الحدث في حياة أطفالنا
بقلم : محمود القلعاوى
تمر علينا في حياتنا أحداث كثيرة ومناسبات متعددة .. سواء الإسلامية أو الوطنية أو..... الخ .. منها المناسبات الصغيرة ومنها الكبيرة .. ومنها المناسبات اليومية ومنها الأسبوعي ومنها الشهري .. ومنها الدوري ومنها غير الدوري .. من هذه الأحداث : حدث الطعام .. وحدث الشراب .. وحدث السفر الطويل .. وحدث يوم الجمعة .. وحدث العيد .. والمربى الناجح هو الذي يستطيع الاستفادة من هذه الأحداث وتوظيفها التوظيف الأمثل الذي يكون له الأثر الكبير في تربية أولادنا وبناتنا في عقولهم ونفسيا تهم .. وتوظيف هذه الأحداث التوظيف الأمثل يفتح الحوار بين المعلم والمتعلم مما يؤدى إلى تنامي الأفكار والمعلومات لدى المتعلم . وسوف نأخذ أمثلة على هذه الأحداث وكيفية التوظيف الأمثل لها حدث الشرب · روى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أُتى بشراب فشرب منه .. وعن يمينه غلام أصغر القوم وعن يساره الأشياخ .. فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطى هؤلاء ؟ .. فقال الغلام : والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي أحد .. فتله – وضع الشراب – رسول الله في يده .. متفق عليه .. · وهنا النبي – صلى الله عليه وسلم – يستفيد من حدث الشرب .. معلماً الصغير آداباً عظيمة منها : الإستأذان .. وكذلك احترام الكبير .. وأيضاً التيمن في كل شيء . حدث الطعام · عن عمر بن أبى سلمة – رضي الله عنه – قال : ’’ كنت غلاماً في حجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت يدي تطيش في الصحفة .. فقال رسول الله : ’’ يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ’’ رواه ابن ماجة . · وهنا نرى طفل صغير يأكل مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في إناء واحد ولكن الطفل ما كان يعرف أن للطعام آداباً .. فينظر إليه – صلى الله عليه وسلم – غير معنفاً له ، بل مؤدباً له ، موظفاً للحدث ، مستفيداً من حدث الطعام له يحدث لنا مرات في يومنا ، غارساً قيمة جميلة :’’ سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ’’ . حدث الرجوع للبيت · روى أن رجلً أعتم عند النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم رجع إلى أهله .. فوجد الصبية قد ناموا فأتاه أهله بطعام فحلف لا يأكل طعاماً من اجل صبيته .. ثم بدا له فأكل .. فأتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ’’ من حلف على يمين فرأى خيراً منها فليأتها وليكفر عن يمينه ’’ رواه مسلم . · فهذا أحد الصحابة الملازمين له – صلى الله عليه وسلم – حتى عتمة الليل .. القائمين على شئون الأمة .. المشغولين بغيرهم .. المهمومين بدعوتهم .. ولكن مع هذا لم يكن يتخلف عن الاستفادة من هذه الأوقات القليلة التي يقضيها مع أهل بيت فيتعدهم بالرعاية والاهتمام .. فيأكل معهم ويجالسهم ويتفقد حالهم .. كم حفظوا من القرآن ؟! .. وكم .. ؟! .. وأين .. ؟! .. ولماذا .. ؟! .. ولكن هذه المرة كان قدره التأخير عنهم لسبب من الأسباب .. فحزن حزناُ شديدا لهذا حتى أنه أقسم ألا يأكل في ليلته معاقباً لنفسه على هذا التقصير .. معاقباً لنفسه على التقصير في واجبات يومه . حدث الدخول والخروج · عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : كنت خادماً للنبي – صلى الله عليه وسلم – فكنت أدخل بغير استئذان فقال – صلى الله عليه وسلم : ’’ كما أنت يا بنى فإنه قد حدث بعدك أمر لا تدخلن إلا بإذن ’’ رواه البخاري . · انظر كيف استفاد منه - صلى الله عليه وسلم – حدث صلة الرحم · قال – صلى الله عليه وسلم - : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه ) متفق عليه . · فعندما يذهب بعض الآباء والأمهات لزيارة رحمهم لا يصحبون أطفالهم معتذرين عن ذلك بأنهم ما زالوا صغاراً توفيراً للوقت والجهد .. غير عالمين أن هذا خيانة للأمانة فأطفالنا أمانة في أعناقنا نعلمهم الخير ونبعدهم عن الشر .. فكم من خير يعود على أولادك باصطحابهم إلى صلة أرحامهم .. فبها بحب أرحامه .. ومن خلالها يشب ولداً اجتماعيا .. وعن طريقها يحب مخالطة الناس .. وقبل كل هذا نفتح له باباً من أبواب الجنة . لا يمر بدون فائدة وبعد ما ذكرنا نماذج لبعض الأحداث والتوظيف الأمثل لها .. لنا أن نقول : إن التوظيف الأمثل للحدث في حياة ولدك له أكبر الأثر في حياته كلها .. فقد يمر حدث بسيط ولكن باستفادتك منه تصير له فائدة عظيمة وعكس ذلك صحيح .. واذكر ما قصه علىّ صديق لي أنهم وهم في رحلة لمجموعة من الأطفال إذا بطفل يُخرج لفظاً فاحشاً .. فإذا بمشرف الرحلة يأخذ موقفاً سريعاً مستفيداً بالحدث السيىء فيأمر بإيقاف السيارة .. رافعاً صوته بالتوبيخ لصاحب هذه الفعلة الشنعاء .. دون ذكر اسمه بالطبع من باب ما بال أقوام .. وبعد اعتذار البعض أكمل الرحلة .. لكن بعدما أوقف الجميع مع نفسه معلماً لهم خطورة هذا الألفاظ .. معلماً لنا أنه ما من حدث إلا ويمكن الاستفادة منه .
.ينابيع
بقلم : محمود القلعاوى
تمر علينا في حياتنا أحداث كثيرة ومناسبات متعددة .. سواء الإسلامية أو الوطنية أو..... الخ .. منها المناسبات الصغيرة ومنها الكبيرة .. ومنها المناسبات اليومية ومنها الأسبوعي ومنها الشهري .. ومنها الدوري ومنها غير الدوري .. من هذه الأحداث : حدث الطعام .. وحدث الشراب .. وحدث السفر الطويل .. وحدث يوم الجمعة .. وحدث العيد .. والمربى الناجح هو الذي يستطيع الاستفادة من هذه الأحداث وتوظيفها التوظيف الأمثل الذي يكون له الأثر الكبير في تربية أولادنا وبناتنا في عقولهم ونفسيا تهم .. وتوظيف هذه الأحداث التوظيف الأمثل يفتح الحوار بين المعلم والمتعلم مما يؤدى إلى تنامي الأفكار والمعلومات لدى المتعلم . وسوف نأخذ أمثلة على هذه الأحداث وكيفية التوظيف الأمثل لها حدث الشرب · روى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أُتى بشراب فشرب منه .. وعن يمينه غلام أصغر القوم وعن يساره الأشياخ .. فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطى هؤلاء ؟ .. فقال الغلام : والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي أحد .. فتله – وضع الشراب – رسول الله في يده .. متفق عليه .. · وهنا النبي – صلى الله عليه وسلم – يستفيد من حدث الشرب .. معلماً الصغير آداباً عظيمة منها : الإستأذان .. وكذلك احترام الكبير .. وأيضاً التيمن في كل شيء . حدث الطعام · عن عمر بن أبى سلمة – رضي الله عنه – قال : ’’ كنت غلاماً في حجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت يدي تطيش في الصحفة .. فقال رسول الله : ’’ يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ’’ رواه ابن ماجة . · وهنا نرى طفل صغير يأكل مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في إناء واحد ولكن الطفل ما كان يعرف أن للطعام آداباً .. فينظر إليه – صلى الله عليه وسلم – غير معنفاً له ، بل مؤدباً له ، موظفاً للحدث ، مستفيداً من حدث الطعام له يحدث لنا مرات في يومنا ، غارساً قيمة جميلة :’’ سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ’’ . حدث الرجوع للبيت · روى أن رجلً أعتم عند النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم رجع إلى أهله .. فوجد الصبية قد ناموا فأتاه أهله بطعام فحلف لا يأكل طعاماً من اجل صبيته .. ثم بدا له فأكل .. فأتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ’’ من حلف على يمين فرأى خيراً منها فليأتها وليكفر عن يمينه ’’ رواه مسلم . · فهذا أحد الصحابة الملازمين له – صلى الله عليه وسلم – حتى عتمة الليل .. القائمين على شئون الأمة .. المشغولين بغيرهم .. المهمومين بدعوتهم .. ولكن مع هذا لم يكن يتخلف عن الاستفادة من هذه الأوقات القليلة التي يقضيها مع أهل بيت فيتعدهم بالرعاية والاهتمام .. فيأكل معهم ويجالسهم ويتفقد حالهم .. كم حفظوا من القرآن ؟! .. وكم .. ؟! .. وأين .. ؟! .. ولماذا .. ؟! .. ولكن هذه المرة كان قدره التأخير عنهم لسبب من الأسباب .. فحزن حزناُ شديدا لهذا حتى أنه أقسم ألا يأكل في ليلته معاقباً لنفسه على هذا التقصير .. معاقباً لنفسه على التقصير في واجبات يومه . حدث الدخول والخروج · عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : كنت خادماً للنبي – صلى الله عليه وسلم – فكنت أدخل بغير استئذان فقال – صلى الله عليه وسلم : ’’ كما أنت يا بنى فإنه قد حدث بعدك أمر لا تدخلن إلا بإذن ’’ رواه البخاري . · انظر كيف استفاد منه - صلى الله عليه وسلم – حدث صلة الرحم · قال – صلى الله عليه وسلم - : ( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه ) متفق عليه . · فعندما يذهب بعض الآباء والأمهات لزيارة رحمهم لا يصحبون أطفالهم معتذرين عن ذلك بأنهم ما زالوا صغاراً توفيراً للوقت والجهد .. غير عالمين أن هذا خيانة للأمانة فأطفالنا أمانة في أعناقنا نعلمهم الخير ونبعدهم عن الشر .. فكم من خير يعود على أولادك باصطحابهم إلى صلة أرحامهم .. فبها بحب أرحامه .. ومن خلالها يشب ولداً اجتماعيا .. وعن طريقها يحب مخالطة الناس .. وقبل كل هذا نفتح له باباً من أبواب الجنة . لا يمر بدون فائدة وبعد ما ذكرنا نماذج لبعض الأحداث والتوظيف الأمثل لها .. لنا أن نقول : إن التوظيف الأمثل للحدث في حياة ولدك له أكبر الأثر في حياته كلها .. فقد يمر حدث بسيط ولكن باستفادتك منه تصير له فائدة عظيمة وعكس ذلك صحيح .. واذكر ما قصه علىّ صديق لي أنهم وهم في رحلة لمجموعة من الأطفال إذا بطفل يُخرج لفظاً فاحشاً .. فإذا بمشرف الرحلة يأخذ موقفاً سريعاً مستفيداً بالحدث السيىء فيأمر بإيقاف السيارة .. رافعاً صوته بالتوبيخ لصاحب هذه الفعلة الشنعاء .. دون ذكر اسمه بالطبع من باب ما بال أقوام .. وبعد اعتذار البعض أكمل الرحلة .. لكن بعدما أوقف الجميع مع نفسه معلماً لهم خطورة هذا الألفاظ .. معلماً لنا أنه ما من حدث إلا ويمكن الاستفادة منه .
.ينابيع