مدرسة الجبرين وقصة أول ظهور إعلامي
(بيننا وبينكم يوم الجنائز) ،تذكرت هذه الجملة الجميلة لأحد أئمة السلف وأنا أتأمل جنازة شيخنا ووالدنا الشيخ العلاّمة د عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين -رحمه الله - آلاف الشباب والشيوخ والأطفال الذين قدموا من كل مكان ،حتى امتلأت بهم أروقة الجامع الكبير بمدينة الرياض وساحاته ،رأيت الحب في عيون الناس التي تبكي حزنا على فراقه.
رأيته في صرخات البكائين التي تعالت في الجامع ،وفي الطريق إلى المقبرة ،والتي كنت من أوائل الواصلين حيث وقف أبناء الشيخ في سيارة الإسعاف يطالبون الناس بالتراجع للوراء لإنزال الجنازة والجميع يرجع ثم يتقدم في حالة غريبة فالجميع يريد أن يحمل الجنازة والجميع يريد أن يكون من أقرب الناس لها قبل أن توارى الثرى وتودع الوداع الأخير وبسرعة تم إنزال الشيخ في قبره ثم رفعت عباءته أمام الحاضرين ، فعم الصمت أرجاء المقبرة وقبلها كانت الأصوات تتعالى في هذه الأثناء أخذت أحدث نفسي وأظنه حديث الآخرين هل مات الشيخ حقاً ،والله لم أتمالك نفسي ولا الحاضرين الذين أخذوا يجهشون بالبكاء حزنناً ووجداً على فراق شيخنا ووالدنا وحبيبنا رحمه الله.نعم لقد مات الرجل الصالح ،والعالم الناصح ، مات من فسّر القران وأبان للأمة سنة محمد عليه الصلاة والسلام.
فعلاً هذا الحب الخالص لله ،هذه القلوب ما أحبت ابن جبرين لكثرة ماله ،ولا لعظمة منصبه ،وإنما أحبته لله ،أحبته لنشره العلم ،أحبته لجلوسه الساعات الطويلة في المسجد يُعلم أبناء المسلمين الكتاب والسنة ،ويفقههم في الشريعة ،ويبين لهم معالم العقيدة.
وأحسب إن شاء الله أن هذا من (عاجل بشرى المؤمن) (وانتم شهود الله في أرضه) لقد أتيح لي في الخمس سنوات الأخيرة أن أتعرف على الشيخ عن قرب وخاصة حينما تأسست قناة المجد العلمية فقد كان من أوائل من استشرته في القناة فأيّدها ونصرها ووقف معها جزاه الله عني خير الجزاء.
ومن الأمور التي أحمد الله عليها أنّ أول ظهور إعلامي في الفضائيات لشيخنا كان عبر برنامج (ملفات خاصة) ،والذي كنت أعده وأقدمه على شاشة قناة المجد الفضائية ،ذهبت للقاء شيخنا وأنا متوجس خيفة من أن اعرض عليه المشاركة وخاصة أنني اعرف رأيه- رحمه الله- في التصوير فتحدثت إليه ،وطرحت الفكرة على استحيا وخشيت أن تكون كما عرضتها على الشيخ العلامة عبد الله بن غديان (فقد عرضت عليه الظهور في المجد فقال أعطني موجزا عن القناة فأعطيته وكلما رأيت البشر في وجهه زدت من الحديث عن المجد والمدح والثناء لها وبعد أن فرغت من العرض وشربت الماء قال الشيخ توكلوا على الله ،الله يقويكم لن اخرج في وسائل الإعلام).
أعود إلى شيخنا الذي فاجأني بموافقته على التصوير وتم تحديد الموعد وقام مخرج البرنامج بتهيئة مكان التصوير والذي كان في مجلس الشيخ.
