قد يكون من الصعب انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" باعتبارها في حالة حرب. لكن ذلك قد لا يكون مستحيلاً في المستقبل بالضرورة عندما تنتهي تلك الحرب. فوفقاً لما انتهت إليه قمة الحلف الأخيرة "فيلنيوس 2023" في ليتوانيا، لم يعد السؤال هو: هل ستنضم أوكرانيا إلى الحلف من عدمه على نحو ما طرح في قمة "مدريد 2022"؟، وإنما السؤال هو: كيف ومتي؟. وبالتبعية كما تقدمت قمة "فيلنيوس 2023" خطوة إلى الأمام بوعود لكييف فإن قمة "واشنطن 2024" المقبلة قد تنطوي على خطوة أخرى أكثر تقدماً في هذا الصدد.
فيما يتعلق بالسؤال عن كيف، فإن برنامج تأهيل أوكرانيا للانضمام للحلف وفقاً للخبرات والسوابق قد يكون مختلفاً عن البرنامج الذي طرح بعد قمة "بوخارست 2008"، وربما فشل بضم روسيا جزيرة القرم عام 2014. فلا شك أن أوكرانيا أصبحت دولة تمتلك قوة عسكرية على النمط الغربي في ظل التسليح الغربي الهائل، بالإضافة إلى برامج التدريب الحالية التي تتم في دول الناتو، وبالتالي قد يكون برنامج التأهيل والانضمام سريع الوتيرة على عكس ما هو متصور.
أما ما يتصل بالسؤال عن متى، فقد أجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن عليه ليؤكد أنه عندما تنتهي الحرب، وبالتالي فإن العضوية عملياً معلقة على هذا الشرط الوحيد، وهو شرط لا يمكن لأوكرانيا أن تقرره بمفردها، بل دول الحلف وفي مقدمتها الولايات المتحدة من جانب، وروسيا من جانب آخر. فقرار وقف الحرب، أو الدخول في مفاوضات هو قرار روسي – أمريكي في المقام الأول بافتراض أن التفاوض قد يشكل مدخلاً لتسوية للحرب، وهو ما يطرح جملة من التساؤلات الأخرى بشأن الموقف الروسي: فهل ستقبل روسيا بالتفاوض، أم يمكن أن تتعرض لهزيمة عسكرية في أوكرانيا؟، وهي مسألة صعبة بالنظر لاعتبارات كثيرة على الأقل في ظل الظروف الموضوعية الحالية ومنها امتلاك القوة النووية، التي قد لا تخولها النصر، لكنها لن تضعها في خانة الهزيمة.
على المستوى الميداني للحرب، فإن روسيا تواصل عملية السيطرة على الدونباس وخيرسون وزابوريجيا وتتموضع خلف نهر دينبرو من جهة الشرق، وتعمل في المرحلة الحالية على الحفاظ على الأرض وربما تسعى إلى السيطرة على خاركيف في المستقبل، لكن خطتها الرئيسية في المستقبل هي فرض منطقة عازلة غرب نهر دينبرو، يمكن أن تفرض حظراً جوياً عليها، وبمرور الوقت تعمل على تطبيع هذا الوضع. إلى جانب ذلك تسعى إلى تحويل المنطقة الجنوبية لساحل بحر أزوف والبحر الاسود من القرم وصولاً إلى أوديسا إلى منطقة بحرية محرمة. وشمالاً فإن وضع بيلاروسيا بعد نشر قوة نووية وضمان التحالف مع لوكاشينكو يوفر لروسيا خط دفاع أمامياً في مواجهة حلف الناتو وصولاً إلى خط الدفاع النووي المتقدم في جيب كليننجراد.
