التدين الجديد والبوصلة المرتعشة)
-ماجد بن محمد الجهني-الظهران
قرأت قبل فترة في إحدى صحفنا المحلية خبرا عن انطلاق فعاليات الرحلة التطويرية الأولى والتي يشارك فيها أكثر من ثمانين شابا وشابة من المملكة في إحدى الدول الخليجية ، وتظهر الصورة المرفقة بالخبر مجموعة من الشباب والشابات في قاعة واحدة ، وبوضع مختلط ينصتون لأحد المحاضرين المشهورين.
وفي جريدة سعودية أخرى قرأت خبرا قريبا من هذا الخبر عن شركات تقود شبانا سعوديين وفتيات إلى طريق الدعوة من بوابة السياحة ، والرابط بين الخبرين هو التقاء الجنسين بشكل مباشر ، وحضاري على مائدة الدعوة والاستماع للخير وتقويم السلوك ، والتعرف على معنى السينما الهادفة ، وأخذ جرعات علمية وتربوية تنمي مهاراتهم وتصقل أخلاقهم.
تذكرت وأنا أقرأ مثل هذه الأخبار الاسطوانة المشروخة التي بدأ أبواق الليبرالية لدينا في ترديدها عن ضرورة تجديد الخطاب الديني ، وهو خطاب يُقصدُ في باطنه إلى هدم عرى الإسلام عروةً عروة ، وإلى دك قيمه قيمة بعد قيمة.
أنا لن أتحدث في مقالي هذا عن النوايا الحسنة لأن ماله علاقة بالشريعة لا تكفي فيه النية الحسنة إذ لا بد معها من توفر الدليل الشرعي ، فلا يكفي أن نقول عن فلان من الناس أتى ببدعة في الدين منكرة بأنه مريدٌ للخير ولا يقصد كذا وكذا خصوصا في الأمر الذي شاع وظهر للناس وقدمه أهله على أنه بابٌ من أبواب التعبد ، ونحن شئنا أم أبينا أمام مجاميع تتشكل لتكون ظاهرة جديدة تميع الدين ، وتقسمه إلى قشر ولب ، وترى في هذه الطريقة التي تقدم من خلالها دين الله عزوجل أنها هي الطريقة الصحيحة والصالحة لهذا الزمان ، وهم شعروا أو لم يشعروا يقدمون خدمةً مجانية للمخططات الغربية في خنق الإسلام الصافي النقي وحربه من الداخل وقد يقول قائل: وكيف ذاك؟ فأحيله إلى بعض الحقائق المرتبطة بهذا الموضوع:
هناك دراسات في الغرب تتحدث بقلق بالغ حول الخطاب الإسلامي وضرورة تغييره لأنه خطاب يتعارض مع أصول الحضارة الغربية ، وهناك ضغوط تمارس على الدول الإسلامية لإيجاد بدائل للخطاب الديني الحالي وصل إلى حد المطالبة بحذف بعض الآيات من القرآن الكريم بحجة أنها تحرض على الكراهية ، وهذا الأمر قد نفذه بعض الكتاب السعوديين الذين يرون بأننا يجب أن نبتعد عن الآيات التي تحث على الكراهية.
كما لا أنسى في هذا السياق أن أذكر بدراسة صدرت عن مؤسسة راند البحثية تحت عنوان(بناء شبكات إسلامية معتدلة) ، وهذه الدراسة هدفت إلى تحديد شركاء رئيسيين تعتمد عليهم الجهود الأمريكية في تحسين صورتها والتمكين لها في مواجهة من تسميهم بالتيارات الأصولية.
وهذه الشبكات المعتدلة من سماتها أنها تؤمن بأن القيم الديموقراطية الغربية هي قيم تتميز بالطابع العالمي ، وهو ما يجعلها إرثا ثقافيا مشتركا للمسلم ولغير المسلم.
وهذا البحث الذي قدمته مؤسسة راند لصانع القرار الأمريكي ركز على ضرورة استقطاب الأكاديميين والمفكرين والمثقفين ورجال الأعمال لكي يكونوا الأدوات التي تطبق السياسات المرسومة لتلك المنظومة المسماة بالشبكات الإسلامية المعتدلة.
ولهذا فإنني أقول ختاما لهذا المقال بأن الخطورة في مثل هذه الظواهر أنها تحول الجهد البحثي والفكري الغربي خلال السنوات الماضية المتجهة إلى هذا السياق-تحولها- إلى واقع ملموس في شباب يجمع بين الإسلام والقيم الليبرالية الغربية وهي الهدف المرحلي القادم والخطير لتشطير الإسلام من الداخل كما يطمحون ، ومع اليقين بأن دين الله محفوظ إلا أنه من الواجب التنبه لمثل هذه الظواهر وتناولها بالبحث والتحليل والدراسة ، وتقديم الحلول العملية لاحتواء أصحاب هذه التوجهات خصوصا من نحسن فيه الظن ممن قد لا يهدف إلى ما هدفت إليه تلك المؤسسات الغربية.
