بقلم: الدكتور مصطفى الريق
يعيش العالم هذه الأيام مناسبة تشد الأنظار، بل تحبس الأنفاس عند البعض، يتعلق الأمر بمباريات كأس العالم التي تجري أطوارها لأول مرة ببلد عربي إسلامي هو دولة قطر، منذ 1930 تاريخ تنظيم أول كأس عالم.
تنظيم كأس العالم صار مطلبا تشرئب إليه الأعناق، وتظاهرة تتنافس على استضافتها كل البلدان، وبناء عليه أصبح وضع ملفات الترشيح والتماس دعمها له تداعيات تتطاير شظاياها لتصل إلى مربع العمليات السياسية، خاصة بعد أن أصبحت “لعبة” كرة القدم استثمارا مغريا، وإشعاعا نوعيا، وصناعة تفرض الجودة، وتجارة تجند الوكلاء والوسطاء…
تنظيم كأس العالم في هذه الدورة بقطر عرف إبداعا غير مسبوق سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى إبراز جانب من الوجه المشرق للأمة العربية الإسلامية: حسن الضيافة، التعريف بالإسلام، دعوة بعض الدعاة وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع جماهير المنتخبات المشاركة في المونديال، التضامن البين مع قضية الأمة: قضية فلسطين في مقابل رفض شعبي كبير للتطبيع، منع بعض المظاهر الشاذة أو الترويج لها كحمل شارة الشذوذ الجنسي، منع إدخال الكحول أو المخدرات إلى الملاعب…لكن هذا الأمر الذي يفترض أن ينظر إليه بإيجابية، عده البعض -ممن يحنون إلى الماضي الاستعماري- ووكلاؤهم بيننا عملا غير مقبول لأنه يضيق من مساحة الحرية ويصادر جزءا من الحقوق، ويرجعون سببه -في اعتقادهم- إلى خلط بين أضلاع مثلث بيداغوجي غير مستساغ للرياضة بالسياسة والدين، ونسي القوم أن ما يفعلونه هو خلط مقرف للرياضة بالجهل المركب والماضي الاستعماري.
من الأوجه المشرقة لهذا المونديال مشاركة بعض المنتخبات العربية والإسلامية وما حققته من إنجازات كانتصار السعودية على الأرجنتين، والسينغال على الإيكوادور، وتونس على فرنسا، والمغرب على بلجيكا وكندا…مما أحدث رجة في منطق “دوام التفوق” الذي يعتقده بعض الغرب، انتصار على الأقل في الكرة في انتظار أن يكسر “منطق التفوق” في باقي الميادين.
انتصارات تلتها أفراح واحتفالات في كل بلدان العالم العربي والإسلامي، وإن كانت كل المنتخبات العربية قد أقصيت، ولم يتأهل للدور الثاني إلا المنتخب المغربي الذي حل على رأس المجموعة، وتأهله هذا إنجاز لم يتحقق منذ مكسيكو 1986.
هذا الإنجاز أفرح كل المغاربة وأخرجهم إلى الشوارع يهتفون باسم المنتخب، ويلتمسون منه مواصلة مشوار التفوق، ويستشعرون الاعتزاز بشباب من “الساجدين” و “مرضيين الوالدين”.
فرحة ستنغص قطعا بعد أن يهدأ هدير الاحتفالات، والسبب وضع اجتماعي كارثي عميده وعماده ارتفاع صاروخي للأسعار شل القدرة الشرائية للمواطنين مع انحباس في الأوراش الكبرى: التعليم، والصحة، والتشغيل، والعدل، …
أصل الداء معلوم: تغول المخزن، وفشله في الاختيارات السياسية، ناهيك عن سوء تدبير وضعف حكامة، وتصرف بمنطق الباطرونا، مما حول الشعب إلى زبون لدى حكامه، يبرمجون فرحه ويتحكمون فيه، بل يحتكرون مساحته، تماما مثلما يحتكرون خيرات البلد.
لو أن الشعار الذي تصدح به حناجر الشباب في كل المناسبات الاحتجاجية “يا حكام الهزيمة عطيو للشعب الكلمة” تم تجريبه ولو لمرة واحدة، لاكتشف الجميع أنه مثلما لهذا البلد منتخب مشرف يقوده مدرب من أبناء البلد يحمل نفس جينات المغاربة ، فله أيضا نخب يمكن أن تكون رائدة في كل المجالات شريطة أن يكون لحكامها وحكوماتها صدق انتماء لهذا البلد ورهافة إحساس بنبض أبنائه وبناته.
