سعت إسرائيل إلى اختراق القارة السوداء منذ زمن بعيد وذلك لأبعاد استراتيجية عدة منها ما هو معنوي ومادي، وما يتوافق مع أهداف سياستها الخارجية، ومن المعروف أن نسبة كبيرة من سكان إسرائيل تقارب 17% ينحدرون من أصول إفريقية، ونشطت العلاقات الإسرائيلية – الإفريقية في الخمسينيات من القرن الماضي إلا أنها تراجعت وانحسرت بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وقد قطعت العديد من الدول الإفريقية علاقاتها بإسرائيل فيما بعد حرب يونيو 1967 وتسعى إسرائيل لتمزيق حالة الأمن القومي العربي من خلال بناء جسور للدول الإفريقية المحيطة بالدول العربية في تلك القارة، ناهيك عن البحث عن مكاسب سياسية وبلورة رأي عام مؤيد للقضايا الإسرائيلية في المحافل الدولية.
وقد أرادت إسرائيل من خلال تسليط الضوء على مشكلة دارفور إعادة الحديث عن الإبادة الجماعية ’’الهولوكست’’ وهي التي تعرض لها اليهود في العهد النازي في ألمانيا، ومحاولة الابتزاز الإعلامي والصمت عما يجري في فلسطين، وقد زهر مقال في وكالة جويش تلغرانك تحت عنوان ’’السودان يصبح موضوعاً يهودياً’’ للكاتب اليهودي بيتر ايغروس يرفض فيه عمليات القتل في السودان، وقد جمد متحف الهولوكست أعماله لمدة نصف ساعة في يونيو 2004 من أجل لفت الانتباه لما يجري في دارفور، وقد أنشأ صندوقاً بريدياً لجمع التبرعات للضحايا أطلق عليه ’’صندوق التحالف اليهودي لإغاثة السودان’’ وقد لعبت وسائل الإعلام الإسرائيلية دوراً نشطاً في إبراز ما يجري في إقليم دارفور للتغطية على ما يجري في فلسطين وأن هناك ’’إبادة جماعية’’.
وقد تم تضخيم القضية بشكل لافت للانتباه، وكذلك عقدت 53 منظمة يهودية ندوة بعنوان ’’دارفور دروس وعبر الإبادة الجماعية’’ وتصوير العرب في السودان أنهم المسؤولون عن تلك الأعمال. وقد تم عمل المركز اليهودي للإصلاحات الدينية بتسيير مظاهرة احتجاجية في واشنطن أمام السفارة السودانية احتجاجاً على ما يجري في الإقليم. ناهيك عن الدعم العسكري وتقديم الأسلحة لكل فصائل التمرد، وأقيمت علاقات سياسية بين إسرائيل وفصائل التمرد إذ افتتح عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان مكتباً للحركة في إسرائيل، وقد لعبت ارتيريا دور الوسيط وتقريب الأطراف المتمردة وفتح خطوط تواصل مع إسرائيل، وتهريب الأسلحة من إسرائيل لصالح حركات التمرد، إذ تهدف إسرائيل إلى تقسيم السودان لدويلات صغيرة على أسس عرقية لتمزيق دولة عربية يمكن أن تمثل تهديداً محتملاً لها في المحيط العربي والإسلامي.
وقد وضعت استراتيجية محكمة في وزارة الخارجية الإسرائيلية بالتعاون مع أطراف التمرد ورفعت للإدارة الأمريكية التي تبنتها ودفعت باتجاه الأمم المتحدة لاستصدار قرارات متعلقة بالإقليم، وها هي المحكمة الجنائية الدولية ما هي إلا نتاج لهذه الجهود الحثيثة التي قامت بها إسرائيل والمنظمات الصهيونية التي رأت أن هذه المشكلة هي مشكلة الأمة اليهودية، وأبرزت نفسها بأنها لا تقبل الاعتداء على الأبرياء وأنها ضد المذابح وتناست ما فعلته بفلسطين عبر ستة عقود من المجازر والتهجير والقتل والأدلة دافعة وواضحة في العدوان الأخير على أهالي غزة.
