أخي القارئ
كثيرا ما تلوك الألسنة كلاما مزوقا منمقا مزركشا عن (الحضارة الإسلامية) وتصل العبارات الطنانة إلى حد يبهر العيون .
لكن الأهم من هذا هو أن البريق سرعان ما يذهب ، والنضارة سرعان ما تزول ، وتتراكم ذرات الرمال على المزركشات فتحيلها ترابا متراكما متراكبا ، ثم يقال هذا تراث ، هذا ما ينبغي الاهتمام به بحالته هذه بترابه الذي يظهر عبق الماضي ، ويبين امتداد جذور الحضارة ، وتتعالى صيحات : انقذوا حضارتنا ، تراثنا في خطر ، معالمنا تندثر ، جهود الأوائل تتبعثر ، أفكار القدامى تتبخر ، حياة الماضي تضيع .
وفي ظل كل هذا أراني أصرخ بكل طاقتي في كل من حصر حضارتنا (حضارة الإسلام)في بعض أعمدة مرسوم عليها بالفسيفساء، أو بعض الأواني الفخارية أو النحاسية الزركشة ، أو بعض المخطوطات القديمة بحبر شيني وبألوان زاهية وعلى أوراق تآكلت جدرانها
إن الذين حصروا الحضارة الإسلامية في هذا المنعطف الضيق جدا ، لم يضيقوا واسعا فحسب ؛ بل قتلوا مفهوم حضارة الإسلام
تلك الحضارة الإنسانية الشاملة التي جمعت كل أنبياء الله ورسله وما قدموه من خير لإنقاذ البشر من الانهيار العقدي والخلل الاجتماعي والانحراف الفكري
إن حضارة الإسلام ليست حكرا على المسلمين بل هي لكل البشر ؛ لأنه تضم كل المصلحين والأنبياء والمرسلين
وما المسلمون إلا حلقة أخيرة من حلقات عطاء الحضارة الإسلامية جمع الله فيها للبشر كل خير سابق ولاحق ؛ باعتبار أن المسلمين هم آخر الأمم الشاهة على كل الناس ، فكانت الحاضارة الكاملة بكل تفاصيلها السابقة واللاحقة بين أيديهم ، وكان عليهم أن يحملوها من رسول الإسلام الخاتم ويؤدوها للناس جميعا على وجهها الصحيح ؛ لينقذوا البشر من أنفسهم أولا ، ومن خطر الابتعاد عن منهج الخالق الحكيم سبحانه ثانيا.
إن كتاب حضارة الإسلام وإبداعات المسلمين
يوضح تفاصيل العطاء الرباني للبشر عبر سنوات العمر البشري ومن خلال أنبياء الله ورسله ، ومن خلال ما أثبته الله تعالى في كتابه العزيز الذي تولى سبحانه حفظه ؛ بعد أن حرف السابقون رسالات أنبيائهم ،
وكذلك عرض الكتاب لإبداعات المسلمين عبر العصور ؛ مبينا أن إبداعاتهم انبثقت من أصول الحضارة الإسلامية التي عرضها الإسلام - إجمالا في مواضع ، وتفصيلا دقيقا محكما في مواضع أخرى.
ولست أدعي كمال الفكرة ، لكنها محاولة لقراءة (الحضارة الإسلامية) بعين أخرى ، أتمنى أن تكون عين حق ؛ حيث كانت - ولا تزال- نيتها نية إظهار الحق ، وتتمنى أن تثبت عليه
وللحديث بقية
بعون الله تعالى
عبد الباري
*تربيتنا
كثيرا ما تلوك الألسنة كلاما مزوقا منمقا مزركشا عن (الحضارة الإسلامية) وتصل العبارات الطنانة إلى حد يبهر العيون .
لكن الأهم من هذا هو أن البريق سرعان ما يذهب ، والنضارة سرعان ما تزول ، وتتراكم ذرات الرمال على المزركشات فتحيلها ترابا متراكما متراكبا ، ثم يقال هذا تراث ، هذا ما ينبغي الاهتمام به بحالته هذه بترابه الذي يظهر عبق الماضي ، ويبين امتداد جذور الحضارة ، وتتعالى صيحات : انقذوا حضارتنا ، تراثنا في خطر ، معالمنا تندثر ، جهود الأوائل تتبعثر ، أفكار القدامى تتبخر ، حياة الماضي تضيع .
وفي ظل كل هذا أراني أصرخ بكل طاقتي في كل من حصر حضارتنا (حضارة الإسلام)في بعض أعمدة مرسوم عليها بالفسيفساء، أو بعض الأواني الفخارية أو النحاسية الزركشة ، أو بعض المخطوطات القديمة بحبر شيني وبألوان زاهية وعلى أوراق تآكلت جدرانها
إن الذين حصروا الحضارة الإسلامية في هذا المنعطف الضيق جدا ، لم يضيقوا واسعا فحسب ؛ بل قتلوا مفهوم حضارة الإسلام
تلك الحضارة الإنسانية الشاملة التي جمعت كل أنبياء الله ورسله وما قدموه من خير لإنقاذ البشر من الانهيار العقدي والخلل الاجتماعي والانحراف الفكري
إن حضارة الإسلام ليست حكرا على المسلمين بل هي لكل البشر ؛ لأنه تضم كل المصلحين والأنبياء والمرسلين
وما المسلمون إلا حلقة أخيرة من حلقات عطاء الحضارة الإسلامية جمع الله فيها للبشر كل خير سابق ولاحق ؛ باعتبار أن المسلمين هم آخر الأمم الشاهة على كل الناس ، فكانت الحاضارة الكاملة بكل تفاصيلها السابقة واللاحقة بين أيديهم ، وكان عليهم أن يحملوها من رسول الإسلام الخاتم ويؤدوها للناس جميعا على وجهها الصحيح ؛ لينقذوا البشر من أنفسهم أولا ، ومن خطر الابتعاد عن منهج الخالق الحكيم سبحانه ثانيا.
إن كتاب حضارة الإسلام وإبداعات المسلمين
يوضح تفاصيل العطاء الرباني للبشر عبر سنوات العمر البشري ومن خلال أنبياء الله ورسله ، ومن خلال ما أثبته الله تعالى في كتابه العزيز الذي تولى سبحانه حفظه ؛ بعد أن حرف السابقون رسالات أنبيائهم ،
وكذلك عرض الكتاب لإبداعات المسلمين عبر العصور ؛ مبينا أن إبداعاتهم انبثقت من أصول الحضارة الإسلامية التي عرضها الإسلام - إجمالا في مواضع ، وتفصيلا دقيقا محكما في مواضع أخرى.
ولست أدعي كمال الفكرة ، لكنها محاولة لقراءة (الحضارة الإسلامية) بعين أخرى ، أتمنى أن تكون عين حق ؛ حيث كانت - ولا تزال- نيتها نية إظهار الحق ، وتتمنى أن تثبت عليه
وللحديث بقية
بعون الله تعالى
عبد الباري
*تربيتنا