مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
الحب الحقيقي للوطن !
الحب الحقيقي للوطن !

حينما نتكلم عن الحب عند الإنسان ، نجد أنه يحب بعض الأمور بفطرته ، فمنذ ولادته قلبه متعلقٌ بأمه و أبيه ، فما إن يخرج أحدهما من المنزل - ولو لمدة قصيرة - إلا و يبكي حزناً على فراقه و محبةً له ، و كذلك من ضمن ما جُبل الإنسانُ عليه .. محبة وطنه و الاشتياق له و الحنين إليه ، سواءً كان ابتعاده عن وطنه طوعاً أو كرهاً ، فلا تجد إنساناً عاقلاً لا يحب وطنه ، حتى ولو كان بعيداً عنه أو مبعداً منه إلا و تجد قلبه متعلق به ، و خير دليل على ذلك ما رواه عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمكة : ( ما أطيبك من بلد ، و أحبك إليّ ، ولو أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك ) رواه الترمذي .
و قد من الله علينا أن جعلنا ننتمي إلى هذا الوطن ، الذي فيه الحرمين الشريفين ، و الذي تحُكّم فيه الشريعة الإسلامية دون سائر البلاد ، و قد رزقنا فيه الأمن و الإيمان ، فنشكرك ربنا على هذه النعم ، و نسألك ربنا أن توفق ولاة أمورنا ، وأن تعينهم على أداء ما أوجبتهُ عليهم – إنك سميع مجيب –
أقول بعد هذه المقدمة : إن المحب دائماً ما يبذل الغالي و النفيس مقابل ما يحبه ، و في هذا الوقت .. كثيرون من يدّعون حُب أوطانهم و لكنهم في الحقيقة يسيئون إليه إما بإدراك و وعي أو بغير ذلك ، و لعل من أهم معالم هذا الكلام :
1- الخروجُ على ولاة الأمر ، و الدخول في ما يجلب على الأمة الفتن و التشتت ، باسم الدينِ أو غيره ، و كثيراً ما نجدُ أن الداعي لمثل هذا الأمر هم أناسٌ ليسوا من هذا الوطن ، وقد أسهب العلماء في الحديث عن هذا الفريق و تكلموا فيهِ كلاماً كثيراً من المتقدمين و حتى من المتأخرين ، نسأل الله العظيم أن يحمي بلادنا من حقد الحاقدين و كيد الكائدين .
2- القسم الثاني : هم أناسٌ يحسبون الوطنية بلبس الثوب و الغترة ! تاركين خلف ظهورهم واجبات الوطن عليهم ، من احترامٍ للأنظمة و تطبيقها ، و عدم المخالفة في ذلك ، فنجد كثيراً ممن يدعي الوطنية مخالف لأنظمة المرور ، و مخالفٌ لأنظمة استقدام العمالة – التي ظهر فسادها جلياً أمام أنظار الجميع – فهو يكون شريكٌ فيما تعمله هذه العمالة ، و مخالفٌ لكثيرٍ من الأنظمة الأخرى .
3 – القسم الثالث : هم من جعلوا من أنفسهم أبواقاً للغرب الحاقد ، و كانوا أداةً لمحاربة الدين و من ثم هذا الوطن القائم على قواعد الشرعية ، و بأفعالهم تلك يدعون أنهم محبين للوطن ! فكيف يدّعي من يريد أن يزيح اللبِنات أنه من البنائين ؟! .
4- القسم الرابع : هُم أولئك الذين يشوهون سمعة الدين و الوطن بأفعالهم خارج البلاد ! بل و داخلها ! ، فالتعامل السيئ و الخلق الرديء لم و لن يكون أبداً في المواطن الصالح ، صاحب الوطنية الصادقة و الحب الكبير ، فالمواطن الصالح هو خير سفير لبلده ولو لم يكن بمهمّة رسمية أبداً ! ، بالدين المستقيم و الأخلاق الفاضلة و الوطنية الصادقة ؛ نكون محبين حقاً لهذا الوطن ، أدام الله علينا نعمة الوطن ! .
*عُمر بن عبد العزيز العُمري – طالب ( كليّة أصول الدين )
[email protected]
أضافة تعليق