية وأعمال الشغب والفوضى والذي أسموه الحراك السلمي ( حتى ولو كان هذا الحراك يحمل القاذفات والبوازيك والقنابل الهجومية ويقطع الطرقات وينهب المحلات التجارية وينشر ثقافة الكراهية ويمزق العلم الوطني ، فإنه يظل في نظر اللقاء المشترك حراك سلمي طالما وهذا يغضب السلطة) ، ملتقى التشاور أدان أيضاً توقيف السلطة لعدد من الصحف المحلية ولم يدين الدعوات الإنفصالية ( حتى وإن وجد من بين هذه الصحف من تحارب الله نهاراً جهاراً من خلال نشر الصور الإباحية الخليعة في صفحاتها الأولى ونشرها أيضاً للمقالات الإلحادية والماجنة ، حتى وإن قالت هذه الصحيفة أن صلاتي الظهر والعصر نافلة وليست فريضة ، .
ولو أن هذه الصحيفة أيضاً نشرت مقال بعنوان ( إن الله ظلمني ) حتى وإن كان هذا كله فالدفاع عنها واجب في نظر ملتقى التشاور طالما وهذا يحرج السلطة ، نقول ذلك رغم إيماننا المطلق بأن السلطة لم تقم بتوقيف هذه الصحيفة مع الصحف الأخرى غيرةً على دين الله وعلى أخلاق المجتمع وإنما فعلت ذلك لأسباب أخرى تماماً ، كان هذا أبرز ما جاء في الوثائق التي قدمت في ملتقى التشاور وكذلك ما جاء في البيان الختامي ، وبالإنتقال الى الملتقى السلفي العام الذي عقد كما أسلفنا بعد ملتقى التشاور نلاحظ التميز الواضح ، فلقد عُقد هذا الملتقى تحت شعار ( الوحدة اليمنية والتحديات الراهنة ... رؤية شرعية واقعية ).
هكذا يتم النظر الى الأزمة والمخاطر التي تهدد الوحدة من منظور شرعي وليس تقاسمي تحت مسمى الشراكة ، ومعلوم أنه إذا حضرت الشريعة حضر العدل والمساوأة وغاب الظلم أي أن الشريعة هي التي تجلب الشراكة بمعناها الأوسع والأشمل وليس بمعناها الضيق ، دعوا الى حماية الوحدة باعتبارها فريضة شرعية وأدانوا دعوات الإنفصال والتفرقة وفي نفس الوقت دعوا السلطة الى إصلاح كافة أجهزتها ومؤسساتها بتعيين الأكفأ وإحالة الفاسدين الى القضاء وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وإصلاح القضاء ، والى العناية بالمرأة ورعايتها وتعليمها وضمان حقوقها وفق الشرع الإسلامي ، دعوا الى إنصاف المتضررين في المناطق الجنوبية وكذلك في بعض مناطق صعدة ودعوا في نفس الوقت الى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة المد الرافضي في اليمن ( هذا هو التوازن في الطرح والعدل في القول بعيداً عن إستخدام العبارات المطاطية والتحذير من حرب سادسة وسابعة ) أثبت السلفيون أنهم أكثر إنفتاحاً من غيرهم ، فالعديد من مشائخ الإصلاح قالوا في الملتقى السلفي مالم يستطيعوا قوله أو لم يتاح لهم ذلك في ملتقى التشاور وفي مقدمتهم الشيخ الزنداني الأب الروحي للإصلاح إذا جاز التعبير ، حتى وإن كان البعض من قادة الإصلاح أصبحوا ينظرون اليه على أنه من الحرس القديم ، إلا أنهم لا يستطيعون أن يمنعوا أنفسهم من التجمل به وفق الحاجة كما حصل في ملتقى التشاور فعلى الرغم من عدم إتاحة الفرصة له بالتحدث إلا أنه قد تم حشر إسمه دون موافقته ودون علمه ضمن قائمة التسعين الشخص الذي خرج بهم الملتقى وقال أنهم سيصلحون في الأرض ولا يفسدون ، حتى ولو كان بينهم من ادعى النبوة سابقاً ومن قال دعوا الناس يفعلون مايشاؤون بما فيها ارتكاب المحرمات في نظر البعض طالما لم يرتكبوا فعلاً جنائي ، ومع ذلك تم إدراج إسم الشيخ مع هؤلاء دون موافقته ودون علمه ولسان حالهم في التشاور يقول ( نحن لا نكذب ... ولكن نتجمّل ) في تصوري أن الأخوة في التشاور أرادوا أن يقدموا السياسة على الشرع فغابت السياسة وغاب الشرع ، فقد حرصوا أن يخاطبوا الخارج قبل الداخل وإلا ما معنى حشر المرأة في الوثائق والدعوة الى ضرورة التمكين لها ؟ وهل الأزمة التي تمر بها البلاد هي بسبب عدم التمكين للمرأة ؟ الشيء الملفت في وثائق وبيان ملتقى التشاور هو أن نفَس وبصمات كل أحزاب اللقاء المشترك كانت واضحة في هذه الوثائق وكذلك البيان الختامي ، إلا حزب واحد لم تظهر له بصمة ولا ظهر له نفَس وهو حزب الإصـلاح العمود الفقري للقاء المشترك الذي يبدوا أنه اكتفى بإمامة المصلين في قاعة أبولّو ( صلاة الغائب ) على الثلاثة الذين قالوا أنهم استشهدوا في مواجهة الأمن في بعض أحياء عدن ، وهذه الصلاة بلا أدنى شك هي صلاة سياسية بامتياز ، لقد خلا البيان الختامي من البسملة أو الإستشهاد بآية قرآنية أو حديث نبوي مما يجعل الإنسان يتخيل أن هذا البيان صادر من أحزاب كورية وليست يمنية تؤمن كما تقول بالإسلام عقيدة وشريعة ،.
