مصطفى النعمان
السبت 2020/02/22 الساعة 11:48 مساءً
منذ البداية كتبت أن اتفاق الرياض لم يكن أكثر من ترحيل أزمة ثم البحث في إمكانية فك أحاجيها اليمنية شديدة الغموض والتعقيد، ولولا الضغط السعودي على الطرفين لما كان ممكنا التوقيع عليه في حفل مهيب..
ثم حصل على دعم إقليمي ودولي كما حدث بعد اتفاق السلم والشراكة الوطنية في 21 سبتمبر 2014م.
عند البحث عن المستفيد من عدم التنفيذ سنجد:
أن الشرعية لا تستعجل الأمر، لأنها لا تريد العودة لمواجهة حاجات الناس، ولا ترغب في شراكة مفروضة عليها مع الانتقالي، والانتقالي ليس راغباً في عودة الحكومة حتى يبدو مسيطراً لوحده على الأرض، ويحاول تثبيت وجوده مع توجيه الاتهام للشرعية برفض التنفيذ.
لكن الانتقالي يرغب في عودتها لتدفع المرتبات ويخلي مسؤوليته عنها، لأنه غير قادر على ذلك.
أيضاً الشرعية تدرك أن التنفيذ يستوجب إنهاء هجرتها وإحداث تغييرات جذرية في هيكلها التنفيذي والعسكري.
في حين يعلم الطرفان أنهما لا يمكن لهما العيش في إطار واحد يجمعهما.
أيضا السعودية الراعي الرسمي غير راغبة في استخدام نفوذها بحده الأقصى ومستمرة بسياسة النفس الطويل، لكنه لن يطول إلى أبد.. وستتحمل المسؤولية في حال الفشل والكلفة في حال التنفيذ.
كم سيحتاج اليمن من الشهداء حتى تتوقف هذه الحرب المجنونة؟!
مخيف أن يصبح عدد القتلى معيارا للوطنية! لأن الوطنية معناها الحياة والأمن والسعادة وهي مفردات لم تعد تعني الكثير لليمني المحاصر والمغترب على حد سواء.
لن ندرك هول حجم الدماء والدمار والأحقاد والكراهية إلا حين تتوقف المدافع!
في الجمهوريات المحترمة لا أحد يبعث برقيات تهنئة للرئيس وخصوصا إذا كان هاربا وعاجزا عن العودة وغير راغب في زيارة وطنه ولم يقدم أي إنجاز يذكره الناس له!
الذين يرفعون آيات الشكر والتبجيل والمديح والنفاق يهبطون أخلاقيا إلى القاع.