ﻛﻞ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺗﻌﺜﺮﺕ، ﻷﻧﻬﺎ ﺍﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﺮﻏﺒﺎﺕ « ﺍﻟﻄﻬﺎﺑﻴﺶ » ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻧﻌﻤﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺗﻌﺰ، ﺣﻴﻦ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﺷﻤﻲ، ﻭﺍﺣﺘﺪﻡ ﺧﻼﻑ ﺣﺎﺩ ﺣﻮﻝ ﺷﻖ ﻭﺳﻔﻠﺘﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ - ﺗﻌﺰ، ﻓﻮﺯﻳﺮ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺭﻓﺾ
ﺑﺸﺪﺓ، ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻨﻌﻤﺎﻥ : {{ ﺇﺫﺍ ﺷﻘﻴﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺟﺰﻣﺘﻚ ﻓﻲﻭﺟﻬﻲ }} ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻭﺑﺜﻘﻞ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺸﻴﺨﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ، ﻭﺷﻖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺭﺳﻞ ﻓﺮﺩﺓ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﻇﺮﻑ
ﺇﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺮﺷﻤﻲ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ : « ﻟﻘﺪ ﺃﻭﻓﻴﺖ ﺑﻮﻋﺪﻱ ﻓﺄﻭﻓﻲ ﺑﻮﻋﺪﻙ ». ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻜﺮﺷﻤﻲ ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ، ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ «ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ » ﻭﻭﺟﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً :
« ﺃﻋﺰﺍﺋﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻦ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺑﻴﺎﻥ ﻫﺎﻡ ﻳﻠﻘﻴﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻧﻌﻤﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﺼﻪ : « ﻗﺪﻣﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﺷﻤﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻹﺭﻳﺎﻧﻲ » ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺃﻃﺎﺡ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻜﺮﺷﻤﻲ، ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ .
ﻟﻠﻨﻌﻤﺎﻥ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ « ﺗﻌﺰﻳﺔ » ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﺤﻪ ﻟﻘﺐ « ﺍﺑﻦ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﺒﺎﺭ » ، ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﺎﻷﺩﺏ ﻣﻔﺮﻁ ﻓﻲ ﺗﺒﺠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻨﻄﻖ ﻫﻮﻳﺘﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺘﺐ ﻭﺗﻐﻨﺖ ﻗﺼﺎﺋﺪﻩ ﺑﻜﻞ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻟﻴﻤﻦ .
ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﺟﺪﻳﺪ، ﻋﻦ ﺳﻴﺮﺓ ﺭﺟﻞ ﺷﻜﻞ ﺣﺎﻟﺔ « ﻓﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ» ﻓﺮﺩﻳﺔ، ﺃﺣﺐ ﺗﻌﺰ ﻭﺧﺪﻣﻬﺎ ﻭﺃﻇﻬﺮﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ
ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻬﺎ ﺇﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻐﻨﻰ ﻭﺍﻣﺘﺪﺡ ﻛﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺷﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺳﻴﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﺔ .
ﺃﺟﺪﻧﻲ ﻣﻠﺰﻣﺎً ﺑﺈﻳﺮﺍﺩ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺮﺳﻮﺍ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻓﻀﺎﻋﻮﺍ ﻭﺿﺎﻋﺖ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﻢ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﺑـ« ﻃﻬﺎﺑﻴﺶ » ، ﻟﻬﻢ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺭﺅﺍﻫﻢ
ﺍﻟﻤﻌﺠﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ : ﻓﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﻌﺎً، ﻭﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻭﻳﺨﻄﻔﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻗﻮﻱ ﻭﻳﻔﺠﺮﻭﻥ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻭﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻻ ﻳﺘﻮﻗﻔﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻄﻊ ﻭﺍﻟﺜﺄﺭ.
ﺣﺎﻭﻝ «ﺑﻴﺖ ﻫﺎﺋﻞ » ﺑﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﺤﺎﻛﺎﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺔ، ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺍﺻﻄﺪﻡ ﻃﻤﻮﺣﻬﻢ ﺑﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻬﻜﻤﻴﺔ ﺿﺪ ﺗﻌﺰ، ﻓﻜﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻮﺕ ﺷﻮﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﺃﻏﻠﻖ ﺷﺮﻳﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺗﻌﺰ، ﺣﺘﻰ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬﻳﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﻌﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ : ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺎ، ﻭﻣﻄﺎﺭ ﺗﻌﺰ .
ﺣﺎﻭﻝ « ﺑﻴﺖ ﻫﺎﺋﻞ » ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺘﻌﺰ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﻮﺗﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻣﻮﺍ
ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﻋﻔﺎﺀﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻌﺰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻲ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺪﺑﻲ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﺘﻌﺰ، ﻭﺇﻋﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ «ﺍﻟﻼﺻﺎﻟﺢ » ﺧﺒﻴﺜﺎً، ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻭﺑﺎﻃﻨﻪ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ : « ﺃﻋﺮﻑ ﻳﺎ ﺑﻴﺖ ﻫﺎﺋﻞ ﺃﻧﻜﻢ ﻋﺘﺮﺟﻌﻮﺍ ﺗﻌﺰ ﻣﺜﻞ ﺩﺑﻲ،
ﻟﻜﻦ ﻏﺪﻭﺓ ﻋﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻤﺤﻮﻳﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﺗﺸﺘﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﻌﺰ، ﻭﻣﻨﻴﻦ ﺃﺩﻱ ﻟﻬﺎ، ﺃﻧﺘﻢ ﺗﺸﺘﻮﺍ ﺗﻌﻤﻠﻮﺍ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻘﻴﺔ » ... ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻧﺴﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻟﺘﻌﺰﻱ.
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﻣﺒﻜﺮﺍً ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺰ، ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ، ﻓﻔﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ « ﺍﻟﻄﻬﺎﺑﻴﺶ » ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺑﺘﻠﻌﻮﺍ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎﻝ، ﻓﺨﺮﺝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻏﺎﺿﺒﺎً ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺮﺟﻠﻪ، ﻭﻭﺟﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﺠﺎﺵ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ {{ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺰﻣﻴﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﺠﺎﺵ }} ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻟﻠﺨﺮﺳﺎﻧﻲ : ﻫﻴﺎ ﻧﻤﺸﻲ ﻳﺎ ﺭﺟّﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷﻗﺴﻢ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺭﺓ ﻧﺰﻝ » .
ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻭُﺟِﺪَ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻘﺘﻮﻻً ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .!!
ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺃﻥ ﺗﻬﺪﻳﺪ {{ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ }} ﻻ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻋﻨﺼﺮﻱ، ﺃﻭ ﻧﺰﻋﺔ ﺍﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ، ﺑﻞ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺗﻌﺰ ﻣﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﻋﻤﺎﻝ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﻬﻨﻴﻴﻦ ﻭﻣﺸﺎﺋﺦ ﻳﻄﻮﻗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻫﻮ «ﺷﻴﺦ » ﺍﻟﻤﺸﺎﺋﺦ، ﻭﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻪ، ﺇﺫ ﻛﺘﺐ :
ﻭﺣﻴﻦ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻗﺎﺑﻠﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻖ ﺍﻷﻏﺒﺮﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻧﺠﺪ « ﺷﻴﺦ ﻣﻮﺩﺭﻥ » ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻳﺮﺳﻞ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ » ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻏﺒﺮﻱ ﻫﻮ ﺷﻘﻴﻖ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﺒﺪﺍﻟﻐﻨﻲ . ﻭﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻷﻏﺒﺮﻱ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻵﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻪ، ﻓﺤﻴﻦ ﺍﺭﺗﺺ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﺭ ﺗﻌﺰ،ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻏﺒﺮﻱ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﻮﺯﺗﻪ ﺻﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﺫﻫﺐ ﺣﻤﻴﺮﻱ ﺃﺻﻴﻞ، ﻭﻗﺪﻣﻬﺎ ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲﻣﻦ ﻛﺮﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻼﻝ ﻟﻠﺘﻮﺿﻴﺢ : « ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻖ ﺍﻷﻏﺒﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ » . ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻏﺒﺮﻱ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ {{ ﺷﻘﻴﻖﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ }} ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻧﺠﺪﻩ ﻳﻮﻣﺎً ﻳﺼﻌﺪ ﺳﻼﻟﻢ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻴﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ » .
ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﻧﺨﺒﺔ ﺗﻌﺰ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﻛﻞ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ « ﺍﻟﺘﻌﺰﻳﺔ» ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻤﻦ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻭﻗﺪ ﺃﻏﻔﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺳﻬﻮﺍً ﻭﻋﻤﺪﺍً ﺳﻴﺮﺓ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﺑﺤﺠﻢ ﺃﺣﻤﺪ ﻧﺎﺷﺮ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﻲ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻟﻴﺴﺄﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺧﻄﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻳﺔ، ﻭﺣﻴﻦ ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﺴﻼﻝ ﻭﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺭﺋﻴﺴﺎً، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : «ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻧﺎﺷﺮ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﻷﻗﻮﻝ ﻟﻚ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ، ﻓﻘﺪ خدمت ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻨﺮﺩ ﻟﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ » ، ﻓﻐﻀﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺷﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺴﻼﻝ : « ﻇﻨﻴﺘﻚ ﻃﻠﺒﺘﻨﻲ ﻟﺤﺎﺟﺔ ﺗﻨﻘﺺ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .. ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻃﻠﺐ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ » .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻔﺮﻁ ﻓﻲ ﻭﻻﺋﻪ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺣﺘﺮﺍﻑ «ﺍﻟﻄﻬﺒﺸﺔ » ،ﻭﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺑﺤﻠﺐ ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ...
ﻭﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﺮ ﺃﺣﺪ «ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﻴﻦ » ﻭﺳﻂ ﺷﺎﺭﻉ ﺟﻤﺎﻝ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻧﺎﺷﺮ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﻲ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻮﻕ ﻛﺮﺳﻲ ﺻﻐﻴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻞ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻷﺣﺬﻳﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺘﻬﻜﻢ ﻓﺞ : « ﻫﺎﺫﻱ ﻧﻬﺎﻳﺘﻚ ﻳﺎ ﻋﺮﻳﻘﻲ ﺗﺒﻴﻊ ﺟﺰﻣﺎﺕ، ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺩﻓﻌﺖ ﺃﻣﻮﺍﻟﻚ ﻟﺤﻘﻚ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ » ، ﺗﺼﺎﺩﻑ ﺗﻬﻜﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ ﻣﻮﻋﺪ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ، ﻭﺭﺩ : « ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﻫﻮ ﻳﺮوﺣﻮﺍ ﻭﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ » .
ﺍﻧﺼﺮﻑ «ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ » ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻟﺴﻬﺎﻡ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻷﺩﺏ، ﻓﻌﺎﺩ ﻣﺴﺮﻋﺎً، ﻭﺩﻧﺎ ﻳﻘﺒﻞ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﻲ : «ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ ﻳﺎ ﻋﻢ ﻧﺎﺷﺮ »