لا يستطيع أحد أن ينكر تضحيات حزب الإصلاح في حرب الإنفصال إلا أنه وقع بعد ذلك ضحية لحزب المؤتمر الذي أقصاه من الحكم في انتخابات 1997م بطريقة لا أخلاقية وبنتيجة معروفة سلفاً وهكذا استمر المؤتمر في سياسة الإقصاء للإصلاح ولغيره بطريقة غبية وباسم تحقيق الأغلبية حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه والذي لو كانت هذه الأغلبية صحيحة ما حصل الذي حصل في بعض المناطق الجنوبية وكذلك في بعض مناطق صعدة والذي حقق فيها المؤتمر أغلبية ، هذه التصرفات من المؤتمر دفعت الإصلاح دفعاً للإرتماء في أحضان أحزاب وقفت ضد المؤتمر والإصلاح في حرب 94م ، فعملت هذه الأحزاب على توسيع الفجوه بين المؤتمر والإصلاح وهكذا الأحزاب المتحالفة في حرب 94م انتقمت من الأحزاب المتحالفة في حرب 94م ، وفي الأخير نقول للأخوة في جمعية الحكمة اليمانية لقد أثبتم أنكم لستم رجال منابر فحسب وإنما رجال سياسة أيضاً وأثبتم كذلك أنكم لا تعيشون تحت جلباب السلطة كما يصوركم خصومكم ،فلقد انتقدتم السلطة في كل شيء تقريباً ولم تحابوها الا انكم أيضاً لم تفرطوا بالثوابت من أجل المكايدة السياسية كما فعل غيركم ، فمزيداً من الإنفتاح والعمل السياسي وفق المنظور الشرعي ، نقول ذلك رغم إختلافنا مع بعض دعاة العمل السلفي في أسلوب عملهم الدعوي وأسلوب طرحهم ، إلا أنه هنا تكفينا جمعية الحكمة اليمانية وبعض الجمعيات السلفية معها ( الإحسان ) ، ( فحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق) ، أما الأخوة في الإصلاح فنقول لهم لقد انضم الناس بالآلاف المؤلفة الى هذا الحزب عندما رفع شعار الفضيلة ومكارم الأخلاق ، وعندما قدم العلماء في صفوفه وعندما رفع شعار ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ) وليس السعي الى الشراكة بأي وسيلة مااستطعت ، انضم الناس الى هذا الحزب يوم جعل السياسة تخدم الشريعة وليس العكس ، فإذا تخليتم عن هذه المثل وعن هذه الأهداف فلا شيء يغري للبقاء معكم أو الإلتفاف حولكم ، فالله سبحانه وتعالى لا يحابي أحد فقد قال جلّ شأنه : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) وكما قال الشاعر العربي ( لاخيل عندك تهديها ولا مال ....... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال )
.مأرب برس
بقلم/ د. كمال بن محمد البعداني
الخميس 18 يونيو-حزيران 2009 05:19 م
لعل ما يميز الملتقى السلفي العام الذي عُقِد الشهر الماضي في العاصمة صنعاء بدعوى من جمعية الحكمة اليمانية الخيرية ، هو أنه قد جاء مباشرةً بعد إجتماع ملتقى التشاور الوطني والذي انعقد بدعوى من أحزاب اللقاء المشترك ، ولكي تتضح الرؤيا أكثر دعونا نطل إطلالة سريعة على أهم ما جاء في الوثائق التي قُدمت في ملتقى التشاور وكذلك أهم ما جاء في البيان الختامي ، فلقد انعقد هذا الملتقى تحت شعار ( الشراكة من أجل المحافظة على الوحدة ) ، وكان من ضمن الوثائق التي قُدمت الدعوة بضرورة التمكين للمرأة ودعوتهم للحزب الحاكم بضرورة الإلتزام بالتوصيات الدولية بهذا الشأن ، وبخصوص قضية صعدة فقد دعوا الى الحرية الفكرية هناك في إحدى الوثائق التي قُدمت (حتى ولو كان السبب فيما وصلت اليه الأوضاع في صعدة هو الحرية الفكرية) ،.