أيها الأحرار والحرائر اسمحوا لي أن ألتمس باسمكم أن يطوي الفساد والاستبداد رداءهما للتتسع مساحة الفرح
يعيش العالم هذه الأيام مناسبة تشد الأنظار، بل تحبس الأنفاس عند البعض، يتعلق الأمر بمباريات كأس العالم التي تجري أطوارها لأول مرة ببلد عربي إسلامي هو دولة قطر، منذ 1930 تاريخ تنظيم أول كأس عالم.
تنظيم كأس العالم صار مطلبا تشرئب إليه الأعناق، وتظاهرة تتنافس على استضافتها كل البلدان، وبناء عليه أصبح وضع ملفات الترشيح والتماس دعمها له تداعيات تتطاير شظاياها لتصل إلى مربع العمليات السياسية، خاصة بعد أن أصبحت “لعبة” كرة القدم استثمارا مغريا، وإشعاعا نوعيا، وصناعة تفرض الجودة، وتجارة تجند الوكلاء والوسطاء…
تنظيم كأس العالم في هذه الدورة بقطر عرف إبداعا غير مسبوق سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى إبراز جانب من الوجه المشرق للأمة العربية الإسلامية: حسن الضيافة، التعريف بالإسلام، دعوة بعض الدعاة وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع جماهير المنتخبات المشاركة في المونديال، التضامن البين مع قضية الأمة: قضية فلسطين في مقابل رفض شعبي كبير للتطبيع، منع بعض المظاهر الشاذة أو الترويج لها كحمل شارة الشذوذ الجنسي، منع إدخال الكحول أو المخدرات إلى الملاعب…لكن هذا الأمر الذي يفترض أن ينظر إليه بإيجابية، عده البعض -ممن يحنون إلى الماضي الاستعماري- ووكلاؤهم بيننا عملا غير مقبول لأنه يضيق من مساحة الحرية ويصادر جزءا من الحقوق، ويرجعون سببه -في اعتقادهم- إلى خلط بين أضلاع مثلث بيداغوجي غير مستساغ للرياضة بالسياسة والدين، ونسي القوم أن ما يفعلونه هو خلط مقرف للرياضة بالجهل المركب والماضي الاستعماري.
من الأوجه المشرقة لهذا المونديال مشاركة بعض المنتخبات العربية والإسلامية وما حققته من إنجازات كانتصار السعودية على الأرجنتين، والسينغال على الإيكوادور، وتونس على فرنسا، والمغرب على بلجيكا وكندا…مما أحدث رجة في منطق “دوام التفوق” الذي يعتقده بعض الغرب، انتصار على الأقل في الكرة في انتظار أن يكسر “منطق التفوق” في باقي الميادين.
انتصارات تلتها أفراح واحتفالات في كل بلدان العالم العربي والإسلامي، وإن كانت كل المنتخبات العربية قد أقصيت، ولم يتأهل للدور الثاني إلا المنتخب المغربي الذي حل على رأس المجموعة، وتأهله هذا إنجاز لم يتحقق منذ مكسيكو 1986.
هذا الإنجاز أفرح كل المغاربة وأخرجهم إلى الشوارع يهتفون باسم المنتخب، ويلتمسون منه مواصلة مشوار التفوق، ويستشعرون الاعتزاز بشباب من “الساجدين” و “مرضيين الوالدين”.
فرحة ستنغص قطعا بعد أن يهدأ هدير الاحتفالات، والسبب وضع اجتماعي كارثي عميده وعماده ارتفاع صاروخي للأسعار شل القدرة الشرائية للمواطنين مع انحباس في الأوراش الكبرى: التعليم، والصحة، والتشغيل، والعدل، …
أصل الداء معلوم: تغول المخزن، وفشله في الاختيارات السياسية، ناهيك عن سوء تدبير وضعف حكامة، وتصرف بمنطق الباطرونا، مما حول الشعب إلى زبون لدى حكامه، يبرمجون فرحه ويتحكمون فيه، بل يحتكرون مساحته، تماما مثلما يحتكرون خيرات البلد.
لو أن الشعار الذي تصدح به حناجر الشباب في كل المناسبات الاحتجاجية “يا حكام الهزيمة عطيو للشعب الكلمة” تم تجريبه ولو لمرة واحدة، لاكتشف الجميع أنه مثلما لهذا البلد منتخب مشرف يقوده مدرب من أبناء البلد يحمل نفس جينات المغاربة ، فله أيضا نخب يمكن أن تكون رائدة في كل المجالات شريطة أن يكون لحكامها وحكوماتها صدق انتماء لهذا البلد ورهافة إحساس بنبض أبنائه وبناته.
أيها الأحرار والحرائر اسمحوا لي أن ألتمس باسمكم أن يطوي الفساد والاستبداد رداءهما للتتسع مساحة الفرح