الحمدُ لله وحدهُ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نبي بعدهُ ، وبعد
أمَّهَات غَزَّة ليست ككل الأمَّهات ؛ فهي أم شامخة صابرة، رغم أنَّها مُثقَّلةٌ بالأحزان والجراح الكبيرة
في كل يوم صور مُشرقة ترويها لنا الأم الغزاويَّة في قصص الصبـر ووجع الفراق على فقدان الزوج والابن والأخ .
أمَّهات صنعن من لحظات الحزن انتصاراً ، وارتسمت بين تلك العيون ملامح القوة والتحدي والصمود .
الأمُّ الفلسطينية الغزاويَّة امرأة تُعانق المجد فهي ليست كأي امرأة إنَّها لا تُشبه أحداً ولا أحد يشبهها إنها الأمُّ الصَّابرة القويَّة، المؤمنة بقضاء اللّه وقدره .
هي كل يوم تعيش الألم والحزن، فإن لم يكن ابنها شهيداً أو أسيراً، فربّما ابن جارتها ،أو أخوها، أو والدها ،أو حتى ابنتها .
وكثير من الفلسطينيات الغزاويات أو سوادهن عاش تجربة واحدة على الأقل بالفقد والأسر، وأحيانا كثيرة عِشن الأمرين معاً مع ذويهن أو أنفسهن .
الصبر والمصابرة والمرابطة شعارات ترفعها الأمهات الغزاويات بعد استشهاد أو أسر ذويهن
هُنَّ أمهات يعشن حالة فريدة في تحدي الألم والحزن على الفراق ، وقسوة لوعة الفقد ، والرضى بقدر الله تعالى بصورة تجلت فيها معالم الإيمان والعقيدة الصحيحة .
في هذه الحرب الهمجية ارتقت أكثر من 6000 امرأة ، وأنَّ أكثر 75% من الشهداء من الأطفال والنساء ؛ فقد قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة إنه في كل ساعة تُقتل 2 من الأمهات الفلسطينيات في قطاع غَزَّة المحاصر، و7 نساء كل ساعتين .
وواجهت الأم الغزاوية في هذه الحرب الإبعاد والاعتقال مع أطفالها، ووضعت حملها داخل خيام النازحين ، وفي مراكز الإيواء أو تحت القصف المباشر ، دون ماء أو مسكنات أو تخدير للعمليات القيصرية ، أو كهرباء للحاضنات ، أو أي مُستلزمات طبية حيث تسبب القصف الإسرائيلي بفقدان النساء الحوامل لأجنتهن، بعد استشهاد عدد كبير منهن، وأخريات تعرضنَّ للإجهاض ، ومع ذلك، يواصلن رعاية أطفالهن والمرضى والمسنين، وتخلط الأمهات حليب الأطفال بالمياه الملوثة، عندما يجدنه، ويبقين دون طعام حتى يتمكن أطفالهن من العيش يوما آخر .
وتقبع الآن نساء وأمهات معتقلات في الأسر خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلية
في ظروف اعتقال صعبة ، ومريرة .
وبحسب الأمم المتحدة، قبل الحرب الأخيرة ، كان هناك 650 ألف امرأة وفتاة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية في غَزَّة . بينما ارتفع هذا التقدير الآن إلى 1.3 مليون، بما في ذلك ما يقرب من 900 ألف امرأة نازحة داخلياً.
ملاحظة : تمَّ نقل بعض الاحصائيات التي وردت في هذا المقال من خلال مواقع رسمية ، كما تمَّ نقل أجزاء من هذا المقال عن مقالات متعددة تحدثت عن أمهات فلسطين ومعاناة الأم الغزاوية مع تصرف واسع في بعض الأحيان بالنص ، ولذلك اقتضى التنويه