قفزات جديدة في معادلات الاشتباك وتوازنات الردع والردع المضاد
بدون العوامل السابقة مضافاً إليها بعض المحفزات (بقاء الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، ضمان الحفاظ على السيطرة على التواجد في أوكرانيا، الخطوط النووية في بيلاروسيا وضمان التحالف معها، إحباط ارتدادات الهجوم المضاد الأوكراني، استمرار الصمود في مواجهة الإمدادات الغربية، تحسين الكفاءة القتالية في الميدان، ضمان استمرار التحالف مع الصين)، فإن وضع روسيا سيكون صعباً في هذه المعادلة.
في مقابل ذلك، بعد أن ضم "الناتو" فنلندا إلى عضويته، زاد طول الحدود البرية بين روسيا والحلف بمقدار 1200 كلم، لتتجاوز إجمالاً 4 آلاف كلم، تمثل الخط الأحمر بين الجانبين. وفي حال ضم أوكرانيا، فإن الحدود ستتضاعف تقريباً بمقدار الزيادة الأخيرة، وسيكون في خط التماس في عمق مسرح الحلف قوة قوامها 400 ألف جندي، وأكثر من مائة تمركز عسكري في بولندا وحدها تتنوع ما بين قواعد مركزية ولوجستية تعمل عليها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بناء حائط الدفاع الجوي متعدد الطبقات لجدار أوروبا الشرقي، وانتشار بحري في بحر البلطيق قد يتضمن غواصات نووية.
أما بالنسبة لروسيا، وكما سلفت الإشارة، فإن الخط يبدأ بنشر قوة نووية من الشمال، ودفاعات ومنطقة معزولة باتجاه الجنوب، وصولاً إلى قوة بحرية في الساحل الجنوبي الروسي-الأوكراني.
هكذا ترسم معادلات الاشتباك بين الطرفين: روسيا وحلف الناتو في المرحلة الحالية، وهي معادلات قابلة للتطور في المستقبل. فمن غير المعروف هل ستنشر الولايات المتحدة في قواعدها في بولندا أسلحة نووية على غرار الدول غير النووية في الحلف والتي تنشر فيها الولايات المتحدة تلك الأسلحة، ففي ختام قمة المجلس الأوربي في 30 يونيو 2023 طلب رئيس وزراء بولندا ماتيوش مورافيتسكي من الناتو تغطية بولندا ببرنامج (Nuclear Sharing) كمعادل لنشر روسيا أسلحة نووية في بيلاروسيا. وبالتالي يمكن القول إن روسيا والناتو يرسمان حدود الردع الاستراتيجي في المستقبل بالقوة العسكرية التقليدية وفوق التقليدية على خطوط التماس في هذا المسرح.
مقاربة كيسنجر وتوسع دائرة التحالفات
تراجع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر عن معارضته لضم أوكرانيا للحلف (خلال منتدى دافوس) عقب اندلاع الحرب، وأصبح حالياً واحداً من المشجعين لانضمام أوكرانيا إلى الحلف، معتبراً أنه لم يعد هناك مبرر لإبقائها خارج الناتو. لكن من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه كان يعارض الفكرة لاستمرار استيعاب روسيا في أوروبا بدلاً من الصين. وبالتالي فإن التراجع ينسجم مع مؤشرات التقارب وربما التحالف ما بين موسكو وبكين، فمنذ اندلعت الحرب في أوكرانيا يمكن ملاحظة مدى تنامي وتيرة التمارين العسكرية المشتركة ما بين الطرفين، بالاضافة إلى تنامي الأطر السياسية للتعاون المشترك.
بمرور الوقت، وكما تعمل الولايات المتحدة على تشكيل تحالفات مناوئة للصين، لاسيما إعادة تموضع اليابان كقوة عسكرية دولية وبل ونزع فتيل التوتر ما بين اليابان وكوريا الجنوبية على خلفية أزمة الجرز المتنازع عليها، فإن جدار أوروبا الشرقي سيكون خط دفاع في مسار الولايات المتحدة نحو الصين، ومن ثم لا يعتقد أن روسيا يمكن أن تقوم بالاستدارة مرة أخرى نحو أوروبا في الأفق المنظور، وقد لا يخصم ذلك من رصيد التطلعات نحو ضم أوكرانيا إلى الحلف بل على العكس من ذلك في غضون السنوات المقبلة سيتعين أن يكون خط الدفاع الأمريكي في أوروبا قد اكتمل، على التوازي مع استكمال خط الدفاع الأمريكي الآخر في الإندو-باسيفيك. وستشكل التحالفات الثلاثة (الناتو – الإندو-باسيفيك- التحالف الثلاثي ما بين واشنطن وسول وطوكيو) منظومة الولايات المتحدة في مواجهة الصين. وفي المقابل، يتوقع أن تقوي بكين تحالفها مع موسكو، وتشجيع تحالف الأخيرة مع بيلاروسيا وتعزيزه، بالإضافة إلى احتمال النظر إلى نقطة أخرى في خاصرة بولندا وهي مولدوفا.
"الحرب المفتوحة" مقابل "الباب المفتوح"
إجمالاً، إن إحدى الفرضيات التي يمكن طرحها تتمثل في أن عملية ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو هي محور أصيل في تأمين أوكرانيا كقوة غربية ضمن رؤية أوسع لتحولات النظام الدولي تشمل مستقبل التعامل الأمريكي-الغربي مع الصين وروسيا. وتتمتع أوكرانيا حالياً بمظلة الدعم العسكري من الناتو، لكن في المستقبل وربما على المدى المتوسط قد تصبح عضواً ضمن المظلة ذاتها.
ومع ذلك، فإن روسيا ستكون صاحبة قرار في هذا الشأن، وهو ما يتوقف على أمرين على الأقل: هل سيكون منظور روسيا هو القيام بترتيبات مع الناتو في المستقبل تحقق الحد الأدنى لكل طرف، أم أنه سيظل من مصلحة روسيا الاستمرار في إبقاء سيناريو "الحرب المفتوحة" في مقابل سياسة "الباب المفتوح" للناتو. وثمة سيناريو آخر، فقد يكون لصالح روسيا والصين معاً الإبقاء أيضاً على "الحرب المفتوحة" لاستهلاك الآلة العسكرية الغربية في الحرب في أوكرانيا لإبطاء وتيرة التحالفات التي تقترب من الصين والتي ستشكل تهديداً جيوستراتيجياً لروسيا في الوقت ذاته والتي تتقاسم مع الصين حدوداً طويلة.
**نقلاً عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
فيما يتعلق بالسؤال عن كيف، فإن برنامج تأهيل أوكرانيا للانضمام للحلف وفقاً للخبرات والسوابق قد يكون مختلفاً عن البرنامج الذي طرح بعد قمة "بوخارست 2008"، وربما فشل بضم روسيا جزيرة القرم عام 2014. فلا شك أن أوكرانيا أصبحت دولة تمتلك قوة عسكرية على النمط الغربي في ظل التسليح الغربي الهائل، بالإضافة إلى برامج التدريب الحالية التي تتم في دول الناتو، وبالتالي قد يكون برنامج التأهيل والانضمام سريع الوتيرة على عكس ما هو متصور.
أما ما يتصل بالسؤال عن متى، فقد أجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن عليه ليؤكد أنه عندما تنتهي الحرب، وبالتالي فإن العضوية عملياً معلقة على هذا الشرط الوحيد، وهو شرط لا يمكن لأوكرانيا أن تقرره بمفردها، بل دول الحلف وفي مقدمتها الولايات المتحدة من جانب، وروسيا من جانب آخر. فقرار وقف الحرب، أو الدخول في مفاوضات هو قرار روسي – أمريكي في المقام الأول بافتراض أن التفاوض قد يشكل مدخلاً لتسوية للحرب، وهو ما يطرح جملة من التساؤلات الأخرى بشأن الموقف الروسي: فهل ستقبل روسيا بالتفاوض، أم يمكن أن تتعرض لهزيمة عسكرية في أوكرانيا؟، وهي مسألة صعبة بالنظر لاعتبارات كثيرة على الأقل في ظل الظروف الموضوعية الحالية ومنها امتلاك القوة النووية، التي قد لا تخولها النصر، لكنها لن تضعها في خانة الهزيمة.