إن محاولة استغلال القضايا في الوطن العربي وتوظيفها لتحسين صورة إسرائيل عالمياً ما هي إلا لتغطية الأفعال الإجرامية للدولة العبرية، وبالذات استخدام ورقة دارفور لإظهار العرب بأنهم مجرمون ما هي إلا وسائل وأدوات تستخدم من قبل هذه الدولة التي هدفها في النهاية تقسيم المقسم وتفتيت النظام العربي واختراقه لتكون هي الجزء الأساسي في الخريطة للمنطقة بعد تقسيمها وتجزئتها إلى دويلات صغيرة غير قادرة على البقاء، وما جرى في العراق، ما هو إلا دليل آخر على الدور اليهودي للسيطرة على المنطقة.
*الشرق القطرية
وقد أرادت إسرائيل من خلال تسليط الضوء على مشكلة دارفور إعادة الحديث عن الإبادة الجماعية ’’الهولوكست’’ وهي التي تعرض لها اليهود في العهد النازي في ألمانيا، ومحاولة الابتزاز الإعلامي والصمت عما يجري في فلسطين، وقد زهر مقال في وكالة جويش تلغرانك تحت عنوان ’’السودان يصبح موضوعاً يهودياً’’ للكاتب اليهودي بيتر ايغروس يرفض فيه عمليات القتل في السودان، وقد جمد متحف الهولوكست أعماله لمدة نصف ساعة في يونيو 2004 من أجل لفت الانتباه لما يجري في دارفور، وقد أنشأ صندوقاً بريدياً لجمع التبرعات للضحايا أطلق عليه ’’صندوق التحالف اليهودي لإغاثة السودان’’ وقد لعبت وسائل الإعلام الإسرائيلية دوراً نشطاً في إبراز ما يجري في إقليم دارفور للتغطية على ما يجري في فلسطين وأن هناك ’’إبادة جماعية’’.
وقد تم تضخيم القضية بشكل لافت للانتباه، وكذلك عقدت 53 منظمة يهودية ندوة بعنوان ’’دارفور دروس وعبر الإبادة الجماعية’’ وتصوير العرب في السودان أنهم المسؤولون عن تلك الأعمال. وقد تم عمل المركز اليهودي للإصلاحات الدينية بتسيير مظاهرة احتجاجية في واشنطن أمام السفارة السودانية احتجاجاً على ما يجري في الإقليم. ناهيك عن الدعم العسكري وتقديم الأسلحة لكل فصائل التمرد، وأقيمت علاقات سياسية بين إسرائيل وفصائل التمرد إذ افتتح عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان مكتباً للحركة في إسرائيل، وقد لعبت ارتيريا دور الوسيط وتقريب الأطراف المتمردة وفتح خطوط تواصل مع إسرائيل، وتهريب الأسلحة من إسرائيل لصالح حركات التمرد، إذ تهدف إسرائيل إلى تقسيم السودان لدويلات صغيرة على أسس عرقية لتمزيق دولة عربية يمكن أن تمثل تهديداً محتملاً لها في المحيط العربي والإسلامي.
وقد وضعت استراتيجية محكمة في وزارة الخارجية الإسرائيلية بالتعاون مع أطراف التمرد ورفعت للإدارة الأمريكية التي تبنتها ودفعت باتجاه الأمم المتحدة لاستصدار قرارات متعلقة بالإقليم، وها هي المحكمة الجنائية الدولية ما هي إلا نتاج لهذه الجهود الحثيثة التي قامت بها إسرائيل والمنظمات الصهيونية التي رأت أن هذه المشكلة هي مشكلة الأمة اليهودية، وأبرزت نفسها بأنها لا تقبل الاعتداء على الأبرياء وأنها ضد المذابح وتناست ما فعلته بفلسطين عبر ستة عقود من المجازر والتهجير والقتل والأدلة دافعة وواضحة في العدوان الأخير على أهالي غزة.
إن محاولة استغلال القضايا في الوطن العربي وتوظيفها لتحسين صورة إسرائيل عالمياً ما هي إلا لتغطية الأفعال الإجرامية للدولة العبرية، وبالذات استخدام ورقة دارفور لإظهار العرب بأنهم مجرمون ما هي إلا وسائل وأدوات تستخدم من قبل هذه الدولة التي هدفها في النهاية تقسيم المقسم وتفتيت النظام العربي واختراقه لتكون هي الجزء الأساسي في الخريطة للمنطقة بعد تقسيمها وتجزئتها إلى دويلات صغيرة غير قادرة على البقاء، وما جرى في العراق، ما هو إلا دليل آخر على الدور اليهودي للسيطرة على المنطقة.
*الشرق القطرية