دخل شيخنا المجلس وأنا في غاية الإحراج لأن فريق العمل لم يبق شيء في مكانه فدخل الشيخ وهو يبتسم سألني عن الإضاءة ولماذ تستخدمون الألوان الزرقاء فيها كنت اشرح لشيخنا والابتسامة لاتفارق محياه ،ومن يعرف الشيخ يعرف أن لابتسامته فعل كفعل السحر ،لكّنه السحر الحلال الذي يدخل حب صاحبه إلى سويداء القلب ،بدأنا تصوير البرنامج وقدمت الشيخ -رحمه الله- ومن المواقف الطريفة أنه في أثناء التصوير كان الشيخ يسترسل في الكلام ويفيض فيه ثم قال وأتذكر كلمة نفيسة للملك عبد العزيز وتوقف عن الكلام واخرج نضارته ثم اخرج كل ما في جيبه الأعلى من أوراق فأراد المخرج إيقاف التصوير فأشرت له بالاستمرار طبعا الشيخ (ولا كأن أمامه كاميرا) بدأ يبحث بين الأوراق حتى اخرج ورقة من تقويم أم القرى كان يحتفظ بها فقلّبها وقرأ للمشاهدين كلاما نفيسا للملك عبد العزيز يؤكد أنّ هذه الدولة قامت على التوحيد والسنة استمر الشيخ في الإجابة عن الأسئلة حتى تم البرنامج ونشر ضمن سلسلة ملفات خاصة.
تم بعد ذلك ترتيب درس أسبوعي لشيخنا في جامع القاضي بمدينة الرياض في شرح (منار السبيل وثلاثة الأصول) وتم الإعلان عن الدورة في قناة المجد العلمية بشكل مكثف، فشرفت في بداية الدروس بقراءة كتاب (منار السبيل) كان المسجد مكتظا بطلبة العلم الذين أتوا لينهلوا من معين علم الشيخ -رحمه الله رحمة واسعة- كان الشيخ مسروراً بإقبال الشباب على العلم ،وكان مسرورا لنشر الدرس عن طريق قناة المجد العلمية كان في كل مرة يقابلني يخبرني بسرور طلبة العلم من خارج الرياض والسعودية الذين يتابعون الشيخ وهكذا استمر التعاون بيني وبين الشيخ وكان آخره الدورة العلمية التي أقيمت في جامع الدخيل بمدينة الرياض وبثت على الهواء مباشرة بحمد الله.
كان الشيخ -رحمه الله- مدرسة بل جامعة كبيرة في تعليم العلم الشرعي فقد أحصيت يوما أنّ الشيخ يقوم في الأسبوع الواحد بشرح ما يزيد عن خمسة وثلاثين كتابا، وفي كل الفنون والعلوم الأصلية والآلة ،ولعلي في هذه الكلمات التي اسطرها أن أُبين لشبابنا بعض الدروس التي استفدتها شخصيا من حياة الشيخ رحمه الله:
1- عاش الشيخ -رحمه الله رحمة واسعة- حياته كلها معلماً ومتعلماً وهي مهمة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ،ومن أخلص فيها لله أحس بسعادة لا يعدلها سعادة وراحة لا يعدلها راحة ،ليس من السهل أن تقضي يومك من بعد الفجر إلى ما بعد العشاء تتنقل بين العلوم والدروس إلا إذا أصبح العلم هو الحياة العظيمة في القلب وقد قال الله تعالى( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها).
2- بحث الشيخ عن الفائدة في أي مكان والحكمة ضالة المؤمن فأنا وجدها فهو أحق بها ولذا لا تستغرب إذا وجدت بين أوراق الشيخ قصاصات من أوراق التقويم أو غيرها.
3- كنت مع شيخنا ووالدنا في زيارة لأحد كبار الأمراء في الدولة استضافنا الأمير في منزله وسر كثيراً بالشيخ لما رآه وقبل رأسه ،وقال: ياشيخ أنت لك في قلوب الأسرة مكانة كبيرة وعاليه. بدوره بادله الشيخ التحية وأثنى عليه وعلى الأسرة الحاكمة وذكره بمااثرها والقيم الجليلة التي قامت عليها الدولة ،ثم حدثه عن بعض الأمور وتم النقاش حولها كنت أراقب الشيخ وهو يحسن النصح والتوجيه لولاة الأمور ،وارى الاحترام والإجلال الذي يُكنه المسئولون للعلماء وعلى رأسهم الشيخ ابن جبرين.
4- كان الشيخ يقوم بجولة في كل سنة على جميع مناطق المملكة ولا أظن أنّ داعية أو عالماً يقوم بما يقوم به كان يزور مناطق المملكة ويبقى في كل منطقة ثلاثة أيام و أسبوع يعلم فيها ويخطب ويقوم بشرح الدروس العلمية للناس.
5- لم يكن الشيخ في دروسه جميعها يبحث عن كثرة الحضور أو الشهرة أو أن يعرفه الناس ،ولذا رايته في أحد المساجد والحضور يعدون على أصابع اليد لم يكن شيخنا يبحث عن العدد بقدر بحثه عن بذر الخير في قلوب الناس وأفئدتهم.
6- أن هذه المكانة العظيمة التي وصل إليها شيخنا لم ينلها بيسر وسهوله بل بتعب وعناء ومشقة إنها حياة مليئة بالتعب والنصب والمشقة وقطاع الطريق من الحاسدين والحاقدين والمبغضين لكنّ شيخنا استعان بالله وجد واجتهد حتى تحقق له مراده وهي حياة جديرة بالدراسة والمتابعة واخذ الدروس والعبر.
7- رزق الشيخ أبناء برره لازموا الشيخ ملازمة جادة فكانوا معه عن يمينه وشماله ومن أمامه وخلفه وكنت اتسائل من أين للشيخ الوقت ليربي أبنائه هذه التربية الصالحة؟ لكن حينما تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلّم (أحفظ الله يحفظك) تعرف الجواب لقد عرفت د عبد الرحمن والأستاذ سليمان بن عبد الله بن جبرين فرأيت منهما مع والدهم ما تقر به العين ويسعد به الفوائد ولذا فإنّنا نقول الحمد لله إنّ ارث الشيخ العلمي في أيد أمينة.
هذه خواطر سريعة كتبتها عن حياة الشيخ- رحمه الله -لكن أريد أن انصح كل طالب علم أن يقبل على علوم الشيخ من خلال أشرطته وكتبه وموقعه وخاصة شروح الشيخ على كتب الفقه فقد كان فقيه زمانه ومن استمع لشرح منار السبيل وخاصة القديم عرف ابن جبرين الفقيه.
رحم الله شيخنا رحمة واسعا واسكنه فسيح جناته
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
راشد بن عثمان الزهراني
الداعية الإسلامي
لجينيات
(بيننا وبينكم يوم الجنائز) ،تذكرت هذه الجملة الجميلة لأحد أئمة السلف وأنا أتأمل جنازة شيخنا ووالدنا الشيخ العلاّمة د عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين -رحمه الله - آلاف الشباب والشيوخ والأطفال الذين قدموا من كل مكان ،حتى امتلأت بهم أروقة الجامع الكبير بمدينة الرياض وساحاته ،رأيت الحب في عيون الناس التي تبكي حزنا على فراقه.
رأيته في صرخات البكائين التي تعالت في الجامع ،وفي الطريق إلى المقبرة ،والتي كنت من أوائل الواصلين حيث وقف أبناء الشيخ في سيارة الإسعاف يطالبون الناس بالتراجع للوراء لإنزال الجنازة والجميع يرجع ثم يتقدم في حالة غريبة فالجميع يريد أن يحمل الجنازة والجميع يريد أن يكون من أقرب الناس لها قبل أن توارى الثرى وتودع الوداع الأخير وبسرعة تم إنزال الشيخ في قبره ثم رفعت عباءته أمام الحاضرين ، فعم الصمت أرجاء المقبرة وقبلها كانت الأصوات تتعالى في هذه الأثناء أخذت أحدث نفسي وأظنه حديث الآخرين هل مات الشيخ حقاً ،والله لم أتمالك نفسي ولا الحاضرين الذين أخذوا يجهشون بالبكاء حزنناً ووجداً على فراق شيخنا ووالدنا وحبيبنا رحمه الله.نعم لقد مات الرجل الصالح ،والعالم الناصح ، مات من فسّر القران وأبان للأمة سنة محمد عليه الصلاة والسلام.
فعلاً هذا الحب الخالص لله ،هذه القلوب ما أحبت ابن جبرين لكثرة ماله ،ولا لعظمة منصبه ،وإنما أحبته لله ،أحبته لنشره العلم ،أحبته لجلوسه الساعات الطويلة في المسجد يُعلم أبناء المسلمين الكتاب والسنة ،ويفقههم في الشريعة ،ويبين لهم معالم العقيدة.
