يراها البعض صورةً لمجلداتِ (موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه) وأراها صورةَ ضريحٍ فخمٍ كُتب على شاهده (عبدالولي الشميري).
وأسمع هاتفاً يقول: هذا ضريح المثقف الذي قرر الانتحار بتفجير نفسه وسط سوق التاريخ اليمني وأعلامه ليقتل من قَتل ويجرح من جرح ويشوِّه من شوَّه؟!
وأسأل نفسي: ولِمَ يفعل مثله مثلها؟!
وهو المعلم الأديب الشاعر المثقفالأكاديمي الأمني العسكري البرلمانيالسياسي الديبلوماسي رجل المال والأعمال مالك الشركات التجارية والمؤسسات الثقافيةوصاحب المواقف التي لا تنكر
والذي يعيش خارج الوطن بعيداً عن ضغوط الحرب وإملاءات السياسة
لِمَ يقدم رجل مثله وهو بكامل قدراته العقلية ومقدراته المادية والمعنوية على تفجير نفسه في شعبه بصاعق قلم؟!
أم أنه نُحر ولم ينتحر ؟! فقوّله بعض معاونيه وفريق عمله ما لم يقله في مديح أئمة الإرهاب.
ولِمَ لا؟
رغم استحضار الموسوعة المريب لرابط الزمالة الذي جمع بين المؤلف والهالك حسين بدر الدين الحوثي عند ترجمتها لهذا الأخير -بعد وصفه بالخطيب، الثائر، المثقف بالثقافة القرآنية، المولع بالتعليم التطوعي، وأخذ وتعليم العلوم الشرعية، والمقاومة السياسية- قائلة: (وانتخب عضوا في مجلس النواب ممثلا الدائرة (٩٤) في محافظة صعدة عام ١٤١٤ه - ١٩٩٩م. حيث زامل في هذا المجلس مؤلف هذه الموسوعة)
الأمر الذي يترجح معه اطلاع الدكتور الشميري على هذه الترجمة -الخطيئة- تحديداً وإقراره إياها إن لم يكن هو كاتبها أصلاً.
لا حاجة لجرد حساب المؤلف وتقليب صفحات ماضيه والتنقيب في زواياه لتبرير النقد المشروع لأخطاء وخطايا موسوعته في حق التاريخ اليمني والذاكرة الوطنية.
كما لا داعي للتشكيك في مؤهلاته العلمية أو قدراته الأدبية أو حتى مصادره المالية كحيثيات للحكم على بعض تراجم موسوعته بالقصور أو الضمور أو التشوّه المشهود به من قِبَل موسوعات أعرق وأصدق وأدق مثل (هجر العلم ومعاقله) للمؤرخ الكبير والعلامة النحرير القاضي اسماعيل بن علي الاكوع رحمه الله وهي موسوعة انطلق المؤلف منها واعتمد عليها ولو اكتفى بها عن استبكار ثيِّب المواضيع وحرث محروث التراجم صارفاً جهده وماله إلى ما خرج عنها وزاد عليها زمانا ورجالا لكان أولى.
هذا إن كان مقصوده الترجمة لأعلام اليمن حقاً لا الترويج لحملة علاقات عامة على حساب الحقيقة.
أو التأسيس لشجرة أعلام ورموز أشبه (بالشجرة الهاشمية) التي تباع لكل مشترٍ أو تُهدى لكل مُشترى.
أو التسويق للذات بذكرها بين الأعلام وهذا حق المؤلف لو لم يجعل من نفسه علم الإعلام بترجمة تجاوزت ال 350 سطراً وعلى قاعدة ( من أجل عينك وا حبيب القلب شَكْرِم ألف عين) حيث المؤلف هو المُكْرِم وحبيب القلب معاً.
ولأني أرجح -إحساناً للظن- فرضية نحر المؤلف على فرضية انتحاره. لا بل أرجح أن يكون الرجل قد غُدر به من قبل بعض ثقاته فدُفن حياً تحت ضريح موسوعته.
فإنني أدعو الدكتور عبدالولي الشميري إلى اعتبار كل سطور النقد الموجهة إليه محاولات صادقة لتدمير ضريحه ونبش قبره وتدارك حياته قبل نفاد احتياطي الأوكسجين الجمهوري من جسده وخروج الروح الوطنية إلى باريها