على المستوى الميداني للحرب، فإن روسيا تواصل عملية السيطرة على الدونباس وخيرسون وزابوريجيا وتتموضع خلف نهر دينبرو من جهة الشرق، وتعمل في المرحلة الحالية على الحفاظ على الأرض وربما تسعى إلى السيطرة على خاركيف في المستقبل، لكن خطتها الرئيسية في المستقبل هي فرض منطقة عازلة غرب نهر دينبرو، يمكن أن تفرض حظراً جوياً عليها، وبمرور الوقت تعمل على تطبيع هذا الوضع. إلى جانب ذلك تسعى إلى تحويل المنطقة الجنوبية لساحل بحر أزوف والبحر الاسود من القرم وصولاً إلى أوديسا إلى منطقة بحرية محرمة. وشمالاً فإن وضع بيلاروسيا بعد نشر قوة نووية وضمان التحالف مع لوكاشينكو يوفر لروسيا خط دفاع أمامياً في مواجهة حلف الناتو وصولاً إلى خط الدفاع النووي المتقدم في جيب كليننجراد.
قفزات جديدة في معادلات الاشتباك وتوازنات الردع والردع المضاد
بدون العوامل السابقة مضافاً إليها بعض المحفزات (بقاء الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، ضمان الحفاظ على السيطرة على التواجد في أوكرانيا، الخطوط النووية في بيلاروسيا وضمان التحالف معها، إحباط ارتدادات الهجوم المضاد الأوكراني، استمرار الصمود في مواجهة الإمدادات الغربية، تحسين الكفاءة القتالية في الميدان، ضمان استمرار التحالف مع الصين)، فإن وضع روسيا سيكون صعباً في هذه المعادلة.
في مقابل ذلك، بعد أن ضم "الناتو" فنلندا إلى عضويته، زاد طول الحدود البرية بين روسيا والحلف بمقدار 1200 كلم، لتتجاوز إجمالاً 4 آلاف كلم، تمثل الخط الأحمر بين الجانبين. وفي حال ضم أوكرانيا، فإن الحدود ستتضاعف تقريباً بمقدار الزيادة الأخيرة، وسيكون في خط التماس في عمق مسرح الحلف قوة قوامها 400 ألف جندي، وأكثر من مائة تمركز عسكري في بولندا وحدها تتنوع ما بين قواعد مركزية ولوجستية تعمل عليها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بناء حائط الدفاع الجوي متعدد الطبقات لجدار أوروبا الشرقي، وانتشار بحري في بحر البلطيق قد يتضمن غواصات نووية.
أما بالنسبة لروسيا، وكما سلفت الإشارة، فإن الخط يبدأ بنشر قوة نووية من الشمال، ودفاعات ومنطقة معزولة باتجاه الجنوب، وصولاً إلى قوة بحرية في الساحل الجنوبي الروسي-الأوكراني.
هكذا ترسم معادلات الاشتباك بين الطرفين: روسيا وحلف الناتو في المرحلة الحالية، وهي معادلات قابلة للتطور في المستقبل. فمن غير المعروف هل ستنشر الولايات المتحدة في قواعدها في بولندا أسلحة نووية على غرار الدول غير النووية في الحلف والتي تنشر فيها الولايات المتحدة تلك الأسلحة، ففي ختام قمة المجلس الأوربي في 30 يونيو 2023 طلب رئيس وزراء بولندا ماتيوش مورافيتسكي من الناتو تغطية بولندا ببرنامج (Nuclear Sharing) كمعادل لنشر روسيا أسلحة نووية في بيلاروسيا. وبالتالي يمكن القول إن روسيا والناتو يرسمان حدود الردع الاستراتيجي في المستقبل بالقوة العسكرية التقليدية وفوق التقليدية على خطوط التماس في هذا المسرح.