وأحسب إن شاء الله أن هذا من (عاجل بشرى المؤمن) (وانتم شهود الله في أرضه) لقد أتيح لي في الخمس سنوات الأخيرة أن أتعرف على الشيخ عن قرب وخاصة حينما تأسست قناة المجد العلمية فقد كان من أوائل من استشرته في القناة فأيّدها ونصرها ووقف معها جزاه الله عني خير الجزاء.
ومن الأمور التي أحمد الله عليها أنّ أول ظهور إعلامي في الفضائيات لشيخنا كان عبر برنامج (ملفات خاصة) ،والذي كنت أعده وأقدمه على شاشة قناة المجد الفضائية ،ذهبت للقاء شيخنا وأنا متوجس خيفة من أن اعرض عليه المشاركة وخاصة أنني اعرف رأيه- رحمه الله- في التصوير فتحدثت إليه ،وطرحت الفكرة على استحيا وخشيت أن تكون كما عرضتها على الشيخ العلامة عبد الله بن غديان (فقد عرضت عليه الظهور في المجد فقال أعطني موجزا عن القناة فأعطيته وكلما رأيت البشر في وجهه زدت من الحديث عن المجد والمدح والثناء لها وبعد أن فرغت من العرض وشربت الماء قال الشيخ توكلوا على الله ،الله يقويكم لن اخرج في وسائل الإعلام).
أعود إلى شيخنا الذي فاجأني بموافقته على التصوير وتم تحديد الموعد وقام مخرج البرنامج بتهيئة مكان التصوير والذي كان في مجلس الشيخ.
دخل شيخنا المجلس وأنا في غاية الإحراج لأن فريق العمل لم يبق شيء في مكانه فدخل الشيخ وهو يبتسم سألني عن الإضاءة ولماذ تستخدمون الألوان الزرقاء فيها كنت اشرح لشيخنا والابتسامة لاتفارق محياه ،ومن يعرف الشيخ يعرف أن لابتسامته فعل كفعل السحر ،لكّنه السحر الحلال الذي يدخل حب صاحبه إلى سويداء القلب ،بدأنا تصوير البرنامج وقدمت الشيخ -رحمه الله- ومن المواقف الطريفة أنه في أثناء التصوير كان الشيخ يسترسل في الكلام ويفيض فيه ثم قال وأتذكر كلمة نفيسة للملك عبد العزيز وتوقف عن الكلام واخرج نضارته ثم اخرج كل ما في جيبه الأعلى من أوراق فأراد المخرج إيقاف التصوير فأشرت له بالاستمرار طبعا الشيخ (ولا كأن أمامه كاميرا) بدأ يبحث بين الأوراق حتى اخرج ورقة من تقويم أم القرى كان يحتفظ بها فقلّبها وقرأ للمشاهدين كلاما نفيسا للملك عبد العزيز يؤكد أنّ هذه الدولة قامت على التوحيد والسنة استمر الشيخ في الإجابة عن الأسئلة حتى تم البرنامج ونشر ضمن سلسلة ملفات خاصة.
تم بعد ذلك ترتيب درس أسبوعي لشيخنا في جامع القاضي بمدينة الرياض في شرح (منار السبيل وثلاثة الأصول) وتم الإعلان عن الدورة في قناة المجد العلمية بشكل مكثف، فشرفت في بداية الدروس بقراءة كتاب (منار السبيل) كان المسجد مكتظا بطلبة العلم الذين أتوا لينهلوا من معين علم الشيخ -رحمه الله رحمة واسعة- كان الشيخ مسروراً بإقبال الشباب على العلم ،وكان مسرورا لنشر الدرس عن طريق قناة المجد العلمية كان في كل مرة يقابلني يخبرني بسرور طلبة العلم من خارج الرياض والسعودية الذين يتابعون الشيخ وهكذا استمر التعاون بيني وبين الشيخ وكان آخره الدورة العلمية التي أقيمت في جامع الدخيل بمدينة الرياض وبثت على الهواء مباشرة بحمد الله.
كان الشيخ -رحمه الله- مدرسة بل جامعة كبيرة في تعليم العلم الشرعي فقد أحصيت يوما أنّ الشيخ يقوم في الأسبوع الواحد بشرح ما يزيد عن خمسة وثلاثين كتابا، وفي كل الفنون والعلوم الأصلية والآلة ،ولعلي في هذه الكلمات التي اسطرها أن أُبين لشبابنا بعض الدروس التي استفدتها شخصيا من حياة الشيخ رحمه الله:
1- عاش الشيخ -رحمه الله رحمة واسعة- حياته كلها معلماً ومتعلماً وهي مهمة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ،ومن أخلص فيها لله أحس بسعادة لا يعدلها سعادة وراحة لا يعدلها راحة ،ليس من السهل أن تقضي يومك من بعد الفجر إلى ما بعد العشاء تتنقل بين العلوم والدروس إلا إذا أصبح العلم هو الحياة العظيمة في القلب وقد قال الله تعالى( أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها).
2- بحث الشيخ عن الفائدة في أي مكان والحكمة ضالة المؤمن فأنا وجدها فهو أحق بها ولذا لا تستغرب إذا وجدت بين أوراق الشيخ قصاصات من أوراق التقويم أو غيرها.
3- كنت مع شيخنا ووالدنا في زيارة لأحد كبار الأمراء في الدولة استضافنا الأمير في منزله وسر كثيراً بالشيخ لما رآه وقبل رأسه ،وقال: ياشيخ أنت لك في قلوب الأسرة مكانة كبيرة وعاليه. بدوره بادله الشيخ التحية وأثنى عليه وعلى الأسرة الحاكمة وذكره بمااثرها والقيم الجليلة التي قامت عليها الدولة ،ثم حدثه عن بعض الأمور وتم النقاش حولها كنت أراقب الشيخ وهو يحسن النصح والتوجيه لولاة الأمور ،وارى الاحترام والإجلال الذي يُكنه المسئولون للعلماء وعلى رأسهم الشيخ ابن جبرين.
4- كان الشيخ يقوم بجولة في كل سنة على جميع مناطق المملكة ولا أظن أنّ داعية أو عالماً يقوم بما يقوم به كان يزور مناطق المملكة ويبقى في كل منطقة ثلاثة أيام و أسبوع يعلم فيها ويخطب ويقوم بشرح الدروس العلمية للناس.
5- لم يكن الشيخ في دروسه جميعها يبحث عن كثرة الحضور أو الشهرة أو أن يعرفه الناس ،ولذا رايته في أحد المساجد والحضور يعدون على أصابع اليد لم يكن شيخنا يبحث عن العدد بقدر بحثه عن بذر الخير في قلوب الناس وأفئدتهم.
6- أن هذه المكانة العظيمة التي وصل إليها شيخنا لم ينلها بيسر وسهوله بل بتعب وعناء ومشقة إنها حياة مليئة بالتعب والنصب والمشقة وقطاع الطريق من الحاسدين والحاقدين والمبغضين لكنّ شيخنا استعان بالله وجد واجتهد حتى تحقق له مراده وهي حياة جديرة بالدراسة والمتابعة واخذ الدروس والعبر.
7- رزق الشيخ أبناء برره لازموا الشيخ ملازمة جادة فكانوا معه عن يمينه وشماله ومن أمامه وخلفه وكنت اتسائل من أين للشيخ الوقت ليربي أبنائه هذه التربية الصالحة؟ لكن حينما تقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلّم (أحفظ الله يحفظك) تعرف الجواب لقد عرفت د عبد الرحمن والأستاذ سليمان بن عبد الله بن جبرين فرأيت منهما مع والدهم ما تقر به العين ويسعد به الفوائد ولذا فإنّنا نقول الحمد لله إنّ ارث الشيخ العلمي في أيد أمينة.
هذه خواطر سريعة كتبتها عن حياة الشيخ- رحمه الله -لكن أريد أن انصح كل طالب علم أن يقبل على علوم الشيخ من خلال أشرطته وكتبه وموقعه وخاصة شروح الشيخ على كتب الفقه فقد كان فقيه زمانه ومن استمع لشرح منار السبيل وخاصة القديم عرف ابن جبرين الفقيه.
رحم الله شيخنا رحمة واسعا واسكنه فسيح جناته
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
راشد بن عثمان الزهراني
الداعية الإسلامي
لجينيات