.لجينيات
-ماجد بن محمد الجهني-الظهران
قرأت قبل فترة في إحدى صحفنا المحلية خبرا عن انطلاق فعاليات الرحلة التطويرية الأولى والتي يشارك فيها أكثر من ثمانين شابا وشابة من المملكة في إحدى الدول الخليجية ، وتظهر الصورة المرفقة بالخبر مجموعة من الشباب والشابات في قاعة واحدة ، وبوضع مختلط ينصتون لأحد المحاضرين المشهورين.
وفي جريدة سعودية أخرى قرأت خبرا قريبا من هذا الخبر عن شركات تقود شبانا سعوديين وفتيات إلى طريق الدعوة من بوابة السياحة ، والرابط بين الخبرين هو التقاء الجنسين بشكل مباشر ، وحضاري على مائدة الدعوة والاستماع للخير وتقويم السلوك ، والتعرف على معنى السينما الهادفة ، وأخذ جرعات علمية وتربوية تنمي مهاراتهم وتصقل أخلاقهم.
تذكرت وأنا أقرأ مثل هذه الأخبار الاسطوانة المشروخة التي بدأ أبواق الليبرالية لدينا في ترديدها عن ضرورة تجديد الخطاب الديني ، وهو خطاب يُقصدُ في باطنه إلى هدم عرى الإسلام عروةً عروة ، وإلى دك قيمه قيمة بعد قيمة.
أنا لن أتحدث في مقالي هذا عن النوايا الحسنة لأن ماله علاقة بالشريعة لا تكفي فيه النية الحسنة إذ لا بد معها من توفر الدليل الشرعي ، فلا يكفي أن نقول عن فلان من الناس أتى ببدعة في الدين منكرة بأنه مريدٌ للخير ولا يقصد كذا وكذا خصوصا في الأمر الذي شاع وظهر للناس وقدمه أهله على أنه بابٌ من أبواب التعبد ، ونحن شئنا أم أبينا أمام مجاميع تتشكل لتكون ظاهرة جديدة تميع الدين ، وتقسمه إلى قشر ولب ، وترى في هذه الطريقة التي تقدم من خلالها دين الله عزوجل أنها هي الطريقة الصحيحة والصالحة لهذا الزمان ، وهم شعروا أو لم يشعروا يقدمون خدمةً مجانية للمخططات الغربية في خنق الإسلام الصافي النقي وحربه من الداخل وقد يقول قائل: وكيف ذاك؟ فأحيله إلى بعض الحقائق المرتبطة بهذا الموضوع:
هناك دراسات في الغرب تتحدث بقلق بالغ حول الخطاب الإسلامي وضرورة تغييره لأنه خطاب يتعارض مع أصول الحضارة الغربية ، وهناك ضغوط تمارس على الدول الإسلامية لإيجاد بدائل للخطاب الديني الحالي وصل إلى حد المطالبة بحذف بعض الآيات من القرآن الكريم بحجة أنها تحرض على الكراهية ، وهذا الأمر قد نفذه بعض الكتاب السعوديين الذين يرون بأننا يجب أن نبتعد عن الآيات التي تحث على الكراهية.
كما لا أنسى في هذا السياق أن أذكر بدراسة صدرت عن مؤسسة راند البحثية تحت عنوان(بناء شبكات إسلامية معتدلة) ، وهذه الدراسة هدفت إلى تحديد شركاء رئيسيين تعتمد عليهم الجهود الأمريكية في تحسين صورتها والتمكين لها في مواجهة من تسميهم بالتيارات الأصولية.
وهذه الشبكات المعتدلة من سماتها أنها تؤمن بأن القيم الديموقراطية الغربية هي قيم تتميز بالطابع العالمي ، وهو ما يجعلها إرثا ثقافيا مشتركا للمسلم ولغير المسلم.
وهذا البحث الذي قدمته مؤسسة راند لصانع القرار الأمريكي ركز على ضرورة استقطاب الأكاديميين والمفكرين والمثقفين ورجال الأعمال لكي يكونوا الأدوات التي تطبق السياسات المرسومة لتلك المنظومة المسماة بالشبكات الإسلامية المعتدلة.
ولهذا فإنني أقول ختاما لهذا المقال بأن الخطورة في مثل هذه الظواهر أنها تحول الجهد البحثي والفكري الغربي خلال السنوات الماضية المتجهة إلى هذا السياق-تحولها- إلى واقع ملموس في شباب يجمع بين الإسلام والقيم الليبرالية الغربية وهي الهدف المرحلي القادم والخطير لتشطير الإسلام من الداخل كما يطمحون ، ومع اليقين بأن دين الله محفوظ إلا أنه من الواجب التنبه لمثل هذه الظواهر وتناولها بالبحث والتحليل والدراسة ، وتقديم الحلول العملية لاحتواء أصحاب هذه التوجهات خصوصا من نحسن فيه الظن ممن قد لا يهدف إلى ما هدفت إليه تلك المؤسسات الغربية.
.لجينيات