مقاربة كيسنجر وتوسع دائرة التحالفات
تراجع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر عن معارضته لضم أوكرانيا للحلف (خلال منتدى دافوس) عقب اندلاع الحرب، وأصبح حالياً واحداً من المشجعين لانضمام أوكرانيا إلى الحلف، معتبراً أنه لم يعد هناك مبرر لإبقائها خارج الناتو. لكن من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه كان يعارض الفكرة لاستمرار استيعاب روسيا في أوروبا بدلاً من الصين. وبالتالي فإن التراجع ينسجم مع مؤشرات التقارب وربما التحالف ما بين موسكو وبكين، فمنذ اندلعت الحرب في أوكرانيا يمكن ملاحظة مدى تنامي وتيرة التمارين العسكرية المشتركة ما بين الطرفين، بالاضافة إلى تنامي الأطر السياسية للتعاون المشترك.
بمرور الوقت، وكما تعمل الولايات المتحدة على تشكيل تحالفات مناوئة للصين، لاسيما إعادة تموضع اليابان كقوة عسكرية دولية وبل ونزع فتيل التوتر ما بين اليابان وكوريا الجنوبية على خلفية أزمة الجرز المتنازع عليها، فإن جدار أوروبا الشرقي سيكون خط دفاع في مسار الولايات المتحدة نحو الصين، ومن ثم لا يعتقد أن روسيا يمكن أن تقوم بالاستدارة مرة أخرى نحو أوروبا في الأفق المنظور، وقد لا يخصم ذلك من رصيد التطلعات نحو ضم أوكرانيا إلى الحلف بل على العكس من ذلك في غضون السنوات المقبلة سيتعين أن يكون خط الدفاع الأمريكي في أوروبا قد اكتمل، على التوازي مع استكمال خط الدفاع الأمريكي الآخر في الإندو-باسيفيك. وستشكل التحالفات الثلاثة (الناتو – الإندو-باسيفيك- التحالف الثلاثي ما بين واشنطن وسول وطوكيو) منظومة الولايات المتحدة في مواجهة الصين. وفي المقابل، يتوقع أن تقوي بكين تحالفها مع موسكو، وتشجيع تحالف الأخيرة مع بيلاروسيا وتعزيزه، بالإضافة إلى احتمال النظر إلى نقطة أخرى في خاصرة بولندا وهي مولدوفا.
"الحرب المفتوحة" مقابل "الباب المفتوح"
إجمالاً، إن إحدى الفرضيات التي يمكن طرحها تتمثل في أن عملية ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو هي محور أصيل في تأمين أوكرانيا كقوة غربية ضمن رؤية أوسع لتحولات النظام الدولي تشمل مستقبل التعامل الأمريكي-الغربي مع الصين وروسيا. وتتمتع أوكرانيا حالياً بمظلة الدعم العسكري من الناتو، لكن في المستقبل وربما على المدى المتوسط قد تصبح عضواً ضمن المظلة ذاتها.
ومع ذلك، فإن روسيا ستكون صاحبة قرار في هذا الشأن، وهو ما يتوقف على أمرين على الأقل: هل سيكون منظور روسيا هو القيام بترتيبات مع الناتو في المستقبل تحقق الحد الأدنى لكل طرف، أم أنه سيظل من مصلحة روسيا الاستمرار في إبقاء سيناريو "الحرب المفتوحة" في مقابل سياسة "الباب المفتوح" للناتو. وثمة سيناريو آخر، فقد يكون لصالح روسيا والصين معاً الإبقاء أيضاً على "الحرب المفتوحة" لاستهلاك الآلة العسكرية الغربية في الحرب في أوكرانيا لإبطاء وتيرة التحالفات التي تقترب من الصين والتي ستشكل تهديداً جيوستراتيجياً لروسيا في الوقت ذاته والتي تتقاسم مع الصين حدوداً طويلة.
**نقلاً عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية