ضمن ديمومة وإستمرارية العمل على تصنيع المعرفة وإنتاجها وتشكيل الوعي الإسلامي المتعلق بالأرض المقدسة والتي يرابط عليها المشروع المعرفي لبيت المقدس منذ أكثر من ربع قرن من الزمان (1994 – 2021) انطلقت أعمال المؤتمر الأكاديمي الدولي الحادي والعشرون (21) لدراسات بيت المقدس… لمناقشة “مستقبل المسجد الأقصى المبارك”* بالجلسة الافتتاحية والتي كان من ضمن المتدخلين فيها الأستاذ إسماعيل هنية (أبو العبد) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
و خلال هذه الجلسة صرح اسماعيل هنية بتصريحات قوية ستكون جديرة بإعادة النشر والمدارسة وستكون لما بعدها.
أولا: المقاومة وتحدي صفقة القرن
قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن “صفقة القرن والإعلان الأمريكي اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني قرارٌ تحت أقدامنا، ونمزّقه بصواريخنا وبنادقنا وهتافاتنا وبالرباط في القدس والأقصى”.
ثانيا: القدس عنوان لتوحيد الأمة
وأكّد هنية خلال مشاركته في المؤتمر الأكاديمي الدولي الحادي والعشرين لدراسات بيت المقدس في إسطنبول عبر تطبيق “زووم” أن القدس تشكّل محور الصراع الشامل مع العدو الصهيوني، وعنوان وحدة وتوحيد الأمة، معتبرًا أن المقاومة الشاملة هي طريق التحرير، ومشددًا على أننا “بتنا اليوم نقترب من حسم الصراع”.
ثالثا: رباعية حماية المقدسات
وأشار إلى أربعة نقاط تشكّل الإطار المعرفي في سياق الصراع مع العدو وحماية المقدسات، وهي التأكيد مجددًا على أن القضية الفلسطينية قضية أمة وليس شعب، وترسيخ الوعي أن العدو الصهيوني هو العدو المركزي للأمة، وأن القدس هي محور الصراع، إلى جانب تعزيز المقاومة الشاملة كخيار استراتيجي للتحرير.
رابعا: المقاومة هي الخيار الاستراتيجي
وتابع أن “الشعب الفلسطيني الذي فجّر الثورة تلو الثورة، والانتفاضة تلو الانتفاضة، لهو قادرٌ على الاستمرار والصمود حتى النصر والتحرير”، معتبرًا العملية البطولية التي نفذها أحد أبطال الضفة الخميس 16 دجنبر 2021 تأكيد على أن خيار المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة العسكرية هي الخيار الاستراتيجي لإنجاز مشروع التحرير وإنهاء الاحتلال الاستيطاني الإحلالي عن أرض فلسطين.
خامسا: القدس بين السيف الحامي والدرع الواقي
ونوه هنية أن هذا المؤتمر ينعقد ونحن نتفيأ ظلال نتائج معركة سيف القدس، وفي ظل مناورة “درع القدس” العسكرية التي نفذتها كتائب القسام، وفي ظل زحف الآلاف من المقدسيين لصلاة فجر اليوم الجمعة في الأقصى، مشدّدًا على أنه أصبح للقدس سيفٌ يحميها، ودرعٌ تصونها، وجماهير مرابطة، وأمة حاضنة وداعمة.
سادسا: سداسية حسم الصراع الحضاري مع العدو
وفي محور آخر استعرض رئيس الحركة المطلوب لحسم الصراع الحضاري مع العدو، قائلاً “أولًا يجب أن تخوض الأمة هذا الاشتباك الشامل بكل مدياته، ثانيًا الجهاد المالي، ثالثًا محاصرة العدو وإساءة وجهه أمام العالم، رابعًا التأكيد على محورية القدس ووحدتها، خامسًا العلم كسلاح مهم واستراتيجي في المعركة، سادسًا استراتيجيات إعلامية مضادة لتزييف الاحتلال للحقائق”.
ودعا إلى خطة إعلامية مضادة لمواجهة الاستراتيجيات الإعلامية التي تحاول تزييف الوعي وتغيير الحقائق وحرفها عن الحقيقة.
ختاما: ضرورة اليقظة لمواجهة مخططات العدو
واستعرض مخططات العدو ومحاولاته خلال شهر رمضان القادم لتهويد القدس وتكريس يهوديتها، معقبًا على ذلك “نحن على قناعة كاملة بأن هذه المخططات فاشلة، وستتحطم على صخرة الصمود والوعي والمقاومة للفلسطينيين والأمة”.
وتطرّق هنية إلى عملية الإبعاد التي كانت في مثل هذا اليوم (17 دجنبر) التي اعتقد العدو بأنها ستُنهي الانتفاضة والمقاومة، ولكن أثبتت حماس والمقاومة قدرتها على رسم المعادلات في إطار المشاريع الكبرى في المنطقة، معتبرًا إياها محطةً فاصلةً في تاريخ حماس والمقاومة والشعب الفلسطيني.
*نقلاً عن موقع منار الإسلام للدراسات والأبحاث