لقد أدانوا الدولة بسبب تصديها للدعوات الإنفصالية وأعمال الشغب والفوضى والذي أسموه الحراك السلمي ( حتى ولو كان هذا الحراك يحمل القاذفات والبوازيك والقنابل الهجومية ويقطع الطرقات وينهب المحلات التجارية وينشر ثقافة الكراهية ويمزق العلم الوطني ، فإنه يظل في نظر اللقاء المشترك حراك سلمي طالما وهذا يغضب السلطة) ، ملتقى التشاور أدان أيضاً توقيف السلطة لعدد من الصحف المحلية ولم يدين الدعوات الإنفصالية ( حتى وإن وجد من بين هذه الصحف من تحارب الله نهاراً جهاراً من خلال نشر الصور الإباحية الخليعة في صفحاتها الأولى ونشرها أيضاً للمقالات الإلحادية والماجنة ، حتى وإن قالت هذه الصحيفة أن صلاتي الظهر والعصر نافلة وليست فريضة ، .
ولو أن هذه الصحيفة أيضاً نشرت مقال بعنوان ( إن الله ظلمني ) حتى وإن كان هذا كله فالدفاع عنها واجب في نظر ملتقى التشاور طالما وهذا يحرج السلطة ، نقول ذلك رغم إيماننا المطلق بأن السلطة لم تقم بتوقيف هذه الصحيفة مع الصحف الأخرى غيرةً على دين الله وعلى أخلاق المجتمع وإنما فعلت ذلك لأسباب أخرى تماماً ، كان هذا أبرز ما جاء في الوثائق التي قدمت في ملتقى التشاور وكذلك ما جاء في البيان الختامي ، وبالإنتقال الى الملتقى السلفي العام الذي عقد كما أسلفنا بعد ملتقى التشاور نلاحظ التميز الواضح ، فلقد عُقد هذا الملتقى تحت شعار ( الوحدة اليمنية والتحديات الراهنة ... رؤية شرعية واقعية ).
هكذا يتم النظر الى الأزمة والمخاطر التي تهدد الوحدة من منظور شرعي وليس تقاسمي تحت مسمى الشراكة ، ومعلوم أنه إذا حضرت الشريعة حضر العدل والمساوأة وغاب الظلم أي أن الشريعة هي التي تجلب الشراكة بمعناها الأوسع والأشمل وليس بمعناها الضيق ، دعوا الى حماية الوحدة باعتبارها فريضة شرعية وأدانوا دعوات الإنفصال والتفرقة وفي نفس الوقت دعوا السلطة الى إصلاح كافة أجهزتها ومؤسساتها بتعيين الأكفأ وإحالة الفاسدين الى القضاء وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وإصلاح القضاء ، والى العناية بالمرأة ورعايتها وتعليمها وضمان حقوقها وفق الشرع الإسلامي ، دعوا الى إنصاف المتضررين في المناطق الجنوبية وكذلك في بعض مناطق صعدة ودعوا في نفس الوقت الى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة المد الرافضي في اليمن ( هذا هو التوازن في الطرح والعدل في القول بعيداً عن إستخدام العبارات المطاطية والتحذير من حرب سادسة وسابعة ) أثبت السلفيون أنهم أكثر إنفتاحاً من غيرهم ، فالعديد من مشائخ الإصلاح قالوا في الملتقى السلفي مالم يستطيعوا قوله أو لم يتاح لهم ذلك في ملتقى التشاور وفي مقدمتهم الشيخ الزنداني الأب الروحي للإصلاح إذا جاز التعبير ، حتى وإن كان البعض من قادة الإصلاح أصبحوا ينظرون اليه على أنه من الحرس القديم ، إلا أنهم لا يستطيعون أن يمنعوا أنفسهم من التجمل به وفق الحاجة كما حصل في ملتقى التشاور فعلى الرغم من عدم إتاحة الفرصة له بالتحدث إلا أنه قد تم حشر إسمه دون موافقته ودون علمه ضمن قائمة التسعين الشخص الذي خرج بهم الملتقى وقال أنهم سيصلحون في الأرض ولا يفسدون ، حتى ولو كان بينهم من ادعى النبوة سابقاً ومن قال دعوا الناس يفعلون مايشاؤون بما فيها ارتكاب المحرمات في نظر البعض طالما لم يرتكبوا فعلاً جنائي ، ومع ذلك تم إدراج إسم الشيخ مع هؤلاء دون موافقته ودون علمه ولسان حالهم في التشاور يقول ( نحن لا نكذب ... ولكن نتجمّل ) في تصوري أن الأخوة في التشاور أرادوا أن يقدموا السياسة على الشرع فغابت السياسة وغاب الشرع ، فقد حرصوا أن يخاطبوا الخارج قبل الداخل وإلا ما معنى حشر المرأة في الوثائق والدعوة الى ضرورة التمكين لها ؟ وهل الأزمة التي تمر بها البلاد هي بسبب عدم التمكين للمرأة ؟ الشيء الملفت في وثائق وبيان ملتقى التشاور هو أن نفَس وبصمات كل أحزاب اللقاء المشترك كانت واضحة في هذه الوثائق وكذلك البيان الختامي ، إلا حزب واحد لم تظهر له بصمة ولا ظهر له نفَس وهو حزب الإصـلاح العمود الفقري للقاء المشترك الذي يبدوا أنه اكتفى بإمامة المصلين في قاعة أبولّو ( صلاة الغائب ) على الثلاثة الذين قالوا أنهم استشهدوا في مواجهة الأمن في بعض أحياء عدن ، وهذه الصلاة بلا أدنى شك هي صلاة سياسية بامتياز ، لقد خلا البيان الختامي من البسملة أو الإستشهاد بآية قرآنية أو حديث نبوي مما يجعل الإنسان يتخيل أن هذا البيان صادر من أحزاب كورية وليست يمنية تؤمن كما تقول بالإسلام عقيدة وشريعة ،.
لا يستطيع أحد أن ينكر تضحيات حزب الإصلاح في حرب الإنفصال إلا أنه وقع بعد ذلك ضحية لحزب المؤتمر الذي أقصاه من الحكم في انتخابات 1997م بطريقة لا أخلاقية وبنتيجة معروفة سلفاً وهكذا استمر المؤتمر في سياسة الإقصاء للإصلاح ولغيره بطريقة غبية وباسم تحقيق الأغلبية حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه والذي لو كانت هذه الأغلبية صحيحة ما حصل الذي حصل في بعض المناطق الجنوبية وكذلك في بعض مناطق صعدة والذي حقق فيها المؤتمر أغلبية ، هذه التصرفات من المؤتمر دفعت الإصلاح دفعاً للإرتماء في أحضان أحزاب وقفت ضد المؤتمر والإصلاح في حرب 94م ، فعملت هذه الأحزاب على توسيع الفجوه بين المؤتمر والإصلاح وهكذا الأحزاب المتحالفة في حرب 94م انتقمت من الأحزاب المتحالفة في حرب 94م ، وفي الأخير نقول للأخوة في جمعية الحكمة اليمانية لقد أثبتم أنكم لستم رجال منابر فحسب وإنما رجال سياسة أيضاً وأثبتم كذلك أنكم لا تعيشون تحت جلباب السلطة كما يصوركم خصومكم ،فلقد انتقدتم السلطة في كل شيء تقريباً ولم تحابوها الا انكم أيضاً لم تفرطوا بالثوابت من أجل المكايدة السياسية كما فعل غيركم ، فمزيداً من الإنفتاح والعمل السياسي وفق المنظور الشرعي ، نقول ذلك رغم إختلافنا مع بعض دعاة العمل السلفي في أسلوب عملهم الدعوي وأسلوب طرحهم ، إلا أنه هنا تكفينا جمعية الحكمة اليمانية وبعض الجمعيات السلفية معها ( الإحسان ) ، ( فحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق) ، أما الأخوة في الإصلاح فنقول لهم لقد انضم الناس بالآلاف المؤلفة الى هذا الحزب عندما رفع شعار الفضيلة ومكارم الأخلاق ، وعندما قدم العلماء في صفوفه وعندما رفع شعار ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ) وليس السعي الى الشراكة بأي وسيلة مااستطعت ، انضم الناس الى هذا الحزب يوم جعل السياسة تخدم الشريعة وليس العكس ، فإذا تخليتم عن هذه المثل وعن هذه الأهداف فلا شيء يغري للبقاء معكم أو الإلتفاف حولكم ، فالله سبحانه وتعالى لا يحابي أحد فقد قال جلّ شأنه : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) وكما قال الشاعر العربي ( لاخيل عندك تهديها ولا مال ....... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال )
.مأرب برس